المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



الوفاء بالعهد  
  
1836   01:50 صباحاً   التاريخ: 2023-07-09
المؤلف : د.صبحي العادلي
الكتاب أو المصدر : الاخلاق القرآنية
الجزء والصفحة : ص125-130
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قضايا أخلاقية في القرآن الكريم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014 2292
التاريخ: 22-04-2015 1997
التاريخ: 9-10-2014 2039
التاريخ: 24-11-2014 2244

ويتضمن هذا المبحث على مطلبين هما:

المطلب الأول

تعريف الوفاء بالعهد وموقعهما في القرآن والسُنّة

سنتناول هذا المطلب في شقين هما:

 الشق الأول ـ تعريف الوفاء لغة واصطلاحا.

الوفاء لغة: ضد الغدر، يقال: وفا بعهده، وأوفي بمعنى واحد، ووفى بعهده يفي وفاء، وأوفى: إذا أتم العهد ولم ينقض حفضه[1].

والوفاء اصطلاحا: هو ملازمة طريق المواساة ومحافظة عهود الخلطاء[2].

وقيـل ان مـعـنى الـوفاء الصبر على ما يبذله الإنســان من نفسه، ويراهن به لسانه، والخروج مما يضمنه، وان كان مجحفا به[3].

والوفاء أعم من الصدق، فكل وفاء صدق، وليس كل صدق وفاء، لأن الوفاء يكون بالفعل والقول، ولا يكون الصدق إلا في القول، فالصدق هو نوع من انواع الوفاء، وهو في القول فقط دون الفعل[4].

وعلى كل حال فان الوفاء والصدق والعدل كلها من جنس مكارم الأخلاق، والغدر والكذب والجور كلها من جنس مساوئ الأخلاق، قال تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}[5].

وقد تحدثنا في الفصل السابق عن الأخلاق المتقابلة، وقلنا إذا تعاون الإنسان مع الآخرين سيتعاون الآخرون بمثل ما تعاون معهم ذلك الانسان، ويبدو ان اشاعة ونشر عامة الأفعال الأخلاقية تكون من قبيل المقابلة، فهي سُنة من سُنن الحياة، لأنها تأتي على أساس قاعدة الفعل ورد الفعل، فالمتكبر مثلا تتكبر الناس معه وتنفر من معاشرته، والمتواضع تألفه الناس وتحبه وهكذا، ولا يُبقي الله تعالى النعم لأهلها إلا ان يقابلوه بالوفاء له سبحانه، ووفاءه يعني: طاعته من خلال احترام حقوق الناس وحرياتهم.

قال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّـهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّـهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[6].

لهذا فان الوفاء بالعهد اساس بقاء النعم ورضا الله تعالى على عباده، سواء كان ذلك الوفاء مع الخالق سبحانه وكذلك مع جميع مخلوقاته.

الشق الثاني تعريف العهد لغة واصطلاحا

العهد لغة:الوصية والأمان المَوَثَق والذمة، ومنه قيل: للحربي يدخل بالأمان، وذو عهد ومعاهد، وقد عَهَدتُ إليه أي: أوصيته، ومنه اشتق العهد الذي يُكتب لولاء الولاة، وأصل هذه المادة يدل على الاحتفاظ بالشيء[7] .

وقال الجرجاني: العهد: هو حفظ الشيء ومراعاته حال بعد حال، فهذا أصله، ثم أُستخدم في المَوثِق الذي يلزم مراعاته[8].

 وللعهد معان عدة منها:

المَوَثَق واليمين: كأن يُقال: (عليّ عهد الله تعالى وميثاقه) وسمي ولي العهد لأنه: ولي الميثاق الذي يؤخذ على من يبايع الأمير أو الخليفة.

الوصية: كأن يُقال: (عَهَدَ اليَّ كذا) أي: أوصاني .

التقدم للمرء في شيء: ومنه العهد الذي يُكتب للولاة.

الوفاء والحفاظ ورعاية الحرمة: وهو ما يخص الحفاظ على حرمة الامانة.

الأمان: يُقال (انا اعهَدك من هذا الأمر) أي: اؤمنك منه.

إلالتقاء: كأن يُقال (عهَدته بمكان كذا) أي: لقيته، وان عهدي به قريب.

إلادراك: كأن يُقال (عهدي بفلان وهو شاب) أي: أدركته.

المنزل الذي لا يزال القوم إذا فارقوه رجعوا اليه: فيُقال له المعهد والمنزل، ودليل هذا يثبته ما جاء بمعلقة أمرئ القيس المشهورة:

 قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ                بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

أول المطر: كأن يُقال (عَهَدتُ الأرض أي: هي معهودة) ومعنى معهودة أي: ممطورة، وله معان اخرى[9].

ومما تقدم يتضح ان معاني العهد هي المعاني الخاصة بالوفاء وانجاز ما التزم الإنسان به، او قطعه على نفسه من عهد أو ميثاق سواء فيما بينه وبين الله تعالى، أو فيما بينه وبين الناس[10].

والخيانة هي نقض العهد سرا، وضدها الأمانة([11]) والعهد هو ما يكون اتفاق بين جانبين، وإذا كان من جانب واحد فهو وعد، ونقضه (خلف الوعد)[12].

ولو تدبرنا ما ذكرناه لوجدنا ان مفهوم العهد هو ما يقطعه الإنسان على نفسه من شرط وعهد لآخر، فهو من معاني الصدق ايضا.

الوفاء بالعهد في القرآن الكريم والسُنّة الشريفة

قال تعالى: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ}[13].

وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾([14]).

وقال الامام الصادق(عليه السلام ):(ثلاثة لا عذر لأحد فيها: أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر، وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين)[15].

وقال الامام الرضا(عليه السلام ) : (تدري لم سميّ إسماعيل صادق الوعد؟ قلت: لا أدري، قال: وعد رجلاً فجلس له حولاً ينتظره)[16]

وقال الامام الصادق(عليه السلام ) ايضا: (إن رسول الله  وعد رجلاً إلى صخرة فقال: أنا انتظرك هاهنا حتى تأتي، فاشتدّت الشمس عليه، فقال أصحابه: يا رسول الله لو أنك تحوّلت إلى الظلّ، فقال: (قد وعدته هنا)[17].

وقال إلامام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام(: بخصوص الأخلاق المتقابلة (الوفاء لأهل الغدر غدر عند الله، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله) وقال الامام الرضا(عليه السلام(: إنّا أهل بيت نرى ما وعدنا علينا دينا، كما صنع رسول الله  [18].

ولو تدبرنا قول الإمام الرضا(عليه السلام ) لوجدنا ان الوفاء يمثل في فلسفة الإمام روح الدين الإسلامي، ويمثل ايضا روح التشيع لأهل البيت (عليهم السلام).

ومما يؤسف اليه لقد فقد الكثير من الناس الوفاء بعهده وصار من صفات المجتمع المتمدن المعاصر الذي كثيرا ما ينبهر به المسلمون عند مشاهدتهم له واختلاطهم بأفراده وهي مكتوبة في دينهم.

وعن الامام عليّ(عليه السلام ) أنه قال: (الوفاء توأم الصدق، ولقد أصبحنا في زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيساً، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة، ما لهم قاتلهم الله)[19].

ومن خلال ما تقدم يتضح لنا بأن نقض العهد: هو عدم الوفاء به، وهذا من اعظم سوء الخلق، بل يُعد جريمة قد تترتب عليها جرائم اخرى واضرار جسيمة، كما انها ستؤدي الى تهديم اركان الثقة والتواصل بين افراد المجتمع الواحد .

 

إن الله تعالى جعل مكارم الأخلاق ومحاسنها وصلا بيننا وبينه

 

 

 


[1] انظر: لسان العرب 15/398 .مفردات الفاظ القرآن الكريم: الاصفهاني ص878 .

[2] انظر: التعريفات: الجرجاني ص253.

[3] انظر: التوقيف على ماهيات التعاريف: المناوي ص339 . تهذيب الأخلاق: الجاحظ ص24.

[4] انظر: الفروق اللغوية : أبو هلال العسكري ص575 .

[5] سورة البقرة : الآية 40 .

[6] سورة النحل: الآية 91 .

[7] انظر: الصحاح: الجوهري 2/515. مقاييس اللغة: أبن فارس 4/167 . المصباح المنير: الفيومي 2/435 .

[8] انظر: التعريفات: الجرجاني ص159

[9] انظر: الصحاح :2/515. مقاييس اللغة 4/167. المصباح المنير 2/435 . العهد والميثاق في القرآن الكريم: ناصر العمر ص17 .

[10] انظر: نضرة النعيم 11/5632.

[11] انظر: المصدر نفسه 11/5633.

[12] انظر: بريقة محمودية: أبو سعد الخادمي 2/281 .

[13] سورة التوبة: الآية 12 . الجامع لأحكام القرآن 8/83 .

[14] سورة البقرة: الآية 27.

[15] الخصال 1/66.

[16] علل الشرائع 1/72 . عيون الاخبار 2/79.

[17] علل الشرائع 1/74 .

[18] نفس المصدر 1/ 75 .

[19] انظر: المصدر نفسه 1/75 وما بعدها.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .