المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

الخليفة العباسي محمد الأمين
2023-03-29
حصاد البطيخ الاحمر (الرقي)
23-9-2020
ارتفاع الخلايا الحامضية في الدم Blood Eosinophilia
5-9-2017
إبراهيم بن عبد الرحيم العروضي
9-04-2015
استخراج المغنيزيوم
19-4-2018
الإرادة الإلهيّة التكوينية والتشريعية
6-12-2015


آداب ومواعظ الإمام العسكري  
  
4175   04:30 مساءً   التاريخ: 15-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص588-589
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / التراث العسكري الشريف /

نقل من تحف العقول قال  (عليه السلام)  : لا تمار فيذهب بهاؤك ولا تمازح فيجترأ عليك ؛ من رضي بدون الشرف من المجالس لم يزل الله وملائكته يصلون عليه حتى يقوم ؛ الاشراك في الناس اخفى من دبيب النمل على المسح الأسود في الليلة المظلمة ؛ حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار وحب الفجار للأبرار فضيلة للأبرار وبغض الفجار للأبرار زين للأبرار وبغض الأبرار للفجار خزي على الفجار ؛ من التواضع السلام على كل من تمر به والجلوس دون شرف المجلس ؛ من الجهل الضحك من غير عجب ؛ من الفواقر التي تقصم الظهر جار ان رأى حسنة اطفاها وإن رأى سيئة أفشاها .

وقال لشيعته : أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله) صلوا في عشائرهم اشهدوا جنائزهم وعودوا رضاهم وأدوا حقوقهم فان الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل هذا شيعي فيسرني ذلك اتقوا لله وكونوا زينا ولا تكونوا شينا جروا إلينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح فإنه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك لنا حق في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله لا يدعيه أحد غيرنا إلا كذاب ؛ أكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) فان الصلاة على رسول الله عشر حسنات احفظوا ما وصيتكم به واستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ؛ وقال  (عليه السلام)  ليس العبادة كثرة الصيام والصلاة وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله ؛ بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا إن أعطي حسده وإن ابتلي خذله ؛ الغضب مفتاح كل شر ؛ أقل الناس راحة الحقود ؛ أورع الناس من وقف عند الشبهة ؛ أعبد الناس من أقام على الفرائض ؛ أزهد الناس من ترك الحرام ؛ أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب ؛ انكم في آجال منقوصة وأيام معدودة والموت يأتي بغتة ؛ من يزرع خيرا يحصد غبطة ، ومن يزرع شرا يحصد ندامة ، لكل زراع ما زرع ؛ لا يسبق بطئ بحظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له ؛ من أعطي خيرا فالله أعطاه ، ومن وقي شرا فالله وقاه ؛ المؤمن بركة على المؤمن وحجة على الكافر ؛ قلب الأحمق في فمه ، وفم الحكيم في قلبه ؛ لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض ؛ من تعدى في طهوره كان كناقضه ؛ ما ترك الحق عزيز إلا ذل ، ولا أخذ به ذليل إلا عز ؛ صديق الجاهل تعب ؛ خصلتان ليس فوقهما شئ الايمان بالله ونفع الاخوان ؛ جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في كبره ؛ ليس من الأدب إظهار الفرح عند المحزون ؛ خير من الحياة ما إذا فقدته بغضت الحياة وشر من الموت ما إذا نزل بك أحببت الموت ؛ رياضة الجاهل ورد المعتاد عن عادته كالمعجز ؛ التواضع نعمة لا يحسد عليها ؛ لا تكرم الرجل بما يشق عليه ؛ من وعظ أخاه سرا فقد زانه ، ومن وعظه علانية فقد شانه ؛ ما من بلية إلا ولله فيها حكمة تحيط بها ؛ ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله .

ونقل من اعلام الدين من مدح غير المستحق فقد قام مقام المتهم ، لا يعرف النعمة إلا الشاكر ولا يشكر النعمة إلا العارف ؛ ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك فان لكل يوم رزقا جديدا واعلم أن الالحاح في المطالب يسلب البهاء ويورث التعب والعناء فاصبر حتى يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه فربما كانت الغير نوعا من أدب الله والحظوظ مراتب فلا تعجل على ثمرة لم تدرك وإنما تنالها في أوانها وأعلم أن المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها فيضيق قلبك وصدرك ويغشاك القنوط ، من ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة ، المقادير الغالبة لا تدفع بالمغالبة ، والأرزاق المكتوبة لا تنال بالشره ولا تدفع بالامساك عنها ، من كان الورع سجيته والكرم طبيعته والحلم خلته كثر صديقه والثناء عليه وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه ، السهر ألذ للمنام والجوع أزيد في طيب الطعام رغب به في صوم النهار وقيام الليل إن الوصول إلى الله عز وجل سفر لا يدرك إلا بامتطاء الليل ، من لم يحسن أن يمنع لم يحسن أن يعطي .

ونقل من الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة إن للسخاء مقدارا فان زاد عليه فهو سرف ، وللحزم مقدارا فان زاد عليه فهو جبن ، وللاقتصاد مقدارا فان زاد عليه فهو بخل ، وللشجاعة مقدارا فان زاد عليه فهو تهور ، وكفاك أدبا تجنبك ما تكره من غيرك ؛ لو عقل أهل الدنيا خربت ؛ خير اخوانك من نسي ذنبك وذكر إحسانك إليه ؛ أضعف الأعداء كيدا من أظهر عداوته ؛ حسن الصورة جمال ظاهر وحسن العقل جمال باطن ؛ من أنس بالله استوحش من الناس وعلامة الأنس بالله الوحشة من الناس ؛ من لم يتق وجوه الناس لم يتق الله ؛ جعلت الخبائث في بيته وجعل مفتاحه الكذب ؛ إذا نشطت القلوب فأودعوها وإذا نفرت فودعوها ؛ اللحاق بمن ترجو خير من المقام مع من لا تأمن شره ؛ من أكثر المنام رأى الأحلام ؛ الجهل خصم والحلم حكم ولم يعرف راحة القلب من لم يجرعه الحلم غصص الغيظ ؛ إذا كان المقضي كائنا فالضراغة لماذا ؛ نائل الكريم يجيبك إليه ويقربك منه ونائل اللئيم يباعدك منه ويبغضك إليه ؛ من كان الورع سجيته والافضال حليته انتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه وتحصن بالذكر الجميل من وصول نقص إليه .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.