المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

Mechanism : Hydration of Alkyne
21-7-2019
Unique Chemistry of the Lightest Elements
5-6-2020
فسيولوجيا النسبة الجنسية للقاوون
25-9-2020
معنى كلمة قيض‌
14-12-2015
كيف يتم الفهم
21-4-2018
Mortgage
20-8-2021


موت المؤمن  
  
5379   12:08 صباحاً   التاريخ: 2023-03-28
المؤلف : كمــال معاش.
الكتاب أو المصدر : سعادة المؤمن
الجزء والصفحة : ص385-408
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2016 2529
التاريخ: 24-3-2020 3223
التاريخ: 11-10-2016 2161
التاريخ: 24/12/2022 1608

الموت هو النتيجة الحتمية التي ختم الله بها سجل هذه الحياة، فالإنسان جاء إلى الحياة الدنيا وهو يخوض امتحاناً عسيراً وصراعاً عنيفاً بين شهواته وأهوائه، ينتصر عليها تارة وتنتصر عليه أخرى، والمؤمن الحق دائماً يرفع لواء الانتصار بإرادته القوية وإيمانه الكامل، فيختتم نهايته هذه الحياة وهو على الصراط القويم، ومن الأحاديث التي وردت:

عن الفضل بن عبد الملك عن أبي عبد الله عن آبائه عقيق قال : (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أول عنوان صحيفة المؤمن بعد موته ما يقول الناس فيه : إن خيراً فخيرا وإن شراً فشرا، وأول تحفة المؤمن أن يغفر الله له ولمن تبع جنازته)(1).

سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) كيف يتوفى ملك الموت المؤمن؟ فقال (صلى الله عليه وآله): (إن ملك الموت ليقف من المؤمن عند موته موقف العبد الذليل من المولى، فيقوم وأصحابه لا يدنو منه حتى يبدأ بالتسليم ويبشره بالجنة)(2).

عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنها تهدم الذنوب). فقالوا: يا رسول الله فمن قال في صحته؟ فقال : (ذلك أهدم وأهدم، إن لا إله إلا الله أنس للمومن في حياته وعند موته وحين يبعث)(3).

عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلاً من الأنصار وكانت له حالة حسنة عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحضره عند موته، فنظر إلى ملك الموت عند رأسه. فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) ارفق بصاحبي فإنه مؤمن. فقال له ملك الموت: يا محمد طب نفساً وقر عيناً، فإني بكل مؤمن رفيق شفيق، واعلم يا محمد إني لأحضر ابن آدم عند قبض روحه، فإذا قبضته صرخ صارخ من أهله عند ذلك فأتنحى في جانب الدار ومعي روحه، فأقول لهم: والله ما ظلمناه ولا سبقنا به أجله ولا استعجلنا به قدره، وما كان لنا في قبض روحه من ذنب، فإن ترضوا بما صنع الله به وتصبروا تؤجروا وتحمدوا، وإن تجزعوا وتسخطوا تأثموا وتوزروا، وما لكم عندنا من عتبى، وإن لنا عندكم أيضاً لبقية وعودة، فالحذر الحذر فما من أهل بيت مدر ولا شعر في بر ولا بحر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات عند مواقيت الصلاة، حتى لأنا أعلم منهم بأنفسهم، ولو أني يا محمد أردت قبض نفس بعوضة ما قدرت على قبضها حتى يكون الله عز وجل هو الآمر بقبضها، وإني لملقن المؤمن عند موته شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله(صلى الله عليه وآله)(4).

عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: (إذا مات المؤمن، بكت عليه الملائكة، وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها، وأبواب السماء التي كان يصعد فيها بأعماله، وثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء ، لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها)(5).

عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (إذا مات المؤمن: فحضر جنازته أربعون رجلا من المؤمنين، وقالوا : اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيرا، وأنت اعلم به منا. قال الله تبارك وتعالى : قد أجزت شهاداتكم، وغفرت له ما علمت مما لا تعلمون)(6).

عن داود الرقي عن رجل من أصحابه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (من شيع جنازة مؤمن حتى يدفن في قبره، وكل الله عز وجل به سبعين ألف ملكاً من المشيعين، يشيعونه ويستغفرون له إذا خرج من قبره إلى الموقف)(7).

عن الحسين بن سعيد الأهوازي بسنده، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (ما من مؤمن يموت في غربة من الأرض فيغيب عنه بواكيه، إلا بكته بقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها، وبكته أثوابه، وبكته أبواب السماء التي كان يصعد بها عمله، وبكاه الملكان الموكلان)(8).

عن منصور الصيقل والمعلى بن خنيس قالا : سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : قال الله عز وجل : ما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في موت عبدي المؤمن، إنني لأحب لقاءه، ويكره الموت فأصرفه عنه، وإنه ليدعوني فأجيبه وإنه ليسألني فأعطيه، ولو لم يكن في الدنيا إلا واحد من عبيدي مؤمن ، لاستغنيت به عن جميع خلقي ، ولجعلت له من إيمانه أنساً لا يستوحش إلى أحد)(9).

عن حنان بن سدير عن أبيه قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فذكر عنده الموت وما يجب من حقه، فالتفت إلي أبوعبد لله (عليه السلام) فقال لي: (يا ابا الفضل ألا أحدثك بحال المؤمن عند الله؟ فقلت: بلى فحدثني جعلت فداك. فقال : إذا قبض الله روح المؤمن صعد ملكاه إلى السماء فقالا : يا رب عبدك ونعم العبد، كان سريعاً إلى طاعتك بطيئا عن معصيتك، وقد قبضته إليك، فما تأمرنا من بعده؟ فيقول الجليل الجبار: اهبطا إلى الدنيا وكونا عند قبر عبدي ومجداني وسبحاني وهللاني وكبراني واكتبا ذلك لعبدي حتى أبعثه من قبره)(10).

عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن السماء والأرض لتبكي على المؤمن إذا مات أربعين صباحاً، وإنها لتبكي على العالم إذا مات أربعين شهراً، وإن السماء والأرض ليبكيان على الرسول أربعين سنة ، وإن السماء والأرض ليبكيان عليك يا علي إذا قتلت أربعين سنة)(11).

قال أبو عبد الله (عليه السلام): (إن الرجل المؤمن، إذا صارت نفسه عند صدره وقت موته، رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أبشر أنا رسول الله نبيك، ورأى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيقول : أنا الذي كنت تحبني أنا أنفعك. فقلت : يا مولاي، من يرى هذا يرجع إلى الدنيا ؟ قال : إذا رأى هذا مات، وقال : وذلك في القرآن في قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: 63، 64] ، قال: يبشرهم بمحبته إياه وبالجنة في الدنيا والآخرة، وهي بشارة إذا رآها أمن من الخوف)(12).

عن سدير الصيرفي قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك يا بن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه ؟ قال : (لا والله إنه إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه، جزع عند ذلك، فيقول له ملك الموت: يا ولي الله لا تجزع  فو الذي بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) لأنا أبر بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر. قال: ويمثل له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم (عليهم السلام) فيقال له: هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم (عليهم السلام) رفقاؤك. قال: فيفتح عينيه فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} الى محمد وأهل بيته {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً} بالولاية {مَرْضِيَّةً} بالثواب {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي} يعني محمداً وأهل بيته {وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27 - 30] فما من شيء أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي(13).

عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك يستكره المؤمن على خروج نفسه؟ قال: فقال: (لا والله) قال: قلت: وكيف ذاك؟ قال: (إن المؤمن إذا حضرته الوفاة حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وجميع الأئمة (عليهم الصلاة والسلام)، ولكن أكنّوا عن اسم فاطمة، ويحضره جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل (عليه السلام) قال: فيقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): يا رسول الله إنه كان ممن يحبنا ويتولانا فأحبه. قال: فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله). يا جبرئيل إنه ممن كان يحب علياً وذريته فأحبه وقال جبرئيل لميكائيل وإسرافيل (عليه السلام) مثل ذلك ثم يقولون جميعاً لملك الموت : إنه ممن كان يحب محمداً وآله يتولى علياً وذريته فارفق به.

قال: فيقول ملك الموت: والذي اختاركم وكرمكم واصطفى محمداً (صلى الله عليه وآله) بالنبوة وخصه بالرسالة، لأنا أرفق به من والد رفيق، وأشفق عليه من أخ شفيق، ثم قام إليه ملك الموت فيقول: يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك؟ أخذت رهان أمانك؟ فيقول : نعم. فيقول الملك : فبماذا؟ فيقول : بحبي محمداً وآله وبولايتي علي بن أبي طالب وذريته. فيقول : أما ما كنت تحذر فقد آمنك الله منه، وأما ما كنت ترجو فقد أتاك الله به، افتح عينيك فانظر إلى ما عندك. قال : فيفتح عينيه فينظر إليهم واحداً واحداً، ويفتح له باب إلى الجنة فينظر إليها، فيقول له : هذا ما أعد الله لك، وهؤلاء رفقاؤك، أفتحب اللحاق بهم أو الرجوع إلى الدنيا؟ قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أما رأيت شخوصه ورفع حاجبيه إلى فوق من قوله: لا حاجة لي إلى الدنيا ولا الرجوع إليها. ويناديه مناد من بطنان العرش يسمعه ويسمع من بحضرته : {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} الى محمد ووصيه والأئمة من بعده {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً} بالولاية {مَرْضِيَّةً} بالثواب {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي} مع محمد وأهل بيته {وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27 - 30] غير مشوبة)(14).

عن مولانا علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : (المؤمن على أي حال مات وفي أي ساعة قبض، فهو شهيد؛ ولقد سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن المؤمن إذا خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض، لكان الموت كفارة لتلك الذنوب، ثم قال (صلى الله عليه وآله) :من قال لا اله إلا الله بالإخلاص، فهو بريء من الشرك، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ثم تلا هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] وهم شيعتك ومحبوك يا علي. فقلت: يا رسول الله هذا لشيعتي؟! فقال: إي وربي لشيعتك ومحبيك خاصة، وإنهم ليخرجون من قبورهم وهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله فيؤتون بحلل خضر من الجنة، وأكاليل من الجنة وتيجان من الجنة، ويلبس كل واحد منهم حلة خضراء وتاج الملك وإكليل الكرامة، ويركبون النجائب فتطير بهم إلى الجنة {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [الأنبياء:103](15).

عن منهال القصاب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ادع الله لي بالشهادة فقال: (المؤمن الشهيد حيث مات، أو ما سمعت قول الله في كتابه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [الحديد: 19](16).

عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الناس اثنان؛ واحد أراح وآخر استراح، فأما الذي استراح فالمؤمن إذا مات استراح من الدنيا وبلائها، وأما الذي أراح فالكافر إذا مات أراح الشجر والدواب وكثيراً من الناس)(17).

عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما معنى قول الله تبارك وتعالى. {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ} [الواقعة: 83، 84] قال: (إن نفس المحتضر إذا بلغت الحلقوم وكان مؤمناً رأى منزله من الجنة فيقول: ردوني إلى الدنيا حتى أخبر أهلها بما أرى. فيقال له: ليس إلى ذلك سبيل)(18).

عن أبي كهمس عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (ستة تلحق المؤمن بعد وفاته : ولد يستغفر له، ومصحف يخلفه، وغرس يغرسه، وقليب يحفره، وصدقة يجريها، وسنة يؤخذ بها من بعده)(19).

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال : (لا يزال المؤمن يورث أهل بيته العلم والأدب الصالح، حتى يدخلهم الجنة جميعاً، حتى لا يفقد فيها منهم صغيراً ولا كبيراً ولا خادماً ولا جاراً ، ولا يزال العبد العاصي يورث أهل بيته الأدب السيء. حتى يدخلهم النار جميعا، حتى لا يفقد فيها منهم صغيراً ولا كبيراً ولا خادماً ولا جارا)(20).

عن أبي بصير عن أحدهما (عليه السلام) قال: (إذا مات العبد المؤمن، دخل معه في قبره ستة صور: فيهن صورة هي أحسنهن وجهاً وأبهاهن هيئة وأطيبهن ريحاً وأنظفهن صورة) قال: (فيقف صورة عن يمينه وأخرى عن يساره وأخرى بين يديه وأخرى خلفه وأخرى عند رجليه، ويقف التي هي أحسنهن فوق رأسه، فإن أتي عن يمينه، منعته التي عن يمينه، ثم كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الست) قال : (فتقول أحسنهن صورة : من أنتم جزاكم الله عني خيراً؟ فتقول التي عن يمين العبد : أنا الصلاة، وتقول التي عن يساره : أنا الزكاة ، وتقول التي بين يديه : أنا الصيام، وتقول التي خلفه: أنا الحج والعمرة، وتقول التي عند رجليه : أنا بر من وصلت من إخوانك، ثم يقلن من أنت ؟ فأنت أحسننا وجها وأطيبنا ربحاً وأبهانا هيئة. فتقول : أنا الولاية لآل محمد (صلوات الته وسلامه عليه وعليهم)(21).

عن أبي خديجة عن أبي عبد لله (عليه السلام) قال : (ما من أحد يحضره الموت إلا وكّل به إبليس من شيطانه، أن يأمره بالكفر ويشككه في دينه حتى تخرج نفسه، فمن كان مؤمناً لم يقدر عليه، فإذا حضرتم موتاكم فلقنوهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسوله (صلى الله عليه وآله) حتى يموت)(22).

عن أنس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم، تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا فيما بينه وبين النار، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكل حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرات، وما من مؤمن يقعد ساعة عند العالم إلا ناداه ربه عز وجل : جلست إلى حبيبي، فو عزتي وجلالي لأسكنتك الجنة معه ولا أبالي)(23).

عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول (إن آية المؤمن إذا حضره الموت، يبياض وجهه أشد من بياض لونه، ويرشح جبينه، ويسيل من عينيه كهيئة الدموع ، فيكون ذلك خروج نفسه ، وإن كان الكافر تخرج نفسه سلاً من شدقه كزبد البعير أو كما تخرج نفس البعير)(24).

عن محمد بن علي بن موسى عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال: (قيل للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) صف لنا الموت؟ قال : للمؤمن كأطيب طيب يشمه فينعس لطيبه وينقطع التعب والألم عنه، والكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب وأشد)(25).

عن بريد العجلي قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) في قول الله : {اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105] فقال. (ما من مؤمن يموت ولا كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) فهلمّ جراً إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد)(26).

عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (أول ما يتحف به المؤمن في قبره أن يغفر لمن تبع جنازته)(27).

روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (ما من مؤمن يموت في شرق الأرض وغربها إلا حشره الله جل وعلا روحه إلى وادي السلام. قيل: وأين وادي السلام؟ قال : بين وادي النجف والكوفة ، كأني بهم خلق كبير قعود يتحدثون على منابر من نور)(28).

من وصايا النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): (يا علي موت الفجأة، راحة للمؤمن وحسرة للكافر)(29).

عن محمود بن لبيد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (شيئان يكرههما ابن آدم: الموت والموت راحة المؤمن من الفتنة، ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب)(30).

عن إبراهيم بن محمد بن حمران قال: خرجنا من مكة، فدخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) فذكر الصلاة على الجنائز. فقال: (كان يعرف المؤمن والمنافق بتكبير رسول الله (صلى الله عليه وآله) على المؤمن خمساً وعلى المنافق أربعاً)(31).

عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (إذا دخل المؤمن قبره نودي: ألا إن أول حبائك الجنة، ألا وإن أول حباء من تبعك المغفرة)(32).

عن محمد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق (عليه السلام): (ميراث الله من عبده المؤمن، الولد الصالح يستغفر له)(33).

عن السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا قبض ولد المؤمن والله أعلم بما قال العبد، قال الله تبارك وتعالى لملائكته: قبضتم ولد فلان؟ فيقولون: نعم ربنا. قال: فيقول: فما قال عبدي ؟ قالوا: حمدك واسترجع. فيقول الله تبارك وتعالى: أخذتم ثمرة قلبه وقرة عينه فحمدني واسترجع، ابنوا له بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد)(34).

عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على خديجة حيث مات القاسم ابنها وهي تبكي. فقال لها . ما يبكيك؟ فقالت : درت دريرة فبكيت. فقال : يا خديجة أما ترضين إذا كان يوم القيامة ، أن تجيء إلى باب الجنة وهو قائم، فيأخذ بيدك ويدخلك الجنة وينزلك أفضلها وذلك لكل مؤمن، إن الله عز وجل أحكم وأكرم أن يسلب المؤمن ثمرة فؤاده ثم يعذبه بعدها أبداً)(35).

روى محمد بن الحسن : أنه لما نزل القوم بالحسين وأيقن أنهم قاتلوه. قال لأصحابه : (قد نزل ما ترون من الأمر، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، واستمرت حتى لم يبق منها إلا كصبابة الإناء وإلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله، وإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما) وأنشأ متمثلاً لما قصد الطف:

سأمضي فما بالموت عار على الفتى       إذا ما نوى خيراً وجاهد مسلماً

وواسى الرجال الصالحين بنفسه           وفارق مذموماً وخالف مجرماً

أقدم نفسي لا أريد بقاءها                   لنلقى خميساً في الهياج عرمرما

فإن عشت لم أذم وإن مت لم ألم          كفى بك ذلاً أن تعيش فترغما(36)

عن الفضل بن يونس الكاتب قال : سألت أبا الحسن موسى (عليه السلام) فقلت له :

ما ترى في رجل من أصحابنا يموت ولم يترك ما يكفن به، أشتري له كفنه من الزكاة؟ فقال: (أعط عياله من الزكاة قدر ما يجهزونه، فيكونون هم الذين يجهزونه) قلت: فإن لم يكن له ولد ولا أحد يقوم بأمره، فأجهزه أنا من الزكاة؟ قال: (كان أبي يقول: إن حرمة بدن المؤمن ميتاً كحرمته حياً، فوار بدنه وعورته وجهزه وكفنه وحنطه، واحتسب بذلك من الزكاة، وشيع جنازته» قلت: فإن اتجر عليه بعض إخوانه بكفن آخر وكان عليه دين، أيكفن بواحد ويقضي دينه بالآخر؟ قال: ( لا، ليس هذا ميراثاً تركه، إنما هذا شيء صار إليه بعد وفاته، فليكفنوه بالذي اتجر عليه، ويكون الآخر لهم يصلحون به شأنهم)(37).

عن عوف بن عبد الله الأزدي، عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أراد الله تبارك وتعالى قبض روح المؤمن، قال: يا ملك الموت انطلق أنت وأعوانك إلى عبدي فطال ما نصب نفسه من أجلي، فأتني بروحه لأريحه عندي، فيأتيه ملك الموت بوجه حسن وثياب طاهرة وريح طيبة ، فيقوم بالباب فلا يستأذن بواباً، ولا يهتك حجاباً، ولا يكسر باباً معه خمسمائة ملك أعوان، معهم طنان الريحان والحرير الأبيض والمسك الأذفر. فيقولون: السلام عليك يا ولي الله؛ أبشر فإن الرب يقرئك السلام، أما إنه عنك راض غير غضبان، وأبشر بروح وريحان وجنة نعيم.

قال: أما الروح فراحة من الدنيا وبلائها، وأما الريحان من كل طيب في الجنة، فيوضع على ذقنه فيصل ريحه إلى روحه، فلا يزال في راحة حتى يخرج نفسه، ثم يأتيه رضوان خازن الجنة، فيسقيه شربة من الجنة لا يعطش في قبره ولا في القيامة حتى يدخل الجنة ريانا، فيقول: يا ملك الموت رد روحي حتى يثني على جسدي وجسدي على روحي. قال: فيقول ملك الموت: ليثن كل واحد منكما على صاحبه. فيقول الروح: جزاك الله من جسد خير الجزاء، لقد كنت في طاعة الله مسرعاً، وعن معاصيه مبطئاً، فجزاك الله عني من جسد خير الجزاء، فعليك السلام إلى يوم القيامة. ويقول الجسد للروح مثل ذلك)(38).

عن أبي أيوب سليمان بن مقبل المديني عن موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال: (إذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف ملك إلى قبره، فإذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: ربي الله، ومحمد (صلى الله عليه وآله) نبيي، والإسلام ديني، فيفسحان له في قبره مد بصره، ويأتيانه بالطعام من الجنة، ويدخلان عليه الروح والريحان وذلك قوله عز وجل:

{فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} يعني في قبره {وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 88 - 90] يعني في الآخرة، ثم قال (صلى الله عليه وآله) : إذا مات الكافر شيعه سبعون ألفاً من الزبانية إلى قبره، وإنه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كل شيء إلا الثقلان. ويقول : لو أن لي كرّة فأكون من المؤمنين. ويقول: ارجعوني لعلي أعمل صالحاً فيما تركت، فتجيبه الزبانية : كلا إنها كلمة أنت قائلها، ويناديهم ملك: لو رد لعاد لما نهي عنه، فإذا أدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة فيقيمانه ثم يقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب، فيضربانه ضربة من عذاب الله يذعر لها كل شيء ، ثم يقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: لا أدري. فيقولان له: لا دريت ولا هديت ولا أفلحت، ثم يفتحان له باباً إلى النار وينزلان إليه الحميم من جهنم، وذلك قول الله عز وجل: {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ} يعني في القبر {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} [الواقعة: 92 - 94] يعني في الآخرة(39).

كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) لمحمد بن أبي بكر: (يا عباد الله ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشد من الموت، القبر فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته، إن القبر يقول كل يوم: أنا بيت الغربة أنا بيت التراب أنا بيت الوحشة أنا بيت الدود والهوام، والقبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، إن العبد المؤمن إذا دفن قالت له الأرض: مرحباً وأهلا قد كنت ممن أحب أن تمشي على ظهري، فإذا وليتك فستعلم كيف صنيعي بك، فيتسع له مد البصر، وإن الكافر إذا دفن قال تقل له الأرض: لا مرحباً بك ولا أهلا، لقد كنت من أبغض من يمشي على ظهري، فإذا وليتك فستعلم كيف صنيعي بك، فتضمه حتى تلتقي أضلاعه، وإن المعيشة الضنك التي حذر الله منها عدوه عذاب القبر، إنه يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعين تنيناً، فينهشن لحمه، ويكسرن عظمه يترددن عليه كذلك إلى يوم يبعث، لو أن تنينا منها نفخ في الأرض لم تنبت زرعا يا عباد الله : إن أنفسكم الضعيفة وأجسادكم الناعمة الرقيقة التي يكفيها اليسير تضعف عن هذا، فإن استطعتم أن تجزعوا لأجسادكم وأنفسكم بما لا طاقة لكم به ولا صبر لكم عليه، فأعملوا بما أحب الله واتركوا ما كره الله)(40).

روي أن رجل مؤمناً من أكابر بلاد بلخ. كان يحج البيت ويزور النبي (صلى الله عليه وآله) في أكثر الأعوام. وكان يأتي علي بن الحسين (عليهما السلام) ويزوره ويحمل إليه الهدايا والتحف ويأخذ مصالح دينه منه، ثم يرجع إلى بلاده. فقالت له زوجته: أراك تهدي تحفاً كثيرة ولا أراه يجازيك عنها بشيء. فقال: إن الرجل الذي نهدي إليه هدايانا هو ملك الدنيا والآخرة، وجميع ما في أيدي الناس تحت ملكه، لأنه خليفة الله في أرضه وحجته على عباده ، وهو ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإمامنا، فلما سمعت ذلك منه أمسكت عن ملامته، ثم إن الرجل تهيأ للحج مرة أخرى في السنة القابلة ، وقصد دار علي بن الحسين (عليه السلام) فاستأذن عليه، فأذن له فدخل فسلم عليه وقبل يديه، ووجد بين يديه طعاماً فقربه إليه وأمره بالأكل معه فأكل الرجل.

ثم دعا بطست وإبريق فيه ماء ، فقام الرجل وأخذ الإبريق وصب الماء على يدي الإمام (عليه السلام) فقال (عليه السلام): (يا شيخ أنت ضيفنا فكيف تصب على يدي الماء) ؟ فقال: إني أحب ذلك. فقال الإمام (عليه السلام): (لما أحببت ذلك فوالله لأرينك ما تحب وترضى وتقر به عيناك)، فصبَّ الرجل على يديه الماء حتى امتلأ ثلث الطست. فقال الإمام (عليه السلام) للرجل: (ماذا هذا) فقال: ماء. قال الإمام (عليه السلام): (بل هو ياقوت أحمر) فنظر الرجل فإذا هو قد صار ياقوتاً أحمر بإذن الله تعالى.

ثم قال (عليه السلام): (يا رجل صب الماء) فصب حتى امتلأ ثلثا الطست. فقال (عليه السلام): (ما هذا)؟ قال: هذا ماء. قال (عليه السلام): (بل هذا زمرد أخضر) فنظر الرجل فإذا هو زمرد أخضر، ثم قال (عليه السلام): (صب الماء) فصبه على يديه حتى امتلأ الطست. فقال (عليه السلام): (ما هذا)؟ فقال: هذا ماء، قال (عليه السلام): (بل هذا در أبيض) فنظر الرجل إليه فإذا هو در أبيض، فامتلأ الطست من ثلاثة ألوان در وياقوت وزمرد، فتعجب الرجل وانكب على يديه (عليه السلام) يقبلهما، فقال (عليه السلام): يا شيخ لم يكن عندنا شيء نكافيك على هداياك إلينا، فخذ هذه الجواهر عوضاً عن هديتك، واعتذر لنا عند زوجتك لأنها عتبت علينا، فأطرق الرجل رأسه، وقال: يا سيدي من أنبأك بكلام زوجتي فلا أشك أنك من أهل بيت النبوة.

ثم إن الرجل ودع الإمام (عليه السلام) وأخذ الجواهر وسار بها إلى زوجته وحدثها بالقصة، فسجدت لله شكراً وأقسمت على بعلها بالله العظيم أن يحملها معه إليه (عليه السلام) فلما تجهز بعلها للحج في السنة القابلة، أخذها معه فمرضت في الطريق، وماتت قريباً من المدينة، فأتى الرجل الى الإمام (عليه السلام) باكياً وأخبره بموتها.

فقام الإمام (عليه السلام) وصلى ركعتين ودعا الله سبحانه بدعوات، ثم التفت إلى الرجل. وقال له : ارجع إلى زوجتك، فإن الله عز وجل قد أحياها بقدرته وحكمته وهو يحي العظام وهي رميم. فقام الرجل مسرعاً، فلما دخل خيمته وجد زوجته جالسة على حال صحتها. فقال لها: كيف أحياك الله؟ قالت: والله لقد جاءني ملك الموت وقبض روحي وهم أن يصعد بها، فإذا أنا رجل صفته كذا وكذا - وجعلت تعد أوصافه (عليه السلام) - وبعلها يقول: نعم صدقت هذه صفة سيدي ومولاي علي بن الحسين (عليه السلام) قالت: فلما رآه ملك الموت مقبلاً ، انكب على قدميه يقبلهما ويقول السلام عليك يا حجة الله في أرضه، السلام عليك يا زين العابدين.

فرد (عليه السلام) وقال له: يا ملك الموت أعد روح هذه المرأة إلى جسدها، فإنها كانت قاصدة إلينا، وإني قد سألت ربي أن يبقيها ثلاثين سنة أخرى ويحييها حياة طيبة لقدومها إلينا زائرة لنا. فقال الملك: سمعاً وطاعة لك يا ولي الله، ثم أعاد روحي إلى جسدي، وأنا أنظر إلى ملك الموت قد قبل يده (عليه السلام) وخرج عني، فأخذ الرجل بيد زوجته وأدخلها إليه (عليه السلام) وهو ما بين أصحابه، فانكبت على ركبتيه تقبلهما وهي تقول : هذا والله سيدي ومولاي، وهذا هو الذي أحياني الله ببركة دعائه. قال : فلم تزل المرأة مع بعلها مجاورين عند الإمام (عليه السلام) بقية أعمارهما إلى أن ماتا رحمة الله عليهما)(41).

عن هاشم بن سعيد وسليمان الديلمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (كنت مع أبي حتى انتهينا إلى القبر والمنبر، فإذا أناس من أصحابه فوقف عليهم فسلم، وقال: والله إني لأحبكم وأحب ريحكم وأرواحكم، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد، فإنكم لن تنالوا ولايتنا إلا بالورع والاجتهاد، من ائتمَّ بإمام فليعمل بعمله.

ثم قال: أنتم شرطة الله وأنتم شيعة الله وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون أنتم السابقون في الدنيا إلى محبتنا والسابقون في الآخرة إلى الجنة ضمنا لكم الجنة بضمان الله عز وجل وضمان رسوله أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات كل مؤمن صديق وكل مؤمنة حوراء كم من مرة قد قال علي (عليه السلام) لقنبر : بشر وأبشر واستبشر، فوالله لقد مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإنه لساخط على جميع أمته إلا الشيعة. إن لكل شيء عروة وإن عروة الدين الشيعة، ألا وإن لكل شيء شرفاً وشرف الدين الشيعة، ألا وإن لكل شيء إماماً وإن إمام الأرض أرض تسكنها الشيعة، إلا وإن لكل شيء شهوة وإن شهوة الدنيا لسكنى الشيعة فيها ، والله لو لا ما في الأرض منكم ما رمت بعشب أبداً ، وما لهم في الأرض من نصيب، كل مخالف والله وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية : {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية: 1 - 5].

والله ما دعا مخالف دعوة خير إلا كانت إجابة دعوته لكم، ولا دعا أحد منكم دعوة إلا كانت له من الله مائة، ولا سأله مسألة إلا كانت له من الله مائة ، ولا عمل أحد منكم حسنة إلا لم يحص تضاعيفها، والله إن صائمكم ليرتع في رياض الجنة ، والله إن حاجّكم ومعتمركم لمن خاصة الله ، وإنكم جميعاً لأهل دعوة الله وأهل إجابته { لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الأعراف: 49].

كلكم في الجنة فتنافسوا في الدرجات، فوالله ما أحد أقرب إلى عرش الله بعدنا من شيعتنا، حبذا شيعتنا ما أحسن صنع الله إليهم، والله لقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) يخرج شيعتنا من قبورهم مشرقة وجوههم قريرة اعينهم، قد أعطوا الأمان، يخاف الناس ولا يخافون ويحزن الناس ولا يحزنون، والله ما سعى أحد منكم إلى الصلاة إلا وقد اكتنفته الملائكة من خلفه، يدعون الله له بالفوز حتى يفرغ. ألا إن لكل شيء جوهراً وجوهر ولد ادم محمد (صلى الله عليه وآله) ونحن وأنتم.

قال سليمان وزاد فيه عيثم بن أسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لولا ما في الأرض منكم، ما زخرفت الجنة، ولا خلقت حواء ، ولا رحم طفل، ولا أرتعت بهيمة ، والله إن الله أشد حباً لكم منا)(42).

عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن المؤمن إذا أخرج من بيته شيعته الملائكة إلى قبره يزدحمون عليه، حتى إذا انتهى به إلى قبره. قالت له الأرض : مرحباً بك وأهلاً ، أما والله لقد كنت أحب أن يمشي علي مثلك ، لترين ما أصنع بك، فتوسع له مد بصره، ويدخل عليه في قبره ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير، فيلقيان فيه الروح إلى حقويه، فيقعدانه ويسألانه فيقولان له : من ربك؟ فيقول : الله. فيقولان : ما دينك؟ فيقول : الإسلام. فيقولان: ومن نبيك؟ فيقول: محمد (صلى الله عليه وآله). فيقولان: ومن إمامك؟ فيقول : فلان. قال : فينادي مناد من السماء : صدق عبدي، افرشوا له في قبره من الجنة، وافتحوا له في قبره باباً إلى الجنة، وألبسوه من ثياب الجنة حتى يأتينا ، وما عندنا خير له، ثم يقال له : نم نومة عروس، نم نومة لا حلم فيها. قال : وإن كان كافراً خرجت الملائكة تشيعه إلى قبره تلعنونه حتى إذا انتهى به إلى قبره. قالت له الأرض: لا مرحباً بك ولا أهلاً، أما والله لقد كنت أبغض أن يمشي علي مثلك لا جرم لترين ما أصنع بك اليوم، فتضيق عليه حتى تلتقي جوانحه. قال: ثم يدخل عليه ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير.

قال أبو بصير: جعلت فداك يدخلان على المؤمن والكافر في صورة واحدة ؟ فقال: لا. قال: فيقعدانه ويلقيان فيه الروح إلى حقويه فيقولان له: من ربك؟ فيتلجلج ويقول: قد سمعت من الناس يقولون، فيقولان له: لا دريت ويقولان له: ما دينك؟ فيتلجلج، فيقولان له: لا دريت. ويقولان له : من نبيك؟ فيقول: قد سمعت الناس يقولون، فيقولان له: لا دريت. ويسأل عن إمام زمانه؟ قال: فينادي مناد من السماء: كذب عبدي، افرشوا له في قبره من النار، وألبسوه من ثياب النار، وافتحوا له باباً إلى النار حتى يأتينا، وما عندنا شر له، فيضربانه بمرزبة ثلاث ضربات ليس منها ضربة إلا يتطاير قبره ناراً، لو ضرب بتلك المرزبة جبال تهامة لكانت رميماً.

وقال أبو عبد الله (عليه السلام) ويسلط الله عليه في قبره الحيات تنهشه نهشاً والشيطان يغمه غما. قال : ويسمع عذابه من خلق الله إلا الجن والإنس. قال: وإنه ليسمع خفق نعالهم ونقض أيديهم، وهو قول الله عز وجل {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}[إبراهيم: 26، 27](43).

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) آمالي الشيخ الطوسي : ص46 ، المجلس 2 ، بحار الأنوار: ج78 ، ص259 ،ح7.

(2) بحار الأنوار: ج6، ص167 ،ح38 ، من لا يحضره الفقيه: ج1 ، ص13، ح365.

(3) بحار الأنوار: ج9، ص200، ح32، جامع الأحاديث: ص50 ، الفصل24، وسائل الشيعة: ج2 ، ص456، ح2638.

(4) بحار الأنوار: ج6 ، ص169 ، ح44، الكافي: ج3، ص136 ، ح3.

(5) بحار الأنوار: ج79 ، ص177 ، ح18، علل الشرائع: ج2 ، ص462 ، ح2، الكافي: ج1 ، ص38 ، ح3.

(6) بحار الأنوار: ج78 ، ص376 ، ح27، من لا يحضره الفقيه: ج1 ، ص165 ، ح472، وسائل الشيعة: ج3 ، ص28 ، ح3664.

(7) بحار الانوار: ج78 ، ص257 ، ح1 ، الكافي: ج3 ، ص173 ، ح2.

(8) بحار الأنوار: ج64 ، ص66، ح24، مستدرك الوسائل : ج2 ، ص468، ح 2484، المؤمن : ص36 ، ح81.

(9) بحار الأنوار: ج64، ص148، ح6، الكافي: ج2، ص246، ح6، المؤمن: ص33.

(10) بحار الأنوار: ج6 ، ص152 ح4 ، ثواب الأعمال : ص200.

(11) بحار الأنوار: ج42 ، ص308 ، ح9، المناقب: ج2 ،ص346.

(12) بحار الأنوار: ج36 ، ص115، الفضائل: ص139.

(13) بحار الأنوار: ج6 ، ص196 ، ح49، الكافي: ج3 ، ص127 ، ح2.

(14) بحار الأنوار: ج6 ، ص162، ح31، تفسير الفرات: ص553، ح553. أكنوا عن اسم فاطمة : أي لا تصرحوا باسمها لئلا يصير سبباً لإنكار الضعفاء من الناس. غير مشوبة : أي حال كون الجنة غير مشوبة بالمحن والآلام.

(15) بحار الأنوار: ج65 ص140 ح82، تأويل الآيات: ص147.

(16) المحاسن: ج1، ص164، ح117.

(17) بحار الأنوار: ج 6 ، ص151 ، ح1، الخصال : ج1 ، ص38، معاني الأخبار: ص143 ، ح1.

(18) بحار الأنوار: ج6 ، ص00 2 ، ح55.

(19) بحار الأنوار : ج85 ، ص308، عوالي اللآلي: ج3 ، ص260 ، ح3، الكافي: ج7، ص57 ، ح5، وسائل الشيعة: ج19 ص173 ح24380.

(20) مستدرك الوسائل: ج12 ، ص201 ح13881 ، دعائم الإسلام: ج1 ، ص252.

(21) بحار الأنوار : ج6 ، ص234، ح50، المحاسن: ج1 ، ص288، ح 432.

(22) بحار الأنوار : ج60 ، ص257 ، ح128 ، الكافي : ج3 ، ص123، ح6، من لا يحضره الفقيه: ج1 ص133، ح350، وسائل الشيعة: ج2 ، ص455 ، ح2631.

(23) آمالي الشيخ الصدوق: ج37، المجلس10، بحار الأنوار: ج1 ، ص198 ، ح1، وسائل الشيعة: ج27 ، ص9 ، ح33308.

(24) بحار الأنوار: ج6 ، ص165 ، ح34، الكافي: ج3 ص134 ، ح11، من لا يحضره الفقيه: ج1 ص135 ، ح363.

(25) آمالي الشيخ الطوسي: ص651، بحار الأنوار: ج6، ص172 ح50 ، جامع الأخبار: ص167، الفصل133.

(26) بحار الأنوار: ج23 ، ص351 ، ح67، تفسير العياشي : ج2 ، ص109، ح1249.

(27) الكافي: ج3 ص173 ، ح3، التهذيب: ج1 ص45 ، ح127، وسائل الشيعة: ج3 ، ص143 ، ح3237.

(28) بحار الأنوار: ج97 ، ص233، إرشاد القلوب: ج2 ، ص40.

(29) جامع الأخبار: ج177، الفصل141، من لا يحضره الفقيه: ج4، ص362، ح5762.

(30) بحار الأنوار: ج69 ، ص39، ح33، الخصال: ج1 ص74 ، ح115، وسائل الشيعة: ج2 ، ص429 ، ح2551.

(31) بحار الأنوار: ج78 ، ص343 ، ح6، علل الشرائع: ج1 ص304 ، ح3، وسائل الشيعة: ج3 ، ص77 ح3063.

(32) من لا يحضره الفقيه: ج1 ، ص162 ، ح457 ، وسائل الشيعة: ج3 ص142 ، ح3236، حباؤك الجنة: أي عطاؤك، يقال حبوته الرجل: أي أعطيته الشيء بغير عوض.

(33) بحار الأنوار: ج101 ، ص90 ، ح2، من لا يحضره الفقيه: ج3 ص481، ح4689، وسائل الشيعة: ج21، ص359، ح27299.

(34) بحار الأنوار: ج79، ص119، الكافي: ج3، ص218، ح4، وسائل الشيعة: ج3 ، ص246، ح3532.

(35) بحار الأنوار: ج16 ، ص15، ح14، الكافي :ج3 ، ص218 ،ح2، وسائل الشيعة: ج3 ، ص243 ح3523.

(36) بحار الأنوار: ج 44، ص192، تحف العقول: ص542، كشف الغمة: ج2، ص32، اللهوف: ص79. قال الحسين (عليه السلام): في مسيره إلى كربلاء.

(37) بحار الأنوار: ج78 ، ص328 ، ح27، التهذيب: ج1، ص44، ح8، وسائل الشيعة: ج3 ، ص55 ح3010.

(38) بحار الأنوار: ج8 ص207 ح205، الاختصاص: ص345.

(39) آمالي الشيخ الصدوق: ص290 المجلس48 ، بحار الأنوار: ج6 ص222 ح22، جامع الأخبار: ص166 الفصل 133.

(40) آمالي الشيخ الطوسي: ص27 ، بحار الأنوار: ج6 ، ص218، ح13.

(41) بحار الأنوار : ج46 ، ص47 ، ح49.

(42) بحار الأنوار: ج65، ص146، ح95، مجموعة ورام: ج2 ، ص90 ، إرشاد القلوب: ج1 ، ص 101.

(43) بحار الأنوار: ج6 ، ص263 ، ح108، تفسير العياشي: ج2 ، ص225، ح18، الكافي: ج3 ، ص239 ح21.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.