أقرأ أيضاً
التاريخ: 25/10/2022
1379
التاريخ: 18-7-2019
1189
التاريخ: 24-8-2021
2625
التاريخ: 17-8-2021
1646
|
القصة في المجلة
يمكن تقسيم القصة من حيث الطول والقصر إلى ثلاثة أنواع:
الاول- الاقصوصة.
الثاني- القصة القصيرة.
الثالثة- القصة الطويلة.
وتمتاز القصة القصيرة بأنها تتيح لكاتبها التعبير عن فكرة واحدة فقط، يسلط الكاتب عليها كل الاضواء، ويعزلها عزلاً تاماً عن جميع الافكار الاخرى، وبهذه الطريقة يستطيع الكاتب أن ينقل للقارئ صورة قوية عن هذه الفكرة الواحدة تكون بطبيعة الحال أقوى بكثير مما لو كانت ضمن أفكار أخرى تشتمل عليها القصة الطويلة أو الرواية، ثم إن القصة القصيرة يمكن أن يقرأها القارئ في جلسة واحدة، وفي هذه الحالة يحصل القارئ على جميع ما للقصة من تأثير كامل دفعة واحدة.
أما القصة الطويلة أو الرواية فإنها تحتاج إلى جلسات كثيرة، ومن ثم يقع تأثيرها في نفس القارئ على دفعات.
ومعنى ذلك أن القصة القصيرة أصلح للمجلة، وأن القصة الطويلة أو الرواية أصلح للجريدة اليومية.
وسندع الكلام عن الرواية، لأنها لا تهمنا في الكلام عن المجلة، وننظر قليلاً في القصة القصيرة.
فن القصة القصيرة
إن الذي لا ريب فيه أن القصة القصيرة أدنى إلى الادب الواقعي بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة، ومن هنا جاءت ملاءمتها للصحف، وأصبحت من المواد اللازمة لها منذ ظهور الصحافة، والصحافة في ذاتها أدب واقعي قبل كل شيء، لأنها تعني بالمجتمع وبما يقع فيه من أحداث.
ولقد كان الكاتب الفرنسي الشهير "جي دي مو باسان" من كتاب النصف الثاني من القرن التاسع عشر أول كاتب رسم للقصة القصيرة طريقاً جديداً بالمعنى الصحيح.
ذهب هذا الكاتب إلى أن القصة القصيرة ليس من الضروري أن تدور حول الاحداث الخطيرة، بل يغلب عليها أن تدور حول الامور العادية التي تحدث للناس كل يوم، وفي ذلك ما قد يكشف عن أشياء كثيرة في النفس البشرية التي يهم القارئ أن يعرف عنها الشيء الكثير.
ومن هنا كانت الاحداث في القصة القصيرة عند هذا الكاتب أحداثاً عادية. وكان الاشخاص في القصة أشخاصاً عاديين، وكانت مواقف القصة مواقف عادية، وبهذه المواقف العادية استطاع الكاتب أن يفسر الحياة تفسيراً سليماً، وأن يكشف فيها عن زوايا خفية، وأن يشرح النفس الإنسانية شرحاً دقيقاً.
وبينما كان "جي دي مو باسان" هذا يكتب القصة القصيرة بأسلوب سهل يدنو كثيراً من أسلوب الصحافة، إذا بالكاتب الروسي "تشيكوف" يعمد في كتابة القصص إلى أسلوب بعيد كل البعد عن أسلوب الصحافة، وبذلك عمل على أن تستعيد القصة القصيرة مكانتها من حيث البلاغة والاناقة وسمو التراكيب.
وأما خطة هذا الكاتب الروسي في كتابة القصص القصيرة فتقوم على هذه القاعدة: "عرف الناس بالناس ولا تعرفهم بنفسك" .
وهذا مثال من قصص "تشيكوف" يفصح فيه عن طريقته، ويكشف عن ميله الشديد إلى الإيجاز الذي عرف به.
في هذه القصة، وعنوانها "موت موظف حكومة" نرى موظفاً حكومياً، هو واحد من آلاف الموظفين الذي عرفتهم الاداة الحكومية في روسيا القديمة يعطس يوماً فوق صلعة قائد كبير جلس أمامه في المسرح، فيرتاع الموظف الصغير من فعلته هذه، ويستبد به الخوف إلى درجة مزعجة تملك عليه كل مشاعره، ويقول لنفسه: أما عليّ أن أقوم بواجب الاعتذار وأؤكد للقائد العظيم أن العطسة كانت بغير قصد مني؟ إن غضب القائد قد يجر علي وأنا الموظف الصغير أوخم العواقب، واستجمع الموظف الصغير كل شجاعته، وذهب إلى القائد واعتذر له مراراً وتكراراً، حتى اضطر القائد نفسه في النهاية أن يأمر بطرده من مجلسه فطرد المسكين، وإذ ذاك بلغ من الخوف والهلع مبلغاً أفضى به إلى الموت في داره فور وصوله أليها!.
هذه قصة مبكية مضحكة في وقت معاً، وهي في الوقت نفسه موجزة كل الإيجاز، محبوكة كل الحبك، ولكن دون أن تنقصها كلمة واحدة يكمل بها التأثير الكلي في القارئ أو في السامع.
ومن ثم اشترطت في القصة القصيرة شروط ثلاثة، هي:
أولاً- أن تكون لها بداية ووسط ونهاية.
ثانيا- أن تكون تصويراً لحدث متكامل له وحدته التي تتمثل في البداية، والوسط، والنهابة.
ثالثاً- أن تحدث في القارئ أثراً كلياً، أو تؤدي إلى معنى كلي.
ومعنى هذا أن القصة القصيرة لا يمكن أن تكون مجموعة أخبار يربط الكاتب بينها بطريقة مصطنعة ليوهم القارئ أنها قصة وليست كذلك.
إن القصة القصيرة عبارة عن موقف قصصي، أو موقف من مواقف الحياة يأخذ في النمو شيئاً فشيئاً إلى أن يصل إلى نقطة معينة يسميها النقاد "لحظة التنوير" كما سنشرح ذلك فيما بعد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|