أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016
2049
التاريخ: 2024-02-08
1065
التاريخ: 16/9/2022
2220
التاريخ: 9-9-2020
2805
|
الحرية من اهم مستلزمات الحياة والتكامل ودافع مهم في التحرك وممارسة الحياة وله الاولوية على بقية الدوافع وسبب للقوة في تحديد الاتجاه. ومن حيث الاهمية فانه بمستوى الحاجة الى الدعم والاسناد، والثقة بالنفس، واحترام الشخصية، وحب الجمال، واكتشاف الحق والهدفيه. الطفل بحاجة الى الحرية ليصبح قادراً على الحركة، والنمو، وينفض الغبار عن نفسه، ويندفع الى الامام، ويقوي عضلاته، ويهيئ لنفسه المزيد من موجبات الرقي والتقدم. شعور الطفل تجاه الحرية يتمثل بشعور ينم عن السرور والفرح. وعلى اثرها يكتشف انه فرد كباقي الافراد، ويمكن الاعتماد عليه واحترامه. وبوسعه ان يمتلك مكانة معينة بين من سواه وان يكون لغزاً بين الالغاز، ويرى لنفسه شأناً. وبسبب هذه الأهمية بالذات ينصب جانباً من أهداف المربين حول تأمين حرية الطفل وتنميتها ويبذلون ما بوسعهم لغرض ابعاد الطفل عن جميع العوامل التي تؤدي الى تركيعه واستسلامه امام انواع العبوديات والاغلال. وهذا بحد ذاته يعد خطوة اساسية في هذا المجال.
ضرورة وجود الحرية للطفل :
وجود الحرية للطفل امر ضروري ولازم؛ إذ يجب ان يكون الاطفال احراراً ليتسنى لهم تلمس الوجود والتعرف على حقيقته. وان ينعموا بحركة معينة لينالوا ويحققوا نموهم الجسمي والبدني، ويمتلكوا جهداً ونشاطاً ملحوظين ليتمكنوا من تحقيق السعادة والحيوية لأنفسهم.
الحرية ضرورية للطفل ليصبح قادراً على تخليص نفسه من القيود الخاصة، ولكي يقدم على ازالة المعضلات والمشاكل التي يواجهها، ويقوم بتأمين احتياجاته بنفسه، ويدافع عن نفسه، وليقف بوجه الذين يريدون أخذ المبادرة من يده، وليوسع محيط حياته ونموه اكثر فأكثر.
ومن وجهة النظر الدينية ايضاً ينبغي عليه التحرر من العبوديات والقيود المختلفة، وان لا يدفع من قبل الآخرين الى العبودية الفكرية والاستسلام ولا ينبغي توقع الامور الغير مشروعة منه. ولا ينظر المرء لنفسه وكأنه سيده. ويجب ان يكون قادراً في ظل الحرية على مواصلة طريقه بشكل جدي، ولا يتعرض الى أي مانع يحول دون تطوره واندفاعه، ولا يلحق به الآخرون الاذى و...
ابعاد الحرية :
الحرية التي نرمي لها في مسألة التربية، لها أبعاد واسعة جداً بحيث انها تشمل جميع ابعاد حياة الفرد فهي تشمل حرية الجسم والروح والفكر والعقيدة وغيرها. وبعبارة أخرى تعني الحرية لجميع ابعاد شخصية الانسان ، وليس فقط لبعد واحد أو كما يطالب به الآخرون خطأ وهي حرية الميول والغرائز..
١- من حيث الجانب البدني يجب عليه ان يكون حراً لكي يقوى على الحركة والنشاط، ولكي لا يرى ان اعضائه مقيدة ولا يشعر بالتالي بانه ذليل ومضطهده ومقيد. ان لفّ الطفل بالقماط يمثل في الحقيقة تقييد الطفل والتمهيد اضطهاده وتأسيره.
٢- وفي جانب معاشرته لأبيه، وأمه، وأخيه، وأخته وكل من يسعون في سبيل خيره وسعادته يجب ان يكون حراً. ويكون قادراً على ان يقول كلمته دون تخوف أو تردد معهم، ويطلب منهم ابداء وجهة نظرهم، ويبين لهم ما جرى ويجري عليه، وينفس عما يجول بخاطره ويُفرغ ما في جعبته و..
٣- ويجب ان يكون حراً في الميدان المعين له ليكون قادراً على الذهاب والاياب والحركة، ويعدو، ويتحرك، يروح ويغدو، ويلعب في ذلك الميدان، ويستريح. وان لا يستوحش في المحيط المعين له ولا يقلق، ويكون قادراً على ان يكتشف نفسه هناك ويقيم لنفسه محيطاً هادئاً.
٤- ويجب ان يكون حراً في الجانب الفكري ويكون قادراً على ان يفكر ويعمل بكل حرية، وان تكون روحه متحررة، ولا يضطر الى الاعتراف بما يفرضه عليه الآخرون إلا عندما يثق بهم. ويجب عليه ان يجيل فكره جيداً بشأن مسألة معينة ويتفحص جوانبها على قدر استطاعته.
5- ويجب ان يكون حراً في الدفاع عن نفسه، وان يكون قادراً على المحافظة على جسمه وفكره من الاخطار المحدقة به، ويكون قادراً على ان يقول كلمته، ويهدئ انفعالاته ويسكنها، ويفصح عن معتقداته دون تردد أو وجل مع أبويه ويطلب منهم ابداء وجهات نظرهم بهذا الشأن.
عندما نتطرق للحديث عن الحرية فالمراد بذلك عدم وجود المانع امام التقدم والتطور. إلا اننا نسعى الى ازالة المانع الذي يؤدي وجوده الى الاضرار بسعادة الطفل وهنائه وإلا عندما يراد الحاق الاذى بسعادة الطفل فإننا سنسعى الى ايجاد هذا المانع.
ومن هذا المنطق فان الهدف من الحرية يتمثل بتأمين سعادة الطفل وهنائه وخلق الاجواء المناسبة التي تساعد على نمو شخصيته . نريد ان نقوم بما يحول دون اعاقة عجلة حياته بالسلاسل والاغلال المتعددة ويتمكن بالتالي ان يتحرك في هذا المحيط الرحب ويبذل ما بوسعه ويطوي مراحل طريق تكامله.
تجدر الاشارة الى ان المراد في هذه الحرية هو تحقيق الحرية الداخلية الذاتية قبل الحرية الظاهرية لكي نضمن سلامة روح الطفل وفكره.
هذه الحرية يجب ان تكون محدودة، محدودة بالحدود التي تحول دون الحاق الاذى والضرر بالنفس والآخرين وان لا تكون مخالفة للشرع؛ إذ اننا نمنح الحرية للطفل بالمقدار الذي يعينه على القيام بواجباته ووظائفه وحركته في المسير نحو النضج والنمو دون ان نجعله حراً في اتباع اهوائه النفسية التي تؤدي الى ظهور الهرج والمرج لديه.
الحرية أم المحدودية المطلقة :
اننا لا نقبل بالحرية المطلقة حتى للطفل الصغير؛ لأن ذلك يحمل للطفل مخاطر واضراراً جمة: ومنها ان تحمله من قبل العائلة يصبح امراً عسيراً، ويظهر الخلل في سلوكه، ويتصف الاطفال بالهرج والمرج واللامبالاة. ويرخون العنان لحبل الغرائز والشهوات ويصبح الطفل على المدى القريب - الشهوات والنزوات.
ويتحول الاطفال الذين يتمتعون بالحرية المطلقة الى افراد دكتاتوريين تدريجياً، ويمتنعون عن اداء الواجب بأدنى شعور بالإرهاق والمعاناة. ويسلب ابويه حق التدخل والاشراف على تربيته، وينفذ كل ما يراه يصب في صالحه وحسب تشخيصه هو وليس من المعلوم ان كان هذا الامر في صالحه فعلاً. وسيجر هذا الامر تدريجياً الى ان يصبح السبب في امتناعه وتحفظه من التعامل مع حقائق الحياة وامورها الواقعية وان يمد قدمه اكثر من بساطه.
كما ان المحدوديات المفرطة في الحرية مضرة هي الأخرى بالطفل، إذ انها تتسبب في كبح طموحاته، واستسلامه، واحياناً في لجوء الطفل الى العنف، وتتعرض قدرته على تشخيص الامور، وتفعيل ابداعاته الى بعض المشاكل والمعضلات، وفي حالة استمرار هذا الوضع، فسوف يصار الى التمهيد للإصابة بالأزمات العصبية.
ولكن مع هذا نجد ان بعض الآباء يلجأون الى تحديد ابنائهم بشدة عن طريق المحبة واسلوب المودة، لغرض الحفاظ على الطفل وليبقى مصاناً وبعيداً عن أي نوع من المخاطر والاضرار. وتجدر الاشارة الى ان هناك بعض الافراد ممن يرون ان الاساس في هذا الامر يبنى على فوضوية الطفل ويتصورون ان الطفل ان لم يكن محدوداً فانه سينحدر نحو الفساد والشر.
اننا نعتقد بان الحرية المطلقة غير مناسبة للطفل وكذا المحدودية المطلقة، والمسألة هي أمر بين أمرين وهي ذات المسألة التي اشار لها الامام الصادق عليه السلام والتي يجب ان تسري على كافة أمور الحياة، ومنها مسألة حرية الفرد. ويجب ان ينعم الطفل بالحد الاوسط من الحرية المطلقة والمحدودية المطلقة.
ومن هذا المنطق فان الحرية المعطاة للطفل من قبل أبويه مشروطة ومقيدة بالشروط التالية:
١- ان نمنحه الحرية بالمقدار الذي يخلق له الاجواء المناسبة لحركته ونحوه.
٢- كل حرية ممنوحة له في مجال الغرائز والشهوات، والميول ، يجب ان تكون مشروطة ومقيدة.
٣- ان يُصار الى منحه الحرية بالمقدار الذي يفصح عن جدارته باستخدام الحرية.
٤- اشباع وتأمين الطموحات والمتطلبات بواسطة الحرية يجب ان تخضع الى رقابة وسيطرة الابوين.
٥- يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار شروط السن، والجنس، والادراك، والقابلية لدى الطفل في اعطائه الحرية.
٦- يجب ان تُبنى حرية الطفل بناء على الملاحظات المتوفرة عنه لكي لا تنجم عنها المخاطر.
٧- وفي مجال تأمين الاحتياجات الفردية يمكن ان يكون التشخيص العقلائي للطفل حداً مناسباً لحريته.
٨- واخيراً يجب ان تتبلور حرية الطفل في ظروف وامكانيات تجعله الاقوى في مواجهة الامور، والاكثر صموداً ومقاومة في اتخاذ المواقف والاكثر توفيقاً في تنفيذ ما صمم عليه.
الحرية والانضباط:
ان الاسرة الطيبة ومن أجل ادارة أمورها، والسير على تقاليدها وثوابتها مضطرة الى تعيين الضوابط والمقررات لأعضائها ودعوتهم الى اتباعهم واطاعتها. ويجب ان تكون هذه الضوابط على مستوى عال من الشمولية بحيث يقبلها جميع اعضائها ويقوم الجميع بتنظيم سلوكهم على غرارها.
ومن هذا المنطق لن يستثنى أي فرد من هذه الضوابط وليس بوسع أي فرد من اعضاء الاسرة الابتعاد عن هذه المقررات تحت ذريعة الحرية. حتى انه لا بأس بإعطاء الآباء والأمهات بعض الحريات للأطفال احياناً ولكن عندما يدور الامر بين الضوابط ومسألة الحرية يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار مسألة مراعاة الضوابط ، إذ ان مراعاة هذه المسألة يعد أمراً ضرورياً لسلامة وأمن الاسرة.
وتجدر الاشارة الى ان الحرية والانضباط يمكن ان ينظر لهما من زاوية اخرى على ان احدهما مرتبط بالآخر. وان أياً منهما لن يتحقق بدون وجود الآخر. ولكي ينعم الطفل بالحرية الحقيقية فإننا مضطرون الى ان نفرض عليه الانضباط، إذ ان الطفل حر ولكن ليس له الحق في ان يفرض رأيه على أبويه أو ان يمارس حياته بما يروق له وكيفما يشاء.
وعلى أي حال فهو حرٌ ولكن في ظل الضوابط والمقررات وليس الحرية المطلقة الغير مؤطرة بحدود معينة. انه انسان ولكي يمتلك حياة انسانية لائقة يلزمه القانون، ولا بد له من التحكم بسلوكه وافعاله واقواله حتماً بل ويتعود على ذلك ايضاً.
الحرية والمسؤولية:
سمعنا بان الحديث عن حرية الطفل في الاسلام يتمثل في السنة السابعة من العمر، وهذا لا يعني ان يكون الطفل في تلك المرحلة طليقاً تماماً وغير مسؤولاً عن تحمل اية مسؤولية. إذ سبق وان قلنا بانه يجب على الطفل ان يبدأ بالتمرن على ممارسة العمل منذ مرحلة طفولته المبكرة وان يألف ويتعود على ان يمارس بعض الاعمال المنزلية مع والده ووالدته.
ويجب ان نكلفه يتحمل بعض المسؤوليات وبما يتناسب مع مقدار نحوه، وعمره، وجنسه، ومستوى ادراكه وفهمه، ومقدار قوته البدنية، ومستوى روحية الطفل إلا ان نوع المسؤوليات الملقاة على عاتقه في السنين السبع الاولى تختلف عما هي عليه في السبعة الثانية والثالثة. ففي السبعة الاولى نحيل اليه عملاً ما وندفعه الى ادائه بالإشارة والتشجيع. ولو حدث وان تلكأ في ادائه أو اخطأ فلن نؤاخذه او نعاقبه مثلاً على ذلك في حين ان هذا الامر يختلف تماماً في مراحل العمل اللاحقة.
اذن فالمسألة كالتالي يجب ان نمنحه الحرية بنفس المستوى الذي نحمله المسؤولية خاصة وان المسؤولية تصبح ذات معنى في هذه الحالة. كما أنه من غير الممكن ترك الطفل القيام باداء الواجب كما يروق له ويحلو له، اذ ان الاساس في ذلك يعتمد على مراعاة الاصول والقواعد التي يعينها المربي لقيام الطفل بأداء واجبه.
انقذوا الطفل تدريجياً من قيوده، وحاولوا التقليل من اعتماده عليكم وبما يتناسب مع مقدار نموه وادراكه واحملوه على اداء مسؤولياته وواجباته على اساس الاعتماد وعلى النفس. وهناك ممارسات وتمارين عديدة للحرية نرى من الضروري توفير مستلزمات ممارستها في المنزل وخارجه من قبل الطفل.
اتركوا له الحرية في ممارسة الرسم، وتخطيط الاوراق المعينة والخاصة. اسمحوا له اختيار نوع اللعبة الفردية أو الجمعية بنفسه، وان يختار لنفسه الزميل والصديق واقصى حد لتدخلكم في هذا المجال يكمن في توجيههم أو اختيار الفرد المناسب في طريقه ليتعرف عليه ويصاحبه.
ويجب ان يكون حراً في أعمال التسلية التي تصب في مصلحته ولا تحمل مخاطر معينة تجاهه وان يشتر ويساهم فيها وحتى يوجد لنفسه التنويع في هذا المجال. واتركوا له الحرية اثناء شراء الملابس له، في أن يختار بنفسه احد ثلاثة انواع من الملابس التي تختارونها له، وكذا الحال في مسألة شراء اللعب.
وعلينا ان نلاحظ ميول الطفل ورغباته في هذه التمارين جهد الامكان بشرط ان لا تتسبب تلك التمارين والممارسات في ايجاد وخلق العادات السلبية، والفهم السيء، وان لا تصبح سبباً لإلحاق الاذى به وبالآخرين. فلا بأس في أن يمارس الحرية ولكن دون ان يقع أسيراً لطلب المزيد، وعليه ان لا ينظر لنفسه على انه طليق ومنفلت ، وغير محدد بضوابط معينة و...
تأمين شروط الحرية :
لو كان من المقرر ان نربي الطفل على ان يمتلك الحرية أو نجعل الطفل فرداً حراً فان مراعاة هذه النقطة ضروري أيضاً ، إذ يجب علينا القيام بتهيئة موجبات ومستلزمات ذلك بأنفسنا ايضا.
ومن الخطأ ان نريد للطفل ان يكون حراً من جهة ومن جهة أخرى نقيده أيما تقييد بحيث لن يمتلك أية قدرة على القيام بأي جهد أو حركة.
وفيما بتعلق بتأمين شروط الحرية، عليكم الاهتمام بتقوية جسم الطفل وروحه، وارادته، وساعدوه في عزمه على الأمور، وامحو الوساوس والترديد منه، واعملوا على تقوية جرأته واقدامه، وافعلوا كل ما يدعه يتذوق طعم الحرية بكل كيانه وادراكه ويتخلص بالتالي من جميع المحدوديات الناجمة عن عدم الكفاءة والجدارة.
وتحظى توجيهات الأبوين، واعطاء الملاحظات والتحذيرات اللازمة عند الحاجة، وتشجيعه وتقوية روحيتة عندما يشعر باستحواذ الخوف عليه اثناء اداء واجب ما بضرورة كاملة في هذا المجال. واعملوا على تأمين شروط حريته بما يتناسب ومقدار حاجته للقيام بأداء الواجب المعين أو المسؤولية المعينة.
ان اطلاق يد الطفل حين اداء أمر ما يحمل في طياته خطر الاستغلال وتمرده أحياناً ، ان مراعاة هذه الضوابط يلعب دوراً استثنائياً واساسياً جداً في ايجاد وتقوية الناجمة الانسانية لدى الطفل.
ضرورة التحديد النافع :
وكما ان الطفل يعد حراً وينعم بهذه الحرية فهو بحاجة الى ان نصوغ له احياناً حداً معيناً لكي يتذوق أولاً طعم الاخطار الناجمة عن التحديد ومرارتها وليقف ثانياً على هذه النقطة أو يتوجب عليه الوقوف دائماً الوقوف على الحدود المعينة المعنية لينعم بالحرية.
اننا نقوم بتربية الطفل ليعيش أولاً في هذا العالم ويمتلك حياة موفقة وناجمة. ونعلم ان الوضع في ميدان الحياة البشرية ليس دائماً بالصورة التي يتمكن فيها الانسان أن يترحم كافة طموحاته وأمنياته. ويلاحظ موجود الحرية في عين المحدودية احياناً، والمحدودية في عين الادعاء بالحرية احياناً اخرى ولا بد للإنسان ان يمتلك القدرة والاستعداد لذلك.
والوضع العام ليس دائماً بالشكل الذي يذهب فيه المذنبون فقط الى السجن ويتذوقون مرارة المحدودية؛ إذ من الممكن احياناً ان يقع فرد شريف اسيراً في قبضة أحد الطواغيت، أو يتعرض أحد الافراد الى التحديد بسبب خطأ معين أو يقع أسيراً بيد أعدائه اثناء الحرب المقدسة. وفي تلك الظروف عليه ان يمتلك القدرة على تحمل هذه الامور وفي الحقيقة فان التحديدات النافعة تعد تمريناً لمثل تلك الايام الشاقة والصعبة.
موانع الحرية:
ما اكثر الموانع الموجودة على مسار نمو الفرد، والتي تتسبب في سلب الحرية أو ايجاد المانع الذي يحول دون الوصول الى نيل الحرية. ولا بد لنا من معرفة تلك الموانع والانتباه لئلا يسقط الطفل في ذلك الوادي أو بقائه قابعاً خلف جدران تلك الموانع. وتلك الموانع كثيرة وهي كما يلي:
١- الافراط والمبالغة في المحبة والذي يساعد على خلق الارضية المناسبة للتبعية الشديدة.
٢- الافراط في تلبية إحتياجات الطفل، وخاصة الاحتياجات الفسيولوجية والتي تتسبب في عدم حصوله على الحياة الحرة.
3ـ الوقوع في اسر الميول والرغبات بحيث يقدم على فعل كل ما يتمناه ويحلم به وفي المرحلة الأشد من هذه تلعب هذه الميول دوراً خطيراً في توفير موجبات ارتكاب الذنب والخطيئة.
٤- التوقع المفرط والحرص والطمع الذي لا حدود له وهو بحد ذاته يعد نوعاً من الأسر للانسان.
٥- الجهل وعدم المعرفة والذي يؤدي بحد ذاته الى عدم الاستفادة من نعمة الحرية الكريمة.
٦- استغلال الحريات الموهوبة والاستفادة الخاطئة والغير صحيحة منها والذي يمثل مانعاً امام الحصول على الحريات اللاحقة.
٧- عدم مراعاة الضوابط والمقررات والمسائل الانضباطية في المنزل وعدم اطاعة ما ينبغي له إطاعته.
٨- عدم جدارته وقدرته على استخدام الحريات الموهوبة.
٩- فساد الاخلاق والانحلال والانفلات وعدم الاهتمام بالضوابط الاخلاقية. هذه الموانع هي التي تحول دون تحقق الحرية وامتلاكها ومن خلال مشاهدة كل من الموارد الآنفة الذكر، ينبغي على الآباء ان يضيقوا الخناق على حدود حرية الطفل ويأتوا به مرةً أخرى الى خط الحدود هذا.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|