المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

حق المساجد
13-5-2016
ان النساء رياحين
2-2-2018
المسلمون غير المؤمنين
29-09-2015
التوزيع الجغرافي للإشعاع الشمسي
22-12-2015
إعجاز القران للرافعي
6-11-2014
الصابرون لهم احسن الاجر
15-11-2014


خبر علي (عليه السلام) في غزوة الحديبية  
  
3518   10:15 صباحاً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص125-126
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-5-2017 3207
التاريخ: 29-01-2015 3579
التاريخ: 2-5-2016 3574
التاريخ: 2024-05-10 803

كانت غرة ذي القعدة سنة ست من الهجرة ؛ خرج النبي (صلى الله عليه واله) في ألف وأربعمائة أو ألف وستمائة أو ألف وخمسمائة وخمسة وعشرين خرج يريد العمرة ولا يريد حربا ولم يخرج بسلام إلا السيوف في القرب .

قال المفيد في الارشاد وكان اللواء يومئذ إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كما كان إليه في المشاهد قبلها وأحرم من ذي الحليفة وساق هو وأصحابه سبعين بدنة وبلغ الخبر قريشا فاجمع رأيهم على صده وعسكروا وأرسلوا خالد بن الوليد في مائتي فارس إلى كراع الغميم ودخل بسر بن سفيان الخزاعي الكعبي مكة فعرف ما يريدون وجاء حتى لقيه وراء عسفان وقدم رسول الله (صلى الله عليه واله) عباد بن بشر أمامه في عشرين فارسا ودنا خالد فقام عباد بازائه وصلى رسول الله (صلى الله عليه واله) بأصحابه الظهر صلاة الخوف وتيامن بأصحابه في طريق تخرجهم على مهبط الحديبية من أسفل مكة من ناحية جدة فرجعت خيل قريش إليهم راكضين ينذرونهم فخرجوا حتى نزلوا مياه الحديبية وترددت الرسل بينهم وبينه فأبوا إلا منعه من دخول مكة فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة قال المفيد في الارشاد وكان من بلاء علي (عليه السلام) في ذلك اليوم عند صف القوم في الحرب والقتال ما ظهر خبره واستفاض ذكره وذلك بعد البيعة التي أخذها النبي (صلى الله عليه واله) على أصحابه والعهود عليهم في الصبر وكان علي  (عليه السلام) المبايع للنساء عن النبي (صلى الله عليه واله) فكانت بيعته لهن يومئذ أن اطرح ثوبا بينهن وبينه ثم مسحه بيده فكانت مبايعتهن للنبي (صلى الله عليه واله) مسح الثوب ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يمسح ثوب علي مما يليه ثم اتفقوا على الصلح والموادعة فأرسلت قريش سهيل بن عمرو وجماعة فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن أبي طالب ليكتب كتاب الصلح فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل لا أعرف هذا ولكن اكتب باسمك اللهم فكتبها ثم قال اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو فقال سهيل لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو فجعل علي يتلكأ ويأبى أن يكتب إلا محمد رسول الله فقال له اكتب فان لك مثلها تعطيها وأنت مضطهد وفي رواية ستدعى إلى مثلها فتجيب وأنت على مضض ؛ إشارة إلى ما وقع يوم الحكمين وهذا يدل على أن ذلك وقع قبل أن يكتب علي محمد رسول الله وفي رواية أنه جرى ذلك بعد ما كتبها وإن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لعلي امح رسول الله فقال علي والله لا أمحوه أبدا فقال أرنيه فأراه إياه فمحاه بيده وقال أنا والله رسول الله وإن كذبتموني وفي إرشاد المفيد فقال له علي انه والله لرسول الله على رغم انفك فقال سهيل اكتب اسمه يمض الشرط فقال له علي ويلك يا سهيل كف عن عنادك فكتب علي هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو واصطلحا على وضع الحرب عشر سنين إلى أن قال : وانك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثا معك سلاح الراكب السيوف في القرب لا تدخلها بغيرها وكتب الكتاب نسختين إحداهما عند النبي (صلى الله عليه واله) والأخرى عند سهيل بن عمرو ونحر رسول الله (صلى الله عليه واله) هديه وحلق ونحر أصحابه وحلق عامتهم وقصر الآخرون قال المفيد في الارشاد فكان نظام تدبير هذه الغزاة متعلقا بعلي (عليه السلام) وكان ما جرى فيها من البيعة وصف الناس للحرب ثم الهدنة والكتاب كله لأمير المؤمنين  (عليه السلام) وكان فيما هيأه الله من ذلك حقن الدماء وإصلاح أمر الاسلام (اه) وكان صلح الحديبية سببا لكثرة المسلمين وإن أجحفت بحقهم ؛ وقد يسأل سائل فيقول ما كان الغرض من عمرة الحديبية والنبي (صلى الله عليه واله) يعلم أو يظن ظنا قريبا من العلم أن قريشا لا تمكنه من دخول مكة وقد تكون الحكمة فيها التمهيد لعقد الهدنة التي كان فيها تقوية المسلمين بعد الحروب التي مضت عليهم والتي صارت سببا لفتح مكة بغير حرب فان قريشا لما خالفت شروط الهدنة بمعاونتها على خزاعة سرا حق للنبي (صلى الله عليه واله) أن يغزو مكة ويفتحها وقريش آمنة غير مستعدة لحربه ولولا الهدنة لكانت دائما في حذر واستعداد والله أعلم ؛ وقد تكون الحكمة أن يظهر للناس ظلم قريش وجورها بصدها عن بيت الله المعظم عند الجمي (عليه السلام) وقد نقم عليهم ذلك الحليس بن علقمة. وقد روى الناس لأمير المؤمنين علي في غزاة الحديبية بعد الذي ذكرنا فضيلتين اختص بهما وانضافا إلى فضائله العظام ومناقبه الجسام فروى إبراهيم بن عمرو عن رجاله عن فائد مولى عبد الله بن سالم قال لما خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) في غزوة الحديبية نزل الجحفة فلم يجد فيها ماء فبعث سعد بن مالك حتى إذا كان غير بعيد رجع سعد بالروايا وقال يا رسول الله ما أستطيع  أن أمضي لقد وقفت قدماي رعبا من القوم فقال له النبي (صلى الله عليه واله) أجلس ثم بعث رجلا آخر فخرج بالروايا حتى إذا كان بالمكان الذي انتهى إليه الأول رجع فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لِم رجعت قال والذي بعثك بالحق نبيا ما استطعت أن أمضي رعبا فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) عليا (عليه السلام) فأرسله بالروايا وخرج السقاة وهم لا يشكون في رجوعه لما رأوا من جزع من تقدمه فخرج علي بالروايا حتى ورد الحرار واستقى ثم أقبل بها إلى النبي (صلى الله عليه واله) ولها زجل فلما دخل كبر النبي (صلى الله عليه واله) ودعا له بخير ؛ قال وفي هذه الغزاة أقبل سهيل بن عمرو إلى النبي (صلى الله عليه واله) فقال يا محمد ان أرقاءنا لحقوا بك فارددهم علينا فغضب رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى تبين الغضب في وجهه ثم قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالايمان يضرب رقابكم على الدين فقال بعض من حضر يا رسول الله فلان ذلك الرجل قال لا قال ففلان قال لا ولكنه خاصف النعل في الحجرة فسار الناس إلى الحجرة ينظرون من الرجل فإذا هو علي (عليه السلام) .

قال وقد روى هذا الحديث جماعة عن علي (عليه السلام) وقالوا فيه إن عليا قص هذه القصة ثم قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . وكان الذي أصلحه علي (عليه السلام) من نعل النبي (صلى الله عليه واله) شسعها فإنه كان انقط (عليه السلام) فخصف موضعه وأصلحه (اه) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.