أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-13
1475
التاريخ: 2024-10-28
139
التاريخ: 2024-11-04
59
التاريخ: 27-08-2015
4074
|
العبادة الخالصة والتقوى
إن الباري عز وجل يقبل العبادة الخالصة، ويرد تلك العبادة المشوبة وغير الخالصة. والقرآن الكريم يشير أحيانا إلى العبادة والخلوص فيها في جملة واحدة، فيقول: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 3] ؛ فالدين الذي يكون لله لابد أن يكون خالصا له، ولا يكون لغيره موطئ قدم فيه. إذن، لو تسرب الشرك - جليه أو خفيه - إلى العبادة فلن تمهد الأرضية للتقوى على الإطلاق.
وأحياناً أخرى يشخص القرآن هذا المعنى من خلال جملتي النفي والإثبات؛ فيقول: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } [النور: 55] ؛ فالذين وعدهم الله سبحانه وتعالى بحكومة الاستخلاف في الأرض إذا استلموا مقاليد هذه الحكومة، أقاموا الدين الخالص؛ أي إنهم سوف يعبدون الله ولا يجعلون له من شريك. وكلمة (شيئا) هي نكرة، والنكرة بعد النفي تفيد العموم وتنفي كل شريك.
في الحقيقة لا يشكل مضمون هاتين الجملتين مبحثين منفصلين كي يكون أحدهما حول اجتناب الشرك، والثاني بخصوص أصل العبادة. ولهذا السبب فقد جاءت جملة (لا يشركون بي شيئاً) من دون حرف عطف لتكون متممة لجملة يعبدونني. إذن، فمن ناحية نرى أن النكرة جاءت في سياق النفي، فهي تنفي جميع الشركاء، ومن ناحية أخرى لم يأت حرف العطف بين الجملتين، لذا يصبح من الجلي ان نفي الشرك ليس منفصلاً عن العبادة، بل يدخل في قوامها؛ بمعنى أن العبادة هي تلك التي لا سبيل للشرك إليها.
فبنفس النسبة التي تكون العبادة فيها خالصة تزداد ثمارها، وإن أرقى مراتب الخلوص، هي أن لا يكون في قلب العابد أحد سوى الله؛ فالإمام جعفر الصادق (عليه السلام)يقول في القلب السليم: هو القلب الذي ليس فيه إلا ذكر الله: (القلب السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه)(1)، وهذه اسمى درجات الخلوص. كما ويقول هذا الامام نفسه: «ما أنعم الله عز وجل على عبد، أجل من أن لا يكون في قلبه مع الله تعالى غيره»(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1.الكافي، ج2، ص16؛ وبحار الأنوار، ج67، ص239.
2. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري، (صلى الله عليه واله وسلم)262؛ وبحار الأنوار،ج67، ص198.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|