التعريف بعدد من الكتب / تفسير علي بن ابراهيم القميّ (القسم الأول). |
1150
10:59 صباحاً
التاريخ: 2023-05-18
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-17
801
التاريخ: 2023-12-26
1231
التاريخ: 2023-05-30
1115
التاريخ: 2023-08-06
1132
|
تفسير علي بن ابراهيم القميّ (1):
أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي أحد أعلام الإمامية في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع، وقد ترجم له النجاشي وأثنى عليه قائلاً: (ثقة في الحديث ثبت معتمد صحيح المذهب سمع فأكثر) (2) ومن أشهر مصنفاته كتابه في تفسير القرآن المجيد، ذكره الشيخ والنجاشي والذهبي وابن حجر (3)، وذكر له ابن النديم كتابين في القرآن أحدهما نوادر القرآن (4)، والآخر أخبار القرآن ورواياته (5)، ولعله هو المعنيّ بالأخير وإن كان يظهر من الشيخ أنه غيره.
وقد حظي تفسير القمي بشهرة معتد بها لدى علماء الإمامية وغيرهم في القرون اللاحقة، ففي القرن الخامس نقل عنه الشيخ في كتابيه التبيان وتهذيب الأحكام، وفي القرن السادس نقل عنه الطبرسي في مجمع البيان وإعلام الورى وابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب، وفي القرن السابع نقل عنه ابن طاووس في سعد السعود وفرج المهموم، وفي القرن الثامن نقل عنه الشهيد الأول في القواعد والفوائد واختصره ابن العتايقي الحلي (6)، وفي القرن التاسع نقل عنه الكفعمي في المصباح وقام باختصاره أيضاً (7)، وفي القرن العاشر نقل عنه الاسترابادي في تأويل الآيات الظاهرة، وفي أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر نقل عنه الأعلام الأربعة العلامة المجلسي في بحار الأنوار والمحدث الحر العاملي في وسائل الشيعة والمحقق السيد هاشم البحراني في البرهان والمحدث الشيخ عبد علي الحويزي في نور الثقلين (قدّس الله أسرارهم) (8).
والنسخة التي وصلت إلى هؤلاء الأعلام الأربعة ــ وهي المتداولة بين المتأخرين عنهم إلى هذا العصر (9) ــ تشتمل على أحاديث مسندة وأخرى مرسلة عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وغيرهم، بالإضافة إلى اشتمالها على عبارات كثيرة في تفسير الآيات الكريمة أو بيان موارد نزولها من دون إسنادها إلى أحد، ولكن يظهر من المحقق السيد هاشم البحراني أنه فهم كون هذه التفاسير ونحوها مروية عن الإمام الصادق (عليه السلام) كما كان مثبتاً في بداية نسخته من التفسير هكذا (تفسير الكتاب المجيد.. وهو تفسير مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق) (10).
والملحوظ أساساً في البحث عن اعتبار هذه النسخة وحجيتها هو ما تضمنته من الأحاديث المسندة إلى المعصومين (عليهم السلام) بطرق الرجال الثقات مما يتعلق بالأحكام الإلزامية أو الوقائع التاريخية وما بحكمها، وأما المراسيل ونحوها فالبحث عن اعتبار النسخة بالنظر إليها قليل الجدوى كما لا يخفى.
وكيف كان فيمكن الاستدلال على اعتبار هذه النسخة بوجهين:
(الوجه الأول): ما ذكره السيد الأستاذ (قدس سره) في بعض الموارد، وتطبيقه في المقام أن يقال: إن للشيخ الطوسي طريقاً معتبراً إلى تفسير القمي مذكوراً في فهرسته (11)، وصاحب الوسائل له طرق معتبرة إلى مرويات الشيخ في كتاب الفهرست ومنها كتاب التفسير وقد ذكرها في خاتمة الوسائل (12)، فبذلك يمكن التوصل إلى اعتبار نسخة صاحب الوسائل من هذا الكتاب، وهي مطابقة للنسخة المتداولة منه كما يظهر بالمقابلة بين ما أورده عنه وما ورد في النسخ المتداولة.
ولكن هذا الوجه غير واضح فإن أسانيد صاحب الوسائل إلى مرويات الشيخ الطوسي (قدس سره) من الأصول والكتب إنما هي طرقه إلى نسخ الشيخ من تلك المصنفات أو إلى عناوينها المذكورة في الفهرست لا إلى النسخ الواصلة إلى صاحب الوسائل منها، وكم فرق بين الأمرين، فوجود السند إلى أصل الكتاب ــ مثلاً ــ لا يثبت صحة النسخة الواصلة بطريق الوجادة.
ومن المؤكد أن معظم مصادر صاحب الوسائل قد وصلت إليه بهذا الطريق ــ كما هو الحال بالنسبة إلى معاصره العلامة المجلسي (قدس سره) وسائر المتأخرين ــ وقد ظهر ذلك جلياً بالعثور على نسخه الشخصية من بعض مصادره ككتاب علي بن جعفر وما سمّاه بنوادر أحمد بن محمد بن عيسى وكتاب سليم بن قيس وكتاب الاختصاص المنسوب إلى الشيخ المفيد (13).
وبالجملة: لا ريب في أن صاحب الوسائل (رضوان الله عليه) لم يكن يختلف عن باقي الأعلام المتأخرين في طريقة حصوله على كتب المتقدمين ومصنفاتهم، وهي طريقة الوجادة مع الاعتماد على القرائن والشواهد الداخلية والخارجية في صحة النسبة واعتبار النسخة (14)، وربما كان ــ كما يقول المحدث النوري ــ يتشبث في الاعتماد أو النسبة بوجوه ضعيفة وقرائن خفية (15)، كما لوحظ ذلك فيما سماه بنوادر أحمد بن محمد بن عيسى.
فالنتيجة: أنّه لا سبيل إلى إثبات اعتبار النسخة المتداولة من تفسير علي بن إبراهيم عن طريق صحة سند صاحب الوسائل إلى مرويات الشيخ الطوسي (قدس سره).
(الوجه الثاني): أنّ تفسير علي بن إبراهيم وإن وصلت نسخته إلى المتأخرين بطريق الوجادة، بالإضافة إلى أن راويها المثبت اسمه في بدايتها وهو (أبو الفضل العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر) ممن لم تثبت وثاقته بل لا يوجد له ذكر في كتب الرجال ــ وإن ذكر في بعض كتب الأنساب ــ وكذلك الراوي عنه أي قائل قوله: (حدثني أبو الفضل العباس..) فإنه لم يعرف من هو فضلاً عن أن يثبت اعتبار حديثه.
ولكن هذا كله لا يمنع من الاعتماد على هذه النسخة، كما هو الحال بالنسبة إلى كثير من النسخ الواصلة إلى المتأخرين من تأليفات المتقدمين، كأكثر كتب الصدوق والمفيد والمرتضى والشيخ، فضلاً عن كتب من تقدمهم كالجعفريّات ومسائل علي بن جعفر والمحاسن للبرقي وقرب الإسناد للحميري وغيرها.
فإنّ الملاحظ ــ كما مرّ الإيعاز إليه آنفاً ــ أنّ معظم ما بقي من كتب السابقين ووصل إلى العلامة المجلسي وصاحب الوسائل ومن تأخر عنهم لم يصل إليهم بطريق السماع أو القراءة أو المناولة أو نحوها طبقة بعد طبقة إلى أن ينتهي إلى مؤلف الكتاب، بل وصل في الغالب بطريق الوجادة حيث كان يعثر على نسخة ــ أو أزيد ــ من كتاب فيتم الاعتماد عليها والنقل عنها وتداولها واستنساخها، وربما تصبح هي النسخة الأم لعشرات النسخ اللاحقة، ويخرج الكتاب عن كونه نادر الوجود إلى كتاب شائع النسخ متداولها (16).
ويلاحظ أحياناً أن النسخة الأم كانت مصدّرة بطريق صاحبها إلى المؤلف، وفيه شخص غير معروف ولكن ذلك لم يمنع من الاعتماد عليها، كما هو الحال بالنسبة إلى فهرست الشيخ وأمالي الصدوق وغيبة النعماني وغيرها، ففي مقدمة الفهرست ــ مثلاً ــ ورد هكذا (أخبرنا الشيخ الفقيه الصالح رشيد الدين أبو البركات العبداد بن جعفر بن محمد بن علي بن خسرو الديلمي.. قال: أخبرني الفقيه جمال الدين أبو عبد الله الحسين بن هبة بن الحسين المعروف بابن رطبة السوراوي.. قال: أخبرني الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي قال أخبرني السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي قال:..) (17).
وقائل قوله: (أخبرنا) غير معلوم، كما أن الشيخ العبداد بن جعفر ليس له ذكر في غير هذا الموضع، والظاهر أن صاحب الرياض اعتمد عليه في وصفه بأنّه من أكابر علمائنا (18).
وبالجملة: إنّ مجرّد كون نسخة الكتاب قد وصلت إلى المتأخّرين بطريق الوجادة، وكونها مصدّرة باسم شخص أو أشخاص غير موثقين لا يكون مانعاً من الاعتماد عليها، نعم لا بد من توفر قرائن وشواهد كافية تورث الوثوق بصحتها. ومن عوامل حصول الوثوق بصحة النسخة اشتهار الكتاب وتداول نسخه بين الأصحاب سماعاً وقراءة ومناولة وكتابة وغير ذلك إلى عصر الناسخ. ومنها كون النسخة بخط أحد العلماء الأثبات أو أن يكون عليها خطّه وتصحيحه. ومنها تطابق النصوص المنقولة عن الكتاب في كتب السابقين مع ما يوجد في النسخة الواصلة.
وهذا العامل الأخير يمكن أن يدعى توفره فيما يخص النسخة المتداولة من تفسير علي بن إبراهيم، فإنه يوجد عدد من المصادر القديمة نسبياً التي نقلت عن هذا التفسير، ومن أهم تلك المصادر التي توسعت في النقل عنه هو تفسير مجمع البيان للطبرسي (19)، وقد قارنت في عشرات الموارد بين ما أورده عنه وما هو الموجود في النسخة المتداولة فلاحظت أن المحكي يطابق الموجود تقريباً ولا اختلاف بينهما إلا جزئياً، مما يمكن أن يحمل على كونه من مقتضيات النقل بالمعنى أو ما يحصل بسبب الحذف والاختصار والتقديم والتأخير في بعض الجمل والعبارات ونحو ذلك مما لا يشكل اختلافاً معتداً به (20). وهكذا يمكن أن يستحصل الاطمئنان بصحة النسخة المتداولة وإحراز أنها بالفعل هي كتاب التفسير لعلي بن إبراهيم القمي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
مكتب المرجع الديني الأعلى يعزّي باستشهاد عددٍ من المؤمنين في باكستان
|
|
|