أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2016
1474
التاريخ: 18-10-2016
1045
التاريخ: 17-10-2016
5285
التاريخ: 2024-04-21
471
|
وكان من دعائه (عليه السلام) متفزّعاً إلى الله (عز وجل):
اللَهُمَّ إنِّي أَخْلَصْتُ بِانْقِطَاعِي إلَيْكَ، وَأَقْبَلْتُ بِكُلِّي عَلَيْـكَ، وَصَـرَفْتُ وَجْهِي عَمَّنْ يَحْتَاجُ إلَى رِفْدِكَ، وَقَلَبْتُ مَسْأَلَتِي عَمَّنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ فَضْلِكَ، وَرَأَيْتُ أَنَّ طَلَبَ الْمُحْتَاجِ إلَى الْمُحْتَاجِ سَفَهٌ مِنْ رَأيِهِ، وَضَلَّةٌ مِنْ عَقْلِهِ، فَكَمْ قَدْ رَأَيْتُ يَـا إلهِيْ مِنْ أُناس طَلَبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِكَ فَذَلُّوا، وَرَامُوا الثَّرْوَةَ مِنْ سِوَاكَ فَافْتَقَرُوا، وَحَاوَلُوا الارْتِفَاعَ فَاتَّضَعُوا، فَصحَّ بِمُعَايَنَةِ أَمْثَالِهِمْ حَازِمٌ وَفَّقَهُ اعْتِبَارُهُ، وَأَرْشَدَهُ إلَى طَرِيقِ صَوَابِهِ بِاخْتِبَارِهِ، فَأَنْتَ يَا مَوْلايَ دُونَ كُلِّ مَسْؤُول مَوْضِعُ مَسْأَلَتِي، وَدُونَ كُلِّ مَطْلُوب إلَيْهِ وَلِيُّ حَاجَتِي، أَنْتَ الْمَخْصُوصُ قَبْلَ كُلِّ مَدْعُوٍّ بِدَعْوَتِي، لاَ يَشْرَكُكَ أَحَدٌ فِي رَجَائِي، وَلاَ يَتَّفِقُ (1) أَحَدٌ مَعَكَ فِي دُعَائِي، وَلاَ يَنْظِمُهُ وَإيَّاكَ نِدَائِي، لَكَ يَا إلهِي وَحْدَانِيَّةُ الْعَدَدِ (2) وَمَلَكَةُ الْقُدْرَةِ الصَّمَدِ، وَفَضِيلَةُ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ، وَدَرَجَةُ الْعُلُوِّ وَالرِّفْعَةِ، وَمَنْ سِوَاكَ مَرْحُومٌ فِي عُمْرِهِ، مَغْلُوبٌ عَلَى أَمْرِهِ، مَقْهُورٌ عَلَى شَأنِهِ، مُخْتَلِفُ الْحَالاَتِ، مُتَنَقِّلٌ فِي الصِّفَاتِ، فَتَعَالَيْتَ عَنِ الأشْبَاهِ وَالاضْـدَادِ وَتَكَبَّـرْتَ عَنِ الأمْثَـالِ وَالأنْدَادِ، فَسُبْحَانَكَ لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ (3).
(1) قوله عليه السلام: ولا يفق أحد
من الوفق بمعنى الموافقة بين الشيئين.
قال صاحب الكشّاف في أساس البلاغة: وفق الأمر يفق كان صواباً موافقاً للمراد، ووفقت أمرك صادفته موافقاً لإرادتك (1).
وقال الفيروزآبادي في القاموس: وفقت أمرك تفق كرشدت صادفته موافقاً (2).
(2) قوله عليه السلام: لك يا إلهي وحدانيّة العدد
إمّا معناه إثبات الوحدة العدديّة لذات (3) القيّوميّة الواحدة الحقّة في الحقيقة الوجوبيّة وبحسبها، أي: لا قيّوم واجب الذات إلّا أنت، لا بالقياس إلى أعداد الوجود وآحاد الموجودات، حتّى يلزم استصحاح أن يطلق على وحدته الحقّة وأحديّته المحضة جلّ سلطانه الوحدة العدديّة، فيقال: إنّه سبحانه واحد، إمّا من آحاد نظام الوجود اثنان، وأنّه اثنين من اثانين الموجودات ثلاثة، وأنّه وثلاثة ما أربعة إلى غير ذلك.
وأمّا مغزاه إفادة أنّ الوحدة العدديّة، ظلّ لوحدته الحقّة الصرفة القيّوميّة ومجعولة لجاعليّته المطلقة وفعّاليّته الإبداعيّة، فسبيل اللام في قوله (عليه السلام): «لك» سبيلها في قوله عزّ كبرياؤه: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 255].
وبالجملة قوله (عليه السلام): «لك يا إلهي وحدانيّة العدد» ليس على موافقة (4) ما قد تواتر وتكرّر في أحاديثهم صلوات الله عليهم، واستبان بالبرهان في علم ما فوق الطبيعة من تنزيه أحديّته الحقّة الوجوبيّة تقدّست أسماؤه عن الوحدة العدديّة التي تكرّرها حقيقة العدد ومعروضها هويّات آحاد عالم الإمكان.
وقد اقترّ في مقارّه أنّ شيئاً ممّا في عوالم الإمكان لا يصحّ أن يوصف بالوحدة الحقيقيّة، بل إنّما الممكن بالذات قصاراة الوحدة العدديّة التي هل ظلّ الوحدة الحقيقيّة، ومرجعها في الحقيقة إلى اتّحاد مّا وتأحّد مّا. ومن تشوّق إلى بسط الكلام هناك، فليراجع تقويم الإيمان والرواشح السماويّة.
(3) قوله عليه السلام في آخر الدعاء: فسبحانك لا إله إلّا أنت
في «خ» زيادة وهي: تعاليت علوّاً كبيراً وأنت أرحم الراحمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. أساس البلاغة: 684.
2. القاموس: 3 / 290.
3. في «س»: لذاته.
4. في «س» و «ط»: مدافعة.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|