أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016
2010
التاريخ: 30-1-2023
1842
التاريخ: 19-6-2016
15065
التاريخ: 24-1-2021
1957
|
لقد عدت التربية البيئية للطفل، من العوامل الأساسية في التنشئة الاجتماعية، لما لهذا العامل من تأثير مباشر في ثقافة الطفل، وبلورة قيم محصلته الثقافية، عبر زيادة وعيه البيئي، وترسيخ قيم البيئة في سلوكه، لتصبح قيماً ثقافية في أعمال هذا السلوك، تنعكس بالنتيجة على تصرفه البيئي، وعلى طبيعة البيئة، وعلى بنيته الثقافية..
ان أسس التربية البيئية للطفل، ضمن إطار التنشئة الاجتماعية، تنشأ، وتتحدد في ثلاثة اتجاهات رئيسية هي:
1ـ البيت.
2ـ المدرسة.
3ـ الحي السكني.
ومن أساسيات نجاح التربية البيئية للطفل عبر هذه الاتجاهات، ان تبدأ وتنشط بالسلوك العملي، لا بالإرشاد والنصح والتوجيه.. ومحطته الأولى، ومنشأه الأول يبدأ في البيت، إذ ان لهذا البيت دوراً كبيراً في نشر مبادئ الثقافة البيئية، وتطوير اتجاهاتها في وعي الطفل، وفي تعزيز دوره ومسؤوليته الواسعة تجاه البيئة الواسعة، ولا يتم هذا بالنصح والإرشاد المباشر – كما هو السائد الآن – إنما يتم باتخاذ القدوة الحسنة ، ويكون بالقدرة العملية، والسلوك المباشر، فإذا وجد الطفل والده وأخاه الأكبر يرمي بالفضلات في أي مكان في البيت، فانه سيفعل ذلك حتماً، أما إذا وجد مثل هذا الطفل والعكس، أي وجد والده يرمي بالفضلات في المكان أو الوعاء المخصص لذلك، فانه حتماً سيقلده، ومن مثل هذه المواقف في البيت ينشأ الطفل بوعي سليم للبيئة وسلامتها ونظافتها، ويتطور هذا المفهوم ليغير جزءاً من سلوكه عند الكبر، والتعامل مع الآخرين في المجتمع الكبير)(۱).
وبعد البيت يأتي دور المدرسة ليزيد من حجم هذا الوعي، ويعزز من التربية البيئية عبر السلوك العملي، الذي يأتي بالتعليم المباشر (من خلال العمل والمحاولة) والخطأ، أي ان يقوم الأطفال والتلاميذ بأنفسهم بمشروعات علمية وتربوية تهدف إلى معرفة توازن البيئة وحمايتها بجمع معلومات وحقائق البيئة، وتبويبها وتصنيفها تحت إشراف المدرسة، أو الأهل في البيت، عن تلوث الماء، أو الهواء، أو التصحر، أو الآثار السلبية لبعض أنواع التكنولوجيا، وكذلك يمكن القيام بمشروعات تربوية داخل المدرسة نفسها، مثل تشجير حديقة المدرسة، أو عقد حلقات نقاش جماعية عن أهمية مثل هذه المشروعات المدرسية في حياة الطفل ومستقبله)(۲).
ويمكن للمدرسة ان تؤدي دورها الفاعل في التربية البيئية – إضافة لاستخدام الوسائل الإيضاحية والتعليمية الخاصة بالبيئة - عن طريق دفع الطفل إلى التقييد الواعي بالقيم البيئية عبر التجارب، والنشاط العملي، واعتبار المدرسة، مكان التجارب والاختبار والنشاط نموذجا للبيئة الواسعة، وفيها يتم اختبار وعي الطفل وقدرته على التعامل مع الملوثات، وكيفية معالجتها، مع اختباره بجملة من الاختبارات من بينها كيفية التعامل مع الملوثات في الطريق؟ وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة التي تواجه البيئة بشكل مفاجئ مثل الحرائق، والعواصف الترابية، وانتشار الحشرات، وغير ذلك، عبر اقتراح بعض الحالات وتمثيلها ميدانيا بشكل عملي لتكون تجربة الاختبار متوافقة مع النشاط الواقعي المباشر..
أما الاتجاه الثالث ضمن الاتجاهات الأساسية في منشأ التربية البيئية للطفل فهو يتمثل بالمحيط الذي يعيش فيه الطفل وهو (الحي السكني) إذ انه يمثل البيئة الواسعة للطفل والذي يمضي فيه الطفل وقتاً أطول، في اللعب، والحركة، واللقاء، والنشاط . . وكل هذه الأفعال تمثل نشاطات ثقافية وإضافات ثقافية لبنيته الثقافية..
ومن خلال علاقة الطفل بالبيئة الثقافية في الحي السكني، تتضح قيم التربية البيئية في سلوك الطفل ونشاطه، عبر التفاعل اليومي بين نشاطه والبيئة، وينعكس هذا على مستويات متعددة من التفاعل بين الطفل والآخرين والأشياء في مساحة البيئة، يعرف بـ (علاقة الطفل بالبيئة)، لذلك فان محاولة الوصول إلى علاقة سليمة، وصحية بين البيئة والطفل في اطار الحي السكني، تقتضي تعاون الأسرة والطفل والادارة المحلية بشكل أو آخر، أو بالتحديد في شكل عملي، فالمحافظة على سلامة ونظافة الحي السكني، والعناية بمكوناته الطبيعية، لن تتحقق ما لم يحمل كل فرد أو ساكن من سكان الحي – بما فيهم الأطفال أنفسهم - نفس التصور من الوعي الاجتماعي والاهتمام بالبيئة وسلامتها وتوازنها، إضافة إلى ذلك، لابد ان يتحول هذا الوعي والاهتمام إلى مشروعات عملية يلمسها ويشارك فيها كل ساكن من سكان الحي)(3).
لذلك فالحي السكني يعتبر الوجه الناصع للبيئة، ومدي القبح، ومدي الجمال فيها يعبر عن وعي ساكنيها، ومستوى ثقافتهم، وحماية البيئة السكنية مسؤولية لابد ان يشعر بها ويشترك فيها الجميع، بوصفها المساحة الواسعة التي يحيا فيها الجميع، وما يتأثر فيها ينعكس على مجمل ساكنيها . .
ومثلما أصبحت مشاكل تلوث البيئة، وتخريب توازنها الطبيعي من أكبر التحديات التي تواجه الإنسان في العصر الحديث، أصبحت هذه المشاكل مجتمعه مع أخطار التلوث الثقافي – ان صح التعبير – من أكبر التحديات التي تواجه الأسرة المعاصرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ علي الحوات، البيئة والطفل، مراجعة عامة.
2ـ المرجع نفسه.
3ـ المرجع نفسه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|