أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-16
809
التاريخ: 29-1-2023
1575
التاريخ: 2023-03-24
1278
التاريخ: 19-1-2023
1095
|
بهلول النبّاش
هو بهلول بن ذؤيب النبّاش .
القرآن العظيم وبهلول
نزلت فيه الآية 135 من سورة آل عمران : {وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ . . . .} وسببها هو في أحد الأيام دخل معاذ بن جبل على النبي صلّى اللّه عليه وآله وقال : يا رسول اللّه ! إنّ بالباب شابّا طري الجسد نقيّ اللون حسن الصورة يبكي بكاء الثكلى يريد الدخول عليك ، فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : أدخله ، فأدخله معاذ ، فسلّم الشاب على النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ، فردّ عليه السّلام وقال صلّى اللّه عليه وآله : ما يبكيك ؟ فقال بهلول : وكيف لا أبكي وقد ارتكبت ذنوبا إن أخذني اللّه عزّ وجلّ ببعضها أدخلني نار جهنم ، ولا أراني إلّا سيأخذني بها ، ولا يغفر لي أبدا ، فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : هل أشركت باللّه شيئا ؟ قال بهلول : أعوذ باللّه أن أشرك بربّي شيئا ، قال النبي صلّى اللّه عليه وآله : أقتلت النفس التي حرّم اللّه ؟
قال : لا ، فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : يغفر اللّه ذنوبك وإن كانت مثل الجبال الرواسي ، قال بهلول : فإنّها أعظم من الجبال الرواسي ، فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : يغفر اللّه لك ذنوبك وإن كانت مثل الأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق . قال بهلول :
فإنّها أعظم من الأرضين وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق . فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : يغفر اللّه ذنوبك وإن كانت مثل السماوات ونجومها ، ومثل العرش والكرسي . قال بهلول : فإنها أعظم من ذلك .
فنظر النبي صلّى اللّه عليه وآله إليه كهيئة الغضبان ثم قال : ويحك يا شاب ! ذنوبك أعظم من ربك ؟
فخرّ بهلول على وجهه وهو يقول : سبحان ربّي ما من شيء أعظم من ربّي ، فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : فهل يغفر الذنب العظيم إلّا الربّ العظيم ؟ ! ويحك ! ألا تخبرني بذنب واحد من ذنوبك ؟
قال بهلول : بلى ! أخبرك ، إنّي كنت أنبش القبور سبع سنين ، أخرج الأموات وأنزع أكفانهم ، فماتت جارية من بعض بنات الأنصار ، فلما حملوها إلى قبرها ودفنوها وانصرف عنها أهلها وجنّ الليل أتيت قبرها فنبشته واستخرجتها ، ونزعت ما كان عليها من أكفان وتركتها مجرّدة على شفير قبرها وانصرفت .
فأتاني الشيطان وقال لي : أما ترى بطنها وبياضها ؟ أما ترى وركيها ؟ فلم يزل يذكر مفاتنها حتى أغراني ، فرجعت إليها ولم أملك نفسي حتى جامعتها ، ثم تركتها في مكانها ، فإذا أنا بصوت من خلفي يقول : يا شاب ! الويل لك ، كنت مستورة ففضحتني ، وكنت طاهرة فنجّستني ، فضحك اللّه في الملإ الأعلى كما فضحتني في الملإ الأسفل ، وخصمك الديّان يوم القيامة .
ثم استطرد بهلول قائلا : يا نبي اللّه فما أظن أنّي أشم رائحة الجنة أبدا ، فما ترى يا رسول اللّه ؟
فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : تنح عني يا فاسق ، إنّي أخاف أن أحترق بنارك ، فما أقربك من النار .
وبعد تلك المحاورة انصرف عن النبي صلّى اللّه عليه وآله يائسا ، وقصد بعض جبال المدينة واستقرّ فيها بعد أن غلّ يديه إلى عنقه ، وكان يقضي أوقاته بالبكاء والعويل وينادي : يا رب ! هذا عبدك بهلول بين يديك ، يعلن ندمه وتوبته واستغفاره .
ولم يزل يبكي ويتضرّع إلى اللّه سبحانه أربعين ليلة ، فنزلت الآية المذكورة على النبي صلّى اللّه عليه وآله في حقّه ، فتبسّم النبي صلّى اللّه عليه وآله وقال لأصحابه : من يدلّني على ذلك الشاب ؟
فقال معاذ : بلغنا يا رسول اللّه أنّه في المكان الفلاني ، فمضى النبي صلّى اللّه عليه وآله وبعض أصحابه حتى انتهوا إلى الجبل الذي يقيم فيه ، وإذا به قائم بين صخرتين مغلولة يداه إلى عنقه ، وقد اسود وجهه ، وتساقطت أشفار عينيه من شدّة البكاء ، وهو يردد عبارات التوبة والاستغفار ، ويطلب المغفرة والعفو من ربّ العزة .
فدنا منه النبي صلّى اللّه عليه وآله ، وأطلق يديه من عنقه ، ونفض التراب عن رأسه ، ثم قال صلّى اللّه عليه وآله :
يا بهلول ! أبشر فإنّك عتيق اللّه من النار ، وبشّره بالجنّة .
ومن الجدير بالذكر أن القصة المذكورة رويت على صور مختلفة مع اتفاقها في المضمون . « 1 »
______________
( 1 ) . أسد الغابة ، ج 1 ، ص 210 و 211 ؛ الإصابة ، ج 1 ، ص 167 ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج 1 ، ص 57 ؛ تفسير البرهان ، ج 1 ، ص 316 و 317 ؛ تفسير الصافي ، ج 1 ، ص 353 - 355 ؛ روضة الواعظين ، ص 479 ؛ سفينة البحار ، ج 1 ، ص 113 وج 2 ، ص 568 ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص 37 - 39 ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج 9 ، ص 524 ؛ نمونه بينات ، ص 148 - 151 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|