المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



اعلموا ؟  
  
2118   08:16 مساءً   التاريخ: 15-3-2022
المؤلف : ألسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان.
الكتاب أو المصدر : أخلاقِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السلام)
الجزء والصفحة : 75-78.
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-11-2021 2063
التاريخ: 6-2-2021 2491
التاريخ: 2024-10-20 765
التاريخ: 7-10-2016 2294

قال علي (عليه السلام) : (اعلموا علما يقينا ان الله لم يجعل للعبد – وان عظمت حيلته، واشتدت طلبته، وقويت مكيدته – أكثر مما سمي له في الذكر الحكيم، ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته وبين ان يبلغ ما سمي له في الذكر الحكيم، والعارف لهذا ، العامل به، أعظم الناس راحة في منفعة ، والتارك له الشاك فيه ، أعظم الناس شغلا في مضرة، ورب منعم عليه مستدرج بالنعمى، ورب مبتلى مصنوع له البلوى ، فزد أيها المستمع في شكرك ، وقصر من عجلتك ، وقف عند منتهى رزقك).

تتضمن الحكمة بيان امرين :

الأول : ان العبد لا يستطيع ان يصل لأكثر مما سمى الله تعالى له في اللوح المحفوظ، بما يمثله من حالة تقدير وتقسيم، فعليه ان لا يستعمل الحيلة، ولا يجهد نفسه، ولا يركن إلى مكيدة لأحد.

الثاني : ان العبد الذي لا يستطيع تأمين مورده – لضعف جسد او قلة تدبير - ، غير محروم من الرزق،  - عطاءا او توسعة.

فالدعوة إلى ان يتأكد الإنسان من ذلك ، ويعمل على أساسه ، فيقتنع بضمان الله سبحانه للرزق ، في قوله تعالى : {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } [هود : 6].

{إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا } [الإسراء : 30].

{ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [العنكبوت : 62].

{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس : 107].

 لينعكس ذلك على قناعاته ، وتوجهاته ، وما يفعل او يقول ، وعندئذ فيامن المجتمع من سلبيته التي قد تطغى به إلى حد تأثيره العملي في مجتمعه ، فتسوء الحالة ، ويتفشى الحرص او البخل او الجشع او اللؤم او سوء الظن بالله تعالى او غير ذلك مما يحدث تغييرات غير حميدة ، فضلا عن النزوع الاجرامي الذي يتزايد عندما لا يطمئن الانسان بعمق ان المخصص له آت لا يناله الغير ، كما ان المحتوم مقضي لا يصيب الغير ، وليس على العبد سوى العمل والسعي الموجب لديمومة عجلة الحياة ، مع التسليم لله تعالى المطلع على المصالح والمفاسد ، الذي لم يجعل الإنسان مجبورا على افعاله ، بل اتاح له مصادر الرزق ، وهيء له اسبابه ، وجعله يسعى في تحصيله وجمعه ، فلذا من قصر في ذلك ، فعلى نفسه ضيق ، فانحصر تأثير وجوده.

وعد بالخالق ، الرازق ، المقدر ، ليطمئن العبد ، فتنقطع ، او تقل محاولاته في الالتفات على الاخرين من اجل الزيادة لنفسه ، او المنع لغيره ، كي تتقلص حالات التعدي والتجاوز التي تشيع لدى بعض الاشخاص، بدوافع متنوعة، ومبررات متعددة – وهي جميعا غير وجيهة ، لا مقبولة - ، فينبغي التخلي عنها ، لئلا يطول عناء الإنسان ، وتعظم حسرته ، عندما يجد ان سعيه غير مؤثر، بل انه محاسب عليه ، ولم ينفعه تغافله عن حقيقة قوله تعالى : {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} [النجم : 40].

ليجد نفسه امام قوله تعالى : {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } [المدثر: 48].

وعندها لا يجديه ما جمعه ، ولا يدفع عنه ما منعه عن غيره ، وكان من المهم – في ظل هذه الحالة – العمل على تقليصها ، او التقليل منها فأكد (عليه السلام) من خلال جمعه بين العلم ، وهو نقيض الجهل(1)، واليقين ، وهو زوال الشك(2)، على حتمية ان ما قدره سبحانه لعباده كائن ، وان محاولات الحصول على المال ، او الجاه ، او التوفق في سائر مناحي الحياة ، مما لا يؤدي إلى نتيجة محمودة ، بعد ان يكون المقدر القائم على أسس العدالة في التوزيع، المبنية على مراعاة الاصلح، مما اختص بعلمه تعالى دون سواه، للفرق بين الواجب الذي علمه بالأشياء عين ذاته ، والممكن المفتقر في مراحله الحياتية إلى تعليم ، وتسديد ، ولطف ورعاية، مما لا يترك مجالا للمقارنة ، بل هي مع الفارق الواضح ، فعلى الإنسان ان يتوجه إلى توظيف الطاقات التي يتصف بها والعمل بطاعة الله المنعم  تعالى ، من خلال أنشطته الحياتية المباحة العديدة ، ليكون عضوا صالحا في مجموعته ، فيلزمه اقتناص الفرصة واستثمارها، دون الانشغال بما لا يتصل به ، وهذا مقتضى الحكمة ، وإلا فالإصرار على التشبث بتحصيل ما لم يكتبه تعالى ، هدر للوقت والجهد ، لا يليق بعاقل الإقدام عليه ، فهو (عليه السلام) يقرر حقيقة واقعية ، فمن عمل على تطبقها استهلك وقته في نفعه ، وإلا فهو ساه عما يصلحه.

وان الاقتناع المؤدي للعمل لما يكسب الإنسان الراحة ، وهي ما يبحث عنها ، في طلبه أسباب الرزق ، وان هذه الحقيقة لا تعني التثبيط عن ممارسة الانشطة والفعاليات ، بل تعني الجد في النافع منها ، وإلا فيضيع عليه العمر ، ولا يمكن تعويضه ، او استرجاع الفائت ، فالمهم إدراك انه أمام فضاء واسع من الإمكانيات التي وهبها الله تعالى له ، فعليه الإفادة منها ضمن مساحته ، لئلا يستبد به الامل بنفسه ، فيتصور انه قادر على ان يفعل ويفعل، وهو ما يوجب وقوعه في خلل كبير ، يؤدي به إلى خسارة معنوية عظيمة ، حيث لا يحسن التأدب في مقام عبوديته لله سبحانه ، لينزلق في الغرور ويتيه في لوازمه من مغريات الدنيا ، فلا ينتبه حتى يرد موردا صعبا ، ليقع ضحية جهله وسوء تقديره ، كما انه إذا تحقق من هذا الأمر وعمل بموجبه ، فقد ارتاح وانتفع في الوقت ذاته ، فلا يقلق من أفضلية غيره ، لعلمه بضمان الرزق ، وهو مستثمر لعمره ، فلا يتحسر على شيء فاته ، لما يعتقده من ان التوسعة في الرزق ليست معيارا للأفضلية، بل يعتقده من أن التوسعة في الرزق ليست معيارا للأفضلية ، بل الامر متصل بما يخفى على العباد ، من مصالح وحكم ، وأمل لو لم يتحقق من ذلك – سواء عرفه واهمله ، ام شك فيه – فيبقى مشغولا ، مهموما ، وهو ما يؤثر عليه نفسيا ثم جسديا، فيتضرر جراء ذلك ، والعاقل لا يختار ذلك حتما ، لما يعلمه من ان المال لا يمثل كل شيء في الحياة ، بل هو من الوسائل التي قد ينتفع بوجوده البعض ، فعدمه لا يساوي المنقصة ، بل سيدخر لمن حجب عنه ، لما هو أصلح لحالة ، وهذا ما يجعل العبد مستقر النفس ، فالغنى لا يعني غاية التكامل ، والفقر لا يعني العكس انما هما بحيثيات يجهلها العباد ، وبهذا نضمن عدم تعيير الفقير بفقره ، بعد ان ضمنا عدم افتخار الغني بغناه ، ليعمر طريق الحياة من دون حصول جفوة او فجوة، وانما العمل بالشكر للمنعم ، لاستحقاقه ذلك عقلا وشرعا ، وعدم العجلة ، لأنها لا تنتج ، وفسح المجال لآخرين ، لأن إشغاله مضيعة للوقت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1)  مقاييس اللغة 4/110.

(2) المصدر نفسه 6/157.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.