أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-8-2020
1549
التاريخ: 2023-08-08
797
التاريخ: 2023-03-10
1072
التاريخ: 20-7-2020
1714
|
تصور تمدد الكون يرجع للخلف مرة أخرى أشبه بفيلم سينمائي معكوس. فحيث ان الكون ينكمش لنقطة، فما يحتويه من مادة تصبح مضغوطة أكثر وأكثر سخونة. وبالحقيقة لا يوجد هناك حدود لهذه العملية. ففي هذه اللحظة، بدأ تمدد الكون – لحظة ولادته – في كثافة غير نهائية وحرارة غير نهائية. والفيزيائيون سموا هذه النقطة انفرادية لا نهائية. وطبقاً للتغيرات القياسية، فالكون كان قد ولد منفرداً.
والمكان الآخر لنظرية الجاذبية لأينشتاين التي تتوقع بالانفرادية هو في قلب الثقب الأسود. ففي هذه الحالة فإن مادة النجم الكارثية تتقلص فعلياً وتصبح مضغوطة بحجم صغير ولذلك تصبح كثافته وحرارته لا نهائيتين أيضاً. والانفرادية هي حالة لا حسية (4). فكل كيان يبرز في نظرية فيزيائية، يخبر أن تلك النظرية – في هذه الحالة، نظرية الجاذبية لأينشتاين – هي معيبة. ونحن نمدده خلف المجال حيث كل شيء حساس حول العالم. وهذه ليست مفاجأة. فالنسبية العامة هي النظرية الكبيرة جداً. ففي مراحله الأولى، كان الكون أصغر من ذرة. ونظرية الحقل الذرية هي النظرية الكمية.
وطبيعياً، ليس هناك تداخل بين العزمين الشاهقين لفيزياء القرن العشرين. وعلى كل حال، انهم يدخلون في صراع حول قلب الثقوب السوداء وحول ولادة الكون. فإذا ذهبنا لفهم كيف أن الكون اتى ليكون موجوداً، فنحن نذهب لنجد وصفاً احسن لحقيقة أكثر من نظرية اينشتاين للجاذبية. فنحتاج عندئذ للنظرية الكمية للجاذبية. وفرضية ايجاد هذه النظرية هي كبيرة. وبسبب عدم الموافقة الأساسية بين النسبية العامة والنظرية الكمية، فالنسبية العامة أشبه بكل نظرية فيزيائية سابقة، فهي وصف لتوقع المستقبل. فإذا كان الكوكب هنا الآن، ففي حساب اليوم، سيتحرك هناك باتباع ذلك المسار. وكل هذه الأشياء قابلة للتوقع بدقة 100% والنظرية الكمية هي وصفة لتوقع الاحتمالات. فإذا طارت الذرة عبر الفضاء فكل الذي نستطيع توقعه هو احتمالية المكان النهائي وكذلك مسار الذرة. فالنظرية الكمية تقوض الأحجار الأساسية للنظرية النسبية العامة.
وفعلياً يحاول الفيزيائيون اكتشاف النظرية الكمية الصعبة للجاذبية بعدة طرق. والأمر غير القابل للشك، هو أن الشيء المحصل عليه والأكثر دعاية هو نظرية الاوتار المحسنة، والتي تنظر لأحجار المبنى الأساسي للمادة ليس كجسيمات تغطية بل كقطع رقيقة جداً” للوتر". فالوتر – للطاقة – الكتلة الأكثر تركيزاً – يستطيع التذبذب مثل وتر الكمان، وكل مسافة تذبذب "طور" توافق الجسيمة الأساسية كالإلكترون أو الفوتون. وما يحفز نظريات الوتر هو أن بعض أشكال الجاذبية – على الرغم من أنها ليست للنسبية العامة – تحتوي آلياً على نظرية الوتر. فأحد التعقيدات البسيطة هو ان الاوتار النظرية الوتر تتذبذب بعالم عشاري الابعاد، مما يعني ان هناك ستة أبعاد إضافية صغيرة جداً بالنسبة لنا لملاحظتها. والمشكلة الأخرى هي ان نظرية الاوتار تتضمن رياضيات معقدة بشكل مفزع بعيدة البرهان لاستحالة جعل التوقع معها ضد الحقيقة.
ولا أحد يعرف مقدار القرب أو البعد عن امتلاكنا النظرية الكمية للجاذبية. وبدونها لا يوجد امل للانتقال بخطوات خلفية إلى بداية الكون. وعلى كل حال، بعض الأشياء التي يجب أن تحدث على طول الطريق هي واضحة. والآن فكر بتمدد الكون عكسياً مرة أخرى. ففي البداية، سيتقلص الكون بنفس المعدل بكل الاتجاهات، وهذا بسبب ان الكون جميل جداً بكل الاتجاهات. لكن هذا الجمال المثير ليس نفسه الجمال المعني. وبشكل غير قابل للشك، سيكون هناك انسياب للمجرات في اتجاه واحد. المراحل الأولى للانكماش فإن اللاتوازن لن يكون لديه تأثير ملاحظ والكون ينكمش لحجم اصغر. والمراحل النهائية للاندماج ستكون فوضى عنيفة. والجاذبية – التي تشوه الزمان – المكان – هي معتمدة بقوة على الاتجاه من الانفرادية التي توصف بسقوط الجسم.
وبالقرب جداً من الانفرادية، سيكون تشوه الزمان – المكان، أكثر عنفاً وفوضوية من المكان والزمان المحطّمين فعلياً، ومقسماً في قطرات كبيرة. والمفاهيم مثل "قبل" و"بعد" تفقد الآن كل المعنى. وكذلك مفهوما "بعيد" و"اتجاه". فالضباب المنيع يغلق الرؤية الامامية. وانها تحجب المجال الغامض للنظرية الكمية، حيث لا يوجد نظرية حتى الآن تعمل كدليل لنا.
لكن التعمق في الضباب يضع الاجوبة لمعظم العلوم بأسئلة مفروضة من أين أتى الكون؟ وكيف تشكل قبل 13.7 مليار سنة؟ وماذا كان قبل ذلك؟
والامل الكبير هو أنه عندما ندير شبكة لنظريتنا الصغيرة جداً مع نظريتنا الكبيرة جداً، سنجد الاجوبة لهذه الأسئلة. عندئذ سنتواجه وجهاً لوجه مع السؤال النهائي: كيف تأتي بعض الأشياء من لا شيء؟ كتب جوستن غادر في عالم صوفي: "انه يكفي لتمسك قطعة في يدك. والكون سيكون غير مفهوم إذا تألف من قطعة واحدة بحجم البرتقالة. والسؤال الصعب هو: من أين أتت هذا القطعة؟"
________________________________________________
هوامش
(4) فعلياً، هناك تمييز دقيق بين الانفراديات بقلب الثقب الأسود والتغيرات الكبرى. فالأولى انفرادية بالمكان والثانية هي انفرادية بالزمان.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يختتم مسابقة دعاء كميل
|
|
|