السكر ومشاكل انتاجه في القطر العراقي

يستهلك العراق سنوياً كميات كبيرة من السكر لسد حاجته الآنية والتي تزيد اقيامها على 13 مليون دينار. وبالنظر الى ان الاعتماد على الاستيراد فقط يؤدي الى وضع القطر في مواقف حرجة لذلك فان الجهات المعنية دأبت دائماً على تشجيع انتاج المحاصيل التي يستخرج منها السكر كالبنجر السكري والقصب السكري منذ الستينات .

يلائم زراعة البنجر السكري المنطقة الشمالية والى حد ما المنطقة الوسطى وقد بذلت جهود كبيرة وقدمت المساعدات الفنية والمالية الى منتجي هذا المحصول ولا تزال حملات التوعية والدعم المستمر. اما بالنسبة الى محصول القصب السكري فتلائمه ظروف المنطقة الجنوبية الا ان تفشي الاملاح بشكل كبير في معظم ترب هذه المنطقة هو العقبة في طريق نجاح زراعته ولذلك فقد اتجهت النية الى تأسيس مزرعة متخصصة بهذا المحصول وقد عهد الى بعض الشركات العالمية لدراسة طبيعة الظروف البيئية السائدة في المنطقة واجراء الدراسات اللازمة لعمل شبكات الري والبزل ولقد وقع اختيار الشركة الهوائية على اراضي في المجر الكبير تقع على بعد 30 كم تقريباً من مدينة العمارة في محافظة ميسان وهي اراضي واسعة تبلغ المساحة الكلية التي خصصت للزراعة فيما بعد بأكثر من 26 الف دونم وهي ذات موارد مائية كافية لأجراء عمليات الاستصلاح والري . وبالنظر لوقوع هذه الاراضي على خط عرض 31,40 شمالاً فان اعلى معدلات النمو تقع خلال اشهر الصيف وتشير تقارير الانواء الجوية الى احتمال حدوث صقيع معتدل في المنطقة الا ان ذلك لا يؤثر تأثيراً كبيراً على القصب المزروع .

بعد ان تم اخذ العينات من التربة تبين ان التوصيل الكهربائي في 60٪ من المساحة يتراوح من ( 0 - 4 ) مليموز وفي ٪28 يتراوح من ( 4 - 8 ) مليموز وفي 3 ٪ من ( 8 - 16 ) مليموز وفي ٪9 اكثر من 30 مليموز .

قسمت اراضي المشروع الى الواح بمساحات تتراوح من ( 10 - 40 ) دونم وبدأت عمليات الغمر فيها بعد ان تم انشاء المبازل الحقلية والمجمعة . ونتيجة لعمليات الغسل المستمرة تم تخفيض التوصيل الكهربائي الى ( 2 - 4 ) مليموز او اقل من ذلك في بعض المناطق .

بدأت عمليات الاستزراع بعد الانتهاء من عملية غسل التربة وكان برنامج الزراعة كما يلي :

(1) حراثة التربة الى عمق 25 - 27 سم مرتين متعامدتين بالمحراث القرصي يتبعها التنعيم .

(2) تسوية الارض بالات التسوية ثلاث مرات وباتجاهات مختلفة .

(3) اعادة مسح وتعديل الارض .

(4) اعادة حراثة الارض بالمحراث القرصي ومن ثم تسويتها باتجاه المروز .

(5) فتح المروز بأبعاد 150سم بين المرز والذي يليه وبعمق 52 سم .

وبعد فترة قصيرة من الزراعة ظهرت مشكلة توقف حركة المياه الجوفية في المبازل المغطاة وكان ذلك في سنة 1970 و بعد دراسة تبين ان سبب ذلك يرجع الى انسداد البعض من الانابيب . وعلى ضوء ذلك استوردت مكائن خاصة لرفع الانابيب التالفة واحلال انابيب جديدة محلها ميكانيكياً وهكذا تمت السيطرة كلياً على هذه المشكلة .

تبلغ المساحة الكلية المزروعة في مشروع القصب السكري في المجر الكبير في الوقت الحاضر حوالي 16 ألف دونم وان العمل جار للتوسع في زراعة هذا المحصول في المنطقة الجنوبية من القطر العراقي .