نمو السكان:

كان لنمو السكان وازدياد إعداد الأفراد ضمن العائلة الواحدة أثرا كبيرا في تطوير غط استيطان السكان في حضارة وادي الرافدين من استيطان رعوي إلى استيطان حضري متمثلا ببناء البيوت، حيث عثر في موقع جرمو شمال العراق على ما يقرب من خمس وعشرين بيتا من بيوت ذات الأضلاع المستقيمة والحاوية على عدة غرف صغيرة. ونظرا لأهمية نمو السكان فقد تناول سكان وادي الرافدين المشاكل الناجمة عن نمو السكان، واعتقدوا أن الكوارث الطبيعية التي تصيب البشر متمثلتا بقلة الأمطار والجفاف الذي يصيب المزارع وقلة المياه الجوفية والرياح الشديدة الحارة من شأنها أن تقلل من حجم السكان ، وهذا ما يوضحه النص السومري لملحمة كلكامش في نهاية الألف الثالث ق. م . ((اتسعت البلاد وتكاثر الناس وصارت البلاد تجار وتخور كالثور، فأنزعج الاله بضوضائهم وصخبهم لقد سمع أنليل صخبهم وضجيجهم ، فخاطب الآلهة العظام وكلمهم قائلا إن ضوضاء البشر قد ثقلت علي فلا أتحملها ، لقد حرمني ضجيجهم النوم فلتنقطع المؤن عن الناس ، ولتحل الندرة في النباتات حتى لا تكفيهم لسد جوعهم وليحبس الاله " أدد " أمطاره، ولينقطع ارتفاع مياه العمق من الأسفل ولتهب الرياح اللافحة فتحرق الحقول ، ولتتكاثف السحب ولكن ليمنع هطول المطر ولتنقص الحقول من غلالها ، ولتوقف الالهة " نصابا " ( نتاج ) ثديها ولتزل الأفراح من بينهم )).