أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-03
209
التاريخ: 16-3-2022
1509
التاريخ: 2023-08-19
1392
التاريخ: 4-08-2015
3888
|
ستنال إيران وشعبها الحظ العظيم والشرف الكبير في عملية التمهيد لعصر ظهور صاحب العصر والزمان عجل اللّه فرجه الشّريف . وأشارت الروايات والأحاديث إلى الدور الهام الذي يقوم به الإيرانيون في مساندة ومواكبة حركة ظهوره عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، وكذلك سيكون لها السهم الأوفر في انتساب الكثير من قادة جيش الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إليها ، وفي طليعة هؤلاء القائد الخراساني والفتى التميمي شعيب بن صالح الذين يبدأون بتحريك مسيرتهم نحو الإمام عليه السّلام فور سماعهم بنبأ ظهوره من مكة المكرمة .
فليس عجيبا أن نرى ونقرأ المدح الكبير للإيرانيين في الأحاديث الشريفة المعبر عنهم بتعابير مختلفة مثل :
( أهل المشرق الموطنون للمهدي ، وقوم سلمان ورايات المشرق ، وأصحاب الرايات السود ، والخراسانيون . . . ) .
وتذكر الأحاديث أيضا أسماء عدد كبير من قادتهم ومنهم :
الهاشمي الخراساني الزعيم السياسي الذي بكفه اليمنى خال ، وشعيبا بن صالح الفتى الأسمر - التميمي - قائد قواتهم الذي يجعله الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف قائدا لقواته ، وكنوز الطالقان ، وهم شباب ورجال يخرجون من مدينة طالقان في إيران .
ووصفت الروايات أصحاب المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف - الإيرانيون - بأنهم من كنوز اللّه ، وأنهم عرفوا اللّه حق معرفته ، وأشارت إلى مدى قوة صلابتهم العقائدية والعسكرية ، وحبهم وطاعتهم وانقيادهم للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
ونظرا لكثرة ما ورد من مديح وثناء لأهل إيران في عصر ما قبل الظهور وما بعده ، نرى من المفيد الإشارة إلى بعض ما ورد في هذا الشأن في تفسير آيات الكتاب العزيز ، وفي الأحاديث والروايات الشريفة :
قال صاحب الميزان :
« . . . في الدر المنثور : أخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، والترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، والبيهقي في الدلائل عن أبي هرير قال : تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هذه الآية : وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ[1].
فقالوا : يا رسول اللّه من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا ؟ فضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على منكب سلمان ثم قال : « هذا وقومه ، والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثّريّا لتناوله رجال من فارس ، وروي بطرق أخرى عن أبي هريرة مثله . وكذا عن ابن مردويه عن جابر مثله »[2].
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : كنا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فأنزلت سورة الجمعة فتلاها حتى بلغ : وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ فقال له رجل : من هؤلاء الذين لم يلحقوا بنا ؟ فلم يكلّمه ، قال أبو هريرة : وكان سلمان الفارسي فينا فوضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يده على سلمان وقال :
« والذي نفسي بيده لو كان الإيمان بالثّريّا لتناوله رجل من هؤلاء »[3].
ونكتفي بهذا القدر لننقل الكلام إلى الأحاديث الشريفة الواردة في مدح الإيرانيين لما فيها من تفصيل ما أجمله الكتاب الكريم .
روى مسلم في صحيحه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :
« لو كان الدين عند الثّريّا لذهب إليه رجل - أو قال رجال - من أبناء فارس حتى يتناولوه »[4].
وروى أحمد في مسنده عن العباس بن سهيل بن سعد الساعدي ، عن أبيه قال : كنت مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالخندق ، فأخذ الكرزين فحفر به فصادف حجرا فضحك ، قيل : ما يضحكك يا رسول اللّه ؟ قال :
« ضحكت من ناس يؤتى بهم من قبل المشرق في النكول[5] يساقون إلى الجنة »[6].
وعن سبب تسمية قم روى عفّان البصري ، عن الإمام الصادق عليه السّلام قال :
قال لي :
« أتدري لما سمي قم ؟ قلت : اللّه ورسوله وأنت أعلم ، قال : إنما سمي قم لأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ويقومون معه ويستقيمون عليه وينصرونه »[7].
وعنه عليه السّلام في مدح أهل قم يقول :
« تربة قم مقدسة وأهلها منا . . . أما إنهم أنصار قائمنا ودعاة حقنا . . . »[8].
وأيضا عنه عليه السّلام قال :
« . . . سيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة على الخلائق ، وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها . . . »[9].
ونختم الكلام في أحاديث مدح أهل قم بما رواه صفوان بن يحيى بن بياع السابري قال : كنت يوما عند أبي الحسن عليه السّلام فجرى ذكر قم وأهله وميلهم إلى المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، فترحّم عليهم وقال :
« رضي اللّه عنهم ، ثم قال : إن للجنة ثمانية أبواب ، وواحد منها لأهل قم ، وهم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد ، خمّر اللّه تعالى ولايتنا في طينتهم »[10].
والدور البارز والأعمال المهمة التي يقوم بها الإيرانيون والنتائج الصادرة عن تحركاتهم في ظل مواكبتهم لحركة الظهور المقدس يمكن اختصارها في ضمن النقاط التالية :
أولا : بداية تحرك الشعب المجاهد في إيران على يد رجل من أهل قم إلى الفترة التي يدخلون فيها في حرب ضد أعدائهم .
ثانيا : دخولهم في حرب طويلة بقيادة الخراساني .
ثالثا : ظهور أنصار المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في طالقان والمعبّر عنهم في الروايات ب « كنوز الطالقان » .
رابعا : تحركات أصحاب الرايات السوداء وأهل المشرق .
خامسا : بروز دور القادة الإيرانيين : الخراساني وشعيب بن صالح .
سادسا : وصول الإيرانيين ولقائهم بالإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وتسليمهم الراية له ، ومشاركتهم معه في نهضته المقدسة .
وقبل الدخول في العرض المفصل لبعض هذه النقاط ، نحيل القارئ الكريم إلى ما ذكرناه في مبحث علامات الظهور في فقرة « الرايات السود من المشرق » حيث ذكرنا التفصيلات المتعلقة بدور الإيرانيين وقادتهم في عصر الظهور ، وهي مقدمة ضرورية للدخول في هذا الموضوع .
خروج رجل من قم :
وأما النقاط التي أشرنا إليها في مواكبة الإيرانيين لحركة الظهور المقدس نستعرضها مبتدئين بما ورد حول قيام رجل من قم وأصحابه .
وقد أشرنا إلى المدح الكبير الذي نال أهل إيران بشكل عام وأهل قم بشكل خاص من أحاديث وروايات أهل البيت عليهم السّلام الذين اثنوا على الدور الهام الذي سيلعبه الإيرانيون في عصر الظهور .
ومدينة قم بالتحديد لها المكانة الخاصة عند أئمة أهل البيت عليهم السّلام ، وهي بالأصل أسست كحاضرة ومدينة وفي وسط إيران على يد الإمام الباقر عليه السّلام سنة ( 73 ) هجرية ، وأخبروا بما عندهم من علوم جدهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنها سيكون لها شأن عظيم في المستقبل ، ويكون أهلها أنصار المهدي المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
ومن خلال الروايات التي ذكرناها رأينا ارتباط تسميتها « قم » باسم المهدي القائم بالحق « لأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . . . » .
وحب وولاء أهل ( قم ) لأهل البيت عليهم السّلام ولا سيما للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وتعلقهم وارتباطهم بهم كان ولا يزال من عهد الأئمة إلى يومنا هذا ويستمر إلى ظهور القائم المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
فليس بعيدا عنهم أن ينطلقوا بثورات وتحركات تصب كلها في خانة تمهيد الأرض للظهور المقدس ، ومن هنا كان الكلام الذي تنبأ به الإمام الكاظم عليه السّلام عن قيام رجل من قم وأصحابه ، حيث ورد عنه عليه السّلام أنه قال :
« رجل من قم ، يدعو الناس إلى الحق ، يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد ، لا تزلّهم الرياح العواصف ، لا يملّون من الحرب ولا يجبنون ، وعلى اللّه يتوكلون ، والعاقبة للمتقين »[11].
ولم تحدد الرواية زمان هذا الحدث ، ومن غير المنطقي أن نقوم نحن بتطبيق مضمونها على أي تحرك قام به أهل قم حيث نترك ذلك لعلم أئمتنا عليهم السّلام .
وتحدثت الروايات عن المستقبل الباهر لقم وعن دورها في نشر علوم أهل البيت عليهم السّلام ، وعن دورها العقائدي والإعلامي لخطهم ونهجهم عليهم السّلام - وسنشير إلى بعض الفقرات التي اقتطعناها من بعض الروايات الواردة في هذا الشأن وهي عن الإمام الصادق عليه السّلام :
« إن اللّه احتج بالكوفة على سائر البلاد ، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد ؟ واحتج ببلدة قم على سائر البلاد ، وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس . . . وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة على الخلائق ، وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره . وأن الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهله . . . »[12].
وعنه عليه السّلام أنه قال :
« ستخلو كوفة من المؤمنين ، ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية من جحرها ، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم . . . وذلك عند قرب ظهور قائمنا . . . فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد . . . »[13].
حروب الإيرانيين مع أعدائهم :
والمقصود من هذا العنوان هو الحديث عن الحروب التي أشارت إليها الروايات الشريفة التي تعرضت لذكر رايات الخراسانيين أو أهل المشرق حيث ورد فيها الحديث عن خروج قوم من المشرق يطلبون الحق فلا يعطونه . . .
وهؤلاء القوم هم بلا شك أهل إيران ، وهذا أمر متسالم عليه عند جيل الصحابة الذي رووا الحديث الشريف [14]، وسيواجه هؤلاء القوم بحركة عدائية كبيرة ويخوضون العديد من المعارك والحروب التي ينتصرون فيها بإرادة اللّه تعالى لأن رايتهم راية هدى ، ونصرتهم فريضة على كل مسلم والواجب عليه أن يأتيهم ولو حبوا على الثلج بحسب تعبير الروايات .
وما هذا العداء إلا لكونهم يرفعون الشعارات الواضحة في دعمها وتأييدها للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف الذي يكون ظهوره المبارك بعد هذا التحرك الواسع من أهل الشرق .
ولعل أهم وأبلغ تأييد من الأئمة عليهم السّلام لهم هي تلك الشهادة العظيمة من الإمام الباقر عليه السّلام التي أعطاها لكل من يقتل أو يستشهد في هذه الحركة الثورية حيث يقول : « قتلاهم شهدا . . . » . ثم يردف الإمام هذه الشهادة بقوله الشريف :
« أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر . . . » .
هذه الحروب تبدأ من فور خروج خيل السفياني إلى الكوفة ، ولدى سماع الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بهذا النبأ يطلب نصر الخراسانيين الذين يلبون النداء سريعا ويتوجهون إلى قتال السفياني ويلتقون معه في باب إصطخر وتدور بينهم ملحمة عظيمة ، ونتيجة المعركة هي هروب خيل السفياني .
عن الإمام علي عليه السّلام قال :
« إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة ، بعث في طلب أهل خراسان ، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي ، فيلتقي هو والهاشمي برايات سود ، على مقدمته شعيب بن صالح ، فيلتقي هو أصحاب السفياني بباب إصطخر ، فتكون بينهم ملحمة عظيمة ، فتظهر الرايات السود ، وتهرب خيل السفياني ، فعند ذلك يتمنّى الناس المهدي ويطلبونه »[15].
وباب إصطخر هي منطقة قرب الأهواز حيث يتوجه الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بعد سيطرته الكاملة على الحجاز ، فيلتقي هناك بالخراساني وأنصاره وجيشه ويخوضون معا هذه المعركة ضد السفياني .
ومنذ ذلك الحين يصبح الخراساني وشعيب بن صالح من أصحاب المهدي الخاصين ، ويصبح شعيب القائد العام لجيش الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ويصبح جيش الخراساني مركز الثقل في جيش الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
ويكون لهذا اللقاء الأثر الكبير في تعرف الخراسانيين على الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وتفتح لهم الأبواب للدخول في جيشه « فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه » .
ونزول جيش الخراساني في الكوفة خبر تواتر في الروايات ومنها عن الإمام الباقر عليه السّلام أنه قال :
« تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة ، فإذا ظهر المهدي بمكة بعث إليه بالبيعة »[16] « 1 » .
ومعركة باب أو بيضاء إصطخر تكون بعد قيام السفياني بقتل وتشريد أهل الكوفة وأهل المدينة ، وانتشار جيشه في الآفاق ، وتأتي هذه المعركة مع تحركات الخراسانيين لإيقاف غطرسة وعدوانية هذا الرجل الخبيث .
وننقل للقاري الكريم هذه الرواية الشريفة والتي فيها بعض تفاصيل معارك السفياني ولقاءه بالخراسانيين . . .
فقد ورد عن الإمام الباقر عليه السّلام أنه قال :
« يبثّ السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد فيبلغه فزعة من وراء النهر من أهل خراسان فيقتل أهل المشرق عليهم قتلا ويذهب جهم ، فإذا بلغه ذلك بعث جيشا عظيما إلى إصطخر عليهم رجل من بني أمية ، فتكون لهم وقعة بقومش ، ووقعة بدولات الرّي ، ووقعات بتخوم زرع ، فعند ذلك يأمر السفياني بقتل أهل الكوفة وأهل المدينة ، وعند ذلك تقبل الرايات السود من خراسان على جميع الناس شاب من بني هاشم بكفّه اليمنى خال ، يسهل اللّه أمره وطريقه ، ثم تكون له وقعة بتخوم خراسان ، ويسير الهاشمي في طريق الرّي فيسرّح رجلا من بني تميم من الموالي يقال له شعيب بن صالح إلى إصطخر إلى الأموي ، فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاء إصطخر ، فتكون بينهما ملحمة عظيمة حتى تطأ الخيل الدماء إلى أرصاغها ثم تأتيه جنود من سجستان عظيمة عليهم رجل من بني عدي فيظهر اللّه أنصاره وجنوده .
ثم تكون وقعة بالموانى بعد وقعتي الري ، وفي عاقرقوفا وقعة صيلميّة يخبر عنها كل ناج .
ثم يكون بعدها ذبح عظيم بباكل ، ووقعة في أرض من أرض نصيبين ، ثم يخرج على الأخوص قوم من سوادهم ، وهم العصب ، عامّتهم من الكوفة والبصرة حتى يستنفدوا ما في يديه من سبيّ كوفان »[17].
والملاحظ من خلال هذه الراية وغيرها أن دخول السفياني على العراق يسبق دخول قوات الخراساني وهذا ما يساعده على القتل بأهلها وقتلهم فقد ورد في الحديث :
« يدخل السفياني الكوفة فيسبيها ثلاثة أيام ، ويقتل من أهلها ستين ألفا ، ثم يمكث فيها ثمانية عشر ليلة . . . وتقبل الرايات السود حتى تنزل على الماء ، فيبلغ من بالكوفة من أصحاب السفياني نزولهم فيهربون »[18].
والسبب في ذلك قد يكون انتظارهم للإذن من الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لهم ، وقد يكون لعوامل جغرافية أو سياسية أو كما هو الأرجح عسكرية حيث ينشغل الخراساني وجيشه ببعض الحروب الداخلية التي تحاول تحريف مسارهم أو القضاء على حركتهم في مهدها مما يكون عائقا أمام وصولهم المبكر لنجدة أهل الكوفة والعراق .
« إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان ، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي »[19].
وفي أرض الكوفة تكون البيعة من هذا الجيش العظيم جيش الخراساني وأنصاره للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، وتعلن ولاءها له ، ووقوفها إلى جانبه .
ولأهمية الدور الكبير الذي يقوم به الخراسانيون في توطئة الأرض وتمهيدها لصاحب الأمر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ونظرا لكونهم يشكلون الدعامة الأساسية لنهضته عليه السّلام ، أكد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأئمة أهل البيت عليهم السّلام على الشيعة خاصة وعلى المسلمين عامة على ضرورة نصرتهم وتأييدهم .
فعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :
« إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج ، فإن فيها خليفة اللّه المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف »[20].
وفي رواية أخرى :
« فاستقبلوها مشيا على أقدامكم »[21].
وعنه أيضا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :
« تجيء الرايات السود من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر الحديد ، فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم ولو حبوا على الثلج »[22].
وهذا الدور الذي يقوم به الخراسانيون في التمهيد والتوطئة للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف نشير إليه بهذه الرواية التي تذكر في ضمنها تغلبهم على السفياني وانتصارهم عليه ، وأيضا تذكر المدة الفاصلة بين خروجهم وظهور الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
عن محمد بن الحنفية قال :
« تخرج راية سوداء لبني العباس ، ثم تخرج من خراسان أخرى سوداء قلانسهم سود وثيابهم بيض على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح ، أو صالح بن شعيب ، من تميم ، يهزمون أصحاب السفياني ، حتى ينزل بيت المقدس ، توطى للمهدي سلطانه ويمدّ إليه ثلاثمائة من الشام .
يكون بين خروجه وبين أن يسلم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهرا »[23].
أما المدة الفاصلة بين بداية دولة الممهدين الإيرانيين على يد رجل من قم ، وبين ظهور الخراساني وشعيب ، فهي غير محدودة في الروايات ، ما عدا بعض الإشارات والقرائن التي تصلح أن تكون دليلا على التحديد الإجمالي . . . منها ، ما ورد عن قم وما يحدث لها من موقع ديني وفكري عالمي ، وأن ذلك يكون « قرب ظهور قائمنا »[24].
وما ورد عن الإمام الباقر عليه السّلام من قوله :
« . . . أما إن لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر . . . »[25].
الذي يدل على أن المدة بين ظهوره عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وبين قيام دولة أهل المشرق ودخولهم في حرب مع أعدائهم ، لا يزيد عن عمر إنسان .
ومنها ، الحديث الذي فيه :
« أتاح اللّه برجل منا أهل البيت ، يشير بالتّقى ، ويعمل بالهدى ، ولا يأخذ في حكمه الرشا . واللّه إني لأعرفه باسمه واسم أبيه . ثم يأتينا الغليظ القصرة . . . ذو الخال والشامتين الحافظ لما استودع يملؤها عدلا وقسطا »[26].
وهذا يدل على أن بداية دولة أنصار المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، أولا على يد سيد من أبناء أهل البيت عليهم السّلام ، ويكون الخراساني آخر من يحكم إيران قبل المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف أو مع آخر من يحكمها[27].
[1] سورة محمد ، الآية : 38 .
[2] تفسير الميزان ، الطباطبائي ، ج 18 ، ص 250 ، وراجع الكشاف للزمخشري ، ج 4 ، ص 331 .
[3] صحيح مسلم ، ج 4 ، ص 72 .
[4] صحيح مسلم ، ج 4 ، ص 1972 ، باب 59 ، ح 2546 .
[5] النكول والأنكال جمع نكل بكسر النون : القيود .
[6] مسند أحمد ، ج 5 ، ص 338 .
[7] البحار ، ج 60 ، ص 216 ، باب 36 ، ح 38 ، عن تاريخ قم .
[8] المصدر نفسه ، ص 218 ، باب 36 ، ح 49 .
[9] المصدر نفسه ، ص 212 - 213 ، باب 36 ، ح 22 .
[10] المصدر السابق ، ص 216 ، باب 36 ، ح 39 .
[11] البحار ، ج 60 ، ص 216 .
[12] المصدر السابق ، ص 212 - 213 ، باب 36 ، ح 22 .
[13] المصدر نفسه ، ص 213 ، باب 36 ، ح 23 .
[14] وقد فصلنا الحديث في هذا الموضوع في بحث علامات الظهور فراجع .
[15] الفتن ، ابن حماد ، ص 86 ، وعقد الدرر ، ص 127 ، فصل 5
[16] الفتن ، ابن حماد ، ص 85 ، وعقد الدرر ، ص 129 ، باب 5 .
[17] الفتن ، ابن حماد ، ص 86 .
[18] المصدر نفسه ، ص 84 .
[19] المصدر السابق ، ص 86 .
[20] الفتن ، ابن حماد ، ص 84 . والبحار ، ج 51 ، ص 82 ، باب 1 .
[21] راجع التعابير المختلفة لهذه الرواية في معجم أحاديث الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ج 1 ، ص 391 .
[22] عقد الدرر ، ص 129 ، باب 5 ، والبحار ، ج 51 ، ص 84 ، ح 104 .
[23] الفتن ، ابن حماد ، ص 84 ، عقد الدرر ، ص 126 ، باب 5 .
[24] البحار ، ج 60 ، ص 213 .
[25] المصدر نفسه ، ج 52 ، ص 243 .
[26] البحار ، ج 52 ، ص 269 .
[27] عصر الظهور ، علي الكوراني ، ص 244 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|