أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-9-2016
1327
التاريخ: 26-9-2016
2379
التاريخ: 2023-03-23
2573
التاريخ: 28-9-2016
2182
|
أولت الشريعة الإسلامية الزوجة عنايةً كُبرى ومنحتها حقوقها الماديّة والأدبيّة ، إزاء حقوق الزوج عليها .
مُشرّعةً ذلك على أساس الحكمة والعدل ، ورعاية مصلحة الزوجين وخيرهما معاً ، وهي أُمور :
1 - النفقة :
وهي حقٌّ محتّم على الزوج ، يجب أداؤه إليها ، وتوفير حاجاتها المعاشيّة ، مِن الملبَس والمطعَم والمسكَن ، ونحو ذلك مِن مستلزمات الحياة حسب شأنها وعادتها .
والنفقة حقٌّ معلومٌ للزوجة ، تتقاضاه من زوجها ، وإنْ كانت ثريّةً موسرة ، لا يسقط إلاّ بنشوزها وتمرّدها على الزوج . وليس له قسرها على الخدمات المنزليّة ، أو إرضاع طفله ، إلاّ أنْ تتطوّع بذلك عن رغبةً وإيثاراً .
التوسعة على العيال :
وقد يسترقّ البُخل بعض النفوس فتنزع إلى الشحّ والتقتير على العيال ، متغاضية عن أشواقهم ومآربهم .
ومن هنا جاءت أحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) مُحذّرةً من ذلك الإمساك ، ومرغّبةً في البِرّ بهم ، والتوسعةِ عليهم .
قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( خيركم خيركم لنسائه ، وأنا خيركم لنسائي ) (1) .
وقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( عيال الرجل أُسراؤه ، وأحبّ العباد إلى اللّه تعالى أحسنُهم صنيعاً إلى أُسرائه ) (2) .
وقال أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) : ( عيال الرجل أُسراؤه ، فمَن أنعم اللّه عليه نعمةً فليوسّع على أُسرائه فإنْ لم يفعل أوشك أنْ تزول تلك النعمة ) (3) .
وهكذا أثبتت أحاديثهم ( عليهم السلام ) وباركت جهود الكادحين ، في طلب الرزق الحلال لتموين أزواجهم وعوائلهم ، وتوفير وسائل العيش لهم .
فعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( الكادّ على عياله كالمجاهد في سبيل اللّه ) (4) .
وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( مَن طلب الرزق في الدنيا ، استعفافاً عن الناس ، وسعياً على أهله ، وتعطّفاً على جاره لقيَ اللّه عزّ وجل يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر ) (5) .
2 - حسن العشرة :
والزوجة أنيسة الرجل ، و شريكة حياته ، تشاطره السرّاء والضرّاء ، وتواسيه في الأفراح والأحزان ، وتنفرد بجهود شاقّة مُضنية مِن تدبير المنزل ، ورعاية الأُسرة ، ووظائف الأُمومة . فعلى الرجل أنْ يُحسن عشرتها ، ويسوسها بالرفق والمداراة ، تلطيفاً لمشاعرها ، ومكافأةً لها على جهودها ، وذلك ممّا يسلّيها ، ويخفّف متاعبها ، ويضاعف حبّها وإخلاصها لزوجها .
وقد يستبدّ الصلَف والغرور ببعض الأزواج ، فيحسبون أنّ قوّة الشخصيّة وسِمات الرجولة لا تبرز فيهم إلاّ بالتحكّم بالزوجة ، والتجهّم لها ، والتطاول عليها بالإهانة والتحقير .
وتلك خلال مقيتة ، تنمّ عن شخصيّةٍ هزيلةٍ معقّدة ، تعكّر صفو الحياة الزوجيّة ، وتنغّص الهناء العائلي .
والمرأة بحكم عواطفها ووظائفها ، مرهفة الإحساس ، سريعة التأثّر ، قد تسيء إلى زوجها بكلمةٍ نابية ، أو تقريعٍ جارح ، صادرين عن ثورةٍ نفسيّة ، وهِياج عاطفيّ .
فعلى الرجل أنْ يضبط أعصابه ، ويُقابل إساءتها بحُسن التسامح والإغضاء ، لتسير سفينة الأُسرة آمنةً مطمئنّة ، في محيط الحياة ، لا تزعزعها عواصف النفرة والخلاف .
فعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : إنّما مثَل المرأة مثَل الضلع المعوَج ، إنْ تركته انتفعت به ، وإنْ أقمته كسرته ) (6) .
فإذا تمادت المرأة في عِصيان زوجها وتمرّدها عليه ، فعليه أنْ يتدرّج في علاجها وتأديبها ، بالنصح والإرشاد ، فإنْ لم يجْدِها ذلك أعرَض عنها ، واعتزال مضاجعتها ، فإنْ لم يجْدِها ذلك ضرَبها ضرباً تأديبياًّ ، مُبرّءاً مِن القسوة ، والتشفّي الحاقد : {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء : 34].
3 – الحماية :
والزوج بحكم قوامته على الزوجة ، ورعايته لها ، مسؤولٌ عن حمايتها وصيانتها عمّا يسيئها ويضرّها أدبيّاً ومادّياً، وعليه أنْ يكون غيوراً عليها ، صائنا لها ممّا يشوّه سُمعتها ، ويثلب كرامتها من التخلّع والاختلاط المُريب ، ومعاشرة المريبات مِن النساء .
وما أسوأ الذين يزجّون أزواجهم في الندَوات الخليطة ، والحفَلات الداعرة ، يخالِطنَ ويراقصن مَن شِئن مِن الرجال متعامين عن أضرار ذلك الاختلاط ، وأخطاره الدينيّة والأخلاقيّة والاجتماعيّة ، التي تُهدّد كيان الأُسرة ، وتنذرها بالتبعثر والانحلال .
وعلى المرء أنْ يحمي زوجه وأُسرته مِن دسائس الغزو الفكري ، ودعاياته المُضلّلة ، التي انخدع بها أغرار المسلمين ، نساءً ورجالاً ، وتلقّفوها تلقّف الببغاء ، دونما وعيٍ وتمحيص في واقعها وأهدافها ، وذلك بتعليمهم أُصول الدين الإسلامي ومفاهيمه حسب مستواهم الثقافي والفكري ، تحصيناً لهم مِن تلك الدسائس والشرور .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم : 6]
الحقوق المزيّفة
وتمخّض العصر الحديث عن ضلالات ومبادئ غزت الشرق الإسلامي ، وسمّمت أفكاره ومشاعره .
وكان ذلك بتخطيط وكيد من أعداء الإسلام ، لإطفاء نوره الوهّاج .
واستجاب الأغرار والبلهاء لتلك المفاهيم الوافدة ، المناقضة لدينهم وشريعتهم ، وطفَقوا يحاكونها وينادون بها كأنّها مِن
صميم مبادئهم .
وانطمست تلك الصورة الإسلاميّة التي كانت بالأمس القريب تشعّ بالجمال والنور والمثاليّة وخلّفتها صورٌ مسيخةٌ شوهاء يستبشعها الضمير المسلم ، ويستنكرها واقع الإسلام ، وغدا يستشعر الغُربة والوحشة في ربوعه وبين أتباعه ومعتنقيه .
وراحت المفاهيم الجاهليّة الأُولى تحتلّ مواقعها مِن مشاعر المسلمين وضمائرهم ، لتحيلها قفراً يباباً مِن قِيَم الإسلام ومُثله الرفيعة .
وانطلقت حناجر ، وصرّت أقلام أجيرة ، تُطالب بالمزيد مِن تلك الأعراف الجاهليّة ، لتشيع مفاهيمها الدارسة من جديد في المحيط الإسلامي ، وعلى حساب المرأة المسلمة ، والتغاير على حقوقها وتحريرها ومساواتها بالرجل ، ونحو ذلك مِن صور الدعايات المُدجلة .
1 - السفور :
لقد عزّ على دعاة التحرر أن يروا المرأة المسلمة محصنة بالصون والحجاب ، عصية الطلب ، بعيدة المنال.
فأغروها بالسفور والتبرج ، ليستزلوها من علياء برجها وخدرها.
واستجابت المرأة لتلك الدعوة الماكرة وراحت تُنظي حجابها وتبرز جمالها ومفاتنها ، تستهوي العيون والقلوب ، دونما تحرج او استحياء .
وما خدعت المرأة المسلمة وغرّر بها في تاريخها المديد بمثل ذلك الخُداع والتلبيس ، متجاهلة عمّا يترصدها مِن جراء ذلك من الأخطار والمزالق .
ليس الحِجاب كما يصوّره المتحلّلون تخلّفاً ورجعيّة ، وإنّما هو حشمة وحصانة ، تصون المرأة من التبذّل والإسفاف ، ويقيها تلصّص الغواة والداعرين ، وتجنّبها مزالق الفِتَن والشرور .
وحسب المسلمين ان يعتبروا بما أصاب الأُمم الغربيّة مِن ويلات السفور والتبرّج ، واختلاط الجنسين ، ما جعلها في وضعٍ سيّئ وحالةٍ مزرية ، من التسيّب الخُلقي ، وغدَت تعاني ألوان المآسي الأخلاقيّة والصحّية والاجتماعيّة.
الأضرار الخُلقيّة :
لقد أحدَث التبرّج والاختلاط في الأوساط الغربيّة مضاعفات أخلاقيّة خطيرة ، تثير الفزع والتقزّز ، فأصبحوا لا يستنكرون الرذائل الجنسيّة ، ولا يستحيون مِن آثامها ومعائبها ، وراح الوباء الخُلقي يجتاحهم ويفتك بهم فتكاً ذريعاً ، حتّى انطلقت صيحات الغيارى منهم معلنةً بالتذمّر والاستنكار ، ومُنذرةً بالخطر الرهيب .
فقد صوّر ( بول بيودر ) انهيار الأخلاق في بلاده حيث قال : ( لم يعد الآن مِن الغريب الشاذ وجود العلاقات الجنسيّة بين الأقارب في النسَب ، كالأب والبنت ، والأخ والأُخت في بعض الأقاليم الفرنسيّة ، وفي النواحي المزدحمة في المدن ) .
وجاء في تقرير ( اللجنة الأربعة عشريّة ) المعنيّة بالفحص عن مكامن الفجور : ( إنّ كلّ ما يوجد في البلاد الأمريكيّة مِن المراقص والنوادي الليليّة ، ومجالي الزينة ، وأماكن التدريم وحجرات التدليك ، ومراكز تمويج الشعر ، قد أصبح جُلّها مواطن للفجور ودوراً للبغاء ، بل هي أقبح منها وأشنع ، لما يُرتكب فيها مِن الرذائل التي لا تصلح للذكر ) .
وممّا يُخمّنه القاضي : ( لندسي ) الأمريكي : ( أنّ خمساً وأربعين في المِئة مِن فتَيات المدارس يدنّسن أعراضهنّ قبل خروجهن منها ، وترتفع هذه النسبة كثيراً في مراحل التعليم التالية ) .
وقال ( جورج رائيلي اسكات ) في كتابه ( تاريخ الفحشاء ) وهو يشير إلى حالة بلاده في الغالب : ( وقد بلغ عدد هؤلاء العاهرات غير المحترفات في هذه الأيام مبلغاً لم يعهد قط فيما قبل ، فهؤلاء يوجدن في كل طبقة من طبقات المجتمع من الدنيا والعليا وقد أصبح تعاطي الفجور وعدم التصوّن بل اتّخاذ الأطوار السوقيّة ، معدوداً عند فتاة العصر ، من أساليب العيش المُستجدّة ) .
وقد سرت عدوى هذا التفسّخ الخُلقي إلى الصبية والصبايا مِن أولئك الأقوام ، لتأثّرهم بالمحيط الفاسد والمثيرات الجنسيّة .
يقول الدكتور ( راديت هوكو ) في كتابه ( القوانين الجنسيّة ) : ( إنّه ليس مِن الغريب الشاذّ حتّى في الطبَقات المُثقّفة المُترفة ، أنّ بنات سبع أو ثماني سنين منهم ، يخادن لداتهن من الصبية وربّما تلوّثن معهم بالفاحشة ) .
وقد جاء في تقرير طبيب مِن مدينة ( بالتي مور ) : ( أنّه قد رفع إلى المحاكم في تلك المدينة أكثر مِن ألف مرافعة في مدّة سنة واحدة ، كلّها في ارتكاب الفاحشة مَع صبايا دون الثانية عشرة من العمر ) .
ولم تقف الفوضى الخُلقيّة عند هذا الدرك السافل ، فقد تفاقمت حتّى أصبحت العلاقات الجنسيّة الطبيعيّة لا تشبع نهَمَهم الجنسي ، فراحوا يتمرّغون في مقاذر الشذوذ الجنسي وانحرافاته النكراء .
وعاد مِن المألوف لديهم أنْ يتزوج الفتى فتىً مثله ، بتشجيع من القانون ، ومرأى ومسمَع من الناس ، وهُم يُباركون هذا العرس !! .
ويقول الدكتور ( هوكر ) : ( إنّه لا تزال تحدث في مثل هذه المدارس والكلّيات ودور التربية للممرّضات ، والمدارس الدينيّة ، مِن تسافح الوالدين من الجنس الواحد فيما بينهما ، وقد تلاشى أو كاد ميلهم الطبيعي إلى الجنس المُخالف ) .
والآن فلنساءل الببغاوات مِن دُعاة التحرّر والتبرّج ، أهذا الذي ينشدونه لأنفسهم وأُمّتهم الإسلامية... أم أنّهم لا يفقهون ما ينادون به ويدعون إليه ؟.
إنّ كلّ داعية إلى التبرّج والاختلاط هو بلا ريب ، معول هدّام ، في كيان المجتمع الإسلامي ، ورائد شر ودعارة لأُمته وبلاده .
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [النور : 19] .
الأضرار الصحيّة :
وكان من الطبيعي لأُمّةٍ شاع فيها الفساد ، وتلاشت فيها قِيَم الدين والأخلاق ، أنْ تُعاني نتائج شذوذها وتفسّخها ، فتنهار صحّتها كما انهارت أخلاقها مِن قبل .
وهذا ما حدَث فعلاً في الأوساط الغربيّة ، حيث استهدفتها الأمراض الزهريّة ، وكبّدتها خسائر فادحة في الأرواح والأموال ، وجاءت تقارير أطّباء الغرب معلنةً أبعاد تلك الأمراض ومآسيها الخطيرة في أرقى تلك الأُمَم وأكثرها تشدّقاً بالحضارة والمدنيّة .
قال الدكتور الفرنسي ( ليريد ) : ( إنّه يموت في فرنسا ثلاثون ألف نسَمة بالزهريّ ، وما يتّبعها مِن الأمراض الكثيرة في كلّ سنة . وهذا المرض هو أفتك الأمراض بالأُمّة الفرنسيّة بعد حُمّى الدق ) .
وجاء في دائرة المعارف البريطانيّة (ج 23 ص 45) : ( إنّه يُعالج في المستشفيات الرسميّة هناك ( أي القطر الأمريكي ) مِئتا ألف مريض بالزهري ومِئة وستّون ألف مصاب بالسَيَلان البنّي في كلّ سنة بالمعدل .
وقد اختصّ بهذه الأمراض الجنسيّة وحدها ستّمِئة وخمسون مستشفى ، على أنّه يفوق هذه المستشفيات الرسميّة نتاج الأطبّاء غير الرسميّين الذين يراجعهم 16% مِن مرضى الزهري و 89% مِن مرضى السيَلان ) .
وجاء في كتاب القوانين الجنسيّة :
إنّه يموت في أمريكا ما بين ثلاثين وأربعين ألف طفل بمرض الزهري الموروث وحده ، في كلّ سنة .
وإنّ الوفيّات التي تقَع بسبب جميع الأمراض - عدا السلّ - يربو عليها جملة عدد الوفيات الواقعة مِن مرض الزهري وحده.
وكلّ هذه الخسائر والمآسي تدفعها الأُمم الغربية الداعرة ضريبة من صحتها وحياتها جزاءً وفاقاً على تفسّخها وتمرّغها في مقاذر الجِنس ومباءته .
الأضرار الاجتماعيّة :
وكان حتماً مقضيّاً على تلك الأُمم المُتحلّلة أنْ تُعاني - إلى جانب خسائرها الأخلاقيّة والصحيّة - عللاً اجتماعيّة خطيرة .
فقد جنت على حياتها الأسرية والاجتماعيّة ، بإغفالها مبادئ العفّة والوفاء ، واستهتارها بشرائط الزوجيّة الصالحة . وطفَق الزوجان منهم يهيمان في متاهات الغواية والفساد ، تنطلق الزوجة خليعة متجمّلة بأبهى مظاهر الجمال ، وبواعث الفتنة والإغراء ، وينطلق الزوج هائماً في مراتع التبذّل والإسفاف ، وسرعان ما ينزلق هذا أو تلك في مهاوي الرذيلة ، حينما تستهوي بهما شخصيّةً جذّابة أروع جمالاً وأشدّ إغراءً مِن شريك حياته ، فيزورُّ عنه طالباً صيداً جديداً ومتعةً جديدة ، بين فتيان الهوى وفتياته السائحات .
فتزعزع بذلك كيان الأُسرة ، وانفَرَط عقدها ، ووَهَت العلائق الزوجيّة ، وغدَت تنفصم لأتفه الأسباب ، كما شهِدت بذلك تقارير الخُبَراء .
وقد كتب القاضي ( لندسي ) في بلدة ( دنور ) سنة 1922 : ( أعقَب كلّ زواج تفريق بين الزوجين ، وبإزاء كل زواجين عرضت على المحكمة قضيّة الطلاق وهذه الحال لا تقتصر على بلدة دنور ، بل الحقّ أنّ جميع البلدان الأمريكيّة على وجه التقريب تماثلها في ذلك قليلاً أو كثيراً ) .
ويمضي في كتابته فيقول : ( إنّ حوادث الطلاق والتفريق بين الزوجين لا تزال تكثر وتزداد وإنْ اطردت الحال على هذا - كما هو المرجو - فلا بدّ أنْ تكون قضايا الطلاق المرفوعة إلى المحاكم في معظم نواحي القطر على قدَر ما يمنح فيها مِن الامتيازات للزواج ) .
وهكذا توالت على الأُمَم الغربيّة أعراض الشذوذ واختلاطاته المقيتة فقد زهَد الكثيرون منهم في الحياة الزوجيّة ، وآثروا العزوبة إشباعاً لهَوَسهم الجنسي وتحرّراً مِن قيود الزواج وتكاليفه .
فقد جاء في مقال نشرته جريدة ( بدترويت ) : ( إنّ ما قد نشأ بيننا اليوم من قلّة الزواج ، وكثرة الطلاق ، وتفاحش العلاقات غير المشروعة بين الرجال والنساء ، يدلّ كلّه على أنّنا راجعون القهقرى غلى البهيميّة ) .
فالرغبة الطبيعيّة في النسل إلى التلاشي ، والجيل المولود ملقى حبله على غاربه ، والشعور بكون تعمير الأُسرة والبيت لازماً لبقاء المدنيّة ، والحكم المستقل يكاد ينتفي مِن النفوس وبخلاف ذلك أصبح الناس ينشأ فيهم الإغفال عن مآل المدنيّة والحكومة وعدم النصح لهما.
ولو تحرّينا مردّ تلك المآسي التي اجتاحت الغرب لرأيناه ماثلاً في التبرّج والخلاعة والاختلاط وشيوع المثيرات الجنسيّة ، كالأفلام الداعرة والقصص الخلاعيّة والأغاني المخنّثة ، التي مسخت القِيَم الأخلاقيّة وأشاعت الإسفاف والتهتّك في المجتمع الغربي ، كما شهِد بذلك القوم أنفسهم .
وقد كتب ( أميل بوريسي ) في تقريره الذي قدمّه إلى الجلَسة العامّة الثانية لرابطة منع الفواحش : ( هذه الفوتوغرافات الداعرة المتهتّكة تصيب أحاسيس الناس بأشدّ ما يُمكن من الهيَجان والاختلال ، وتحثّ مشتريها البؤساء على المعاصي والإجرام التي تقشعرّ من تصوّرها الجلود وإنّ أثرها السيّئ المُهلِك في الفتية والفَتَيات لَمِمّا يَعجز عنه البيان . فكثير مِن المدارس والكلّيات قد خربت حالتها الخلقيّة والصحيّة لتأثير هذه الصور المهيّجة ، ولا يمكن أنْ يكون للفَتَيات على الأخصّ شيءٌ أضرّ وأفتَك مِن هذهِ ) (7) .
ونستنتج مِن هذا العرض السالف : أنّ الشريعة الإسلاميّة ، إنّما أمرت المرأة المسلمة بالحِجاب ونهَتها عن التبرّج والاختلاط المُريب ، حِرصاً على كرامتها وصيانتها مِن دوافع الإساءة والتغرير ، ووقايةً للمجتمع الإسلامي مِن المآسي والأرزاء التي حاقَت بالأُمَم الغربيّة ، ومسَخت أخلاقها وضمائرها وأورَدَتها موارد الشقاء والهلاك .
أنظر كيف أهاب الإسلام بالمرأة المسلمة أنْ تتحصّن بالحِجاب ، وتتوقّى به مزالق الفِتَن والشرور : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب : 59].
هذه هي إحدى الآيات الكريمة الناطقة بوجوب الحِجاب ، والمُحرّضة عليه ، بأُسلوبٍ جادٍّ صريح ، حيث خاطَب اللّه عزَّ وجل رسوله الأعظم : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [الأحزاب : 59] ، وذلك بأسدال الجِلباب - وهو ما تستتر به المرأة من ملحفة أو ملاءة - على وجوههن وأبدانهن .
ثم بين سبحانه علة الحِجاب وجدواه : {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب : 59] ، حيثُ إنّ الحِجاب يستر محاسن المرأة ومفاتنها ، ويحيطها بهالةٍ من الحصانة والمنعة ، تقيها تلصّص الغواة والداعرين وتحرّشاتهم الإجراميّة العابثة بصون النساء وكرامتهنّ.
ويمضي القرآن الكريم في تركيز مَبدأ الحِجاب والحثّ عليه في آياتٍ مُتتالية ، وأساليبٍ بلاغيّة فذّة :
{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [الأحزاب : 32، 33] .
وهنا يُخاطب اللّه عزّ وجل ، زوجات النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} [الأحزاب : 32] , في الشرف والفضل ، فأنتنّ أرفع شأناً وأسمى منزلةٍ منهنّ ، لشرفِ انتمائكن لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ( إِنِ اتَقَيْتُنَّ ) معصيةَ اللّه تعالى ورسوله وفي هذا الشرط إشعارٌ لهنّ إنّ انتسابهنّ إلى الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) فحسب لا يوجِب تفوّقهنّ على غيرهن مِن النساء ، إلاّ بتحلّيهن بتقوى اللّه عزّ وجل ، الذي هو مفتاح الفضائل وقوام حياة الإيمان .
{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب : 32] , فلا تخاطبن الأجانب بأُسلوبٍ لينّ رقيقٍ يستثير نوازِع القلوب المريضة بالدنَس والفجور .
{وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب : 32] مستقيماً مُشعِراً بالحِشمة والترفّع والوقار .
ثمّ أمَرهنّ بالاستقرار في بيوتهن ، ونهاهنّ عن التبرّج وإظهار المحاسن والزينة للأجانب ، كما كنّ يُظهرنها النساء الجاهليّات {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب : 33] , وفي ذلك ضمان لعفاف المرأة وكرامتها ، وصيانتها مِن مزالق الخطيئة ، وخوالج الشكّ والارتياب .
وهكذا يواصل القرآن الكريم غرس الفضيلة والعفّة في نفوس المؤمنين بمُثله العليا ، وآدابه الرفيعة :
{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور : 30، 31] , أمر اللّه تعالى في هذه الآية الكريمة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) أنْ يصدَع بآداب القرآن ووحي السماء ، ويوجّه المؤمنين على ضوئهما توجيهاً هادفاً بنّاءً.
( قُل ) يا محمّد ( لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) بأنْ ينقصوا مِن نظراتهم وتطلّعاتهم نحو النساء الأجنبيّات ، لِما في ذلك مِن ضروب الأخطار والأضرار ، فكم نظرةً طامحة إلى الجمال أورَثت حسرةً طويلة ، واسترقّت صاحبها بأسر الحبّ وعناء الهيام .
وأنـت إذا أرسلت طرفك رائداً لـقلبِك يـوماً أتعبتك iiالمناظر
رأيـت الذي لا كلّه أنت iiقادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
وقد تزجّ النظرة الآثمة في مهاوي الرذيلة والفساد :
نظرة فابتسامة فسلامٌ فكلامٌ فموعدٌ فلقاءُ
ثمّ أمر المؤمنين بحفظ الفروج بعد أمرهم بغضّ الأبصار {وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور: 30] عن الآثام الجنسيّة أو يستروها عن الناظر المحترم ، وقد أوصد اللّه تعالى بهذين الأمرين غض الأبصار وحفظ الفروج أخطر منافذ الشرور الخلقيّة وبوائقها العارمة ، وحصّن المؤمنين بالعفّة والنزاهة { ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} [النور : 30] , أطهر لنفوسهم وأخلاقهم ، وأنفع لدينهم ودنياهم .
ثمّ عمَد إلى توعية الضمائر ، وتصعيد قِيَمها الأخلاقيّة بالإيحاء النفسي بهيمنة اللّه سُبحانه عليهم ورقابته لهم {لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30] بأبصارهم وفروجهم وجميع أعمالهم.
ثمّ عطَف اللّه تعالى على النساء المؤمنات ، فأمرهنّ بما أمر به الرجال المؤمنين مِن غضّ الأبصار وحفظ الفروج ، لاتحاد الجنسين ، وتساويهما في الغرائز والميول ، وانجذاب كلٍّ منهما نحو الآخر .
وخصّ النساء بتوجيهات تنظّم سلوكهنّ ، وتذكّي فيهن مشاعر الحِشمة والعزّة والوقار : {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31] , لا يظهرن مواضع الزينة لغير المحارم ، {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31] كالثياب أو الوجه والكفّين ، {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31] وليسدلْن الخُمر والمقانع على نحورِهنّ وصدورهِنّ تستّراً مِن الأجانب .
ثمّ رخّصهنّ في إبداء زينتهن للمحارم ، ومَن يؤمَن مِن الافتتان والإغراء منهنّ وعليهنّ ، لنفرة الطباع مِن ذلك {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ } [النور : 31] وهنّ الإماء .
{أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ} [النور: 31] وهُم الذين يتبعون الناس طمَعاً في برّهم ونوالِهم مَن لا يهفو إلى النساء ، ولا حاجة له فيهنّ ، كالبلَه مِن الرجال أو الشيوخ العاجزين الصلحاء .
{أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} [النور: 31] , وأُريد به جمع الأطفال الذين لا يعرفون عورات النساء لسذاجتهم وضعف غريزتهم الجنسيّة .
{ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور: 31] للإعلام عن خلخالها أو إسماع صوته .
{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور : 31] , تسعدون في الدارين .
وهكذا جاءت أحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) تحضّ على العفاف ، وغضّ الأبصار عن النظرة المحرّمة ، فضلا عن الاختلاط ، سيّان في ذلك الرجال والنساء .
قال الصادق ( عليه السلام ) : ( النظرة سهم من سهام إبليس مسموم ، وكم نظرةً أورَثت حسرةً طويلة ) (8) .
وقال ( عليه السلام ) : ( أوّل النظرة لك ، والثانية عليك ، والثالثة فيها الهلاك ) (9) .
وقال ( عليه السلام ) : ( نهى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) أنْ يدخل الرجل على النساء إلاّ بإذن أوليائهنّ ) (10).
وعن أبي جعفر وأبي عبد اللّه ( عليهما السلام ) قالا : ( ما مِن أحدٍ إلاّ وهو يصيب حظّاً مِن الزنا ، فزنا العين النظر ، وزنا الفم الغيبة ، وزنا اليَدين اللمس ، صدّق الفرج ذلك أم كذّب )(11) .
وقال الصادق ( عليه السلام ) : ( مَن نظر إلى امرأةٍ فرفع بصره إلى السماء ، لم يرتد إليه بصره حتّى يزوّجه اللّه مِن الحور العين )(12) .
وعنه ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( كلّ عينٍ باكية يوم القيامة إلاّ ثلاث أعين : عينٌ بكَت مِن خَشية اللّه ، وعينٌ غضّت عن محارم اللّه ، وعينٌ باتت ساهرةً في سبيل اللّه ) (13) .
_____________________
1- الوافي : ج 12 , ص 117 ، عن الفقيه .
2- الوافي : ج 12 , ص 117 ، عن الفقيه .
3- الوافي : ج 12 , ص 117 ، عن الفقيه .
4- الوافي : ج 10 , ص 18 ، عن الكافي والفقيه .
5- الوافي : ج 10 , ص 18 ، عن الكافي والتهذيب .
6- الوافي : ج 12 , ص 120 ، عن الكافي .
7- اقتبسنا تلك الأقوال المُتَرجمة عن كتاب الحِجاب ، للأُستاذ المودودي .
8- الوافي : ج 12 , ص 127 ، عن الكافي .
9- الوافي : ج 12 , ص 127 ، عن الفقيه .
10- الوافي : ج 12 , ص 123 ، عن الكافي .
11- الوافي : ج 12 , ص 127 ، عن الكافي .
12- الوافي : ج 12 , ص 127 ، عن الفقيه .
13- البحار : م 23 , ص 101 , عن خصال الصدوق (ره) .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|