أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-18
936
التاريخ: 9-11-2014
5002
التاريخ: 21-12-2015
5283
التاريخ: 24-11-2014
5328
|
اختصاص الحمد بالله سبحانه
إن القرآن الكريم يعد جميع عوالم الوجود الإمكاني مخلوقة من قبل الله سبحانه، وأن جميعها قد خلقت على أحسن وأجمل نحو: {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الرعد: 16] ، {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } [السجدة: 7]. وعليه فإن كل ماهو مصداق "شيء" أي جميع عوالم الوجود الإمكاني فهو حسن وجميل، وحيث إن الحمد في مقابل الكمال والجمال والإنعام، فالحمد المطلق الأزلي والأبدي هو الله: "الحمد لله، ولا أحد مالك للحمد. والعلل الوسطية أيضا هي وسائط للفيض الإلهي ومبدأ سلسلة الفيض الذات الإلهية المقدسة وحدها.
والآية الكريمة {الحمد لله رب العالمين} تتضمن برهانين على في إثبات واختصاص الحمد بالله سبحانه:
1. البرهان الأول: ويستفاد من اسم "الله" المقدس"(1)، حيث إن "الله" يعني الجامع لكل أنحاء الكمال الوجودي (الذات المستجمعة لجميع أنحاء الكمال)، وحيث إن الحمد في مقابل الكمال، وكل كامل فهو محمود، إذن فإن الله سبحانه محمود. والآية الكريمة (الحمد لله..) بواسطة تعليق الحكم على الوصف المشعر بالعلية تفيد مثل هذا البرهان.
وتوضيح ذلك: هو أنه لو قيل: (الحمد له) لكانت دعوي بلا برهان ولكانت بحاجة إلى برهان، وبرهانها هو أن الله الجامع لكل أنحاء الكمال أهل للحمد. ولكن في قوله (الحمد لله تم تعليق حكم (ثبوت الحمد) ا م على وصف (الله) حيث إن الموضوع بنفسه يحمل معه دليله، وفي الموارد التي يكون فيها متعلق الحكم بنفسه متضمنة لسبب وعلة ثبوت المحمول للموضوع، فإنه لا حاجة إلى الاستدلال، كما في عبارة: "الجنة للمطبعين" و"النار للملحدين" حيث إن وصف المحمول نفسه (الطاعة والإلحاد) مبين لعلة ثبوت الجنة لأهل الطاعة والنار للملحدين. كذلك في (الحمد لله) أيضا فإن استجماع الكمال الذي هو سبب ثبوت و واختصاص الحمد موجود في موضوع (الله).
البرهان الثاني: والحد الوسط فيه هو ربوبية الله سبحانه، ويستفاد من تعبير: {رب العالمين} بهذا الشكل: الله رب جميع عوالم الوجود الإمكاني، وليس له أي شريك في الربوبية (ولهذا جاءت كلمة عالمين على نحو الجمع) وحيث إن الحمد في مقابل نعمة الربوبية (إيصال كل موجود إلى كماله اللائق به ) إذن، فالحمد مختص بذاته المقدسة وليس له أي شريك في الحمد. ولهذا فقد مر في البحث الأدبي أنت (الألف واللام) في كلمة (الحمد) للاستغراق أو الجنس ومعناه أن الحمد من كل حامد لأي محمود هو في الواقع حمد لله.
وهناك براهين عديدة أقيمت على حصر واختصاص الحمد بالله سبحانه، يأتي بيان بعضها في قسم (لطائف وإشارات المتعلق بهذه الآية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. لأن (الله) ليس إسما للهوية الغيبية المحضة. ان تلك الهوية المحضة التي يقول عنها بعض العارفين: (حارت فيها الأنبياء والأولياء وثمرتها الصادر الأول، أي الإنسان الكامل: {هو الذي بعث في الأميين رسولا} (سورة الجمعة، الآية 2) - ان تلك الهوية لا إسم لها أصلا. وعليه فإن الله إشارة إلى الذات المقدسة الجامعة والمستجمعة لجميع أنحاء الكمال الوجودي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|