المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي
2-5-2017
القول في وصف القرآن وكلامه تعالى
5-08-2015
كيف نحصل على الاتصال الفعّال؟
2024-09-19
صفات الباحث الناجح - حبّ العلم والاطلاع
23-4-2018
Asexual Reproduction
8-12-2015
العلم
24-10-2014


مقتل هاشم المرقال  
  
5031   05:58 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص269-271
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

دفع علي (عليه السلام) الراية إلى هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وكان عليه درعان فقال له علي كهيئة المازح يا هاشم أ ما تخشى من نفسك أن تكون أعور جبانا قال ستعلم يا أمير المؤمنين والله لألفن بين جماجم القوم لف رجل ينوي الآخرة وفي رواية أنه قال له يا هاشم حتى متى تأكل الخبز وتشرب الماء فاخذ رمحا فهزه فانكسر ثم أخذ آخر فوجده جاسيا فألقاه ثم دعا برمح لين فشد به لواءه ولما دفع علي الراية إلى هاشم قال له رجل من بكر بن وائل من أصحاب هاشم أقدم هاشم يكررها ثم قال ما لك يا هاشم قد انتفخ سحرك أ عورا وجبنا ؟ ! قال من هذا قالوا فلان قال أهلها وخير منها إذا رأيتني قد صرعت فخذها ثم قال لأصحابه شدوا شسوع نعالكم وشدوا ازركم فإذا رأيتموني قد هززت الراية ثلاثا فاعلموا ان أحدا منكم لا يسبقني إليها ثم نظر هاشم إلى عسكر معاوية فرأى جمعا عظيما فقال من أولئك قالوا جند أهل المدينة وقريش قال قومي لا حاجة لي في قتالهم قال من عند هذه القبة البيضاء قيل معاوية وجنده قال فاني أرى دونهم اسودة قالوا ذاك عمرو بن العاص وابناه واخذ الراية فهزها فقال له رجل من أصحابه امكث قليلا ولا تعجل فقال هاشم :

قد اكثرا لومي وما اقلا * اني شريت النفس لن اعتلا

أعور يبغي أهله محلا * لا بد ان يغل أو يغلا

قد عالج الحياة حتى ملا * أشلهم بذي الكعوب شلا

وفي رواية أنه قال :

أشلهم بذي الكعوب شلا * مع ابن عم احمد المعلى

فيه الرسول بالهدى استهلا * أول من صدقه وصلى

فجاهد الكفار حتى أبلى

وجعل عمار بن ياسر يتناوله بالرمح ويقول أقدم يا أعور : لا خير في أعور لا يأتي الفزع وكان هاشم عالما بالحرب فيتقدم فيركز الراية فجعل عمرو بن العاص يقول إني لارى لصاحب الراية السوداء عملا لئن دام على هذا ليفنين العرب اليوم فاقتتلوا قتالا شديدا وجعل عمار يقول صبرا عباد الله الجنة تحت ظلال البيض وكان لواء أهل الشام مع أبي الأعور السلمي ولم يزل عمار ينخسه حتى شب القتال وزحف هاشم بالراية يرقل بها ارقالا وكان يسمى المرقال وزحف الناس بعضهم إلى بعض والتقى الزحفان فاقتتل الناس قتالا شديدا لم يسمع الناس بمثله وكثرت القتلى في الفريقين كليهما قال بعض الرواة لما التقينا باهل الشام في ذلك اليوم وجدناهم خمسة صفوف قد قيدوا أنفسهم بالعمائم فقتلنا صفا صفا حتى قتلنا ثلاثة صفوف وخلصنا إلى الصف الرابع ما على الأرض شامي ولا عراقي يولي دبره ؛ ثم إن الأزد وبجيلة كشفوا همدان غلوة حتى الجأوهم إلى التل فصعدوا عليه فشدت عليهم الأزد وبجيلة حتى أجدروهم منه ثم عطفت عليهم همدان حتى الجأوهم إلى أن تركوا مصافهم وقتل من الأزد وبجيلة يومئذ ثلاثة آلاف واقتتل الناس قتالا شديدا لم يسمع بمثله وكثرت القتلى حتى إن كان الرجل لينشد طنب فسطاطه بيد الرجل أو برجله قال الأشعث لقد رأيت أخبية أهل صفين وأروقتهم وما منها خباء ولا رواق ولا فسطاط الا مربوطا بيد رجل أو رجله .

قال الأحنف بن قيس اني لواقف إلى جانب عمار بن ياسر فتقدمنا حتى إذا دنونا من هاشم بن عتبة قال له عمار احمل فداك أبي وأمي ونظر عمار إلى رقة في الميمنة فقال له هاشم رحمك الله يا عمار انك رجل تأخذك خفة في الحرب و اني انما ازحف باللواء زحفا وارجو ان أنال بذلك حاجتي واني ان خففت لم آمن الهلكة وقال معاوية لعمرو بن العاص ويحك ان اللواء اليوم مع هاشم بن عتبة وكان من قبل يرقل به ارقالا وان زحف به اليوم انه لليوم الأطول لأهل الشام وان زحف في عنق من أصحابه اني لاطمع أن يقتطع فلم يزل به عمار حتى حمل فبصر به معاوية فوجه إليه حماة أصحابه وكان في ذلك الجمع عبد الله بن عمرو بن العاص ومعه سيفان قد تقلد واحدا وهو يضرب بالآخر وأطافت به خيل علي فقال عمرو يا الله يا رحمن ابني ابني قال معاوية اصبر اصبر فإنه لا باس عليه فقال عمرو ولو كان يزيد إذا لصبرت ولم يزل حماة أهل الشام يذبون عنه حتى نجا هاربا على فرسه ومن معه ؛ ودعا هاشم بن عتبة في الناس عند المساء الا من كان يريد الله والدار الآخرة فليقبل فشد في عصابة من أصحابه على أهل الشام مرارا فليس من وجه يحمل عليهم الا صبروا له فقال لأصحابه لا يهولنكم ما ترون من صبرهم فما ترون منهم الا حمية العرب وانهم لعلى الضلال وانكم لعلى الحق يا قوم اصبروا وصابروا ثم امشوا بنا إلى عدونا على تؤدة رويدا واذكروا الله ولا يسلم رجل أخاه ولا تكثروا الالتفات وجالدوهم محتسبين حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين فمضى في عصابة من القراء فقاتل قتالا شديدا وهو وأصحابه حتى رأوا بعض ما يسرون به إذ خرج عليهم شاب وهو يقول :

انا ابن أرباب الملوك غسان * والدائن اليوم بدين عثمان

أنبأنا اقوامنا بما كان * ان عليا قتل ابن عفان

ثم شد فلا ينثني بضرب سيفه ثم يلعن ويشتم ويكثر الكلام فقال له هاشم ان هذا الكلام بعده الخصام وان هذا القتال بعده الحساب فاتق الله فإنك راجع إلى ربك فسائلك عن هذا الموقف قال فاني أقاتلكم لان صاحبكم لا يصلي كما ذكروا وانكم لا تصلون وأقاتلكم ان صاحبكم قتل خليفتنا وأنتم وازرتموه على قتله فقال له هاشم ما أنت وذاك انما قتله أصحاب محمد وهم أصحاب الدين وأولي بالنظر في أمور المسلمين وما أظن أن أمر هذه الأمة وامر هذا الدين عناك طرفة عين قط قال الفتى أجل والله لا اكذب فان الكذب يضر ولا ينفع ويشين ولا يزين فقال له هاشم ان هذا الامر لا علم لك به فخله وأهل العلم به قال أظنك والله نصحتني وقال له هاشم واما قولك ان صاحبنا لا يصلي فهو أول من صلى لله مع رسول الله (صلى الله عليه واله) وأفقهه في دين الله وأولاه برسول الله واما من ترى معه فكلهم قارئ الكتاب لا ينامون الليل تهجدا فلا يغررك عن دينك الأشقياء قال الفتى يا عبد الله اني لأظنك امرأ صالحا فهل تجد لي من توبة قال نعم تب إلى الله يتب عليك فإنه يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات فذهب الفتى بين الناس راجعا فقال له رجل من أهل الشام خدعك العراقي قال لا ولكن نصحني وقاتل هاشم قتالا شديدا حتى أتت كتيبة لتنوخ فشدوا على الناس فقاتلهم حتى قتل تسعة نفر أو عشرة وحمل عليه الحارث بن المنذر التنوخي

فطعنه فسقط وبعث إليه علي (عليه السلام) ان قدم لواءك فقال للرسول انظر إلى بطني فإذا هو قد انشق فمر به رجل وهو صريع بين القتلى فقال له اقرأ أمير المؤمنين السلام ورحمة الله وبركاته وقل له أنشدك بالله الا أصبحت وقد ربطت مقاود خيلك بأرجل القتلى فان الدبرة تصبح غدا لمن غلب على القتلى فأخبر الرجل عليا بذلك فسار في بعض الليل حتى جعل القتلى خلف ظهره وكانت الدبرة له عليهم فاخذ الراية رجل من بكر بن وائل ورفع هاشم رأسه فإذا عبيد الله بن عمر قتيلا إلى جانبه فحبا حتى دنا منه فعض على ثديه حتى بينت فيه أنيابه ثم مات هاشم وهو على صدر عبيد الله بن عمر وضرب البكري الذي معه الراية فسقط فرفع رأسه فابصر عبيد الله بن عمر قريبا منه فحبا إليه حتى عض على ثديه الآخر فتبينت أنيابه فيه ومات أيضا فوجدا جميعا على صدر عبيد الله بن عمر هاشم والبكري وفرح أهل الشام بمقتل هاشم فاخذ الراية عبد الله بن هاشم وخطب فقال : يا أيها الناس ان هاشما كان عبدا من عباد الله الذين قدر أرزاقهم وكتب آثارهم واحصى أعمالهم وقضى آجالهم فدعاه الله ربه الذي لا يعصى فاجابه وسلم لأمر الله وجاهد في طاعة ابن عم رسول الله وأول من آمن به وأفقههم في دين الله المخالف لأعداء الله المستحلين ما حرم الله الذين عملوا في البلاد بالجور والفساد واستحوذ عليهم الشيطان فزين لهم الاثم والعدوان فحق عليكم جهاد من خالف سنة رسول الله (صلى الله عليه واله) وعطل حدود الله وخالف أولياء الله فجودوا بمهج أنفسكم في طاعة الله في هذه الدنيا تصيبوا الآخرة والمنزل الاعلى والملك الذي لا يبلى فلو لم يكن ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار لكان القتال مع علي أفضل من القتال مع معاوية ابن آكلة الأكباد فكيف وأنتم ترجون ما ترجون . ولما قتل هاشم جزع الناس عليه جزعا شديدا وأصيب معه عصابة من أسلم من القراء فمر عليهم (عليه السلام) وهم قتلى حوله فقال :

جزى الله خيرا عصبة اسلمية * صباح الوجوه صرعوا حول هاشم

يزيد وعبد الله بشر ومعبد * وسفيان وابنا هاشم ذي المكارم

وعروة لا يبعد ثناه وذكره * إذا اخترطت يوما خفاف الصوارم

وقال عبد الله يرثي أباه هاشما بهذا الرجز :

يا هاشم بن عتبة بن مالك * أعزز بشيخ من قريش هالك

تخبطه الخيلات بالسنابك * في اسود من نقعهن حالك

ابشر بحور العين في الأرائك * والروح والريحان عند ذلك

وقال أبو الطفيل عامر بن واثلة يرثي هاشما :

يا هاشم الخير جزيت الجنة * قاتلت في الله عدو السنة

والتاركي الحق وأهل الظنه * أعظم بما فزت به من منه

صيرني الدهر كأني شنه * يا ليت أهلي قد علوني رنه

من حوبة وعمة وكنه

قال نصر والحوبة القرابة يقال لي في بني فلان حوبة اي قربى .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.