المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

ليلة القدر خير من ألف شهر
26-11-2014
التوزيع الجغرافي للعوالق النباتية في البحار والمحيطات
2024-08-10
عدم التسرع في الكلام
10-3-2021
علي بن أحمد بن محمد بن علي ابن أبي جامع (ت / 1005 هـ)
4-7-2016
تفسير كوبنهاجن
19-1-2023
للفردية وما بعدها
2023-07-03


ابن جاخ والمعتمد  
  
1524   01:35 صباحاً   التاريخ: 2023-03-16
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج3، ص: 607-608
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2022 1872
التاريخ: 14-1-2023 1239
التاريخ: 2024-09-16 306
التاريخ: 2023-08-12 1226

ابن جاخ والمعتمد

قال علي بن ظافر(1): وأخبرني من أثق به قال : ركب المعتمد على الله أبو القاسم ابن عباد لنزهة بظاهر إشبيلية في جماعة من ندمائه ، وخواص شعرائه ، فلما أبعد أخذ في المسابقة بالخيول ، فجاء فرسه بين البساتين سابقاً، فرأى شجرة تين قد أينعت وزهت وبرزت منها ثمرة قد بلغت وانتهت ، فسدد إليها عصا كانت في يده فأصابها ، وثبتت على أعلاها ، فأطربه ما رأى من حسنها وثباتها، والتفت ليخبر به من لحقه من أصحابه ، فرأى ابن جاخ الصباغ أول من لحق به فقال: أجز:

كأنها فوق العصا

فقال :

هامة زنجي عمى

فراد طربه وسروره بحسن ارتجاله، وأمر له بجائزة سنية.

قال علي بن ظافر(2): وأخبرني أيضاً أن سبب اشتهار ابن جاخ(3) هذا أن الوزير أبا بكر ابن عمار كان كثير الوفادة على ملوك الأندلس ، لا يستقر ببلد ولا يستفزه عن وطره وطن ، وكان كثير التطلب لما يصدر عن أرباب المهن ، من الأدب الحسن ، فبلغه خبر ابن جاخ هذا قبل اشتهاره ، فمر علي حانوته وهو آخذ في صباغته ، والنيل قد جر على يديه ذيلا ، وأعاد نهارهما ليلا ، فأراد أن يعلم سرعة خاطره فأخرج زنده ويده بيضاء من غير سوء وأشار إلى يده ، وقال :

كم بين زند وزند ؟

فقال :

ما بين وصل وصد

فعجب من حسن ارتجاله ، ومبادرة العمل واستعجاله وجذب بضبعه وبلغ من الإحسان إليه غاية وسعه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- البدائع 1 : 66 – 67 .

2- المصدر نفسه : 67 .

3- ب م : ابن جامع حيثما وقعت، وهو خطأ .





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.