المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

منشـآت الدولـة والمرافـق العامـة بيـن التأميـم والخصخصـة 5
11-7-2021
قاعدة « الغرور »
31-1-2022
معيار "جريفت" Griffith’s criterion
30-10-2019
المحلول المرقق والمحلول المركز
18-3-2018
أطياف فلورية fluorescence spectra
23-5-2019
Johann Faulhaber
13-1-2016


ترسيخ المفاهيم الأخلاقية  
  
1330   01:16 صباحاً   التاريخ: 25-7-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص75 ـ 78
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ان تعلم وأدراك الامور شيء، والاعتقاد بها والعمل على طبقها شيء آخر، ولذا فإن تعلم الاطفال لأصول الأخلاق لو كان المنهج المتبع فيه صحيحاً كان ذلك بمنزلة اداء نصف المهمة، ونصفها الآخر يكمن في الاعتقاد والعمل بها.

فإنه لا ينبغي أن يتصور متصور أن مجرد الالفاظ التي يستعملها المعلم في الدرس تجعل من الطفل ملتزماً بما علمه ليحاول تطبيقه.

ان المهم في هذا المجال هو تخليص الطفل من التجبّر والتفرعن المفروضين عليه من قبل شخص أو جماعة، ومحاولة جره للحضور في ما يطرح على بساط البحث في المجتمع، وإعداده من اللّحاظين العقلي والعملي للدخول في المعترك لحل المشاكل، في جو يملؤه الحب والاحترام، وتتلافح فيه الأفكار.

فلندع الاطفال يشعرون بقيمة المبادئ بأنفسهم، ونفسح لهم مجال العمل والتفكير في الامور، ونعطيهم فرصة حضور المناقشات والمحاورات البناءة، ليتمكنوا من الادراك والاعتقاد - جراء ارشاد المعلم - ومن ثم الالتزام عملياً بإجراء تلك الضوابط، بحيث يترسخ في نفوسهم ذلك.

ومن هنا فإن من المحتّم على الأبوين والمعلمين فسح المجال لاغتنام مثل هذه الفرص البناءة، ليتعرف الاطفال على التطور الجماعي، ويدركوا الميل العام لتلك الجماعة، ويتمكنوا من الالتزام عملاً - بعد معرفتهم أهمية ما اعتقدوه - فيما تسنح لهم الفرصة بذلك، لأن الاطفال يتأثرون وبشدة بسلوك المعلمين وأقوالهم، وهكذا يتأثرون بسلوك اقرانهم.

أن المعلمين يتمكنون من إعداد الظروف المناسبة للدخول في النقاش الجماعي، واداء مسؤوليتهم في الارشاد والتعليم، بحيث يتمكن الاطفال بأنفسهم - وبعد انتهاز الفرص في الظروف المناسبة - من التعرف على ادلة واسباب كل فعل، وانه لا بد من القيام به بهذا النحو دون ذاك، وبذلك سيشاركون في تكاملهم الخلقي ورقيّهم.

ان من دواعي الشعور بالمسؤولية، الاحترام والالتزام بالضوابط والاصول الأخلاقية، ولا يتيسّر ذلك الشعور الّا في ظل إدراك ضرورة الالتزام بتلك الاصول، ليعرف الانسان قيمة تلك المبادئ ويتداخله السرور عند الالتزام بها، وهذا انما يقوم له ساق إذا كان في جوّ مفعمٍ بتبادل الاحترام والمعلومات والمشاعر، بعيداً عن الإكراه والاجبار. بنحوٍ يشعر الاطفال ان لهم قدرة الادراك كما للكبار ذلك، وانهم يتمكنون من تطبيقه عند الضرورة.

ان في اقتداء الاطفال ببعضهم الآخر، وتوجيه ذلك من قبل المعلم الأثر البالغ في تكامل الاطفال، ومن عوامل توجيه الطفل نحو العمل بالمبادئ الأخلاقية وتبلور شخصيته ترغيب الابوين واعطاء الأهمية لحضور الطفل في المناقشات الاجتماعية والعائلية، واعطاء المسؤولية له في الظروف الطبيعية للحياة.

ان الابوين والمعلمين يمكنهم اصلاح سلوك الاطفال من الناحية الاخلاقية باستعمال المناهج التعليمية المناسبة، وبالإشارة الى النكات الأخلاقية، وبذلك يرفعوهم من مستواهم الى مراحل ارفع، فإن المعلم في سلوكه أسوة يقتدي به الاطفال في تجاربهم العملية، حيث أن للتجارب النافعة التي يمارسها من حولهم - سواء في المدرسة أو البيت، وفي الظروف الطبيعية - الأثر البالغ في تبلور شخصياتهم وفي ايجاد دواعي الالتزام بالقيم والمبادئ الأفضل في نفوسهم.

ان التنافس الصحيح بين الاطفال يزيد من روح التعاون بينهم، ويؤدي الى اكتسابهم تجارب مفيدة أكثر ايجابيةً.

ان ما يجهّز الاطفال بسلاح الفكر ويجعلهم يشاركون على شكل جماعات في الامور الثقافية هو ما يطرحه الابوين او المعلمين للأطفال من مفاهيم وقيم خلقيةٍ اثناء قيامهم بالعمل، والافضل طرح اهم ما يحتاجه الاطفال من امورٍ على بساط البحث والنقاش، فإن اهم ما ينبغي الاهتمام به هو مستوى إدراك الطفل والمراحل التي مر بها في تكامله، وهكذا الوقت الذي يتعلم فيه من اجل ترسيخه تدريجياً في نفسه.

يحاول الآباء والمعلمون في الغالب اغتنام الفرص في بيان بعض الامور الضرورية والمسائل الاخلاقية عن طريق الحوار المباشر بصورة نصائح ومواعظ مكررة، لغرض تعليمهم أو لأجل فرضها عليهم، غافلين عن ان للأطفال اختيار السلوك الصحيح بأنفسهم، بعد ان يعرفوا السر في ذلك، ليقبلوا على العمل به برغبة أكثر، لا أن نملي عليهم ذلك ونكرههم على القبول به.

ان الكلام في غير مواقعه لا أثر له(1)، ولا يعلّم الطفل منطق الاستدلال لو كان كذلك، لأن فيه جهة من جهات الإكراه والضغط من الخارج، لذا يرجع سلوك الاطفال وبعد مدّة الى حالته الأولى، وهكذا لا أثر للعقوبة أو الترغيب في مثل هذه الظروف التي يحكمها الاكراه لان الشخص لا يمكنه السيطرة على القوة العقلية والنفسية، وليس له دور في كشف ومعرفة القضايا أو الاستدلال عليها؛ ولذا ما دام منطق القوة - المفروض من قبل شخصٍ أو جماعةٍ أو من المجتمع - يحكم سلوك الطفل تراه يضطرّ للقيام بالعمل على رؤوس الأشهاد، وبمجرد تغيّر الوضع بأن ينتفي الاكراه المفروض من الشخص أو الجماعة، تراه لا يلتزم برعاية الضوابط أبداً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ كالحديث معه تحت الشمس او في البرد او عندما يكون جائعاً.  




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.