المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

تركيب وتنظيم المضمون للصحيفة الالكترونية
27-2-2022
موضع مدفن الامام الكاظم (عليه السلام)
18-05-2015
Wishart Distribution
2-3-2021
n = 2 Hydrogen with Electric and Magnetic Fields
19-8-2016
تفسير الآيات [179-180] من سورة البقرة
12-06-2015
لالونية أكتينية actinic achromatism
24-9-2017


مسؤولية الشباب  
  
1275   11:32 صباحاً   التاريخ: 2023-06-12
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص52ــ57
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن الشاب مكلف باقتناص فرصة الشباب للاستفادة من قيم الحياة وتأمين سعادته المادية والمعنوية ، وعليه أيضاً أن يستثمر طاقته وفق حسابات دقيقة في أداء الواجبات التي تنص عليها البرامج التربوية التي ينظمها المربون ، وذلك لتوفير سبل سمو شخصيته ونموها من جميع الجهات .

كذلك ينبغي على الشاب أن يأخذ بنظر الاعتبار أن أي إفراط أو تفريط سينال من سعادته ويحرمه من بلوغ الكمال الذي يليق به ، وهذا ما يتفق عليه الدين والعلم معاً.

فكما أن الخمول والكسل في أداء الواجبات المدرسية من قبل الشاب الطالب يعتبر عملاً سيئاً ومذموماً ، كذلك فإن الإجهاد في الدراسة وتحميل الجسم اكثر من طاقته يعتبر عملاً سيئاً ومضراً. وكما ان التساهل والتقاعس في العمل يؤديان بالشاب العامل إلى التخلف والحرمان، كذلك فإن إفراطه في العمل وحرصه وطمعه، عمل مذموم ومرفوض. 

تجنب الإفراط والتفريط :

على كل حال، ينبغي على الشاب الذي يرغب في استثمار القيم المشروعة للحياة ، أن يراعي الاعتدال في شؤونه ، ويتجنب الإفراط والتفريط في عباداته وأعماله ، في استراحته ورياضته ، وليؤدي كل عمل وفق مقاييس سليمة .

وقد أولى أئمتنا (عليهم السلام) هذه النقطة اهتماما بالغاً ضمن برامجهم التربوية ، حيث دعوا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إلى تجنب الإفراط والتفريط وكذلك التساهل والتقاعس في أداء كافة الواجبات العلمية والعملية والعبادية والاقتصادية والمادية والمعنوية ، وقد ورد في هذا المجال الكثير من الآيات القرآنية والروايات، نكتفي بالإشارة إلى روايتين :

عن ابي جعفر الإمام الباقر (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن هذا الدين متين فاوغلوا فيه يرفق(1).

وفي جانب آخر من هذه الرواية قال الإمام الباقر (عليه السلام). وهو يصف الإنسان الذي يفرط في عمله: كالراكب المنبت الذي لا سفراً قطع ولا ظهراً أبقى(2).

مفتاح البؤس والشقاء :

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : التواني مفتاح البؤس(3).

ونستنتج من بحثنا هذا أن المربين إذا ما عملوا بمسؤولياتهم ونظموا مناهجهم التربوية لجيل الشباب على أساس التوازن بين كافة القيم، آخذين بعين الاعتبار طاقات الشباب وقدراتهم ، وكذلك إذا ما عمل الشباب بمسؤولياتهم وراعوا البرامج التربوية بكل رغبة بعيداً عن الإفراط والتفريط والتساهل واللامبالاة ، فإن نتائج مثمرة ستكون بانتظار الشباب الذين سيؤمنون سبل سعادتهم المادية والمعنوية ، وينجحون في تكوين شخصية مكتملة من جميع الجهات لأنفسهم .

إن العلم والإيمان والأخلاق والحرية والضمير والجمال وحب الذات والمال واللذة والعمل والشهرة والسياسة والرياضة وما شابه ذلك ، كلها أمور ذات قيمة في حياة الإنسان . وتحقيق أي من هذه القيم من شأنه أن يبعث البهجة والسرور في نفوس الفتيان والشباب ، ويؤثر إيجابياً على نمو شخصيتهم ، شرط أن لا يتجاوزوا حدود الاعتدال والمصلحة. وسنتحدث بالتفصيل عن بعض القيم خلال البحوث القادمة ، لكننا سنكتفي في هذا البحث بالحديث عن حالتين اثنتين ولو بشكل مختصر.

حب الذات:

من الحالات النفسية التي تبرز بقوة خلال مرحلة الشباب ، وتترك أثراً كبيراً على نمو شخصية الشاب وتكوين سلوكه الأخلاقي ، الحب الشديد للذات وعشق القيم الذاتية.

عبادة الذات:

إن المصدر الطبيعي للأنانية هو غريزة حب الذات التي تعتبر من الغرائز الرئيسية التي أوجدتها إرادة الله وحكمته في الإنسان ، وهذه الغريزة تبقى فاعلة ونشيطة منذ عهد الطفولة وحتى آخر العمر، إلا أن غريزة حب الذات تتضاعف وتشتد خلال مرحلة البلوغ ، حيث تبرز الغريزة الجنسية ، حتى انها تتحول عند البعض من الشباب من حب للذات إلى عبادة لها ، وكأن هاتين الحالتين تندمجان خلال مرحلة البلوغ لتكونان قوة واحدة تترك تأثيرها بعمق في نفسية البالغين حديثاً .

ففي هذه المرحلة لا يقف الشاب عند حب ذاته فقط ، بل يتعدى ذلك إلى الاستمتاع برؤية جسمه وشعره وسائر أعضائه وكذلك ملبسه وتزينه ، حتى انه يذهب في ذلك إلى حدود عشق الذات الذي قد يؤول بالشاب أحياناً إلى حالة غير طبيعية من الأنانية وحب الذات ، وهو كما نعلم نوع من أنواع الأمراض النفسية.

«يقول «موريس دبس» : يمكننا ملاحظة حالة إثبات الشخصية عند الشاب من خلال عزة نفسه أو الأفضل من ذلك من خلال حبه لذاته ، حيث تكون هذه الغريزة على أشدها في مرحلة البلوغ. وتأتي عبادة النفس في عصرنا الحالي من خلال الاهتمام الزائد بالجسم والتزيين والتجميل، والدليل على ذلك اللذة التي يصيبها الشخص لدى وقوفه أمام المرآة» .

«وقد تشتد هذه الحالة وتنفذ إلى أعماق الشاب فتجعله يعشق ذاته، لا بل يعبدها إلى حد المغالاة. واستناداً إلى التحليلات النفسية الحديثة فإن هذه الحالة تنجم عن تحريكات جنسية تتفاعل في ذات الإنسان ، ولذا فإنها أقوى وأشد عند الفتيات من الفتيان»(4).

حب الذات ونمو الشخصية:

إن حب الذات الذي يعصف بأعماق الشاب مع حلول مرحلة البلوغ ، يعتبر من الثروات الكبيرة للإنسان ، وهذا الميل الطبيعي للإنسان يلعب دوراً مؤثراً في تحقيق مكانته الاجتماعية وتكوين سلوكه الأخلاقي وطبائعه ونمو شخصيته.

فحب الذات من الميول الطبيعية للإنسان ، وهومن ضروريات الحياة وأحد الأركان الأساسية لسعادة الإنسان مادياً ومعنوياً. والإنسان قادر من خلال حب الذات على بلوغ مفازات الحياة وتجنب كل ما من شأنه أن ينكد عليه حياته. إذن فحب الذات يحفظ حياة الإنسان وسلامة الفرد والمجتمع.

والإنسان إذا ما استطاع أن ينمي في نفسه حب الذات بالمقدار الصحيح ، ويستخدمه في مكانه ، فإنه سيكون قادراً على تحقيق أفضل النجاحات. فهذه الرغبة يمكنها أن تحفز الشباب على مواصلة العلم لبلوغ الكمال ، وأن تجعل منهم أشخاصاً مرغوباً فيهم داخل مجتمعاتهم، يتحلون بأسمى الصفات الإنسانية والأخلاقية. وما يدفع الطالب إلى الدراسة والكاسب إلى التجارة والعامل إلى المصنع والفلاح إلى الحقل ، هو حب الذات .

ونخلص إلى أن معرفة الذات معرفة صحيحة وحب الذات بالمقدار السليم من شأنهما أن يأخذا بيد الإنسان نحو المجد والعظمة بعد أن يساعداه على تخطي مصاعب الحياة بقوة واندفاع وروح ملؤها الأمل .

«ينبغي على كل إنسان أن يعي قدره ويدرك أهمية ذاته ويتقبل واقعه ويحترمه على ما هو عليه، وليس معنى ذلك أن يهتم بما يبرز كفاءته وكماله وتفوقه ، وإنما عليه أن يعد نفسه ليكون عضواً مفيداً لمجتمعه ، يتحمل مسؤوليات الحياة» .

(فالذي يثق بنفسه ويحترمها لا يمكن أن يكون أنانياً أو مغروراً ، فهو بدلاً من ان يهدر وقته الثمين بالتفكير في نقائص الحياة او في مدح نفسه وذم الآخرين أو في توقع المدح والثناء ، تراه يكرس جل وقته لأمور مفيدة نافعة ، وهذا ما له أهميته في نمو شخصيته وسلامة نفسه وأخلاقه وسعادته»(5).

__________________________

(1 و 2) الكافي2، ص86.

(3) المستطرف 2، ص 56.

(4) ماذا اعرف ؟ ، البلوغ، ص 86.

(5) سلامة الروح، ص 64 . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.