أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-9-2019
2491
التاريخ: 2023-03-16
1015
التاريخ: 16-5-2022
1661
التاريخ: 2024-05-20
783
|
يرجع سبب بعض المخاوف التي يعاني منها الشباب إلى الصفات المكتسبة الناجمة عن سوء التربية لهم خلال مرحلة الطفولة. فقسوة الآباء والأمهات غير المبررة على أبنائهم وكذلك حنانهم المفرط عليهم وغير ذلك من ظروف سيئة تحيط بالأسرة، لها أثرها السيء في نفسية الطفل ، ويتحول هذا الأثر خلال مرحلة الشباب إلى صفات مذمومة منها الخوف من المعاشرة الاجتماعية والفشل في محاولة التكيف مع المحيط .
«ثمة حقيقة تتوضح معالمها أكثر يوماً بعد يوم ، وهي أن الاحساسات والحوادث والتجارب التي يمر بها الإنسان خلال طفولته لها أثرها البالغ في حياته المستقبلية وشخصيته. ويمكن الجزم بأن هذه الاحساسات والحوادث والتجارب تعتبر أساس سلامة الإنسان أو سقمه وسعادته أو شقائه طوال حياته».
«فالطفل يصنع خلال السنوات الأولى من عمره أساس حياته ، وهذا الأساس يكتمل بمجرد أن يقوى الطفل على ترك مهده تماماً كالغرسة الجديدة عندما تشتل في الأرض ، فهي تنمو حسبما شتلت مستقيمة كانت أم منحرفة. إنه قانون طبيعي لا تستثنى منه حتى حياة الإنسان»(1).
وهنا نورد بعض الامثلة التي تبين بوضوح ان جانباً من مخاوف الشباب إزاء التكيف الاجتماعي ومسالة إثبات الشخصية مرده سوء التربية التي تلقاها هؤلاء الشباب خلال طفولتهم.
التربية على أساس الخوف والرجاء:
إن التربية الصحيحة والمثمرة هي تلك التي تقوم على أساس الخوف والرجاء. بمعنى أن يشعر الإنسان الذي يخضع لتربية صالحة بأنه يستحق المكافأة إذا ما أدى واجبه بنحو حسن، ويستحق العقاب إذا ما تخلف عن أداء الواجب. فالأمل بالمكافأة يدفع الإنسان إلى تأدية واجباته ويزيد من سعيه ونشاطه، والخوف من العقاب يمنعه من التخلف والتمرد .
وعلى هذا الأساس قام المنهاج التربوي للإسلام ، وعلى كل مسلم يشعر بالمسؤولية ان يضع نفسه بين الخوف والرجاء ، بمعنى ان لا يقنط دائماً من الرحمة الإلهية ولا يتصور نفسه مصاناً من العذاب الإلهي.
يترك انعدام الموازنة بين الخوف والرجاء آثاراً سلبية على الإنسان ، حيث يشكل عائقاً امام سلوكه المسلك الصحيح في أداء مسؤولياته العلمية والعملية.
فإذا زاد الخوف عن الرجاء عاش الإنسان يائساً قانطاً ، أما إذا زاد الرجاء عن الخوف فإن الإنسان يصاب بالغرور واللامبالاة .
وهنا لا بد من السؤال هل يتوجب على المربين الاجتماعيين مراعاة الاعتماد على هذين العاملين بنحو متساو في تنفيذ مناهجهم التربوية والتعليمية، أم انهم يستطيعون الاعتماد على احدهما أكثر من الآخر ؟ .
لقد توصل علماء التربية والتعليم بعد اختبارات وتحاليل نفسية دقيقة إلى ان رجاء المكافأة يدفع بالمرء إلى المثابرة أكثر من خوف العقاب، وأن التنويه يعد من عوامل تقدم الإنسان على عكس التوبيخ . ولو استطاع المربون الاعتماد على هذا العامل فإنهم سينجحون حتماً في تنفيذ مناهجهم التربوية.
المقارنة بين التنويه والتوبيخ :
«يقول نورمان . ل . مان» : أيهما أنجع في دفع المرء نحو العطاء والمثابرة مدحه على عمل حسن قام به أم توبيخه بسبب خطأ ارتكبه ؟ . والجواب نستقيه من أفضل اختبار جرى في هذا المجال حتى الآن» .
(تم تقسيم 106 فتيات من الصفين الرابع والسادس ابتدائي إلى أربعة أقسام، ولوحظ أن القدرة الحسابية لدى الأقسام الأربعة متساوية ، وطلب من جميع الأقسام حل ما تستطيع من مجموع 30 سؤالاً خلال 15 دقيقة. واستمر الاختبار لمدة خمسة أيام ، كانت توجه التوبيخات إلى القسم الأول على سوء أجوبته (دون الأخذ بنظر الاعتبار نتيجة عمله) ، ولم يكن هذا القسم يعلم عدد الأسئلة التي أجاب عليها بشكل صحيح أما القسم الثاني فقد وجهت إليه التنويهات على حسن أجوبته دون الاهتمام بمدى صحتها ، وترك القسم الثالث دون أن يوجه إليه شيء لكنه كان شاهدا على ما يجري لغيره من الأقسام ، أما القسم الرابع فلم يكن يعلم بما يجري للأقسام الأخرى لأنه وضع في غرفة منفصلة.
وجاءت النتيجة على الشكل التالي : معدل الأسئلة التي أجابت عليها كل الأقسام في اليوم الأول كان متساوياً ، اي إثني عشر سؤالاً ، وفي اليوم الثاني كان القسمان اللذان وجهت إليهم التنويهات والتوبيخات متساويين من حيث الاجابة، إذ أجاب كل منهما على 16 سؤالاً ، أما في اليوم الثالث فقد تقدم القسم الذي وجهت إليه التنويهات في عدد الاجابات بينما تراجع القسم الثاني الذي وجهت إليه التوبيخات ، ولم يحقق القسمان الآخران تقدماً يذكر في هذا المجال»(3).
_______________________________
(1) عقدة الحقارة، ص 9.
(2) الكافي 03 ص67.
(3) مبادئ علم النفس، ص 228.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|