أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2016
3921
التاريخ: 7-01-2015
3231
التاريخ: 4-5-2016
3372
التاريخ: 4-5-2016
3049
|
روى جماعة منهم أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء وابن عبد البر المالكي في الاستيعاب وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ومحمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول وغيرهم بأسانيدهم أنه دخل ضرار بن ضمرة الكناني وفي الاستيعاب الصدائي بدل الكناني على معاوية فقال له صف لي عليا قال اعفني قال لتصفنه قال اما كان إذا لا بد من وصفه فإنه : كان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس بالليل ووحشته وكان غزير الدمعة طويل الفكرة يقلب كفه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما خشن ما قصر (خ ل) ومن الطعام ما جشب وكان فينا كأحدنا يدنينا إذا أتيناه ويجيبنا إذا سألناه ويأتينا إذا دعوناه وينبئنا إذا أستنبأناه ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له فان تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يعظم أهل الدين ويقرب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين فكأني أسمعه الآن وهو يقول : يا ربنا يا ربنا يتضرع إليه ثم يقول : يا دنيا غري غيري إلي تعرضت أم إلي تشوفت هيهات هيهات قد بتتك ثلاثا لا رجعة فيها فعمرك قصير وخطرك كبير وعيشك حقير آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق . فبكى معاوية ووكفت دموعه على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء .
وقال : رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال حزن من ذبح ولدها بحجرها فهي لا ترقا عبرتها ولا يسكن حزنها ثم خرج . وفي الاستيعاب سئل الحسن البصري عن علي بن أبي طالب فقال : كان والله سهما صائبا من مرامي الله على عدوه رباني هذه الأمة وذا فضلها وذا سابقتها وذا قرابتها من رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يكن بالنؤومة عن أمر الله ولا بالملومة في دين الله ولا بالسروقة لمال الله اعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة ، ثم قال للسائل ذاك علي بن أبي طالب يا لكع .
وفي البيان والتبيين : عن عبد الملك بن عمير قال سئل الحارث بن أبي ربيعة الملقب بالقباع عن علي بن أبي طالب فقال كم كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم بكتاب الله والفقه بالسنة والهجرة إلى الله ورسوله والبسطة في العشيرة والنجدة في الحرب والبذل للماعون (اه) وفي البيان والتبيين : قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه لصعصعة بن صوحان والله ما علمتك الا كثير المعونة قليل المؤونة فجزاك الله خيرا فقال صعصعة وأنت فجزاك الله أحسن من ذلك فإنك ما علمتك إلا بالله عليم والله في عينك عظيم .
وفي حلية الأولياء بسنده عن عنبسة النحوي : شهدت الحسن بن أبي الحسن وأتاه رجل من بني ناجية فقال يا أبا سعيد بلغنا انك تقول : لو كان علي يأكل من خشف المدينة لكان خيرا له مما صنع فقال الحسن يا ابن أخي كلمة باطل حقنت بها دما ، والله لقد فقدوه سهما من مرامي الله والله ليس بسروقة لمال الله ولا بنؤمة عن أمر الله اعطى القرآن عزائمه فيما عليه وله أحل حلاله وحرم حرامه حتى أورده ذلك على حياض غدقة ورياض مونقة ذاك علي بن أبي طالب يا لكع . ومما جاء في صفته (عليه السلام) كما في الاستيعاب : أنه كان شديد الساعد واليد وإذا مشى للحرب هرول ثبت الجنان قوي شجاع منصور على من لاقاه : وفي الاستيعاب بسنده عن أبجر بن جرموز عن أبيه : رأيت علي بن أبي طالب يخرج من مسجد الكوفة وعليه قطريتان متزر بالواحدة مرتد بالأخرى وإزاره إلى نصف الساق وهو يطوف في الأسواق ومعهم دره يأمرهم بتقوى الله وصدق الحديث وحسن البيع والوفاء بالكيل والميزان (اه) .
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب : كان علي إذا ورد عليه مال لم يبق منه شيئا إلا قسمه ولا يترك في بيت المال منه إلا ما يعجز عن قسمته في يومه ذلك ويقول يا دنيا غري غيري ولم يكن يستأثر من الفيء بشئ ولا يخص به حميما ولا قريبا ولا يخص بالولايات إلا أهل الديانات والأمانات وإذا بلغه عن أحدهم خيانة كتب إليه : {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [يونس: 57] {أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} [هود: 85، 86] ؛ إذا أتاك كتابي هذا فاحفظ بما في يديك من عملنا حتى نبعث إليك من يتسلمه منك ثم يرفع طرفه إلى السماء فيقول اللهم انك تعلم اني لم آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقك (اه) .
قال وخطبه ومواعظه ووصاياه لعماله إذ كان يخرجهم إلى أعماله كثيرة مشهورة .
وقال ابن أبي الحديد قال صعصعة بن صوحان وغيره من شيعته وأصحابه : وكان فيها كأحدنا لين جانب وشدة تواضع وسهولة قياد وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف على رأسه .
وقال ابن عبد البر في موضع آخر : اجمعوا على أنه صلى القبلتين وهاجر وشهد بدرا والحديبية وسائر المشاهد وانه أبلى ببدر وبأحد وبالخندق وبخيبر بلاء عظيما وانه أغنى في تلك المشاهد وقام فيها المقام الكريم وكان لواء رسول الله (صلى الله عليه واله) بيده في مواطن كثيرة وكان يوم بدر بيده على اختلاف ولما قتل مصعب بن عمير يوم أحد وكان اللواء بيده دفعه رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى علي ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله (صلى الله عليه واله) منذ قدم المدينة الا تبوك فإنه خلفه على المدينة وعلى عياله بعده وقال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (اه) .
وفي الإصابة ربي في حجر النبي (صلى الله عليه واله) ولم يفارقه وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى وزوجه بنته فاطمة وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد ولما آخى النبي (صلى الله عليه واله) بين أصحابه قال له أنت أخي ومناقبه كثيرة (اه) ؛ وقد تجمعت في صفاته الأضداد .
قال الشريف الرضي في مقدمة نهج البلاغة : ومن عجائبه (عليه السلام) التي انفرد بها وأمن
المشاركة فيها ان كلامه في الزهد والمواعظ إذا تأمله المتأمل وخلع من قلبه أنه كلام مثله ممن عظم قدره ونفذ أمره وأحاط بالرقاب ملكه لم يعترضه الشك في أنه كلام من لاحظ له في غير الزهادة ولا شغل له بغير العبادة قد قبع في كسر بيت أو انقطع إلى سفح جبل لا يسمع إلا حسه ولا يرى إلا نفسه ولا يكاد يوقن بأنه كلام من انغمس في الحرب مصلتا سيفه فيقطع الركاب ويجندل الابطال ويعود به ينطف دما ويقطر مهجا وهو مع تلك الحال زاهد الزهاد وبدل الابدال وهذه من فضائله العجيبة وخصائصه اللطيفة التي جمع فيها بين الأضداد وكثيرا ما أذاكر الاخوان بها واستخرج عجبهم منها وهي موضع للعبرة بها والفكرة فيها (اه) .
وقال ابن أبي الحديد في الشرح ما حاصله : كان أمير المؤمنين (عليه السلام) ذا أخلاق متضادة منها ما ذكره الرضي وهو موضع التعجب لان الغالب على أهل الشجاعة والجرأة أن يكونوا ذوي قلوب قاسية وفتك وتمرد والغالب على أهل الزهد والاشتغال بالمواعظ أن يكونوا ذوي رقة ولين وهاتان حالتان متضادتان وقد اجتمعتا له ( عليه السلام) ومنها أن الغالب على ذوي الشجاعة واراقة الدماء أن يكونوا ذوي أخلاق سبعية وطباع وحشية وكذلك الغالب على أهل الزهادة أن يكونوا ذوي انقباض في الأخلاق وعبوس في الوجوه ونفار من الناس وأمير المؤمنين ( عليه السلام) كان أشجع الناس وأكثرهم إراقة للدماء وأزهدهم وأبعدهم عن ملاذ الدنيا وأكثرهم وعظا وتذكيرا بأيام الله وأشدهم اجتهادا في العبادة وكان مع ذلك الطف العالم أخلاقا وأكثرهم بشرا حتى عيب بالدعابة وهذا من عجائبه وغرائبه اللطيفة ومنها أن الغالب على شرفاء الناس ومن هو من أهل بيت السيادة والرياسة الكبر والتيه وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يشك عدو ولا صديق أنه أشرف خلق الله نسبا بعد النبي (صلى الله عليه واله) وقد حصل له من غير شرف النسب جهات كثيرة متعددة ومع ذلك كان أشد الناس تواضعا لصغير وكبير وألينهم عريكة وأبعدهم عن كبر في زمان خلافته وقبلها لم تغيره الأمرة ولا أحالت خلقه الرياسة وكيف ولم يزل رئيسا أميرا قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي في تاريخه المعروف بالمنتظم تذاكروا عند أبي عبد الله أحمد بن حنبل خلافة أبي بكر وعلي فأكثروا فرفع رأسه إليهم وقال قد أكثرتم ان عليا لم تزنه الخلافة ولكنه زانها ومنها أن الغالب على ذوي الشجاعة وقتل الأنفس أن يكونوا قليلي الصفح لأن القوة الغضبية عندهم شديدة وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) مع شجاعته وكثرة اراقته الدماء كثير الصفح والعفو وقد رأيت فعله يوم الجمل ولقد أحسن مهيار في قوله :
حتى إذا دارت رحى بغيهم * عليهم وسبق السيف العذل
عاذوا بعفو ماجد معود * للعفو حمال لهم على العلل
فنجت البقيا عليهم من نجا * وأكل الحديد منهم من أكل
أطلت بهم أرحامهم فلم يطع * ثائرة الغيظ ولم يشف الغلل
(اه) ملخص ما ذكره ابن أبي الحديد وفي اجتماع الأضداد في صفات أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول الصفي الحلي :
جمعت في صفاتك الأضداد * فلهذا عزت لك الأنداد
زاهد حاكم حليم شجاع * ناسك فاتك فقير جواد
شيم ما جمعن في بشر قط * ولا حاز مثلهن العباد
خلق يخجل النسيم من اللطف * وبأس يذوب منه الجماد
حل معناك أن يحيط به الشعر * وتحصي صفاته النقاد
وقال ابن أبي الحديد في بعض علوياته مشيرا إلى ذلك :
والحبر يصدع بالمواعظ خاشعا * حتى تكاد لها القلوب تصدع
حتى إذا استعر الوغى متلظيا * شرب الدماء بغلة لا تنقع
متجلببا ثوبا من الدم قانيا * يعلوه من نقع الملاحم برقع
زهد المسيح وفتكة الدهر التي * أودى بها كسرى وفوز تبع
وقال الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني في كتابه حلية الأولياء في ترجمته : علي بن أبي طالب وسيد القوم محب المشهود ومحبوب المعبود باب مدينة العلم والعلوم ورأس المخاطبات ومستنبط الإشارات راية المهتدين ونور المطيعين وولي المتقين وإمام العادلين أقدمهم إجابة وإيمانا وأقومهم قضية وإيقانا وأعظمهم حلما وأوفرهم علما علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قدوة المتقين وزينة العارفين المنبئ عن حقائق التوحيد صاحب القلب العقول واللسان السؤول والإذن الواعي فقاء عيون الفتن فدفع الناكثين ووضع القاسطين ودفع المارقين الأخيشن في ذات الله (اه) .
وفي الإصابة : كان قد اشتهر بالفروسية والشجاعة والاقدام ولم يزل بعد النبي (صلى الله عليه واله) متصديا لنصر العلم والفتيا ثم قال ما حاصله : فلما قتل عثمان بايعه الناس ثم كان قيام طلحة والزبير وعائشة في طلب دم عثمان فكانت وقعة الجمل ثم قام معاوية في أهل الشام فدعا إلى الطلب بدم عثمان فكانت وقعة صفين وكل من الفريقين مجتهد وكان من الصحابة فريق لم يدخلوا في شئ من القتال وظهر بقتل عمار أن الصواب كان مع علي واتفق على ذلك أهل السنة بعد اختلاف كان في القديم ولله الحمد (اه) .
أقول ألا ترى إلى هذا الحافظ الكبير كيف يتبلبل عن إدراك الحقيقة وهي أجلى من الشمس الضاحية يقول اشتهر بالفروسية والشجاعة والاقدام وكان الأولى به أن يقول اشتهر بكل فضيلة فأي فضيلة لم يشتهر بها اشتهاره بالشجاعة اشتهر بالعلم والحلم والفصاحة وحل المشكلات عند القضاء والزهد والورع والعبادة والعدل وغيرها من محاسن الصفات ولم يكن شئ من الفضائل لم يشتهر به وقوله وكل من الفريقين مجتهد قول يصعب التصديق به ممن قتل الأمور بحثا وتأملا ولم يشأ أن يقلد من يجوز عليه الخطا وممن سمع وعرف أن الاجتهاد لا يجوز في مقابل النص ولا في القطعيات والأمور الظاهرة قوله وظهر بقتل عمار أن الحق كان مع علي فيه من التجاهل بالحقائق ما لا ينقضي منه العجب أ فكان قول النبي (صلى الله عليه واله) عمار تقتله الفئة الباغية أشهر وأعرف عند الناس من قوله (صلى الله عليه واله) علي مع الحق والحق مع علي يدور معه كيفما دار يا علي حربك حربي وسلمك سلمي يا علي من أبغضك فقد أبغضني ومن سبك فقد سبني وأمثالها مما شاع وذاع ورواه الجمهور من الصحابة أ لم يكن واحد من هذه الآثار كافيا في ظهور أن الحق مع علي فضلا عن جميعها أ فلم يكن في مبايعة المهاجرين والأنصار وإجلاء الصحابة له بالمدينة الذين لم يبايع من تقدمه أكثر منهم دليلا على أن الحق معه وما أحسن ما قاله بعض العلماء العجب من قوم يأخذهم الريب لمكان عمار ولا يأخذهم لمكان علي بن أبي طالب .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|