المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24
الكاهن الأعظم «لآمون» (رعمسيس نخت) وأسرته
2024-11-24
نقل تماثيل الملك «رعمسيس الرابع»
2024-11-24

خطوات التخطيط الإعلامي- تحديد الوقت والجدولة
13-9-2020
هل الحشرات حساسة للمس؟
9-2-2021
Uses of Cresylic Acid
8-8-2017
الغلاف الغازي لكوكب المشتري
20-11-2016
خريطة اوربا السياسية بعد الحرب العالمية الأولى
1-11-2016
المواقع اللاصقة Cohesive Sites
22-11-2017


أخبار للمقري عن ابن شاطر  
  
1213   01:14 صباحاً   التاريخ: 2023-09-27
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج5، ص:270-273
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27/11/2022 1188
التاريخ: 2024-10-28 280
التاريخ: 14-8-2022 2503
التاريخ: 2024-02-22 868

أخبار للمقري عن ابن شاطر

ومنها: قلت لابن شاطر يوماً (1) : كيف حالك فقال: محبوس في الروح، وصدق لأن الدنيا سجن المؤمن، ولا مخلص له من حبسه إلا بمفارقة نفسه.

وقال: سألت ابن شاطر عن معنى قول ابن الفارض:

فلم أله باللاهوت عن حكم مظهري (2) ... ولم أنس بالناسوت موضع حكمتي

فقال: يقول ما أنا بالحلاج ولا ببلعام، ثم قال مولاي الجد بعد هذا الكلام ما صورته: قلت: وهذا هو الإنسان على الكمال والتمام، ولقد سمعته يقول في الحلاج: نصف إنسان، يشير إلى البيت.

وقال أيضاً رحمه الله تعالى: سمع ابن شاطر إنساناً يقول: الجنة رخيصة، فقال: كيف تكون رخيصة والله عز وجل يقول " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " انتهى. ثم قال مولاي الجد بأثر هذا الكلام: قلت: ما الأنفس والأموال في جنب ما فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لا سيما وفوق هذه الحسنى زيادة الإكرام بالنظر والرضا.

وقال أيضاً: قيل لابن شاطر: صف لنا الدنيا، فقال: " كسراب بقيعة " الآيتين، فبلغ ذلك أبا زيد ابن الإمام، فأنكر عائباً لاستحسان سامعه، تالياً " يحرفون الكلم عن مواضعه " ولقد أصيب المتعسف بأدهى منها وأمر، فإنه أفحم يوماً ببعض أهل النظر فتلا عليه " فبهت الذي كفر " على أن له أن يقول: لم أخرج الآية عن مرادها، فالبهت من انقطاع المعاند، والكفر من جحد الجاحد، ولنا أن نقول: التحريف المذموم هو التحويل للإبطال وليس هذا في قصد الممثل الأول بالمثال؛ انتهى.

وهذا كله على مذهب جمهور المالكية في منع الاقتباس، وللكلام على ذلك موضع غير هذا، فليراجع في كتب البيان وغيرها.

وقال رحمه الله تعالى: حدثت أن المتوكل على الله أبا عنان رحمه الله تعالى أعطى ابن شاطر ألف دينار ليحج بها، فمر بها على تلمسان، فصار يدفع منها شيئاً فشيئاً للمتفرجين بغدير الوريط شرقي عباد تلمسان العلوي، إلى أن نفذت، فلما ورد السلطان أبو عنان تلمسان لقيه بسوق العطارين من منشر الجلد، فقال له: يا سيدي أبا عبد الله حج مبرور، فقال له: إذا جهلت أصل المال فانظر مصارفه، ويأبى الله إلا أن ينفق الخبيث في مثله، فضحك السلطان وانصرف؛ انتهى.

وكان (3) لابن شاطر هذا عجائب، ولم يكن مخلاً بشيء من الحقوق الشرعية، وكان معتقداً عند أهل وقته، وكان السلطان أبو عنان على فقهه يعظمه ويصله ويسلم له، وبات عنده ليلة بقصره، وكان يدخل القصر، ولا تحتجب منه الجواري، وقال له: أتبول في قبة مولانا فقال لها: إن قبة مولانا الخضراء أعظم من هذه، وأنا أفعل تحتها ما هو أفظع من البول، وما انتهرني قط، فذكرت ذلك الجارية للسلطان، فضحك وعلم أنه يريد السماء. وكان يكتب القرآن والعمدة ولا يغلق حرفاً مجوفاً فإذا غلب على ذلك أصلحه، حتى حكي أنه سافر لإصلاح حرف مجوف أغلقه سهواً من نسخة كان باعها، ولم يتذكر ذلك حتى سافر مشتريها، فما رجع حتى جدده.

وحكى الشيخ أبو القاسم ابن داود الفخار السلوي أن الشيخ أبا عبد الله الشريف التلمساني صاحب " المفتاح في أصول الفقه " وشارح " الجمل الخونجية " المتوفى عام اثنين وسبعين وسبعمائة دفين المدرسة اليعقوبية من تلمسان المحروسة افتتح شرح العمدة بما نصه: اللهم احمد نفسك عمن أمرته أن يتخذك وكيلاً، حمداً عائداً منك إليك، متحداً بك، دائماً بدوام ملكك، لا منقطعاً ولا مفصولاً، قال: فقال لي أبو عبد الله ابن شاطر: ما هو انفصال عالم الملك فقلت له: بالضرورية الوقتية، فقال لي: ما أجهلك! وأجهل سيدك أبا عبد الله! وأجهل ابن سودكين (4) الذي أخذ من كتابه هذا الحمد! إذ قال لا منقطعاً ولا مفصولاً بعد قوله بدوام ملكك وهو بالضرورية الوقتية، وهي منقطعة، فهلا قال: دائماً بدوام قيوميتك، وعظيم قدرك، ومجدك الأعلى، وسبحات وجهك الأكرم، لا منقطعاً ولا مفصولاً، فبلغ ذلك أبا عبد الله الشريف، فبدله؛ انتهى. وأخبار ابن شاطر كثيرة، وقد مر ذكره في كلام مولاي الجد رحمه الله تعالى، وسيأتي ما ذكره لسان الدين به في الإحاطة.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مر هذا، انظر ما تقدم ص: 248.

(2) ق: منطقي.

(3) ق: وذكر.

(4) إسماعيل بن سودكين (ق: شودكين) النوري (- 640) تلميذ ابن عربي وشارح كتبه.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.