أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-1-2021
2268
التاريخ: 25-2-2019
1991
التاريخ: 2023-03-26
1439
التاريخ: 2023-03-19
1757
|
قال الله تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} [محمد: 18].
وقال سبحانه: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46].
وقال تعالى: {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [الحج: 7]
وخطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: "أصدق الحديث كتاب الله، وأفضل الهدى هدى الله، وشرّ الاُمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، فقام إليه رجل وقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال: ما المسؤول بأعلم بها من السائل، لا تأتيكم الاّ بغتة، فقال: فأعلمنا أشراطها، فقال: لا تقوم الساعة حتّى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، وتكثر الفتن، ويظهر الهرج والمرج، وتكثر فيكم الأموال (1)، ويخرب العامر، ويعمر الخراب، ويكون خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب. وتطلع الشمس من مغربها، وتخرج الدابة، ويظهر الدجّال، وينتشر يأجوج ومأجوج، وينزل عيسى بن مريم (عليهما السلام)، فهناك تأتي ريح من جهة اليمن ألين من الحرير، فلا تدع أحداً فيه مثقال ذرّة من الإيمان الاّ قبضته. انّه لا تقوم الساعة الاّ على الأشرار، ثم تأتي نار من قبل عدن تسوق سائر من على الأرض تحشرهم، فقالوا: فمتى يكون ذلك يا رسول الله؟ قال: إذا داهن قرّاؤكم اُمراؤكم، وعظّمتم أغنياءكم، وأهنتم فقراءكم، وظهر فيكم الغناء، وفشا الزنا، وعلا البناء، وتغنّيتم بالقرآن، وظهر أهل الباطل على أهل الحق، وقلّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واُضيعت الصلاة، واتّبعت الشهوات، وميل مع الهوى، وقدّم اُمراء الجور فكانوا خونة، والوزراء فسقة، وظهر الحرص في القرّاء، والنفاق في العلماء، فعند ذلك ينزل بهم البلاء.
انّه ما تقدست اُمّة لا ينتصر لضعيفها من قويّها، وتزخرف المساجد، وتزوّق (2) المصاحف، وتعلى المنابر، وتكثر الصفوف، وترتفع الضجّات في المساجد، وتجتمع الأجساد والألسن مختلفة، ودين أحدهم لعقة على لسانه. إن اُعطي شكر، وإن منع كفر، لا يرحمون صغيراً، ولا يوقّرون كبيراً، يستأثرون أنفسهم، توطأ حريمهم، ويجوروا في حكمهم، تحكم عليهم العبيد، وتملكهم الصبيان، وتدبر اُمورهم النساء، تتحلّى الذكور بالذهب والفضّة، ويلبسون الحرير والديباج، يسرون الجواري، ويقطعون الأرحام، ويخيفون (3) السبيل، وينصبون العشّارين.
يجاهدون المسلمين، ويسالمون الكافرين، فهناك يكثر المطر، ويقلّ النبات، وتكثر الهزّات، وتقلّ العلماء، وتكثر الاُمراء، وتقلّ الاُمناء، فعند ذلك يحسر الفرات عن جبل من ذهب، فيقتتل الناس عليه، فيقتل من المائة تسعة وتسعون، ويسلم واحد.
وقال [رجل] (4): صلّى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) من غلس (5) فنادى رجل: متى الساعة يا رسول الله؟ فزبره حتّى إذا أسفرنا رفع طرفه إلى السماء فقال: تبارك خالقها وواضعها وممهّدها ومحلّيها بالنبات، ثم قال: أيّها السائل عن الساعة، تكون عند خبث الاُمراء، ومداهنة القرّاء، ونفاق العلماء، وإذا صدّقت اُمتي بالنجوم، وكذّبت بالقدر، ذلك حين يتّخذون الأمانة مغنماً، والصدقة مغرماً، والفاحشة رباحة، والعبادة تكبّراً واستطالة على الناس.
وقال (صلى الله عليه وآله): "والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتّى يكون عليكم اُمراء فجرة، ووزراء خونة، وعرفاء ظلمة، وقرّاء فسقة، وعبّاد جهّال، يفتح الله عليهم فتنة غبراء مظلمة، فيتيهون فيها كما تاهت اليهود، فحينئذٍ ينقص الإسلام عروة عروة حتّى يُقال: الله الله".
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): "ما من سلطان آتاه الله قوّة ونعمة فاستعان بها على ظلم عباده الاّ كان حقّاً على الله أن ينزعها منه، ألم تروا إلى قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]".
وقال النبي (صلى الله عليه وآله): "لا تزال هذه الاُمّة تحت يد الله وفي كنفه ما لم يمالئ قرّاؤها اُمراؤها، ولم يوالِ (6) صلحاؤها أشرارها، فإذا فعلوا نزع الله يده منهم، ورماهم بالفقر والفاقة، وسلّط عليهم شرارهم، وملأ قلوبهم رعباً، ورمى جبابرتهم بالعذاب المهين، ويدعون دعاء الغريق لا يستجيب لهم" (7).
وقال (عليه السلام): "بئس العبد عبد يسأل المغفرة وهو يعمل بالمعصية، ويرجو النجاة ولا يعمل لها، ويخاف العذاب ولا يحذره، يعجّل الذنب ويؤخّر التوبة، ويتمنّى على الله الأماني الكاذبة، فويل له ثم ويل له ثم ويل له من يوم العرض على الله".
وروي أنّ عمر بن هبيرة لمّا ولي العراق من قبل هشام بن عبد الملك أحضر السبعي (8) والحسن البصري وقال لهما: انّ هشام بن عبد الملك أخذ بيعتي له على السمع والطاعة، ثم ولاّني عراقكم من غير أن أسأله، ولا تزال كتبه تأتيني بقطع (9) قطائع الناس، وضرب الرقاب، وأخذ الأموال، فما تريان في ذلك؟
فأمّا السبعي فداهنه وقال قولاً ضعيفاً، وأمّا الحسن البصري فانّه قال له: يا عمر! انّي أنهاك عن التعرّض لغضب الله برضى هشام، واعلم انّ الله تعالى يمنعك من هشام، ولا يمنعك هشام من الله تعالى ولا أهل الأرض.
أيأتيك كتاب من الله بالعمل بكتابه والعدل والإحسان، وكتاب من رسول الله صلى الله عليه وآله نبيّك، وكتاب من هشام بخلاف ذلك فتعمل بكتاب هشام وتترك كتاب الله وسنّة رسوله، انّ هذا لهو الحرب الكبير، والخسران المبين، فاتقِ الله تعالى واحذره، فانّه يوشك أن ينزل إليك ملك من السماء فينزلك من علوّ سريرك، ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، ثم لا يوسعه عليك الّا عملك إن كان حسناً، ولا يوحشك الّا هو إن كان قبيحاً.
واعلم انّك إن تنصر الله ينصرك ويثبّت أقدامك، فإنّ الله تعالى ضمن إعزاز من يعزّه، ونصر من ينصره، وقال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7] وقال سبحانه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40].
وقال: كيف أنتم إذا ظهر فيكم البدع حتّى يربوا فيها الصغير، ويهرم الكبير، ويسلم عليها الأعاجم، فإذا ظهرت البدع قيل سنّة، وإذا عمل بالسنّة قيل بدعة، قيل: ومتى يكون ذلك؟ قال: إذا ابتعتم الدنيا بعمل الآخرة.
وقال ابن عباس: لا يأتي على الناس زمان الاّ أماتوا فيه سنّة، وأحيوا فيه بدعة حتّى تموت السنن، وتحيى البدع، وبعد فوالله ما أهلك الناس وأزالهم عن المحجّة قديماً وحديثاً الاّ علماء السوء، قعدوا على طريق الآخرة فمنعوا الناس سلوكها والوصول إليها، وشكّكوهم فيها.
مثال ذلك مثل رجل كان عطشاناً فرأى جرّة مملوءة فيها ماء، فأراد أن يشرب منها فقال له الرجل: لا تدخل يدك فيها فإنّ فيها أفعى يلسعك وقد ملأها سمّاً، فامتنع الرجل من ذلك، ثم انّ المخبر بذلك أخذ يدخل يده فيها، فقال العطشان: لو كان فيها سّماً لما أدخل يده.
وكذلك حال الناس مع علماء السوء، زهّدوا الناس في الدنيا ورغبوا هم فيها، ومنعوا الناس من الدخول إلى الولاة والتعظيم لهم ودخلوا هم إليهم، وعظّموهم ومدحوهم، وحسّنوا إليهم أفعالهم، ووعدوهم بالسلامة، لا بل قالوا لهم: قد رأينا لكم المنامات بعظيم المنازل والقبول، ففتنوهم وغرّوهم، ونسوا قول الله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} [الانفطار: 13، 14] وقوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر: 18]. وقوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} [الفرقان: 27].
وقوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} [الدخان: 41]
وقول النبي (صلى الله عليه وآله): "الجنّة محرّمة على جسد غذّي بالحرام" (10).
وقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "ليس من شيعتي من أكل مال امرىء حراماً" (11).
وقول النبي (صلى الله عليه وآله): "لا يشمّ ريح الجنّة جسد نبت على الحرام".
وقال (عليه السلام): "انّ أحدكم ليرفع يده إلى السماء فيقول: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، فأيّ دعاء يُستجاب له؟! وأيّ عمل يُقبل منه؟! وهو ينفق من غير حلٍّ، ان حج حج بحرام، وان تزوّج تزوّج بحرام، وان صام أفطر على حرام، فيا ويحه، أما علم انّ الله تعالى طيّب لا يقبل الّا الطيّب، وقد قال في كتابه: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]
وقال النبي (صلى الله عليه وآله): "ليكون عليكم اُمراء سوء، فمن صدّقهم في قولهم، وأعانهم على ظلمهم، وغشى أبوابهم، فليس منّي ولست منه، ولن يرد عليّ الحوض".
وقال (صلى الله عليه وآله) لحذيفة: "كيف أنت يا حذيفة إذا كانت اُمراء ان
أطعتموهم أكفروكم، وان عصيتموهم قتلوكم؟!، فقال حذيفة: كيف أصنع يا رسول الله؟ قال: جاهدهم ان قويت، واهرب عنهم ان ضعفت".
وقال (صلى الله عليه وآله): "صنفان من اُمّتي إذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس: الاُمراء والعلماء" (12).
وقال الله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [هود: 113]
وقال: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [طه: 81] والله ما فسدت اُمور الناس الاّ بفساد هذين الصنفين، وخصوصاً الجائر في قضائه، والقابل الرشا في الحكم.
ولقد أحسن أبو نواس في قوله:
إذا خان الأمير وكاتباه ***وقاضي الأمر داهن في القضاء
فويل ثم ويلٌ ثم ويل *** لقاضي الأرض من قاضي السماء
وجاء في تفسير قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22]، نزلت فيمن يخالط السلاطين والظلمة.
وقال (عليه السلام): "الإسلام علانية باللسان، والايمان سرّ بالقلب، والتقوى عمل بالجوارح، كيف تكون مسلماً ولا تسلم الناس منك؟ وكيف تكون مؤمناً ولا تأمنك الناس؟ وكيف تكون تقيّاً والناس يتّقون من شرّك وأذاك؟".
وقال: "انّ من ادعى حبّنا وهو لا يعمل [عملنا ولا يقول] (13) بقولنا، فليس منّا ولا نحن منه، أما سمعوا قول الله تعالى يقول مخبراً عن نبيّه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31] ولمّا بايع أصحابه أخذ عليهم العهد والميثاق بالسمع لله تعالى وله بالطاعة في العسر واليسر، وعلى أن يقولوا الحق أينما كانوا، وأن لا تأخذهم في الله لومة لائم، وقال: انّ الله تعالى ليحصي على العبد كل شيء حتّى أنينه في مرضه، والشاهد على ذلك قوله تعالى:
{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18].
وقوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار: 10 - 12].
وقوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 284].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|