المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

الشروط التي تتعلق بالدائن.
30-11-2016
اطّلاع لوط (عليه السلام) على الغيب
10-02-2015
Bajan: phonology
2024-04-12
وظائـف القنـاة التـسويقـية
26-3-2019
رعمسيس الثالث والحرب اللوبية الثانية.
2024-10-13
تقسيم البطلان بحسب مراتبه
28-8-2020


دفنه لرسول الله (صلى الله عليه واله)  
  
3543   09:30 صباحاً   التاريخ: 29-01-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص151-156.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-3-2016 3752
التاريخ: 30-01-2015 3523
التاريخ: 29-01-2015 3789
التاريخ: 18-10-2015 3523

روي بأسانيد معتبرة عن سليم بن قيس الهلالي وغيره، عن سليمان والعباس قالا : لما اشتد مرض رسول الله (صلى الله عليه واله)، وكان عنده جماعة من المهاجرين والانصار، وكان قد علم ان امته لا يفون ببيعة علي (عليه السلام) ، قال (صلى الله عليه واله) : ائتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا, فقال الثاني : ان نبيكم ليهجر، وعندنا كتاب الله، لا نحتاج الى كتاب غيره، فوافقه بعض من كان حاضرا، وقالوا : يكفينا كتاب الله، وقال اخرون : ان طاعة رسول الله واجبة، وكثرت الغوغاء بينهم.

فقال النبي (صلى الله عليه واله) : قوموا عني، ثم انه (صلى الله عليه واله) لما قبضه الله اليه واختار له لقاءه، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) أوصى عليا ان لا يلي غسله غيره. فقال : يا رسول الله، من يعينني على ذلك؟ فقال : جبرئيل، فاشتغل علي (عليه السلام) بتجهيزه وتغسيله وتكفينه، فاغتنم الاول والثاني الفرصة، فتركا جنازته (صلى الله عليه واله) وتوجها الى سقيفة بني ساعدة لتمهيد الخلافة.

ثم استقر امر الخلافة لأبي بكر بعد وقوع النزاع والجدال بني المهاجرين والانصار، ولما فرغ علي (عليه السلام) من دفن النبي (صلى الله عليه واله) ورأى نقضهم للبيعة ووثوبهم على مخالفة الله ورسوله، اغتم لذلك، فلما ان كان الليل حمل علي (عليه السلام) فاطمة على حمار، وأخذ بيد ابنيه الحسن والحسين (عليهما السلام)، فلم يدع احدا من أهل بدر من المهاجرين ولا من الانصار الا اتاه في منزله، فذكرهم حقه، ودعاهم الى نصرته، فما استجاب له منهم الا اربعة وعشرون رجلا، فأمرهم ان يصبحوا بكرة محلقين رؤوسهم، معهم سلاحهم ليبايعوه على الموت، فاصبحوا فلم يواف احد منهم الا اربعة سلمان: وأبو ذر، والمقداد، والزبير بن العوام.

وفي رواية : ثلاثة، ثم اتاهم علي (عليه السلام) في الليلة المقبلة فناشدهم، فقالوا : نصبحك بكرة، فما منهم احد اتاه غير الاربعة، ثم اتاهم الليلة الثالثة، فما اتاه غيرهم، فلما راى علي (عليه السلام) غدرهم، وقلة وفائهم، خرج الى المسجد واقام عليهم الحجج الشافية والبراهين الوافية، واما انزل عليه من الآيات القرآنية، وما خصه النبي (صلى الله عليه واله) من الفضائل والفواضل، فقصدوا كلهم بذلك، واعترفوا وقالوا : صدقت يا علي، فلما راى عمر ميل الناس اليه (عليه السلام) وخاف ان يبايعه الناس فرق الناس وأمرهم بالذهاب الى منازلهم، فرجع علي (عليه السلام) الى بيته وأقبل على القران يؤلفه ويجمعه، فلم يخرج من بيته حتى جمعه، وكان في الصحف والشظاظ والأكتاف والرقاع، فلما جمعه كله وكتبه بيده، تأويله وتنزيله، والناسخ منه والمنسوخ، بعث اليه ابو بكر : أخرج فبايع.

فبعث اليه علي (عليه السلام) : اني مشغول، وقد آليت على نفسي يمينا ان لا أرتدي برداء الا للصلاة حتى اؤلف القران وأجمعه، فسكتوا عنه اياما، فجمعه في ثوب واحد وختمه، ثم خرج الى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله)، فنادى علي (عليه السلام) بأعلى صوته : أيها الناس، اني لم أزل منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه واله) مشغولا بغسله، ثم بالقران حتى جمعته كله في هذا الثوب، فلم ينزل الله على رسوله آية منه الا وقد جمعتها، وليست منه اية وقد اقرانيها رسول الله (صلى الله عليه واله)، وعلمني تأويلها.

ثم قال علي (عليه السلام) : لئلا تقولوا غدا : {إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 172].

ثم قال لهم علي (عليه السلام) : لا تقولوا يوم القيامة، اني لم ادعكم الى نصرتي، ولم اذكركم حقي، ولم ادعكم الى كتاب الله من فاتحته الى خاتمته.

فقال له عمر : ما أغنانا بما معنا من القران عما تدعونا اليه، ثم دخل علي (عليه السلام) بيته وقال عمر لأبي بكر : ارسل الى علي (عليه السلام) فليبايع، فانا لسنا في شيء حتى يبايع، ولو قد بايع امناه، فارسل اليه ابو بكر رسولا : ان اجب خليفة رسول الله، فاتاه الرسول، فقال له ذلك، فقال له علي (عليه السلام) : ما أسرع ما افتريتم على رسول الله (صلى الله عليه واله) وجميع المهاجرين والانصار، القريب منهم والبعيد، يعلمون ان رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يجعل خليفة بينكم غيري.

فلما اخبرهم الرسول بذلك، قال أبو بكر : صدق علي (عليه السلام) : لم يجعلني رسول الله (صلى الله عليه واله) خليفة، فغضب عمر ووثب من مكانه، فقال له ابو بكر : اجلس، ثم ارسل اليه مرة ثانية : ان امير المؤمنين ابا بكر يدعوك، فقال علي : سبحان الله، والله ما طال العهد فينسى، والله! انه ليعلم ان هذا الاسم لا يصلح الا لي، ولقد أمره رسول الله (صلى الله عليه واله) ان يسلم علي بأمرة المؤمنين، اما سمعت النبي (صلى الله عليه واله) يقول : علي امير المؤمنين، وسيد المسلمين، وصاحب لواء الغر المحجلين، يقعده الله (عز وجل) يوم القيامة على الصراط، فيدخل أولياءه الجنة، واعداءه النار.

فانطلق الرسول فاخبره بما قال علي (عليه السلام) ، فقام عمر من مكانة وقال : انا اعلم انه لا يستقيم امرنا حتى تقتله، دعني يا أبا بكر اذهب وآتيك برأسه، ثم أرسل ابو بكر الى علي مرة اخرى، فأجابه علي (عليه السلام) : باني مشغول بأنفاذ وصايا حبيبي رسول الله (صلى الله عليه واله).

فلما ايسوا من بيعته اختيارا ارسلوا اليه قنفذا عتيق عمر، وكان رجلا فظا غليظا جافيا من الطلقاء، وارسل معه خالد بن الوليد واعوانا اخرين، وقال لهم : اخرجوا عليا من بيته حتى نأخذ منه البيعة في المسجد، فلما وصلوا الى بيت علي (عليه السلام) لم يتجرأوا على دخول بيت رسول الله (صلى الله عليه واله) بغير اذن، ولم يأذن لهم علي (عليه السلام) ، فرجعوا الى عمر وقالوا : لم يأذن لنا علي، وليس لنا ان ندخل بيت رسول الله (صلى الله عليه واله) بغير اذن. فصاح بهم عمر وقال : لا حاجة لكم بإجازته، وقام عمر معهم، ثم اقبل حتى انتهى الى باب علي (عليه السلام) وفاطمة قاعدة خلف الباب قد عصبت راسها، ونحل جسمها في وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله)، فاقبل عمر حتى ضرب الباب، ثم نادى : يا بن ابي طالب، أفتح الباب.

فقالت فاطمة (عليه السلام) : يا عمر، ما لنا ولك، اما تدعنا وما نحن فيه!

قال : افتحي الباب والا احرقنا عليكم الباب.

فقالت : يا عمر، اما تتقي الله عز وجل، تدخل على أهل بيتي وتهجم على داري! فأبى ان ينصرف، فلم يبال عمر بقولها (عليها السلام) ، فاستدعى بحطب وأحرق الباب ودفعها، فاستقبلته فاطمة (عليها السلام) وصاحت : يا أبتاه، يا رسول الله، فرفع السيف وهو في غمده، فوجأ به جنبها، فصرخت، فرفع السوط فضرب به ذراعها، فصاحت : يا أبتاه، فوثب علي بن ابي طالب وأخذ بتلابيب عمر، ثم هزه فصرعه، ووجأ انفه ورقبته، وهم بقتله، فذكر قول رسول الله (صلى الله عليه واله) وما أوصى به من الصبر والطاعة، فقال : والذي اكرم محمدا بالنبوة – يا بن صهاك – لو لا كتاب من الله سبق، لعلمت انك لا تدخل بيتي، فارسل عمر يستغيث، فاقبل الناس حتى دخلوا الدار، وسل خالد بن الوليد السيف ليضرب به عليا (عليه السلام) ، فحمل عليه (عليه السلام) بسيفه، فاقسم على علي فكف، وأقبل المقداد وسلمان وأبو ذر وعمار وبريدة الاسلمي حتى دخلوا الدار اعوانا لعلي (عليه السلام) حتى كادت تقع فتنة، فمنعهم علي (عليه السلام) وقال : دعوهم واياي، فان الله امرني ان لا اجاهدهم في هذا الوقت، فالقوا في عنقه حبلا ليخرجوه الى المسجد، فحالت بينه وبينهم فاطمة (عليه السلام) عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون.

وفي رواية اخرى : ضربها عمر بالسوط، فماتت حين ماتت وأن في عضدها مثل الدملج، من ضربته لعنه الله، ومع ذلك فهي (عليها السلام) لم تدعهم يذهبوا بعلي (عليه السلام) حتى عصروها وراء الباب، فألقت ما في بطنها من سماه رسول الله (صلى الله عليه واله) محسنا حتى ماتت (عليها السلام) مما اصابها.

وفي رواية اخرى : ان المغيرة بن شعبة (لعنه الله) بأمر من عمر دفع الباب على بطنها حتى القت محسنا، فاخرج علي (عليه السلام) الى المسجد وتبعه الناس، واتبعه سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وبريدة، وهم يقولون : ما أسرع ما خنتم رسول الله (صلى الله عليه واله) وأخرجتم الضغائن التي في صدوركم.

وقال بريدة بن الحصيب الأسلمي : يا عمر، اتيت على أخي رسول الله ووصيه وعلى ابنته فتضربها، وانت الذي تعرفك قريش بما تعرفك به، فرفع خالد بن الوليد السيف ليضرب بريدة وهو في غمده، فتعلق به عمر ومنعه من ذلك، فانتهوا بعلي الى أبي بكر ملببا، فلما نظر اليه ابو بكر صاح : خلوا سبيله.

فقال (عليه السلام) : ما أسرع ما توثبتم على أهل بيت نبيكم يا أبا بكر؟ بأي حق، وبأي ميراث، وبأي سابقة تجذب الناس الى بيعتك؟ الم تبايعني بالأمس بأمر رسول الله (صلى الله عليه واله)؟!

فقال عمر : دع هذا عنك يا علي، فوالله ان لم تبايع لنقتلنك.

فقال علي (عليه السلام) : اذا والله أكون عبد الله وأخا رسول الله المقتول.

فقال عمر : اما عبد الله المقتول فنعم، واما اخو رسوله فلا.

فقال علي (عليه السلام) : اما والله لولا قضاء من الله سبق وعهد عهده الي خليلي لست اجوزه لعلمت اينا اضعف ناصرا، واقل عددا، وابو بكر ساكت لا يتكلم، فقام بريدة فقال : يا عمر، الستما اللذين قال لكما رسول الله (صلى الله عليه واله) : انطلقا الى علي فسلما عليه بإمرة المؤمنين، فقلتما : أعن امر الله وامر رسوله؟ فقال : نعم، فقال ابو بكر : قد كان ذلك يا بريدة، ولكنك غبت وشهدنا، والامر يحدث بعده الامر، فقال عمر : ما أنت وهذا يا بريدة، وما يدخلك في هذا؟ قال بريدة : والله! لا سكنت في بلدة انتم فيها امراء، فامر به عمر فضرب واخرج، ثم قام سلمان فقال : يا ابا بكر، اتق الله وقم عن هذا المجلس، ودعه لأهله يأكلوا به رغدا الى يوم القيامة، لا يختلف على هذه الامة سيفان، فلم يجبه ابو بكر، فأعاد سلمان فقال مثلها، فانتهره عمر، وقال : مالك ولهذا الامر وما يدخلك فيها ههنا، فقال : مهلا يا عمر، قم يا أبا بكر عن هذا المجلس ودعه لأهله يأكلوا به –والله- خضرا الى يوم القيامة، وان ابيتم لتجلبن به دما، وليطمعن فيها الطلقاء والطرداء والمنافقون، والله! اني لو اعلم اني ادفع ضيما او اعز الله دينا لوضعت سيفي على عاتقي، ثم ضربت به قدما، اتثبون على وصي رسول الله (صلى الله عليه واله)، فابشروا بالبلاء، واقطنوا من الرخاء ثم قام ابو ذر والمقداد وعمار فقالوا لعلي (عليه السلام) : ما تأمر، والله! ان امرتنا لنضربن بالسيف حتى نقتل.

فقال علي (عليه السلام) : كفوا رحمكم الله، واذكروا عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) وما اوصاكم به، فكفوا.

فقال عمر لأبي بكر وهو جالس فوق المنبر : ما يجلسك فوق المنبر وهذا جالس محارب لا يقوم فيبايعك، أو تأمر به فنضرب عنقه، والحسن والحسين قائمان على راس علي (عليه السلام) ، فلما سمعا مقالة عمر بكيا ورفعا اصواتهما : يا جداه، يا رسول الله، فضمهما علي (عليه السلام) الى صدره وقال : لا تبكيا، فوالله لا يقدران على قتل ابيكما، هما اذل واقل وأدخر من ذلك، واقبلت ام ايمن النوبية حاضنة رسول الله (صلى الله عليه واله) وام سلمة فقالتا : يا عتيق، ما أسرع ما ابديتم حسدكم لآل محمد، فامر بهما عمر ان تخرجا من المسجد، وقال : ما لنا وللنساء، ثم قال : يا علي، قم بايع، فقال علي (عليه السلام) : ان لم افعل، قال : اذا والله يضرب عنقك، قال : كذبت والله يا بن صهاك لا تقدر على ذلك، انت الام واضعف من ذلك، فوثب خالد بن الوليد واخترط سيفه، وقال : والله لئن لا تفعل لأقتلنك، فقام اليه علي (عليه السلام) وأخذ بجامع ثوبه، ثم دفعه حتى القاه على قفاه، ووقع السيف من يده، فقال عمر : قم يا علي بن ابي طالب فبايع، قال : فان لم افعل، قال : اذا والله نقتلك، واحتج عليهم علي ثلاث مرات ثم مد يده من غير ان يفتح كفه، فضرب عليها ابو بكر ورضي بذلك، ثم توجه الى منزله وتبعه الناس.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.