المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24
سبب نزول الآية 122 من سورة ال عمران
2024-11-24
أقسام الغزاة
2024-11-24
سبب نزول الآية 86-89 ال عمران
2024-11-24
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24



مواصفات المؤمن في نظر علي بن أبي طالب (عليه السلام) / الحزم في الأمور  
  
1604   02:20 صباحاً   التاريخ: 2023-08-29
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 351 ــ 353
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2017 2500
التاريخ: 4-1-2017 2110
التاريخ: 24-2-2021 2380
التاريخ: 21-8-2022 1504

قوله (عليه السلام): (وَحَزْماً في لين):

الحزم في الأمور الدنيوية والتثبت فيها ممزوجاً باللين للخلق وعدم الفظاظة عليهم كما في المثل: لا تكن حلواً فتسترط ولا مراً فتلفظ.

وهي فضيلة العدل في المعاملة مع الخلق، وقد علمت أن اللين قد يكون للتواضع المطلوب بقوله: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215]، وقد يكون عن مهانة وضعف يقين.

والأول: هو المطلوب وهو المقارن للحزم في الدين ومصالح النفس.

والثاني: رذيلة ولا يمكن معه الحزم لانفعال المهين عن كل جاذب (1)

جاء في الحديث عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ (2) بْنِ غَالِبٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام)، قَالَ: يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ فِيهِ ثَمَانِي (3) خِصَالٍ: وَقُوراً عِنْدَ الْهَزَاهِزِ (4)، صَبُوراً عِنْدَ الْبَلَاءِ، شَكُوراً عِنْدَ الرَّخَاءِ، قَانِعَاً بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ، لَا يُظْلِمُ الْأَعْدَاءَ، وَلَا يَتَحَامَلُ (5) لِلْأَصْدِقَاءِ (6) بَدَنْهُ مِنْهُ فِي تَعَبٍ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ.

إِنَّ الْعِلْمَ خَلِيلُ الْمُؤْمِنِ، وَالْحِلْمَ وَزِيرُهُ، وَالْعَقْلَ (7) أَمِيرُ جُنُودِهِ، وَالرِّفْقَ أَخُوهُ، وَالْبِرَّ (8) وَالِدُهُ (9).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ شرح نهج البلاغة (ابن ميثم)، ج 3 صفحة 420.

2ـ بسند آخر صحيح عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن عبد الله بن غالب. ورواه الصدوق في الأمالي، ص 474، المجلس 86، ح 17، والخصال، ص 406، ح 1، وفيهما أيضاً (عبد الله بن غالب).

والظاهر - في بادئ الرأي - وقوع التحريف في أحد العنوانين، وبما أن عبد الملك بن غالب لم نجد له ذكراً في كتب الرجال والأسناد - في غير سند هذا الخبر - تميل النفس إلى القول بصحة عبد الله بن غالب، كما قال به في معجم رجال الحديث ج 4، ص 460؛ لأنه هو المترجم في الكتب والمذكور في الأسناد.

لكن هذا القول أيضاً يواجه إشكالا، وهو أن عبد الله بن غالب روى الحسن بن محبوب كتابه، وأكثر رواياته أيضاً قد وردت عن ابن محبوب بلا واسطة. فيستبعد جداً رواية ابن محبوب عنه بالتوسط، أضف إلى ذلك أنا لم نجد رواية جميل بن صالح عن عبد الله بن غالب في غير سند هذا الخبر. راجع رجال النجاشي، ص 222، الرقم 582، معجم رجال الحديث، ج 10، ص 487 – 488.

هذا، وقد ذكر الأستاذ السيد محمد جواد الشبيري - دام توفيقه - في تعليقته على السند، احتمالا آخر؛ وهو كون الصواب عبد الملك بن عمرو - بدل عبد الملك بن غالب - فَصُحف عمرو بـ (غالب) ثم صحّحوا عبد الملك بن غالب بعبد الله بن غالب ثم انتشرت نسخة عبد الله بن غالب في كتب الصدوق وموضع من الكافي. يؤيد ذلك رواية جميل بن صالح عن عبد الملك بن عمرو في بعض الأسناد. راجع: معجم رجال الحديث، ج 11، ص 411 – 412.

ثم اعلم أنه قد ورد الخبر في أعلام الدين، ص 109، نقلاً من كتاب المجالس للبرقي، عن عبد الله بن يونس عن أبي عبد الله (عليه السلام) انظر: هامش الكافي.

3ـ في الوافي والوسائل والبحار والكافي، ح 2281، والأمالي والخصال وتحف العقول: (ثمان).

4ـ (الهزاهز): الفتن يهتز فيها الناس. المصباح المنير، ص 637 (هزز).

5ـ تحامل في الأمر، وبه: تكلّفه على مشقة، وعليه: كلّفه ما لا يطيق. القاموس المحيط، ج 2، ص 1306، (حمل). وتحامل عليه أي مال. الصحاح، ج 4، ص 1677. (حمل) والمعنى على الأول: أنه لا يتحمل الوزر لأجل الأصدقاء أو لا يتكلف لهم وقيل غير ذلك. وعلى الأخير يكون المعنى: لا يميل على الناس لأجلهم، كأن يشهد لهم بالزور، أو يكتم الشهادة لرعايتهم، أو يسعى لهم في حرام. راجع: شرح المازندراني، ج 8، ص 140؛ الوافي، ج 4، ص 158، مرآة العقول، ج 7، ص 292.

6ـ في نسخة (بر) + (و). وفي تحف العقول: (لا يتحمل الأصدقاء).

7ـ في الوافي والكافي، ح 2281، والأمالي والخصال وتحف العقول: (الصبر).

8ـ في الكافي، ح 2281، والأمالي والخصال وتحف العقول: (اللين). وفي الوافي: (البر - خ ل – اللين).

9ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 120، رقم 1539، وفي الطبع القديم ج 2، ص 47، الأمالي للصدوق، ص 592، المجلس 86، ح 17، والخصال، ص 406، باب الثمانية، ح 1، بسندهما عن أحمد بن محمد بن عيسى في الأمالي: - (بن عيسى)، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن عبد الله بن غالب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب المؤمن وعلاماته وصفاته، ح 2281، بسنده عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن عبد الله بن غالب، عن أبي عبد الله (عليه السلام). وفي الفقيه، ج 4، ص 352، ضمن الحديث الطويل 5762، والخصال، ص 406، باب الثمانية، ح 2، بسند آخر عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآبه)، إلى قوله: (والناس منه في راحة) مع اختلاف يسير الوافي، ج 4، ص 158، ح 1748؛ الوسائل، ج 15، ص 185، ح 20235، البحار، ج 67، ص 268، ح 1. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.