أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-06
1025
التاريخ: 2023-03-25
1383
التاريخ: 2023-04-26
1148
التاريخ: 2023-03-28
1250
|
ألمت كارثة فلسطين بالأمة العربية فأصابتها في الصميم ، وبلغت حدا أذهل الناس ، فجعلتهم حياري، لا يدرون تعليل هذه الهزيمة ولا السبب في هذا الخسران المخجل، فاندفعوا في حيرتهم يتخبطون ، يحاولون أن يردوا النتائج إلى عللها ، وتفرقوا في محاولتهم هذه شِيَعًا وأحزابًا، كلٌّ يرى الحقِّ فيما ذهب إليه ، والصواب كلَّ الصواب فيما توصل إليه ، فبعضهم عزا الهزيمة إلى مساعدة الدول الكبيرة للصهيونيين وتأييدها لهم ، وآخرون رأوها فيما استطاع الصهيونيون أن يجمعوه من السلاح والذخيرة، والبعض رآها في التنظيم الصهيوني القائم على طرق علمية حديثة ، وآخرون رأوها في استكانة منظمة الأمم وغيرها من الهيئات الدولية وممالأتها لهم، وقوم آخرون يرون أن كل هذه الأسباب ما كانت لتؤدي إلى ما أدت إليه من الكوارث التي حاقت بالأمة العربية لولا ما أظهره بعض القائمين على شئونها من تخاذل وتنافر وخصام . إن هذا الاختلاف في الوصول إلى أسباب الكارثة وعِللها إنْ دلَّ على شيء، فعلى عِظَم هذه الكارثة وهولها، وعلى أنها قد تخطّت الظاهر من كيان الأمة وحلت في الصميم. وإنه لمن الخطأ أن نقارن هذه النكبة بغيرها من النكبات التي حلت بالقومية العربية في جهادها الطويل وحياتها المديدة؛ لأنها أعظم من كارثة الأندلس مع ما حفل به تاريخ الأندلس من مظاهر الحضارة البديعة ووجوهها الرائعة كما أنه لا يمكن قياس قيام الدولة اليهودية في بلادنا بأية حركة استعمارية رأسمالية في التاريخ الحديث. فما أكثر ما قابلت الأمة العربية من عقبات في جهادها الطويل وما أكثر ما اعترض سبيلها من الصعاب! فما كان طريق الجهاد في يوم من الأيام مُعبَّدًا مأمونًا، ولا كان السبيل إلى المجد مفروشًا بالرياحين والورود، وإنَّ مَن وطّد العزم على السير بأمته نحو ما يصبو إليه الحرُّ من عزّ وسؤدد لخليق به أن يهيئ النفس لمقارعة الخطوب ومجالدة العدى، واقتحام ما يقام أمامه من العراقيل، ولكن المحنة تشتد يوم تأتيك من حيث لا تحتسب، وإن الكارثة لَتَعظُم ساعةَ تحلُّ بك من حيث أمنتَ، وإن الهزيمة ليتضاعف نكْرُها إِذا أَوقَعَها بِكَ مَن كنتَ لشأنه مستصغرًا، ولقوته محتقرًا، ممَّن كنتَ تعتقد أنه أضعفُ قوةً وأقل عددًا من أن يطاولك ويغالبك، فكيف به وقد طاولك وغلبك، ورحم الله من قال:
يا صلاح الدين قم وانظر إلى حالة في القدس تستبكي العيون
أبدل العز الذي تعرفه ذلة واستأسد المستضعفون
لقد كان ذلك شأن الأمة العربية مع الصهيونيين، كُنَّا في غفلة من أمرنا، نمنا واستيقظ العدو، وركنا إلى الأوهام الكاذبة الخادعة، نبني عليها صرح آمالنا، وشمر العدو عن ساعده، وجد وعمل وعمد إلى الحقائق يقيم عليها صرح أطماعه، وينظر إليها بعين الخبرة والمعرفة، وسلَّط نور العقل على ما يُعرض عليه من الشئون، ووزن الأمور بالموازين التي وضعت لها، لا يلهيه ما يرى من سند الدول الكبرى له وتأييدها إياه، فيركن إلى هذا السند وذاك التأييد ركونًا مُطلقًا، ولا يفتنه ما يراه في نفسه من التقدم العلمي والازدهار المادي فيعتمد عليهما الاعتماد كله، بل يراهما فيقدرهما حقَّ قَدْرهما، ولا يمنعه ذلك من أن يستثمر في عمله وأن يضاعف الجهد فيه. وبالرغم عن ذلك كله، كان زعماء اليهود يقولون: «إن المنظمات الصهيونية قد فهمت القول أكثر من فهمها العمل.»
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|