المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

المساحة والتقسيمات الإدارية لأيسلندا
26-3-2018
Francisco José Duarte
22-5-2017
رواة الشعر
22-03-2015
فائدة مركبة Compound Interest
22-11-2015
الوصف النباتي للتين الشوكي
31-12-2015
الفرق بين الطريقة الألمانية و الفرنسية
23-11-2018


الصلة بين أهل البيت (عليهم السلام ) وأنبياء أهل الكتاب  
  
1157   07:44 مساءً   التاريخ: 2023-08-15
المؤلف :  أ.د محمد السيد محمود زوين
الكتاب أو المصدر : اهل الكتاب في تراث أئمة اهل البيت دراسة موضوعية قرآنية
الجزء والصفحة : ص131 - 135
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / سيرة النبي والائمة / مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة /

القرآن الكريم خاتمة الكتب السماوية، مثلما الاسلام خاتمة الرسالات الإلهية، وحقيقة تكامل الأديان يجذر أركانها، ويرسخ أصولها دائرة حديث آيات القرآن المجيد عن الرسالات السابقة وأنبيائها وكتبها وأقوامها، بمنهج يجمع تشريعاتها، وحركية الاحداث في المجتمعات التي هي موضع خطاب الكتب الإلهية، والوحي السماوي، وإذا كان القرآن الكريم بمشهد علاقاته مع الرسالات والأديان المتقدمة قد ثبّت مفاهيمها، وقواعدها العقدية الإلهية، فإنه قد أكد دليل تكاملها فيه، وختامه لها، وقدم هذه الصورة وأقامها بمستواها العملي الواقعي التطبيقي من خلال النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وآل بيته (عليهم السلام )، فمثلوا بذلك الامتداد الحي للأنبياء والأوصياء وجسدوا الأديان والرسالات السابقة بأنبيائها وكتبها المقدسة وأحداث تأريخها، ومراحل تطورها، وانتقالها من دين إلى آخر في حُلة تكاملها الإسلامي، وعكسوا في تواصلهم مع أهل الكتاب المنظومة القرآنية في تصوراتها ومفاهيمها للآخر، وشيدوا منهجاً إلهياً في التعامل معها، يجلي قاعدة التبليغ الرسالي للناس كافة، فليس الإسلام في بعده التكاملي مع الرسالات السابقة عليه، إلّا إداءً ‌لوحي السماء وإقامة لشرائعها الإلهية التي تناسقت حلقاتها بين الأديان، فكان النبي وأهل بيته(عليهم السلام ) أمناء البلاغ، واوصياء الأداء‌، فقد أعطوا فرائد العلم، ووهبوا معادن المعرفة بأهل الكتاب في دائرتهم الواسعة، بما جعلهم أحق ورثة الأنبياء وكتبهم وعلومهم وكل ما اتصل بهم من صحيح القول والعمل.

وبعبارة أُخرى:

يرسم لنا القرآن الكريم شبكة من العلاقات مع الكتب السماوية السابقة، وأنبيائها وشرائعها، وشخصياتها المقدسة واقوامها المختلفة، وحوادثها ومواقفها المختلفة في خطابات وسياقات، وقصص جعل منها جزءاً كبيراً من النص القرآني([1]) هذا من جهة، ومن جهة اخرى ترى القرآن المجيد يصدق بالكتب السابقة، وينقل عنها نصوصاً كانت في التوراة والزبور والانجيل، ويعظم قدر السابقين من الأنبياء ويعلي من مقامهم ومكانتهم ـ على عكس ما تجده اليوم في بعض الكتب التي تنسب لهم ما يسقط من منزلتهم العالية ـ وينقل مواقفهم وحوادثهم مع أقوامهم وردودهم عليهم، ويذكر مفاصل حية من تأريخ رسالاتهم، وما فيها من شخصيات ومعجزات وقصص يعرفها أهل الأديان في كتبهم التي يمتلكونها اليوم، فضلاً على ذلك فإن للقرآن الكريم ـ فيما أحسب ـ منهجاً من كل هذا بإشارة وعبارة ودلالة يوظف فيها كل ما جاء ذكره عن أهل الكتاب، ويرسخ مرجعية الرسالات السماوية الواحدة، وتكاملها الديني التشريعي والعقدي، وتصديق بعضها ببعض أو التصديق بها والايمان بما جاءت به ـ على وجه الخصوص في القرآن الكريم ـ وحكايتها (الرسالات) على سبيل الاعجاز لأنها اصبحت من مراحل التأريخ وحقبه، ومضامين الغيب ومقولاته، وتأكيد الاحتجاج بها على صدق الاسلام ورسوله وكتابه، وأنه خاتم الرسالات والأنبياء والدعوة إلى تواصلها وتلاقيها وتحاورها بدلاً عن تكريس التناحر، والتصادم، والتضاد بين اجناس البشر، واعتقادات الناس قال جل ذكره: {لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لاَ انْفِصامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيْمٌ} (البقرة: 256).

نستيقن من ذلك وغيره ونتبيّن قيمة واثر الدعوة إلى التعايش السلمي والتلاقي الحضاري التقريب الديني بين الناس، ولابد من انسراب هذه القيم الإلهية إلى الانسانية، وبقدر وجودها فعلياً وعملياً بعد مرحلة فاعليتها عقدياً وفكرياً تنتج ثمارها، وتقام قواعدها من هنا يسلك القرآن الكريم بنا شكلين من الابعاد يتكاملان فيما بينهما، ويتجانسان في غاياتهما.

 الأول: الشكل المفهومي النظري للآخر في آيات الكتاب العزيز في طبيعة التعامل معه وكيفياته، والمنهج الواجب اتباعه والالتزام به، وهوما يمكن استنطاقه من ‌آياته الكريمة ودلالتها المعبرة.

والثاني: الشكل التأويلي الواقعي الموضوعي العملي للمفاهيم واعني بها حركية (الفعل العقلي) الاعتقادي بوجود الآخر ومكانته والمتمثل بأمناء السماء على الأرض ـ النبي وأهل بيته (صلى الله عليه واله وسلم ) ـ المصداق الأتم، والتشخيص الاكمل والتطبيق المثالي الحي المباشر للمفهوم الإلهي النظري وبطريق عملي يومي من خلال سُنّة النبي وأهل بيته (القولية والفعلية والتقريرية) مع أهل الكتاب في مواطن مختلفة حوارية وجدلية ونقاشية وتحديات متعددة في اوقات السلم أو الحرب.

 إنّ وعي المنظومة القرآنية المفهومية بالآخر (نظرية فهم الآخر) وادراكها بشكلها الشمولي من ذكر الأنبياء وتفصيل احداثهم ومواقفهم من اقوامهم واعتقاداتهم ـ ولاسيما مشاهد عقائدهم التي تعرضت لتحديات الاثبات في ظل واقع التغيير والتبديل الذي أصابها نتيجة المراحل التأريخية الصعبة التي سادت على أهل الكتاب في قرون خلت تحت ظل امبراطوريات ودول حكم فيها الشرك والوثنية واستوطن فيها الطغيان، واستوى الظلم على سياستها، والانحراف والهوى على قادتها بما وظفوا الأديان باتجاه مصالحهم وغاياتهم ـ جسدها النبي وأهـل بيته (عليهم السلام ) وحاكوها بفرائد الشواهد والأمثلة بما يعكس عمق الاثر القرآني الرسالي في سنتهم.

ولعل نظرة متأملة في تراثهم تظهر عظمة استيعابهم لمفاصل الرسالات السابقة وتفاصيل تكاملها مع الإسلام، وسعة علمهم بما أوحى الله تعالى لأنبيائه السابقين وأخبارهم بما في صحف ابراهيم ونوح وتوراة موسى وزبور داود وانجيل عيسى (عليه السلام )، فضلاً عن مناجاة الله تعالى لهم، ومواقفهم من أقوامهم.

فضلاً عن بشارة الأنبياء (عليهم السلام ) السابقين بالنبي وأهل بيته (عليهم السلام )، والمقابلة والمناظرة بين مقاماتهم حيث لا يلحق بخاتم الأنبياء واوصيائه لاحق، وإن كان ثمة تقارب وتماثل بين اوصياء الأنبياء واوصياء محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) من جهة دلالة مرجعية الأديان الواحدة، وتكاملها والتقائها في مقام الأداء والبلاغ، وهو في الوقت ذاته لايلغي صحة التفاضل والتمايز فيما بينهم.

ومهما يكن من أمر فإنّ ممعن النظر واللبيب يستنبط من كثرة أحاديث النبي(صلى الله عليه واله وسلم ) وأهل بيته (عليهم السلام ) عن أهل الكتاب وتنوعها وحجمها يعي ويستيقن خاتمية الرسالة المستوعبة للأديان السابقة، ومنزلة الأوصياء المؤتمنين عليها فعندهم تجتمع الرسالات، وفيهم تختصر النبوات، وبهم تتفاعل الأديان، ومنهم تستخلص الشرائع. وأخالك تعتقد معي أن ذلك يجري في دائرة يصح أن نسيمها بـ (وراثة الأنبياء) في تلاحم منظومتها وتراتب علاقاتها، وتجانس شبكاتها، الذي ينبئك نظمها المعجز عن مرجعيتها الإلهية، ورعايتها السماوية على أساس واحدية صدورها المتنوع وتكاملية حلقاتها عصراً بعد عصر وحقبة بعد حقبة وسأقف عند أهم ملامح منظومة (وراثة الأنبياء) عند أهل البيت (عليهم السلام ) وانسرابها في البعد الانساني وخلاصتها من معالم منظومة علاقة أهل الكتاب بأهل البيت (عليهم السلام ) ورثة الأنبياء

 


([1]) جاء في بعض كلام اهل البيت :: «عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: نزل القرآن أثلاثا: ثلث فينا وفي عدونا، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام» الكافي: 2 / 627 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .