أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-24
956
التاريخ: 2023-04-01
916
التاريخ: 2023-04-26
1148
التاريخ: 2023-03-25
1383
|
على الرغم من أن مضيق باب المندب عميق وواسع، ومن الصعب إغلاقه عن طريق إغراق السفن فيه، إلا أن التنافس الدولي للتواجد في المنطقة المحيطة به، إضافة إلى الخلافات السياسية بين الدول الواقعة بجواره أوجد محاذير خاصة من إمكانية إعاقة الملاحة به، ففي يوليو وأغسطس من عام 1984م تحطمت 18 سفينة وأصيب بعضها بأضرار بواسطة ألغام وضعت في النهايتين الشمالية والجنوبية للبحر الأحمر، وقد طالبت مصر من الدول الأوروبية والولايات المتحدة بضرورة إزالة هذه الألغام ومعرفة المسئولين عن وضعها الأمر الذي يفرض مزيدا من الحذر في هذه المنطقة الساخنة من العالم( 1993 Andeson) و (1985 ,Drysdale and Blake). ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن منطقة المضيق سياسيا أكثر اتساعا منها جغرافيا، إذ لا تقتصر الأهمية على الوحدات التي تطل عليه مباشرة بل تتعداه لتشمل الوحدات السياسية التي ترتبط سياسيًا أو اقتصاديًا أو عسكريًا أو استراتيجيا بالمنطقة، حيث تمر الصادرات البترولية الخليجية منه إلى أوروبا. وبالمثل يمكن القول بأن دول غرب أوروبا الصناعية لها مطالب جيوستراتيجية في المنطقة، لأنها تعتمد على بترول الخليج اعتمادا رئيسيا لتلبية حاجاتها من الطاقة، كما أن دولة مثل روسيا لها اهتمام أيضا بالنطاق الجيوستراتيجي للمنطقة، الذي يعد أقصر طريق يربط بين موانيها على البحر الأسود وأسطولها في المحيط الهندي، الذي يحتل أهمية بارزة في الاستراتيجية البحرية الروسية والولايات المتحدة أيضا لها مطالب جيوستراتيجية في المنطقة، حيث تمر تجارتها واساطيلها البحرية فيه. ويتضح من ذلك أن النطاق الجيوستراتيجي لمضيق باب المندب هائل الاتساع، بحيث يمكن أن يشمل الخريطة السياسية للعالم كل، وذلك لعدة خصائص جيوستراتيجية يتميز بها المضيق وتدفع به إلى الصدارة من حيث الأهمية الجيوستراتيجية. إضافة إلى ما سبق فإن المضيق قريب من منطقتين مهمتين هما القرن الإفريقي والجزيرة العربية، وقد ساعد اختلاف وجهات النظر لدي الساسة في هذه المناطق على تقوية مثل هذا التنافس العالمي. فمنذ عام 1974م بدأ النفوذ الروسي في الظهور من خلال الحكم الشيوعي الذي وجد في أثيوبيا، حيث أعطيت تسهيلات عسكرية للاتحاد السوفيتي السابق في جزر دهلك وميناء عصب، وفي عام 1978م احتلت القوات الاثيوبية منطقة أوجادين الصومالية، وذلك بدعم سوفيتي وكوبي، ومن هذا المنطلق منحت الصومال امتيازات للأسطول الأمريكي في بريرة ،ومقديشيو وهي ذات الموانئ التي كانت تقدم يوما ما تسهيلات عسكرية للأسطول السوفيتي، وعندما حصلت بعض الخلافات السياسية بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي عام 1979م، والذي استدعي القوات السوفيتية أسرعت الولايات المتحدة بتقديم المساعدة لليمن الشمالي، وفي هذه الاثناء كان الأسطول السوفيتي يتمتع بامتيازات في عدن وجزيرة سوقطرة (محمد السرياني، 2001: 133). وعلى الجانب الآخر يمكن القول إن الدول الصناعية الأوروبية لها متطلبات جيوستراتيجية المنطقة، وذلك لاعتمادها الأساسي على بترول الخليج لسد حاجاتها من الوقود. ولا شك أن الدول الكبرى تنظر إلى صراعات المنطقة في ضوء مصالحها، وبالتالي فإن الصراعات التي تنشب في تلك المنطقة يمكن أن تجلب تدخلات خارجية من جانب القوي الكبرى للدفاع عن هذه المصالح، وتشهد تنافسًا مستمرًا بين تلك القوي للتأثير على المنطقة والسيطرة عليها للحصول على مزايا اقتصادية وعسكرية واستراتيجية. ولما كان من العسير حل الصراعات الاقليمية بواسطة الأطراف المحلية حلاً نهائيا فإن القوي الكبرى استغلت دائما هذه الصراعات لتحقيق مصالحها وتعمدت استخدام المعونات السياسية والاقتصادية والعسكرية كوسيلة لتحقيق مآربها في المنطقة (خديجة الهيصمي 2002: 109). ويبدو أن إمدادات السلاح كانت دائما هي الوسيلة لتدخل الدول الكبرى في شئون الدول الصغرى خاصة وأن الدول الضعيفة كثيرا ما تلجأ إلى طلب المساعدات العسكرية من دولة كبيرة الأمر الذي يجعل الصراعات المحلية ذات بعد دولي 5: 1977 ,Legum and Lie). وتجدر الإشارة إلى أن لليمن أفضلية في السيطرة على الممر الملاحي لامتلاكه جزيرة بريم، إلا أن القوي الكبرى وحليفاتها عملت على إقامة قواعد عسكرية قربه وحوله وذلك لأهميته العالمية في التجارة والنقل، كما سعت الأمم المتحدة في عام 1982م لتنظيم موضوع الممرات الدولية ودخلت اتفاقيتها المعروفة باسم "اتفاقية جامايكا" حيز التنفيذ في عام 1994... وبسبب معركة النفوذ على مضيق هرمز تود الدول المجاورة بسط نفوذها علي مضيق باب المندب كبديل، فإسرائيل لديها نفوذ في المضيق بالتنسيق مع جيبوتي وأثيوبيا وارتيريا واليمن خسر بعض نفوذه بسبب تدخل الولايات المتحدة، يذكر أن اليمن أغلقت المضيق علي إسرائيل في حرب 1973م بالاتفاق مع مصر، إلا أنها قد لا تكون قادرة علي غلقه أمامها مرة أخري من الوجهة العسكرية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|