أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-10-2016
5757
التاريخ: 7-10-2016
2213
التاريخ: 7-10-2016
1759
التاريخ: 10-10-2016
3026
|
يمتد العصر البرونزي المبكر، ويسمى أيضا بالعصر البرونزي القديم، ما بین 3200 وحتى عام 2000 تقريباً قبل الميلاد، وهو أول مراحل التمدن في منطقة بلاد الشام الجنوبية. فقد بنى الانسان في النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد مواقع محصنة منيعة، مما أدى بالتالي إلى ظهور (المدينة) بكل ما تعنيه هذه الكلمة. وذلك أنه في هذا العصر، نشأ مجتمع كانت لديه دوافع اقتصادية تمخض عنها تكوين مؤسسة تعرف الآن (بالدولة) بمؤسساتها المختلفة، وكان من شأنها أنها ميزت النظام السياسي في بلاد الشام. وقد سمي هذا النظام بنظام «المدينة الدولة» أو دويلات المدن، اعتبار أن كل [مدينة] تُكون دولة مستقلة استقلالاً ذاتياً، يتيح لها أن تتصرف بشؤونها على أسس تمليها عليها ظروفها البيئية والديمغرافية على والسياسية. إن قيام الدولة في هذه البلاد قد مر بعدة مراحل، كما هو واضح في المجلد الأول لتاريخ الأردن، (وفيه المزيد من المعلومات). إن هذا النظام [ دويلات المدن] قد نما نمواً طبيعياً داخلياً وليس على أيدي أقوام قدمت من الخارج، وخير دليل على ذلك، أن في مدينة جاوة وجبل المطوق (وغيرها)، دولاً يعود قيامها إلى المرحلة الأخيرة من العصر الحجري النحاسي، وأوائل المرحلة الأولى من العصر البرونزي القديم، كما أنه لم يثبت وجود أي انقطاع ما بينهما وبين المواقع التي قامت في العصر البرونزي المبكر ، مثل موقعي تل الشونة الشمالية وأم حماد، إضافة إلى أن مظاهر المادة الحضارية لم تنقطع بين أواخر العصر الحجري النحاسي والمرحلة الأولى العصر البرونزي المبكر في المدن والمواقع الأخرى (علماً بأن بعض المواقع قد هجرت كليا ولم يعد يسكنها أحد من الناس). وينطبق هذا الحال على نمط الحياة التي عاشها الناس في كلا العصرين الحجري النحاسي والبرونزي. أما إذا ألقينا نظرة على ما كان يجري في المناطق المجاورة فإننا نجد أن المدن قد بدأت في الظهور في بلاد ما بين النهرين قبل بدء ظهورها في بلاد الشام بمدة وجيزة، إذ يبدو أن مرحلة التمدن فيها قد بدأت في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد أو أواخره. من فقد بدت معالم التقدم واضحة هناك، وأمكن للإنسان أن يتوصل إلى تقنية متقدمة في استغلاله للأراضي الزراعية، وإقامة المباني التذكارية وفي ظهور مجتمع قائم على اساس سياسي ديني وعلى درجة عالية ومتخصصة في الصناعة والتجارة. كما أن الانسان في هذه المرحلة نفسها - توصل إلى معرفة الكتابة، غير أنه يلاحظ أن الشواهد الحالية تشير إلى أن الكتابة لم تعرف في مدن بلاد الشام الجنوبية في هذه المرحلة المبكرة، خلافا لما هو عليه الحال في شمالي بلاد الشام وبلاد الرافدين، وبظهور الكتابة تبدأ الحقب التاريخية. وعندما نقارن كثافة مراكز التمدن التي قامت في بلاد ما بين النهرين المعاصرة لمدن جنوبي بلاد الشام، تظهر عظمة هذه المدن العراقية، حيث بلغ متوسط مساحة الواحدة منها في الألف الثالث قبل الميلاد حوالي 400 فدان ولم تكن بالضرورة محاطة بالأسوار، بينما بلغت نسبة مساحة المدن في الأردن وفلسطين ما بين 10 و15 فداناً، وهي بذلك تعتبر مدناً صغيرة. وهذه التطورات المختلفة تعكس مدى التقدم الذي فاقت به مدن الرافدين غيرها من مدن الهلال الخصيب. وقد أجمع العلماء على أن هناك سببين رئيسين دفعا بهذه المدن نحو التقدم، وكلاهما نجم عن البيئة المحلية الخاصة، إضافة لوجود الانهار الكبرى، فالمجتمع المركب المتعدد المطالب يختلف عن مجتمع غير موحد وبدائي، وقد نما هذا المجتمع المركب نتيجة لتكون أودية السهول الغرينية التي هيأت الفرصة لإنتاج فائض من المحاصيل الزراعية، فأصبحت هذه العوامل حافزاً لظهور المجتمعات المركبة. أن منطقة ويؤخذ بعين الاعتبار أن مدن بلاد الشام الجنوبية لم ترق الى المستوى الذي وصلت إليه بلاد ما بين النهرين، ويمكننا ذلك؛ القول بأن المستوى الذي وصلت إليه لا يقل مع عن مستوى نظيره في بلاد ما بين النهرين، ومصر، وهو وإن لم يكن مجتمعاً مركباً متخصصاً، في مجالات المعرفة والحرف المختلفة، فإنه مع ذلك؛ أدى إلى تكوين دولة لها مؤسساتها المختلفة ذات المهام المختلفة. ونحن لا نشك في: الشام (الأردن وفلسطين) قد نهلت بعض معارفها من الدول المجاورة الاكثر رقياً، لأن هذه الحقبة من أكثر الحقب التي انتقل فيها الانسان وارتحل عبر منطقة الشرق القديم، كما ساعد ذلك على أن تنشأ في البلاد حضارة ذات طابع مميز استفاد أهلها من تجارب الحضارات المجاورة. جنوبي بلاد سارت الحضارة في الأردن وفلسطين على قدم المساواة – نسبياً - مع تلك التي قامت في البلدان المجاورة. إذ قامت فيهما مجتمعات زراعية ثابتة وكانت كل مدينة محاطة بأراضيها الزراعية الخاصة، كما كانت هذه الأراضي تضم القرى التابعة لها، واخذت أسس السياسة المحلية والخارجية تتبلور. ففي العصر البرونزي المبكر بدأت أسس العلاقة بين مصر وبلاد الشام تتكون، وأصبحت مصر - في هذا العصر - قوة عظيمة، فامتدت وتشابكت مصالحها خارج حدودها، ومنذ عصر الدولة القديمة، أصبحت بلاد الشام مهمة جداً لها، وذلك لوقوع بلاد الشام على الطريق التي تربط جنوبي! وادي النيل بغيره من أقطار العالم المتمدن. فقامت بين هذه البلاد ومصر علاقة وئام وتبادل مصالح، بل قامت في البلاد في عصر متأخر - حامية مصرية كانت على علاقة وثيقة مع حكام هذه البلاد، تخللها قيام بعض الثورات عندما كانت مصر تضيق منطقة من حرية هذه الممالك السورية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|