أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-13
1127
التاريخ: 25-2-2019
2232
التاريخ: 13-5-2021
2567
التاريخ: 25-2-2019
2549
|
من مميزات المؤمن تعلقه بالآخرة منقطعا عن ملذات الدنيا زاهداً فيها، فلا يحرص عليها، لأنها دار زوال وفناء ورأس كل خطيئة، فالأجدر بالمؤمن العزوف عن الدنيا والسعي وراء الآخرة، لينال رضوان الله وغفرانه ورحمته ولطفه، وقد صرحت الأحاديث في ذلك منها:
عن عبد الله بن القاسم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إذا أراد الله بعبد خيراً، زهّده في الدنيا وفقهه في الدين وبصره عيوبها، ومن أوتيهن فقد أوتي خير الدنيا والآخرة).
وقال عليه السلام: (لم يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا، وهو ضد لما طلب أعداء الحق قلت: جعلت فداك ممّاذا؟ قال : من الغربة فيها).
وقال: (ألا من صبّار كريم، فإنما هي أيام قلائل، ألا إنه حرام عليكم أن تجدوا طعم الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا).
قال: وسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إذا تخلى المؤمن من الدنيا سما، ووجد حلاوة حب الله وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط، وإنما خالط القوم حلاوة حب الله فلم يشتغلوا بغيره).
قال: وسمعته يقول: (إن القلب إذا صفا، ضاقت به الأرض حتى يسمو)(1).
قال عيسى (عليه السلام): (لا يستقيم حب الدنيا والآخرة في قلب مؤمن، كما لا يستقيم الماء والنار في إناء واحد)(2).
عن سلمان الفارسي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: (إن أكثر الناس شبعاً في الدنيا، أكثرهم جوعاً في الآخرة، يا سلمان: إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)(3).
عن محمد بن عجلان قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فشكا إليه رجل الحاجة. فقال له: (أصبر فإن الله سيجعل لك فرجاً) قال: ثم سكت ساعة، ثم أقبل على الرجل، فقال: (أخبر عن سجن الكوفة كيف هو) ؟ فقال: أصلحك الله ضيق منتنٌ وأهله بأسوأ حال. قال: (فإنما أنت في السجن، فتريد أن تكون فيه في سعة، أما علمت أن الدنيا سجن المؤمن)(4).
عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (لا تسبوا الدنيا فنعمت مطية المؤمن، فعليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشر، إنه إذا قال العبد: لعن الله الدنيا، قالت الدنيا: لعن الله أعصانا لربه» فأخذ الشريف الرضي بهذا المعنى فنظمه بيتاً:
يقولون الزمان به فساد فهم فسدوا وما فسد الزمان(5).
عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه واله): يقول الله عز وجل: يا دنيا تمرري على عبدي المؤمن بأنواع البلاء، وضيقي عليه في معيشته، ولا تحلو لي فيركن ليك)(6).
قال النبي (صلى الله عليه واله) لأبي ذر: (يا أبا ذر إن الدنيا سجن المؤمن والقبر أمنه والجنة مأواه ، وإن الدنيا جنة الكافر والقبر عذابه والنار مثواه)(7).
عن عبد المؤمن الأنصاري عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (إن الله تبارك وتعالى أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا والآخرة، والفلج في الدنيا والآخرة، والمهابة في صدور الظالمين)(8).
قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (لو أن المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض، لكان كفارة لتلك الذنوب) ثم قال (صلى الله عليه واله): (من قال: لا اله إلا الله بإخلاص فهو بريء من الشرك ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة. ثم تلا هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] من شيعتك ومحبيك يا علي(9).
عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام) قال: (يا علي: إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. يا علي: أوحى الله إلى الدنيا اخدمي من خدمني، واتبعي من خدمك. يا علي: إن الدنيا لو عدلت عند الله جناح بعوضة، لما سقى الكافر منها شربة من ماء. يا علي: ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه لم يعط من الدنيا إلا قوتاً)(10).
عن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) في وصية النبي (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام) قال: (يا علي: ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقاء الإخوان وتفطير الصائم والتهجد في آخر الليل)(11).
عن عبد الله بن القاسم الجعفري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (تشوّفت الدنيا لقوم حلالا محضاً فلم يريدوها فدرجوا ، ثم تشوّفت لقوم حلالاً وشبهة، فقالوا: لا حاجة لنا في الشبهة وتوسعوا من الحلال ثم تشوفت لقوم حراماً وشبهة، فقالوا: لا حاجة لنا في الحرام وتوسعوا في الشبهة، ثم تشوفت لقوم حراماً محضاً فيطلبونها فلا يجدونها، والمؤمن في الدنيا يأكل بمنزلة المضطر)(12).
عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: (كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) مؤمن فقير شديد الحاجة من أهل الصفة، وكان ملازماً لرسول الله (صلى الله عليه واله) عند مواقيت الصلاة كلها لا يفقده في شيء منها، وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) يرق له وينظر إلى حاجته وغربته فيقول: يا سعد لو قد جاءني شيء لأغنيتك. قال: فأبطأ ذلك على رسول الله (صلى الله عليه واله) فاشتد غم رسول الله (صلى الله عليه واله) لسعد، فعلم الله سبحانه ما دخل على رسول الله من غمه لسعد، فأهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) ومعه درهمان فقال له: يا محمد إن الله قد علم ما قد دخلك من الغم لسعد أفتحب أن تغنيه؟ فقال : نعم. فقال له: فهاك هذين الدرهمين فأعطهما إياه ومره أن يتجر بهما.
قال: فأخذ رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم خرج إلى صلاة الظهر وسعد قائم على باب حجرات رسول الله (صلى الله عليه واله) ينتظره، فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: يا سعد أتحسن التجارة؟ فقال له سعد: والله ما أصبحت أملك مالاً أتجر به، فأعطاه النبي (صلى الله عليه واله) الدرهمين وقال له اتجر بهما وتصرف لرزق الله، فأخذهما سعد ومضى مع النبي (صلى الله عليه وآله) حتى صلى معه الظهر والعصر، فقال له النبي (صلى الله عليه واله): قم فاطلب الرزق فقد كنت بحالك مغتماً يا سعد قال فأقبل سعد لا يشتري بدرهم شيئاً إلا باعه بدرهمين ولا يشتري شيئاً بدرهمين إلا باعه بأربعة دراهم، فأقبلت الدنيا على سعد، فكثر متاعه وماله وعظمت تجارته، فاتخذ على باب المسجد موضعاً وجلس فيه، فجمع تجارته إليه، وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا أقام بلال للصلاة يخرج وسعد مشغول بالدنيا لم يتطهر ولم يتهيأ كما كان يفعل قبل أن يتشاغل بالدنيا، فكان النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: يا سعد شغلتك الدنيا عن الصلاة. فكان يقول: ما أصنع أضيع مالي؟ هذا رجل قد بعته فأريد أن أستوفي منه، وهذا رجل قد اشتريت منه فأريد أن أوفيه.
قال: فدخل رسول الله (صلى الله عليه واله) من أمر سعد غم أشد من غمه بفقره، فهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إن الله قد علم غمك بسعد فأيما أحب إليك، حاله الأولى أو حاله هذه؟ فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): يا جبرئيل بل حاله الأولى قد أذهبت دنياه بآخرته. فقال له جبرئيل (عليه السلام): إن حب الدنيا والأموال فتنة ومشغلة عن الآخرة. قل لسعد يرد عليك الدرهمين اللذين دفعتهما إليه، فإن أمره سيصير إلى الحالة التي كان عليها أولاً. قال: فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) فمر بسعد فقال له: يا سعد أما تريد أن ترد علي الدرهمين اللذين أعطيتكهما. فقال سعد: بلى ومائتين. فقال له: لست أريد منك يا سعد إلا الدرهمين. فأعطاه سعد درهمين، قال: فأدبرت الدنيا على سعد حتى ذهب ما كان جمع، وعاد إلى حاله التي كان عليها)(13).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار: ج70، ص5، الكافي: ج2، ص130، ح1، وسائل الشيعة: ج16، ص13، ح20834. تخلى: أي جعل نفسه خالية من حب الدنيا وقطع تعلقه بها.
(2) بحار الأنوار: ج14، ص327، ح51 باب مواعظ عيسى (عليه السلام) مجموعة ورام: ج1، ص131.
(3) الأمالي للشيخ الطوسي: ص346، ح715، بحار الأنوار: ج70، ص99 ح85.
(4) بحار الأنوار: ج65، ص219، ح9، مستطرفات:ص647، الكافي:ج2، ص250، ح6، المؤمن: ص26، ح43.
(5) بحار الأنوار: ج74، ص180، أعلام الدين: ص33، وسائل الشيعة: ج7، ص509، ح9987.
(6) بحار الأنوار: ج69، ص52، ح73، التمحيص: ص49 ،ح81.
(7) إرشاد القلوب: ج1، ص18.
(8) بحار الأنوار: ج65، ص16، ح21، الخصال : ج1، ص138 ،ح157 ، الكافي: ج8، ص234، ح310، وفي بعض النسخ الفلح.
(9) جامع الأخبار: ص165 ،الفصل131.
(10) من لا يحضره الفقيه :ج4 ص362، وسائل الشيعة: ج16 ص17 ح20846.
(11) بحار الأنوار: ج71، ص352، ح22، من لا يحضره الفقيه: ج4 ص358، ح5762، وسائل الشيعة :ج10، ص142، ح13055.
(12) الكافي: ج5 ص12 ،ح6، التهذيب: ج6، ص369، ح187، وسائل الشيعة: ج17، ص82، ح 22044، وفي رواية تشوقت بدل تشوفت.
(13) بحار الأنوار: ج22، ص122، ح92، الكافي :ج5، ص312، ح38، وسائل الشيعة: ج17، ص401 ح22845.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|