المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24

أهداف التسويق الفيروسي
5-9-2016
المكدسات الحيوية Bioaccumulators
16-7-2017
الانكماش النسبوي للطول
11-7-2016
تأثير العوامل الجوية على الفاصوليا
30-9-2020
العمل في ظل العالم الصناعي
2023-10-03
إشكاليات اقتصاد المعرفة وتحدياته
11-6-2022


الشباب الرذيل  
  
1193   12:00 صباحاً   التاريخ: 2023-04-27
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص249 ــ 250
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

من المؤسف جداً أن هناك فتياناً في بلدانا يعانون من مرض الرذالة وإلحاق الأذى بالناس ، فمثل هؤلاء كثيراً ما يشكلون مصدر إزعاج للناس على الطرقات وفي المراكز الاجتماعية بسبب سوء التربية التي تلقوها أثناء الطفولة. فتراهم يسخرون من المرأة والرجل والعجوز والشاب دون استثناء، ويحتقرونهم بحركات رذيلة وألفاظ بذيئة، واهمين أن مثل هذ السلوك سيرفع من شأنهم ويبرز شخصيتهم أمام الناس، وبالتالي سيكسبهم قدرة وأهمية، غافلين عن أن هذا السلوك السيء ليس فقط لا يرفع من شأنهم، بل ويزيد صاحبه حقارة وضعة.

أيام الطفولة والحرمان:

إن تحقير الطفل وحرمانه من الحنان والمحبة والنيل من شخصيته وعزة نفسه، وغير ذلك من أنواع الحرمان الذي يمارس ضد الطفل نتيجة سوء التربية ، تبقى آثاره في نفس الطفل حتى يصبح شاباً ، فتتبلور انعكاسات هذا الحرمان وتبرز بصور مختلفة .

إن بعض الشبان يظلم الناس ويقسو عليهم، والبعض الأخر يسخر منهم ويستهزىء بهم ، وقسماً منهم يحب إلحاق الأذى بنفسه وبالآخرين ، فيما تلجأ مجموعة أخرى منهم إلى عالم الخيال والأوهام ، بينما ترى بعضاً منهم يلجأ إلى الوحدة والانزواء ، وبعضاً آخر يتصور نفسه أعلى مقاماً من الآخرين الذين يعجزون - حسب رأيه - عن إدراك ما يتمتع به من أحاسيس رفيعة . وهناك فئة من الشباب يسيطر عليها حب التملق والاستخفاف والاستذلال، وفئة أخرى تُنمي روح العداء لمن هو أعلى منها شأناً وسلطة دون أن يصدر عنها أي رد فعل ظاهري .

الصدمات النفسية :

«لو فكر كل منا جيداً لأدرك أن نفسيته الجاهلة هي السبب في كل ما يصدر عنه من أفكار وأفعال. ففي الحقيقة لا أحد يعلم لماذا تصدر عنه مثل هذه الأفكار ولم يقدم على مثل تلك الأعمال ، والسبب يعود إلى عدم تدخل عقولكم وإرادتكم في كل ما يصدر عنكم ، ويرجع ذلك في الأصل إلى ما تلقته نفسية الطفل وذهنه من صدمات صغيرة وبسيطة خلال مرحلة الطفولة ، مثل الأحداث والذكريات الحزينة والمؤلمة التي تركت آثاراً قوية على نفسية الطفل ، كالحرمان من الحنان والمحبة ، وتجاهل الآخرين لهم ، ورؤية المشاهد المرعبة ، والتعرض لأذى الآخرين وما شابه ذلك. وهنا نقول: لو توصل كل منا إلى مصدر هذه الأفكار والأعمال والتصرفات ومسبباتها، واسترجع شريط تلك الذكريات الأليمة التي هزت نفسيته ، لخطا خطوة نحو النجاح والتغلب على ما تعانيه نفسيته من نقص»(1).

______________________________  

(1) النمو والحياة ، ص171. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.