أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-27
1213
التاريخ: 2024-07-28
472
التاريخ: 2023-11-16
1166
التاريخ: 9-05-2015
2090
|
يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 62]
إنَّ ضم العمل الصالح إلى الإيمان واشتراط الحسن الفعلي إلى جانب الحسن الفاعلي يستلزم عدم كفاية مجرد الإيمان بالتوراة والإنجيل والاعتقاد بموسى وعيسى (عليهم السلام اجمعين)؛ وذلك لأن كتب الأنبياء الماضين هي محرفة ومنسوخة في آن معاً، وأنّ الكتاب الوحيد الذي ضمنت صيانته من التحريف والنسخ بشكل دائمي هو القرآن.
إذن فإن ما يمكن أن يكون معياراً للعمل الصالح هو الوحي الناسخ، أي القرآن الكريم، فالصلاة التي لا تصلى باتجاه الكعبة والصوم الذي لا يتحقق في شهر رمضان المبارك فإنهما ـ طبقاً لفتوى القرآن الذي هو الوحي الناسخ والنهائي ـ لا يكونان مصداقاً للعمل الصالح؛ وذلك لأن عملاً كهذا يكون على خلاف الأمر الإلهي.
لم يقدم القرآن الكريم بشكل صريح تعريفاً للعمل الصالح، بل إنه استند إلى مصاديقه ليس غير، لكن من الممكن القول في بيان كلي: إن كل عمل يأمر به الوحي الإلهي أو العقل السليم أو الفطرة السليمة هو عمل صالح؛ كما أن الإحجام عن فعل ما نهى عنه الوحي أو العقل السليم والفطرة السالمة بمعنى أن معيار العمل الصالح هو الدليل المعتبر الذي هو أعم من الدليل العقلي والنقلي.
ويستفاد من التقابل بين العمل الصالح ومتاع الدنيا: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف:46] .... أن العمل الصالح باق وخالد، كما ويستشف من التقابل بين العمل الصالح و«السيئ»: {خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 102] فيما إذا ضممنا إليها الآية التي تعرف «السيئ» على أنه مكروه من قبل الباري تعالى: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا } [الإسراء: 38] يستشف أن العمل الصالح محبوب عند الله عز وجل.
ومن الجدير بالذكر هنا أن العقل غير كاف لتعيين مصاديق العمل الصالح؛ لأن العقل غير قادر إلا على تشخيص مقدار محدود من الحسنات والسيئات وعلى نحو عام؛ نظير كون الظلم والكذب والخيانة من السيئات وكون الصدق والعدل والوفاء من الحسنات، أما القسم الأعظم من الحسنات والسيئات وكذلك تفاصيل الأحكام العقلية الكلية فليس لأحد تعيينها إلا الوحي، وإن الوحي عندما يتطرق إلى تعيين التفاصيل يطرح مسألة الامتثال لأوامر ونواهي رسول اللہ (صلى الله عليه واله وسلم): {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]؛ إذن فمن أجل تحصيل الشرط الثاني لعامل النجاة، أي العمل الصالح ليس علينا إلا الرجوع إلى القرآن الكريم والرسول الأكرم وقد عرف الرسول الأعظم العترة الطاهرين بأنهم عدل القرآن الكريم. وبناء على ما مر فإن المرجع النهائي لتشخيص الصلاح والفلاح هو الدليل العقلي والنقلي المعتبر حيث يكون النقلي منه مستنداً إلى القرآن الكريم وسنة المعصومين (عليهم سلام الله اجمعين).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|