أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
1646
التاريخ: 2024-06-25
464
التاريخ: 2024-05-21
663
التاريخ: 10-10-2014
1638
|
يقول تعالى عنه : {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ} [القصص : 76] .
قارون ، هو : قُوْرَح بن يصهار بن قهات بن لاوي من أبناء عمّ موسى وهارون ، ثار هو وجماعة من رؤساء بني إسرائيل في مئتين وخمسين شخصاً ، وحاولوا مقابلة موسى وهارون ؛ لينزعوا زعامة إسرائيل عنهما .
وكان قارون ثريّاً جدّاً ويعتزّ بثَرائه ويَفخر على سائر بني إسرائيل ، وكان اُولو
البصائر من قومه ينصحونه ويحذّرونه عاقبة ما هو عليه من الخُيَلاء والزهو ، فكان يتبجّح ويقول : إنّما أُوتيتهُ على علمٍ عندي ، ـ ويُقال : إنّه كان واقفاً على سرّ الصِناعة أي الكيمياء ـ (2) فكان يخرج على قومه في زينته مُفتخراً عليهم ، ويتحسّره القوم ويقول الضعفاء : {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } [القصص : 79] ؛ وبذلك كاد أن يتغلّب على موسى وقومه ، لولا أنْ خسف اللّه به وبداره الأرض ، وبكلّ ما كان يَملكه من كنوزٍ (3) .
وأمّا قوله تعالى : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} [غافر : 23، 24] . حيث يبدو أنّه كان مع فرعون ومِن قَومه ، فالظاهر إرادة أنّه بالذات كان مقصوداً بالإنذار إلى جنب فرعون وهامان من غير أنْ يستدعي ذلك أن يكون منهم ، بل معهم في العتوّ والطغيان ؛ ولعلّه كان واقفاً بصفّهم إزاء موسى وهارون ، قال تعالى : {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ} [العنكبوت : 39] ، فقد كان قارون مقصوداً كما كان فرعون وهامان ، لعتّوهم واستكبارهم في الأرض جميعاً .
{مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} [القصص : 76]
قال تعالى بشأن ضخامة ثراء قارون : {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} [القصص : 76] .
قال الطبرسي : ( ما ) هذه موصولة بمعنى الذي ، وَصِلتها : إنّ ، مع اسمها وخبرها . أي أعطيناه من الأموال المدّخرة قَدْرَ الذي تُنِيء مفاتحُه العُصبةَ (4) ، أي يُثْقلُهم حملُه ، والعُصبة : الجماعة المُلتفّة بعضها ببعض ، أي المتآزرة على عملٍ ثقيل ، أي كان حملُها يُضني بالفئام من أقوياء الناس .
قال : والمَفاتح ـ هنا ـ الخزائن في قول أكثر المفسّرين ، وهو اختيار الزجّاج ، كما في قوله سبحانه : {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} [الأنعام : 59] (5) ، والمَفاتح ، جمع مَفتَح . والمِفتح بكسر الميم : المِفتاح . وبالفتح : الخُزانة ، وكلّ خُزانة لصنفٍ من الأشياء أو الأموال ، قال الفرّاء في قوله تعالى : {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} : يعني خَزائنُه (6) .
قال الفرّاء : نَوؤُها بالعُصبة أنْ تُثقلَهم . ومَفاتِحه : خزائنُه . والمعنى : ما إنّ مَفاتِح الكنوز أي خزائنها لتُنِيء العُصبةَ أي تُميلُهم من ثقلها ، وإذا أدخلت الباء قلت : تنوءُ بهم (7) .
قال الشاعر :
إلاّ عـصا أَرزَنٍ طارت iiبرايتها تنوءُ ضربتُها بالكفِّ والعضُدِ (8)
وفي مسائل نافع بن الأزرق سأل ابن عبّاس : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت قول امرئ القيس إذ يقول :
تـمـشي فـتُـثقِلُها iiعَـجيزَتُها مشيَ الضعيفِ ينوءُ بالوَسْقِ (9)
والوَسْق : ستّون صاعاً ، حِمل بعيرٍ ، وكذا وَقْر النخلة .
ومن الغريب ما نجد هنا مِن أجنبيٍ عن اللغة ـ هو هاشم العربي ـ يعترض ويرى أنّ الصواب : { لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ}.(10) هذا في حين أنّ الزمخشري ـ وهو البطل الفَحل ـ يقول : يقال : ناء به الحملُ ، إذا أَثقَله حتّى أَمالَهُ (11) فسواء قلت : ناء به الحِملُ أو ناء بالحِمل فالمعنى واحد ، فالمعنى على الأَوّل : مالَ به الحِملُ ثقلاً ، وعلى الثاني : مال بالحِمل ثقلاً ، وعلى الأَوّل هو على الحقيقة كما جاء في القرآن ، وعلى الثاني كنايةً كما جاء في البيت .
_________________________
1- من شُبُهات أوردها هاشم العربي في مُلحق ترجمةِ كتاب الإسلام لجرجس سال ، ص381 . زاعماً أنّه تناقض في القرآن ، فمرّة من قوم موسى وأُخرى مُردِفاً بفرعون وهامان ؟!
2- أي إحالة الفلزّات الخسيسة إلى فلزٍ نفيس هو الذهب ، وقد أحاله قوم ، لكن الاستمرار في البحث في الذرّة ـ أو الجوهر الفرد ـ أصبح أنْ جعله ممكناً ، والعلماء جادّون في تفريق أجزاء الذرّة ، حتى إذا تَمَّ لهُم ذلك أمكنهم إيجاد أيّ مركّب شاءوا الذهب أو غيره ، وحينذاك يكون ما كان يبدو مستحيلاً قد صار جائزاً ، قصص الأنبياء للنجّار ، ص285 .
3- راجع : سِفر الخروج ، إصحاح 16/1 ـ 30 .
4- مجمع البيان ، ج7 ، ص266 .
5- الأنعام 6 : 59. راجع : مجمع البيان ، ج7 ، ص266 .
6- المصدر : ج4 ، ص 310 .
7- معاني القرآن للفرّاء ، ج2 ، ص310 .
8- الهدى إلى دين المصطفى ، ج1 ، ص389 .
9- الدرّ المنثور ، ج6 ، ص438 .
10- ملحق ترجمة كتاب الإسلام ، 425 ـ 426 .
11- الكشّاف للزمخشري ، ج3 ، ص430 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|