المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

نية الامامة لا تشترط في الصلاة.
17-1-2016
التضاد الرُّتْبِيّ
16-8-2017
سيزيوم 137 cesium137
15-4-2018
Type 1 Diabetes
26-11-2021
Convexity Coefficient
18-7-2021
Hilbert Symbol
13-10-2020


علي أمير المؤمنين (عليه السلام)  
  
1740   09:16 صباحاً   التاريخ: 2023-03-26
المؤلف : كمــال معاش.
الكتاب أو المصدر : سعادة المؤمن
الجزء والصفحة : ص63 - 76
القسم : الاخلاق و الادعية / حقوق /

إنّ إمرة المؤمنين منصب رباني عظيم قلده رسول الله (صلى الله عليه واله) الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فلا يحق لأحد أن يطلق على نفسه (أمير المؤمنين) لأنها من مختصات الإمام علي (عليه السلام) وقد سجلت كتب التاريخ والحديث ذلك في صفحاتها المشرقة، والصفات والخصال التي ذكرها هذا الكتاب هي خاصة بالمؤمنين، والإمام علي (عليه السلام) هو سيدهم وأميرهم بأمر من الله عز وجل.

وقد نصت الآيات والأخبار على ذلك، منها ما ذكره ابن عباس: أنه ما آية فيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلا وعلي سيدها وأميرها وشريفها(1).

عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 82] نزلت في علي (عليه السلام) خاصة وهو أول مؤمن وأول مصل بعد النبي (صلى الله عليه واله)(2).

فالإمام علي (عليه السلام) فاق بفضائله جميع البشر فهو قمة في إيمانه وشجاعته وزهده وكراماته وجهاده وعبادته وإحسانه وهو نفس النبي (صلى الله عليه واله) بنص القرآن الكريم كما جاء في آية المباهلة: {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} [آل عمران: 61].

وكما جاء في الحديث النبوي الشريف قال (صلى الله عليه واله): (يا علي أنت أخي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي)(3).

فالسماء نصَّت بالنبوة على رسول الله (صلى الله عليه واله) ونصت لعلي (عليه السلام).

ولأنهما من نور واحد لقول رسول الله (صلى الله عليه واله): (خلقت أنا وعلي من نور واحد)(4).

وقال علي بن أبي طالب (عليه السلام): سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول: (أنا وعلي أبوا هذه الأمة، ولحقّنا عليهم أعظم من حق أبوي ولادتهم)(5).

وهو باب علم رسول الله (صلى الله عليه واله) عن بن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب)(6).

وهو أمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين(7).

ومن الأحاديث التي وردت:

عن علي (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أسري بي إلى السماء، كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلي ربي ما أوحى، ثم قال: يا محمد اقرأ على علي بن أبي طالب كلام الله، فما سميت به أحداً قبله ولا أسمي بهذا أحداً بعده)(8).

عن جابر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): متى سمي أمير المؤمنين أمير المؤمنين؟

قال: (والله نزلت هذه الآية على محمد (صلى الله عليه واله): {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف: 172] وأن محمداً رسول الله وأن علياً أمير المؤمنين، فسماه  الله أمير المؤمنين(9).

عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت: جعلت فداك لم سمي أمير المؤمنين أمير المؤمنين؛ قال: (لأنه يميرهم العلم، أما سمعت كتاب الله عز وجل: {وَنَمِيرُ أَهْلَنَا} [يوسف: 65](10).

قال ابن عباس : إنما سمي أمير المؤمنين، لأنه أول الناس إيمانا(11).

عن النبي (صلى الله عليه واله) قال لبعض أصحابه : (سلموا على علي بأمرة المؤمنين).

فقال رجل من القوم: لا والله لا تجمع النبوة والخلافة في أهل بيت أبداً. فأنزل تعالى هذه الآية : {أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} [الزخرف: 80](12).

عن بريدة بن حصيب الأسلمي قال: كنت عند رسول الله (صلى الله عليه واله) فدخل علينا أبو بكر فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): ( قم يا أبا بكر فسلم على علي بإمرة المؤمنين). فقال أبو بكر: أمن الله أم من رسوله فقال (صلى الله عليه واله): (من الله ومن رسوله) ثم جاء عمر فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله): (سلم على علي بإمرة المؤمنين) فقال عمر: من الله أو من رسوله. فقال (صلى الله عليه واله): من الله ومن رسوله. ثم جاء سلمان (رضوان الله عليه) فسلم، فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) : (سلم على علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين). فسلم ثم جاء عمار فسلم، ثم جلس. فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله): (قم يا عمار فسلم على علي أمير المؤمنين، فقام فسلم، ثم دنا فجلس فأقبل رسول الله (صلى الله عليه واله) بوجهه فقال: (إني قد أخذت ميثاقكم على ذلك كما أخذ الله ميثاق بني آدم فقال لهم: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] وسألتموني أنتم أمن الله أو من رسوله، فقلت: بلى أما والله لئن نقضتموه لتكفرن، فخرجوا من عند رسول الله (صلى الله عليه واله) ورجل من القوم يضرب بإحدى يديه على الأخرى ثم قال : كلا ورب الكعبة.

فقلت : من ذلك الرجل؟

قال : لا تتحمله وجابر من خلفي يغمزني أن سله، فألححت عليه فقال : الأعرابي يعني عمر بن الخطاب(13).

عن زيد بن الجهم أبي عبدالله (عليه السلام) قال : سمعته يقول : لما سلموا على علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين قال رسول الله (صلى الله عليه واله) للأول: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقال: أمن الله ومن رسوله يا رسول الله؟ فقال: نعم من الله ومن رسوله، ثم قال لصاحبه: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقال: من الله ومن رسوله؟ قال: نعم من الله ومن رسوله، ثم قال: يا مقداد قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين قال: فلم يقل ما قال صاحباه، ثم قال: قم يا أبا ذر فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقام وسلم، ثم قال: قم يا سلمان وسلم على علي بإمرة المؤمنين، فقام وسلم حتى إذا خرجا وهما يقولان: لا والله لا نسلم له ما قال أبداً، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه {وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا} [النحل:91] بقولكم أمن الله ومن رسوله {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ} [النحل: 91، 92] ان تكون أئمة هي ازكى من أئمتكم.

قال: قلت جعلت فداك انما نقرؤها {أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ} ، فقال: ويحك يا زيد وما اربى ان يكون والله كي ازكى من أئمتكم {إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ} يعني علياً {وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا } بعدما سلمتم على علي بأمرة المؤمنين {وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل: 94] يعني علياً {وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل: 94]

ثم قال لي: لما أخذ رسول الله (صلى الله عليه واله) بيد علي، فأظهر ولايته، قالا جميعاً: والله ليس هذا من تلقاء الله ولا هذا إلا شيء أراد أن يشرف به ابن عمه، فأنزل الله عليه {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ} [الحاقة:4449] يعني فلاناً وفلاناً {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ} [الحاقة: 50] يعني علياً {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ} يعني علياً {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الحاقة: 52](14).

عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام)عن أبيه عن جده قال: (إن الله جل جلاله بعث جبرئيل (عليه السلام) إلى محمد (صلى الله عليه واله) أن يشهد لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) بالولاية في حياته ويسميه بإمرة المؤمنين قبل وفاته، فدعا نبي الله (صلى الله عليه واله) ؛ تسعة رهط فقال: إنما دعوتكم لتكونوا شهداء الله في الأرض أقمتم أم كتمتم، ثم قال: يا أبا بكر قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقال: أعن أمر ورسوله؟! قال: نعم فقام فسلم عليه بإمرة المؤمنين، ثم قال: قم يا عمر فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقال: أعن أمر الله ورسوله نسميه أمير المؤمنين؟!قال: نعم. فقام فسلم عليه ثم قال للمقداد بن الأسود الكندي: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين، فقام فسلم ولم يقل مثل ما قال الرجلان من قبله. ثم قال لأبي ذر الغفاري: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقام فسلم عليه ثم قال: لحذيفة اليماني قم فسلم على أمير المؤمنين فقام فسلم عليه، ثم قال لعمار بن ياسر قم فسلم على أمير المؤمنين. فقام فسلم عليه، ثم قال لعبد الله بن مسعود: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقام فسلم عليه، ثم قال لبريدة: قم فسلم على أمير المؤمنين، وكان بريدة أصغر القوم سنا، فقام فسلم.

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): إنما دعوتكم لهذا الأمر لتكونوا شهداء الله أقمتم أم تركتم(15).

عن زيد بن الجهم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (سمعته وهو يقول لما سلموا على علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي بكر: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقال: من الله ومن رسوله يا رسول الله؟! فقال: نعم من الله ومن رسوله.

ثم قال لعمر: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين. قال: من الله ومن رسوله؟! قال: نعم من الله ومن رسوله.

ثم قال: يا مقداد قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين، فلم يقل شيئا، ثم قام فسلم.

ثم قال: قم يا سلمان فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقام فسلم.

ثم قال: قم يا أبا ذر فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقام ولم يقل شيئاً، ثم قام فسلم.

ثم قال: قم يا حذيفة فقام ولم يقل شيئاً وسلم.

ثم قال: قم يا ابن مسعود. فقام فسلم.

ثم قال: قم يا عمار. فقام عمار وسلم.

ثم قال: قم يا بريدة الأسلمي. فقام فسلم حتى إذا خرج الرجلان وهما يقولان لا نسلم له ما قال أبداً، فأنزل الله عز وجل : {وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [النحل: 91](16).

عن معاذ بن مطر قال: سمعت إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال: حدثني بعض أشياخي قال: لما هزم علي بن أبي طالب (عليه السلام) أصحاب الجمل، بعث أمير المؤمنين (عليه السلام) عبد الله بن عباس (رحمة الله عليهما) إلى عائشة يأمرها بتعجيل الرحيل وقلة العرجة، قال ابن عباس: فأتيتها وهي في قصر بني خلف في جانب البصرة.

قال: فطلبت الإذن عليها فلم تأذن، فدخلت عليها من غير إذنها، فإذا بيت قفار لم يعد لي فيه مجلس، فإذا هي من وراء سترين، قال: فضربت ببصري فإذا في جانب البيت رحل عليه طنفسة ،قال: فمددت الطنفسة فجلست عليها، فقالت من وراء الستر: يا ابن عباس أخطأت السنة دخلت بيتنا بغير إذننا وجلست على متاعنا بغير إذننا، فقال لها ابن عباس (رض): نحن أولى بالسنة منك ونحن علمنا السنة، وإما بيتك الذي خلفك فيه رسول الله (صلى الله عليه واله) فخرجت منه ظالمة لنفسك غاشية لدينك عاتية على ربك عاصية لرسول الله (صلى الله عليه واله) فإذا رجعت إلى بيتك لم ندخله إلا بإذنك ولم نجلس على متاعك إلا بأمرك، إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعث إليك يأمرك بالرحيل إلى المدينة وقلة العرجة. فقالت: رحم الله أمير المؤمنين ذلك عمر بن الخطاب.

فقال ابن عباس: هذا والله أمير المؤمنين وإن تزبدت فيه وجوه ورغمت فيه معاطس، أما والله لهو أمير المؤمنين وأمسّ برسول الله رحماً وأقرب قرابة وأقدم سبقاً وأكثر علماً وأعلى مناراً وأكثر آثاراً من أبيك ومن عمر، فقالت: أبيت ذلك، فقال: أما والله إن كان إباؤك فيه لقصير المدة عظيم التبعة ظاهر الشؤم بين النكد، وما كان إباؤك فيه إلا حلب شاة حتى صرت لا تأمرين ولا تنهين ولا ترفعين ولا تضعين..)(17).

عن خالد بن يزيد عن أبي جعفر (عليه السلام): لو أن جهال هذه الأمة يعلمون متى سمي علي أمير المؤمنين (عليه السلام) لم ينكروا ولايته وطاعته! قلت: متى سمي أمير المؤمنين؟

قال: حيث أخذ الله ميثاق ذرية آدم ، كذا نزل به جبرئيل على محمد (صلى الله عليه واله):   {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف: 172] وأن محمداً رسولي وأن علياً أمير المؤمنين.

قالوا: بلى، ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): (والله لقد سماه الله باسم ما سمي به أحداً قبله)(18).

عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تلا هذه الآية: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الملك: 27]. قال: (تدرون ما رأوا؟ والله علياً مع رسول الله: {الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ} [الملك: 27] تسمون به أمير المؤمنين، يا فضيل لم يسم بها والله بعد علي أمير المؤمنين إلا مفتر كذاب إلى يوم الناس هذا)(19).

عن الحارث بن الخزرج صاحب راية الأنصار مع رسول الله (صلى الله عليه واله): سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول لعلي (عليه السلام): (يا علي لا يتقدمك بعدي إلا كافر، وإن أهل السماوات ليسمونك أمير المؤمنين)(20).

عن محمد بن إسماعيل الرازي عن رجل سماه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل رجل على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقام على قدميه. فقال: (مه هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين سماه به، ولم يسم به أحد غيره فرضي به، إلا كان منكوحاً، وإن لم يكن به ابتلي، وهو قول الله في كتابه: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا} [النساء: 117]. قال: قلت: فماذا يدعى به قائمكم؟ قال: (يقال له: السلام عليكم يا بقية الله السلام عليك يا ابن رسول الله)(21).

قال سليم بن قيس: جلست إلى سلمان والمقداد وأبي ذر. فجاء رجل من أهل الكوفة فجلس إليهم مسترشداً. فقال له سلمان: عليك بكتاب الله فألزمه وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه مع الكتاب لا يفارقه، فأنا نشهد أنا سمعنا رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول: (إن علياً يدور مع الحق حيث دار، وإن علياً هو الصديق والفاروق، يفرق بين الحق والباطل)

قال: فما بال الناس يسمون أبا بكر الصديق وعمر الفاروق؟

قال: نحلهما الناس اسم غيرهما كما نحلوهما خلافة رسول الله (صلى الله عليه واله): وإمرة المؤمنين، لقد أمرنا رسول الله (صلى الله عليه واله) وأمرهما معنا فسلما جميعاً على علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأمرة المؤمنين(22).

عن سنان بن طريف عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إنا أول أهل بيت نوه الله بأسمائنا، إنه لما خلق الله السماوات والأرض، أمر منادياً ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله - ثلاثاً - أشهد أن محمد رسول الله - ثلاثاً - أشهد أن علياً أمير المؤمنين حقا - ثلاثاً(23).

عن أبي عبد الله (عليه السلام): (أن النبي (صلى الله عليه واله) قال: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، وعلي أولى به من بعدي) فقيل له ما معنى ذلك. فقال: قول النبي (صلى الله عليه وآله): من ترك ديناً أو ضياعاً فعلي، ومن ترك مالاً فلورثته، فالرجل ليست له على نفسه ولاية إذا لم يكن له مال، وليس له على عياله أمر ولا نهي إذا لم يجر عليهم النفقة، والنبي وأمير المؤمنين ومن بعدهما ألزمهم هذا، فمن هناك صاروا أولى بهم من أنفسهم، وما كان سبب إسلام عامة اليهود إلا من بعد هذا القول من رسول الله (صلى الله عليه واله) وأنهم آمنوا على أنفسهم وعلى عيالاتهم)(24).

عن ابن عباس قال مما نزل من القرآن خاصة في رسول الله وعلي وأهل بيته من سورة البقرة قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 82] نزلت في علي خاصة وهو أول مؤمن وأول مصل بعد رسول الله (صلى الله عليه واله)(25).

_____________________

(۱) عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله)  : "ما أنزل الله آية وفيها : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلا وعلي رأسها وأميرها". بحار الأنوار : ج35 ، ص 350، ح35 ، وعن ابن عباس قال: ما أنزل الله مـن آية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلا وعلي سيدها وأميرها وشريفها. بحار الأنوار: ج35 ص352 ح42. وعن ابن عباس قال: ما أنزل الله من آية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلا وعلي وشريفها وأميرها. ولقد عاتب الله أصحاب محمد (صلى الله عليه واله) في غير مكان وما ذكر علياً إلا بخير. بحار الأنوار: ج36، ص99، ح40.

(2) بحار الأنوار: ج35 ، ص 348 ،ح27 ، تفسير الفرات : ص60 وفيه: وهو أول مؤمن وأول مـصـل مع النبي (صلى الله عليه واله) ، شواهد التنزيل : ج۱، ص۱۱۷، ح۱۲۷ ، منهاج البراعة : ج۲ ،ص396.

(3) بحار الانوار: ج8 ، ص1 ،ح1 ، وج21 ص213 وفيه: (يا علي أما ترضى أن تكون أخي وأنا أخوك بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وأنت خليفتي).

(4) بحار الأنوار: ج35 ،ص34 ،ح33، عوالي اللآلي: ج4 ، ص124 ، ح211.

(5) بحار الأنوار: ج23 ،ص259، آمالي الشيخ الصدوق: ص331 ، ح13.

(6) بحار الأنوار: ج40 ، ص203، المناقب: ص34.

(7) بحار الأنوار: ج23 ، ص153 ،ح118 ، وج38، ص 136 ح94، شرح نهج البلاغة: ج 9، ص169. اليعسوب: ملك النحل ومنه قيل للسيد يعسوب.

(8) آمالي الشيخ الطوسي: ص295، ح578، بحار الأنوار: ج37 ، ص290 ، ح2، بشارة المصطفى: ص186.

(9) بحار الأنوار: ج37 ، ص332، ح72، تفسير العياشي: ج2 ، ص41 ، ح113.

(10) بحار الأنوار: ج37 ، ص293 ، ح7، علل الشرائع: ج1، ص161 ح4، الكافي: ج1، ص412 ، ح3.

(11) بحار الأنوار:ج37 ، ص334 ، ح73.

(12) بحار الأنوار: ج37 ، ص30 ، ح32. روي: أن بريدة أتى عمران بن حصين يدخل عليه في منزله حين بايع الناس أبا بكر. فقال: يا عمران ترى القوم نسوا ما سمعوا من رسول الله (صلى الله عليه واله) في حائط بني فلان أهل بيت من الأنصار، فجعل لا يدخل عليه أحد من المسلمين فيسلم عليه إلا رد (صلى الله عليه وآله) ثم قال له: سلم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فلم يرد على رسول الله يومئذ أحد من الناس إلا عمر فإنه قال: من الله أو من أمر رسول الله؟! قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (بل من الله ومن رسوله) قال عمران: بلى قد أذكر ذا. فقال بريدة : فانطلق بنا إلى أبي بكر فنسأله عن هذا الأمر.... فدخلنا على أبي بكر فذكرنا ذلك اليوم وقلنا له : فلم يدخل أحد من المسلمين فسلم على رسول الله (صلى الله عليه واله) إلا قاله له : سلم على أمير المؤمنين علي، وكنت أنت ممن سلم عليه بأمرة المؤمنين. فقال أبو بكر: قد أذكر ذلك. فقال له بريدة: لا ينبغي لأحد من المسلمين أن يتأمر على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بعد أن سماه رسول الله (صلى الله عليه واله) بأمير المؤمنين، فإن كان عندك عهد من رسول الله عهده إليك أو أمر أمرك به بعد هذا فأنت عندنا مصدق. فقال أبو بكر: لا والله ما عندي عهد من رسول الله (صلى الله عليه واله) ولا أمر أمرني به، ولكن المسلمين رأوا رأياً فتابعتهم به على رأيهم!

فقال له بريدة: والله ما ذلك لك ولا للمسلمين خلاف رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال أبو بكر: أرسل لكم إلى عمر، فجاءه. فقال له أبو بكر: إن هذين سألاني عن أمر قد شهدته، وقص عليه كلامهما. فقال عمر: قد سمعت ذلك ولكن عندي المخرج من ذلك. فقال له بريدة: عندك؟ قال: عندي. قال: فما هو. قال: لا يجتمع النبوة والملك في أهل بيت واحد!

قال: فاغتنمها بريدة وكان رجلاً مفهّماً جرياً على الكلام فقال: يا عمر إن الله عز وجل قد أبى ذلك عليك، أما سمعت الله في كتابه يقول: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} فقد جمع الله لهم النبوة والملك. قال: فغضب عمر حتى رأيت عينيه يوقدان، ثم قال: ما جئتما الا لتفرقا جماعة هذه الامة وتشتتا امرها، فما زلنا نعرف منه الغضب حتى هلك. بحار الانوار: ج37، ص308.

(13) بحار الانوار: ج37، ص323، ح55، اليقين: ص316.

(14) بحار الأنوار: ج36 ص148 ح126، تفسير العياشي: ج2 ص268 ح64.

(15) الأمالي للشيخ المفيد: ص18 ، ح7.

(16) اليقين: ص285.

(17) بحار الأنوار :ج32 ،ص 296 ،ح210، رجال الكشي: ص57 ،ح108.

(18) بحار الأنوار: ج37 ، ص311 ،ح42، اليقين: ص284.

(19) بحار الأنوار: ج37 ، ص318 ، ح49، اليقين: ص303، مستدرك الوسائل: ج10، ص401، ح12257.

(20) بحار الأنوار: ج37 ، ص310 ، ح40 ، اليقين: ص328.

(21) بحار الأنوار: ج37 ، ص331 ، ح70، تفسير العياشي: ج1 ص276 ، ح274، وسائل الشيعة: ج14 ، ص600، ح 19899.

(22) بحار الأنوار: ج37 ص292، ح6، الاحتجاج: ج1، ص157 ، كتاب سليم: ص881.

(23) بحار الأنوار: ج۳۷ ، ص 295 ، ح۱۰، بشارة المصطفى: ص۲۳ ، الكافي: ج1، ص 441 ح8 .

(24) بحار الأنوار: ج16 ،ص260 ،ح49 ، مستدرك الوسائل: ج۱۳ ص۳۹۸، ح15719.

(25) بحار الأنوار: ج35، ص348 ، ح۲۷ ، تفسير الفـرات: ص60 ، ح12 ، شـواهد التنزيل : ج1، ص۱۱۷ ،ح۱۲۷.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.