المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06

قاعدة الصمام base, valve
4-1-2018
آثار إضمار البغض للمؤمنين
2024-09-14
وفاة المستظهر بــالله
19-1-2018
المتعة وسوء الاستفادة
28-8-2017
hard consonant
2023-09-16
قضاء الإمام علي (عليه السلام) في أيام خلافته
2024-02-24


سوء التربية والقلق  
  
1143   10:34 صباحاً   التاريخ: 2023-08-27
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص182ــ185
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-6-2020 2578
التاريخ: 14-2-2022 1866
التاريخ: 27-12-2021 2222
التاريخ: 12-7-2018 2083

الطفل الذي يربى في كنف أبويه قاسيين صارمين يحقرانه ويهينانه ويحطان من قدره طوال فترة الطفولة، ويعيش حالة مستمرة من الخوف من التوبيخ والملامة أو التعذيب والضرب أحيانا ، ولم يحظ بمحبة ابويه وتشجيعهما له ، فإنه يكون طفلا قلقاً متوتراً مضطرب البال ، ويعيش على الدوام أسير عقدة الحقارة .

وحينما يكبر هذا الطفل وتكبر معه هذه العقدة وتلك الذكريات المؤلمة ، يبقى أسير القلق والخوف، فهو يخشى الاختلاط بالناس لتصوره أنه لن يلاقي وسط الناس أفضل مما قاساه وسط أسرته من توبيخ وملامة وقسوة وتعذيب وآلام ، لذا فمن الأفضل له حسب رأيه أن يتجنب الاختلاط بالناس قدر استطاعته لكي لا يواجه مصائب وويلات جديدة .

أعراض الخوف:

ومما لا شك فيه أن جانباً من مخاوف الشباب وهواجسهم ناجم عن الأساليب التربوية التعسفية التي ينتهجها الأبوان بحق أبنائهم مما يجعل منهم أفراداً جبناء ضعيفي الإرادة والشخصية. ويمكن ملاحظة آثار الاضطراب والقلق وعدم الثقة بالنفس في حركات مثل هؤلاء الشباب وأفعالهم وسلوكهم وأقوالهم، وإن لم يبادروا إلى معالجة أنفسهم مما يعانونه فسيبقون على ما هم عليه طوال العمر.

«يعتقد «آلرز» بأن الخوف يظهر بصور مختلفة إما بشكل مكشوف أو مخفي في السلوك غير الطبيعي للإنسان. ويعتقد غالبية علماء النفس أن من مسببات الخوف التلعثم في النطق والتبول اللاشعوري وكثرة الكوابيس والمنامات المزعجة أو الحركات الانفعالية العصبية» .

«فالخوف والاضطراب هو أساس جميع الحالات العصبية ، كما أنه أساس أغلب الأمراض العقلية والنفسية. وإضافة إلى هذه الأمراض فإن الخوف يبث في الإنسان روح الحسد والخجل ، وهذان العاملان يتسببان في عذاب ضمير الإنسان طوال حياته»(1).

إن للتشتت الفكري والاضطراب النفسي لكل إنسان وكذلك للاستقرار الفكري والنفسي أثر مباشر على سائر قوى الإنسان الجسمانية لا سيما النطق والتعبير، بمعنى أن حديث كل إنسان يدل بكمّه ونوعه على وضعه الباطني وحالته النفسية.

قال امير المؤمنين علي (عليه السلام) : بيان الرجل ينبىء عن قوة جنانه(2).

«المصاب بهذا المرض النفساني تراه إما يثرثر في الكلام ويتكلم بسرعة وإما يجد مشقة في العثور على كلمات يربطها ببعضها البعض لتكون جملاً ، أو أنه يبعث على ملل الحاضرين بكلمات طوال جوفاء إستعراضية ، بينما الفرد السليم يتكلم دائماً بشكل طبيعي ومنطقي دون أن يتجاهل مشاعر الآخرين».

«ومن هنا جاء اهتمام الأطباء النفسيين بطريقة الكلام عند الإنسان ، فهم يعتقدون بأن هناك علاقة مباشرة بين الفكر والبيان ، وحسن البيان دليل على سلامة الفكر»(3).

_______________________________

(1) علم نفس النمو، ص238.

(2) غرر الحكم؛ ص343.

(3) سلامة الروح، ص 16. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.