أقرأ أيضاً
التاريخ: 24/12/2022
6927
التاريخ: 26/12/2022
1843
التاريخ: 20/12/2022
1114
التاريخ: 28-5-2022
1501
|
مفهوم العولمة:
قبل أن نتطرق إلى المفاهيم المتعددة عن العولمة يجدر بنا أن نتناول بالتوضيح بعض المفاهيم كالعالمية والكونية والأقلمة لكي لا يكون هناك تداخل في هذه المفاهيم معا العولمة.
فمذهب العالمية (Globalism) يشير إلى طموحات الوصول إلى حالة من الأوضاع تصبح فيها القيم شراكة، أو تكون متاحة للبشر كافة في العالم، يجمعهم اهتمام العمل الجماعي المقصود به حل المشكلات المشتركة. أما مذهب الكونية (Universalism) فهي القيم التي تحتضن كل البشرية على سبيل الافتراض أو من منطلق الأمر الواقع.
بينما الأقلمة (Regionalization) تعد واحدا من الاتجاهات الجديدة في السياسة العالمية. فهي تعد أيضاً مصطلحا جدليا. فالباحثون والمتمرسون في العلاقات الدولية والاقتصاد الدولي يفهمون الاقلمة على انها : نشاط بين الدول يتراوح بين تنسيق قوي للسياسة وبين التكامل التام للدول في إطار سوق مشتركة على نمط الاتجاه الأوربي. الا أنه بالنسبة إلى معظم المتمرسين في أنظمة الحكم التي ليس لها صلة بالعلاقات الدولية والدبلوماسية، فأن الأقلمة تمثل نشاطا دون نشاط الدولة أو دون الأنشطة الوطنية، والذي يصبح فيه المحلى" أكثر ارتباطا بالإقليمي، أي العمليات السياسية والاقتصادية دون الوطنية.
أما مفهوم العولمة فيعد مزيجاً متباينا من الروابط والعلاقات المتداخلة التي تتجاوز الدولة القومية وضمنيا المجتمعات وهو ما يصنع النظام العالمي الحديث, والعولمة ما أعتدنا عليه في العالم الثالث ولعدة قرون أن نطلق عليه "الاستعمار".
ويرى بعض الباحثين مثل كينسي أوهماي "Keichi Ohmae" أن العولمة تمثل تطورا طبيعيا وثابتا نحو عالم بلا حدود" ويرى أوهماي أيضا الدولة القومية على أنها: وحدة غير طبيعية بل مختلف وظيفيا لدرجة تجعلها أعجز من أن يناط بها تنظيم النشاط الإنساني ، بينما يقول أصحاب اتجاه حتمية العولمة إن الدولة ستنهار في نهاية الأمر.
.وبما أن العولمة هي أحد تلك المفاهيم متعددة الأوجـ أوجه التي تستعصي على التعريف الدقيق، لذا يمكننا أن نحدد ثمانية أبعاد للعولمة:
1- العولمة المالية وتصف السوق العالمية الآنية للنتاجات المالية المتعامل بها في "المدن المالية" عبر العالم على مدى أربع وعشرين ساعة يوميا.
2- العولمة التكنولوجية وتصف المجموعة المترابطة من تكنولوجيا الكومبيوتر والاتصالات وعمليات ربطها بالأقمار الصناعية التي نجم عنها "انضغاط الزمان / المكان" والانتقال الفوري للمعلومات عبر العالم.
3- العولمة الاقتصادية : وتصف نظم الانتاج المتكامل الجديدة التي تمكن الشركات الكونية من استغلال المال والعمل عبر العالم على اتساعه.
4- العولمة الثقافية : وتشير إلى استهلاك النتاجات الكوني عبر العالم ، وتعني ضمنيا في أكثر الأحيان التأثير المهيمن.
5- العولمة السياسية وتمثل انتشار الأجندة الليبرالية الجديدة" المؤيدة لخفض انفاق الدولة والتحرير التشريعي والخصخصة و الاقتصادات المفتوحة" بوجه عام.
6- العولمة البيئية: وهي الخشية من أن تتجاوز الاتجاهات الاجتماعية الراهنة قدرة كوكب الأرض على البقاء ككوكب حي، وهي تطمح إلى أن تصبح عولمة سياسية خضراء".
7- العولمة السوسيولوجية : هي ذلك الخيال الجديد الذي يستشرف ظهور مجتمع عالمي" واحد أو "كل" اجتماعي مترابط يتجاوز حدود المجتمعات القومية.
8- العولمة الجغرافية : وتتعلق بإعادة تنظيم الحيز أو المساحة في الكوكب بإحلال الممارسات المتعدية للدولة القومية محل الممارسات "الدولية" في عالم تذوب فيه الفواصل الحدودية بصورة متزايدة، عالم سينظر إليه في أغلب الأحيان على أنه شبكة من "المدن العالمية".
ويتضح لنا أن العولمة ببساطة ليست ظاهرة اقتصادية فحسب، ولكنها أيضاً ظاهرة سياسية ايديولوجية, فهي تعني اتساع العلاقات المفتوحة في المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فهي ايديولوجيا تعبر بصورة مباشرة عن ارادة الهيمنة على العالم وامركته، وقد حددت رسائلها لتحقيق ذلك في استعمال "السوق العالمية" أداة للاختلال بالتوازن في الدولة القومية في نظمها وبرامجها الخاصة بالحماية الاجتماعية، وذلك في اعطاء كل الأهمية والأولوية للإعلام لأحداث التغيرات المطلوبة على الصعيدين المحلي والعالمي وكأنما يراد من العولمة رسملة العالم غير الرأسمالي" وباختصار فأن النظام العالمي الجديد يواصل حركة بلوغ غاياته عبر أربعة محاور
الأول: هو محور الثقافة باكتسابها طابعا ايديولوجيا يستمد مقوماته من ثقافة عالمية أحادية شاملة.
الثاني: هو المحور الاقتصادي الذي يعد المحرك الأساس لهذا النظام.
الثالث: هو القوة العسكرية التي تشكل عنصراً فعلاً لتحقيق ذلك وفرضه "نظاما".
الرابع: هو المحور السياسي الذي يأتي محصلة لهذا كله ويضمن تحقيق التفاعلات المتبادلة بين هذا الواقع بمعطياته الفكرية الأساسية للنظام العالمي الجديد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|