أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-3-2021
3131
التاريخ: 2-2-2017
2038
التاريخ: 2024-01-16
901
التاريخ: 2-2-2017
3640
|
وملك «أرابط» الحبشة بـأمـر مـن النجاشي، فانتقـض عليه «أبرهة» وعارضه في ملكه، ودعاه إلى النَصَفَة والنزال: فتبارزا، وخدعه أبرهة وأكمن عبداً له في موضع المبارزة، فلما التقيا ضربه «أرابط» فشرم أنفه - ولذلك سُمّي بأبرهة الأشرم ـ فجاء العبد من الكمين وضرب أرباطاً فقتله، وأنقذ أبرهة. وملك أبرهة اليمن ولم يبعث إلى النجاشي بشيء، وذكر له أنه خلع طاعته، النجاشي ليريقن دمه. ثم كتب إليه أبرهة واسترضاه، فرضي عليه وأقره على عمله. ولما استقر أبرهة في ملك اليمن أساء السير في حمير ورؤسائهم، وبعث في ريحانة بنت علقمة بن مالك بن زيد بن كهلان، فانتزعها من زوجها سيف بن ذي يزن، وقد كانت ولدت منه ابنه معد يكرب، وهرب سيف ولحق بأطراف اليمن، واصطفى أبرهة فولدت له مسروق بن أبرهة واخته بسياسة. ثم أن أبرهة بنى كنيسة بصنعاء ـ قال السهيلي: كانت صنعاء تسمى أوال، وصنعاء اسم بانيها وهو: صنعاء بن أوال بن عمير بن عابر بن شالخ - وسمّى هذه الكنيسة القليس، وكانت من الجمال والفن حتى قيل: إنه لم يُرَ مثلها قط، وكتب إلى قيصر والنجاشي. فزوداه في الصُنّاع والرخام والفسيفساء. وقال: لست بمنته حتى أصرف إليها حَج العرب. وتحدث العرب بذلك، فغضب رجل من السادة أحد بني فقيم وخرج حتى أتى القليس، فرمى بها أوساخه وقذارته، وانصرف. وبلغ أبرهة ذلك وقيل له: الرجل من البيت الذي يحج إليه العرب، فحلف ليسيرنّ إليه يهدمه. ثم بعث إلى الناس يدعوهم إلى حج القليس، فضرب الداعي في بلاد كنانة بسهم فقتل. وأجمع أبرهة على غزو البيت وهدمه، فخرج سائراً بالحبشة ومعه الفيل، فلقيه ذو نفر الحميري وقاتله، فهزمه وأسره واستبقاه دليلاً في أرض العرب. قال ابن إسحاق: ولما مر بالطائف خرج إليه مسعود بن معتب في رجال ثقيف، فأتوه بالطاعة، وبعثوا معه أبا رغال دليلاً، فأنزله المغمس بين الطائف ومكة ، فهلك هناك ، ورجمت العرب قبره بعد ذلك . قال جرير الشاعر :
إذا مات الفرزدق فارجموه
كما ترمون قبر أبي رغال
ثم بعث أبرهة خيلاً من الحبشة، فانتهوا إلى مكة واستاقوا أموال أهلها، وفيها مائتا بعير لعبد المطلب - وهو يومئذ سيد قريش - فانطلق عبد المطلب إلى أبرهة ومرّ بذي نفر وهو أسير، فبعث معه إلى سائس الفيل ـ وكان صديقاً لذي نفر - فاستأذن له على أبرهة، فلما رآه أجله ونزل عن سريره فجلس معه على بساطه، وسأله عبد المطلب أن يردّ له إبله، فقال له أبرهة: هلا سألت في البيت الذي. هوا دينك ودين آبائك وتركت البعير؟ فقال عبد المطلب: أنا ربّ الإبل، وللبيت رب سيمنعه. فردّ عليه إبله، ورجع عبد المطلب وأمر قريشاً بالخروج إلى والشعاب للتحرز فيها، ثم قام عند الكعبة ممسكاً بحلقة الباب يدعوا الله ويستنصره، فكان مما قال:
لا هـــم إن العبد يمنعُ رَحْلَهُ فامنع رِحالك
لا يغلبن صليبهــــــــم ومحالهم أبداً مَحالِك
وانصر على آلِ الصليب وعــــابـــديــــه اليــــوم الـــك
ثم أرسل الله عليهم طيراً جماعات جماعات من جهة البحر، ترميهم بحجارة من طين متحجر، فلا تصيب أحداً. منهم إلا هلك مكانه، وأصابه - في موضع الحجر من الجسد ـ كالجدري والحصبة فهلك وأصيب أبرهة في جسده، وبعثوا بالفيل ليقدم على مكة فريض ولم يتحرك فنجا، ورجع أبرهة إلى صنعاء، وهو مثل فرخ الطائر، واجتمع عليه الأطباء ولكن بدون فائدة، إذ انصدع صدره عن قلبه فيات. ولما هلك أبرهة ملك مكانه ابنه يكسوم، واستفحل ملكه، وأذل حمير وقبائل اليمن، ووطأتهم الحبشة فقتلوا رجالهم، ونكحوا نساءهم، واستخدموا أبناءهم. ثم هلك يكسوم، فملك أخوه مسروق بن أبرهة، وساءت سيرته وكثر عسف الحبشة باليمن.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|