أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-01-2015
3303
التاريخ: 31-01-2015
3599
التاريخ: 31-01-2015
5336
التاريخ: 18-10-2015
3631
|
احتج المأمون العباسي على الفقهاء في فضل علي (عليه السلام) ولم يكن المأمون من اتباع مدرسة اهل البيت (عليه السلام)، ولكن الظرف السياسي الموالي للتشيع في زمانه كان يستدعي ان يحاجج اصحاب المدارس الأخرى بأفضلية اهل البيت (عليه السلام) ومظلوميتهم، وكان هدف ذلك هو امتصاص النقمة السائدة على خلفاء بني العباس من قبل الامة.
قال المأمون لاسحاق بن ابراهيم القاضي: «يا اسحاق، أي الاعمال كانت افضل يوم بعث الله رسوله؟
قلت: الاخلاص بالشهادة.
قال: اليس السبق الى الاسلام؟
قلت: نعم.
قال: اقرأ ذلك في كتاب الله تعالى يقول: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 10، 11] انما عنى من سبق الى الاسلام، فهل علمت احداً سبق علياً (عليه السلام) الى الاسلام؟
قلت: يا امير المؤمنين، ان علياً اسلم وهو حديث السن لا يجوز عليه الحكم، وابو بكر اسلم وهو مستكمل يجوز عليه الحكم.
قال: اخبرني ايهما اسلم قبل؟ ثم اناظرك من بعده في الحداثة والكمال.
قلت: علي اسلم قبل ابي بكر على هذه الشريطة.
فقال: نعم، فاخبرني عن اسلام علي حين اسلم لا يخلو من ان يكون رسول الله (صلى الله عليه واله) دعاه الى الاسلام او يكون الهاماً من الله؟
قال: فاطرقت.
فقال لي: يا اسحاق، لا تقل الهاماً فتقدمه على رسول الله (صلى الله عليه واله)، لان رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يعرف الاسلام حتى اتاه جبرئيل عن الله تعالى.
قلتُ: اجل، بل دعاه رسول الله (صلى الله عليه واله) الى الاسلام.
قال: يا اسحاق، فهل يخلو رسول الله ص) حين دعاه الى الاسلام من ان يكون دعاه بأمر الله او تكلف ذلك من نفسه؟
قال: فاطرقت.
فقال: يا اسحاق، لا تنسب رسول الله الى التكلف، فان الله يقول: {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86].
قلت: اجل يا أمير المؤمنين، بل دعاه بأمر الله.
قال: فهل في صفة الجبار جلّ ذكره ان يكلّف رسله دعاء من لا يجوز عليه حكم؟
قلت: أعوذ بالله.
فقال: أفتراه في قياس قولك يا اسحاق ان علياً اسلم صبياً لا يجوز عليه الحكم، وقد كلف رسول الله (صلى الله عليه واله) دعاء الصبيان الى ما لا يطيقونه فهو يدعوهم الساعة ويرتدون بعد ساعة، فلا يجب عليهم في ارتدادهم شيء ولا يجوز عليهم حكم رسول الله (صلى الله عليه واله) أترى هذا جائزاً عندك ان تنسبه الى الله عزّ وجلّ؟
قلت: أعوذ بالله.
قال: يا اسحاق، فاراك انما قصدت لفضيلة فضل بها رسول الله (صلى الله عليه واله) على هذا الخلق أبانه بها منهم ليعرف مكانه وفضله ولو كان الله تبارك وتعالى امره بدعاء الصبيان لدعاهم كما دعا علياً؟
قلت: بلى.
قال: فهل بلغك ان رسول الله (صلى الله عليه واله) دعا احداً من الصبيان من اهله وقرابته، لئلا تقول ان علياً ابن عمه؟
قلت: لا اعلم، ولا ادري فعل او لم يفعل.
قال: يا اسحاق، أرأيت ما لم تدره ولم تعلمه هل تُسأل عنه؟
قلت: لا.
قال: فدع ما قد وضعه الله عنا وعنك».
تحليل استدلال المأمون:
وفي احتجاج المأمون افكار لابد من عرضها بالشكل التالي:
أ _ انه (صلى الله عليه واله) دعا علياً (عليه السلام) للاسلام بأمر الله.
ب _ ان علياً (عليه السلام) عندما اسلم لم يكن صبياً لا يجوز عليه الحكم.
ج _ ان دعوة علي (عليه السلام) للاسلام كان لفضيلة تخصه (عليه السلام).
د _ ان رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يدعُ احداً من الصبيان من اهله وقرابته الى الاسلام.
ولكن هذا الاحتجاج _ على متانته _ لا يمكن ان يؤخذ على تلك الصورة ما لم يهذّب تهذيباً علمياً. فعلي (عليه السلام) وقت البعثة ليس كبقية الصبيان، بل كان انساناً على اعتاب الرجولة قد امتلأ من علم رسول الله (صلى الله عليه واله)، ورضع من بيت النبوة، واستنشق من عبير الوحي، وكان يسمع الصوت ويرى الضوء قبل الرسالة وجبرئيل في الغار يعلّم رسول الله (صلى الله عليه واله) معاني التوحيد.
وتلك فضيلة عظيمة من فضائل علي (عليه السلام) التي اختص بها دون غيره من الناس. وبكلمة، فقد كان امير المؤمنين (عليه السلام) مؤهلاً _ بفضل التربية النبوية _ لتقبل الاسلام والايمان به لانه كان مؤمناً في الاصل بالتوحيد والعقيدة الابراهيمية. بينما كان الامر يتطلب مع بقية الناس مرحلتين. الاولى: الكفر بالوثنية وترك عبادة الاصنام. والثانية: الايمان بالله الواحد الاحد وبرسالته السماوية الجديدة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|