أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-5-2020
2477
التاريخ: 28/9/2022
1465
التاريخ: 2023-04-21
1357
التاريخ: 26/9/2022
1759
|
لما كانت حقيقة الشكر عبارة عن عرفان كل النعم من اللّه مع صرفها في جهة محبة اللّه فالشكر على كل نعمة أن تعرف كونها من اللّه و تصرفها في جهة محبته , و لا ريب في أن هذه المعرفة و الصرف أيضا نعمة من اللّه ، إذ جميع ما نتعاطاه باختيارنا نعمة من اللّه ، لان جوارحنا ، و قدرتنا ، و إرادتنا ، و دواعينا ، و إفاضة المعارف علينا ، و سائر الأمور التي هي أسباب حركاتنا ، بل نفس حركاتنا ، من اللّه.
وعلى هذا فالشكر على كل نعمة نعمة أخرى من اللّه يحتاج إلى شكر آخر, و هو ان يعرف ان هذا الشكر أيضا نعمة من اللّه - سبحانه- فيفرح به و يعمل بمقتضى فرحه.
وهذه المعرفة و الفرح تحتاج إلى شكر آخر، و هكذا , فلا بد من الشكر في كل حال , و ليس يمكن ان تنتهي سلسلة الشكر إلى ما لا يحتاج إلى شكر.
فغاية شكر العبد ان يعرف عجزه عن أداء حق شكره - تعالى- , اذ عرفان عجزه مسبب عن عرفان جميع النعم ، حتى شكره من اللّه ، و هذا غاية ما يمكن للعبد , و يشهد بذلك ما روى : «أن اللّه - عز و جل- اوحى إلى موسى (عليه السلام) : يا موسى! اشكرني حق شكري , فقال : يا رب! كيف اشكرك حق شكرك و ليس من شكر أشكرك به الا و أنت أنعمت به علي؟ , قال : يا موسى! الآن شكرتني ، حيث علمت ان ذلك مني» , و كذلك أوحى ذلك إلى داود ، فقال : «يا رب! كيف اشكرك و انا لا استطيع ان اشكرك الا بنعمة ثانية من نعمك» , و في لفظ آخر: «و شكري لك نعمة أخرى منك ، و يوجب علي الشكر لك ، فقال : اذا عرفت هذا فقد شكرتني» , و في خبر آخر: «اذا عرفت ان النعم مني ، رضيت عنك بذلك شكرا» .
و روي : «أن السجاد (عليه السلام) كان إذا قرأ هذه الآية {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل : 18] , يقول : سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه الا المعرفة بالتقصير عن معرفتها! كما لم يجعل في أحد من معرفة ادراكه أكثر من العلم بانه لا يدركه» ، فشكره تعالى معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره ، فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا ، كما علم العارفين بأنهم لا يدركونه ، فجعله ايمانا ، علما منه أنه فقد وسع العباد فلا يتجاوز ذلك ، فان شيئا من خلقه لا يبلغ مدى عبادته ، فكيف يبلغ مدى عبادته من لا مدى له و لا كيف؟ , تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا.
وقال أبو الحسن (عليه السلام) : «من حمد اللّه على النعمة فقد شكره ، و كان الحمد للّه أفضل من تلك النعمة» ، يعني أنه نعمة فوق تلك النعمة ، يستدعي شكرا آخر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|