أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-01
1175
التاريخ: 12-10-2014
2019
التاريخ: 2023-04-26
1190
التاريخ: 12-10-2014
1996
|
تغاير ووحدة الحمد والتسبيح
... أن الحمد ليس في مقابل إنعام الله فحسب، بل إنه شامل لجميع أسمائه وصفاته وكلماته التكوينية والتدوينية، سواء وصل أثر و مقتضى تلك الصفات إلى الآخر أم لم يصل، وسر ذلك هو أن الحمد ليس في مقابل جمال الله فقط، بل هو شامل لصفات الجلال أيضا. ولهذا يقول في القرآن الكريم: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء: 111].
وبعبارة أخرى: إضافة إلى أن كمال وجمال الله سبحانه يستحق الحمد، كذلك هو أهل للحمد بما أنه مقدس و منزه أيضا.
ولا يقتصر الحمد على هذا الحد، بل يتسع أيضا إلى جميع مصاديق التسبيح والتهليل والتكبير والتهليل والتسبيح والتكبير لله سبحانه كلها من مصاديق الحمد والثناء الله سبحانه، كما أن التحميد والتهليل والتكبير في المقابل كلها من مصاديق تسبيح الذات المقدسة.
وتوضيح ذلك: إن التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير على الرغم مما فيها من (اختلاف مفهومي) ولكنها تتصف بالوحدة المصداقية). وأحد الشواهد على هذه الوحدة المصداقية هو أن هذه الأذكار الأربعة بمجموعها يطلق عليها في أذكار الصلاة (التسبيحات الأربع). والشاهد الآخر هو اقتران الحمد والتسبيح في القرآن الكريم: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44]. والشاهد الثالث هو ماروي عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في تبيين معنى (الله أكبر) حيث أرجع معناها إلى التسبيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رجل عنده: الله أكبر. فقال: "الله أكبر من أي شيء؟". فقال: من كل شيء. فقال أبو عبد الله : "حددته". فقال الرجل: وكيف أقول؟ فقال: "الله أكبر من أن يوصف"(1).
والملاحظة الأخرى هي، حيث إن المحمود الحقيقي هو مبدأ للكمال والفيض، وكذلك منزه عن النقص والعيب، ولهذا فإذا ما اتصف مورد ما بعنوان المحمود بنحو مطلق دون قيد خاص، فإنه يمكن حمله على معني شامل جامع. ولذا يمكن الاستفادة من قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } [الإسراء: 79] إن الإنسان بواسطة قيام الليل والتهجد لايصير (بالعرض) مبدأ للفيض ويجري على يديه الخير إلى الآخرين فحسب بل يتنزه (بالعرض) أيضا من النقص والعيوب ويصير في النزاهة مظهرة لـ(هو الحميد)، طبعا إن انصاف الإنسان بالكمال ونقاءه و خلاصه من النقائص والعيوب هو بالعرض لا بالذات بنحو محدود وليس مطلقة، وبعنوان كونه آية للكمال والنزاهة الإلهية لا أكثر من ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. البحار، ج90، ص219.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|