أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-9-2016
1477
التاريخ: 26-9-2016
1806
التاريخ: 26-9-2016
1305
التاريخ: 22-7-2022
1607
|
الأولاد الصُلحاء هم زينة الحياة ، وربيع البيت ، وأقمار الأسرة ، وأعزّ آمالها وأمانيها ، وأجل الذخائر وأنفسها . لذلك أثنى عليهم أهل البيت وغيرهم من الحكماء والأدباء.
عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : الولد الصالح ريحانةٌ مِن رياحين الجنّة ) (1) .
وفي حديثٍ آخر ، قال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( مِن سعادة الرجل الولدُ الصالح ) (2) .
وقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( إنّ اللّه تعالى إذا أراد بعبدٍ خيراً لم يُمِته حتّى يريه الخلَف)(3) .
وقال حكيمٌ في ميّت : ( إنّ كان له ولد فهو حي ، وإنْ لم يكن له ولد فهو ميّت ) .
وفضل الولد الصالح ونفعه لوالديه لا يقتصر على حياتهما فحسب ، بل يسري حتّى بعد وفاتهما وانقطاع أملهما من الحياة .
عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( ليس يتبع الرجل بعد موته مِن الأجر إلاّ ثلاث خِصال : صدقةٌ أجراها في حياته وهي تجري بعد موته ، وسنّة هدىً سنّها فهي يُعمل بها بعد موته ، أو ولدٌ صالح يدعو له ) (4) .
وعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : مرّ عيسى بن مريم بقبرٍ يُعذّب صاحبه ، ثمّ مرّ به مِن قابل فإذا هو لا يعذّب . فقال : يا ربّ ، مررت بهذا القبر عام أوّل وكان يُعذّب !. فأوحى اللّه إليه . إنّه أدرك له ولدٌ صالح فأصلح طريقاً ، وآوى يتيماً ، فلهذا غفرت له بما فعل ابنه .
ثمّ قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ميراث اللّه من عبده المؤمن ولدٌ يعبده مِن بعده ) .
ثمّ تلا أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) آية زكريّا على نبيّنا وآله و( عليه السلام ) : {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا } [مريم : 5 ، 6] (5) .
ومِن الواضح أنّ صلاح الأبناء واستقامتهم لا يتسنّيان عفَواً وجزافاً ، وإنّما يستلزمان رعايةً فائقة ، واهتماماً بالغاً في إعدادهم وتوجيههم وجهة الخير والصلاح .
مِن أجل ذلك وجَب على الآباء تأديب أولادهم وتنشئتهم على الاستقامة والصلاح ، ليجدوا ما يأملون فيهم مِن قرّة عين ، وحسن هدىً وسلوك .
قال الإمام السجاد ( عليه السلام ) : ( وأمّا حقّ ولدك : فأنْ تعلم أنّه منك ، ومضافٌ إليك في عاجلِ الدنيا بخيره وشرّه .
وإنّك مسؤولٌ عمّا وليته من حسن الأدب ، والدلالة له على ربّه عزَّ وجل ، والمعونة له على طاعته .
فاعمل في أمره عمَلَ مَن يعلم أنّه مثاب على الإحسان إليه ، معاقبٌ على الإساءة إليه ) .
فالآباء مسؤولون عن تهذيب أبنائهم وإعدادهم إعداداً صالحاً ، فإنْ أغفلوا ذلك أساؤا إلى أولادهم وعرّضوهم لأخطار التخلّف والتسيّب الديني والاجتماعي .
ويحسن بالآباء أنْ يبادروا أبناءهم بالتهذيب والتوجيه ، منذ حداثتهم ونعومة أظفارهم ، لسرعة استجابتهم إلى ذلك قبل تقدّمهم في السن ، ورسوخ العادات السيّئة والأخلاق الذميمة فيهم فيغدون آنَ ذاك أشدُّ استعصاءً على التأديب والإصلاح .
حكمة التأديب :
وهكذا يجدر بالآباء أنْ يتحرّوا القصد ، والاعتدال في سلطتهم ، وأساليب تأديب أبنائهم ، فلا يسوسونهم بالقسوة والعنف ممّا يعقّدهم نفسيّاً ، ويبعثهم على النفرة والعقوق .
ولا يتهاونوا في مؤاخذتهم على الإساءة والتقصير ، فيستخفّون بهم ويتمرّدون عليهم ، فإنّ ( مَن أمِن العقوبة أساء الأدب ) .
وخير الأساليب في ذلك هو التدرّج في تأديب الأبناء وتقويمهم ، وذلك بتشجيعهم على الإحسان بالمدح والثناء وحسن المكافأة ، وبنصحهم على الإساءة , فإنْ لم يجدهم ذلك ، فبالتقريع والتأنيب وإلاّ فبالعقوبة الرادعة ، والتأنيب الزاجر .
المدرسة الأولى للطفل :
والبيت هو المدرسة الأولى للطفل ، يترعرع في ظلاله ، وتتكامل فيه شخصيّته ، وتنمو فيه سجاياه ، متأثّراً بأخلاق أبَويه وسلوكهما . فعليهما أنْ يكونا قدوةً حسنة ، ومثلاً رفيعاً ، لتنعكس في نفسه مزاياهم وفضائلهم .
منهاج التأديب :
1 - وأوّل ما يُبدأ به في تهذيب الطفل ، تعليمه آداب الأكل والشرب : كغسل اليدين قبل الطعام وبعده ، والأكل بيمينه ، وإجادة المضغ ، وترك النظر في وجوه الآكلين ، والرضا والقنوع بالمقسوم مِن الرزق , ونحو ذلك مِن الآداب .
2 - ويراضُ الطفلُ على أدب الحديث ، والكلام المهذّب ، والقول الحسن ، ومنعه عن الفُحش والبَذاء ، والاغتياب ، والثرثرة ، وما إلى ذلك من مساوئ اللسان وأنْ يُحسن الإصغاء ، كما يُحسن الحديث ، فلا يقاطع متحدثاً حتى ينتهي من حديثه .
3 - وأهمّ ما يعني به في توجيه الأولاد ، غرس المفاهيم الدينيّة فيهم ، وتنشئتهم على العقيدة والإيمان ، بتعليمهم أُصول الدين وفروعه بأُسلوبٍ يلائم مستواهم الفكري ، ليكونوا على بصيرةٍ مِن عقيدتهم وشريعتهم ، مُحصنّين ضدّ الشُّبَه المُضلِّلة مِن أعداء الإسلام : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم : 6].
4 - وعلى الآباء أنْ يروّضوا أبناءهم على التخلّق بالأخلاق الكريمة والسجايا النبيلة : كالصدق والأمانة ، والصبر ، والاعتماد على النفس .
وتحريضهم على حسن معاشرة الناس : كتوقير الكبير ، والعطف على الصغير ، وشكر المُحسن ، والتجاوز ما وسعهم عن المسيء ، والتحنّن على البؤساء والمعوزين .
5 - ومِن المهمّ جدّاً منع الأبناء مِن معاشرة القرناء المنحرفين الأشرار ، وتحبيذ مصاحبة الأخدان الصلحاء لهم ، لسرعة تأثّرهم بالأصدقاء ، واكتسابهم مِن أخلاقهم وطباعهم ، كما قال النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل ) .
وقد شهِد الناس كثيراً مِن مآسي الشباب الذين انحرفوا عن النهج السويّ ، وتدهوروا في مهاوي الرذيلة والفساد ، لتأثّرهم بقُرناء السوء ، وأخدان الشر .
6 - وهكذا يُحسن بالآباء أنْ يستطلعوا مواهب أبنائهم وكفاءاتهم ، ليوجّهوهم ، في ميادين الحياة وطرائق المعاش ، حسب استعدادهم ومؤهّلاتهم الفكريّة والجسميّة : مِن طلب العلم ، أو ممارسة الصناعة ، أو التجارة ؛ ليستطيعوا الاضطلاع بأعباء الحياة ، ويعيشوا عيشاً كريماً .
________________________
1- الوافي : ج 12 , ص 196 ، عن الكافي .
2- الوافي : ج 12 , ص 196 ، عن الفقيه .
3- الوافي : ج 12 , ص 197 ، عن الفقيه .
4- الوافي : ج 13 , ص 90 ، عن الكافي .
5- الوافي : ج 12 , ص 197 ، عن الكافي .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|