المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06

أسماء الشاي بمختلف اللغات
2024-03-15
The Southland variety of NZE
2024-04-20
اللغة العربية الفصحى ... جمعها وتدوينها ومصادرها
17-7-2016
تركيب سكان المدينة و الهرم السكاني
9-1-2023
كرامات الامام علي عليه السّلام
30-9-2020
امتناع اجتماع الامر والنهي
25-8-2016


التلفزيون وآثاره السلبية على الأطفال  
  
2699   03:42 مساءً   التاريخ: 28-6-2017
المؤلف : عمار سالم الخزرجي
الكتاب أو المصدر : الطفل مع الاعلام والتلفزيون
الجزء والصفحة : ص88ـ94
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-6-2022 2407
التاريخ: 19-6-2016 2247
التاريخ: 26/9/2022 1679
التاريخ: 17-1-2016 2017

أصبح التلفزيون بالنسبة الى أكثر الأطفال صديقا حميما وموجها يوميا اختاروه لأنفسهم وقد أجابت طفلة في السابعة من العمر على سؤال: ممن تتألف أسرتك؟.

فقالت : (تتألف أسرتنا من بابا وماما وجدتي وجهاز التلفزيون) ويعتبر التلفزيون للأطفال زميلا يساعدهم وينصحهم وهو في الوقت ذاته لا يمكن ان يكون مملا إطلاقا وبالنسبة للأحداث هو مستشار ومصدر للمعرفة ودليل ومرشد في مجالات الحياة التي لم تعرف بعد. وبناء على طلب مجلة (تلغراف) والمعهد الفرنسي لدراسة الرأي العام، فقد أجري بحث لموضوع العلاقة القائمة بين الأطفال والشبيبة وبين التلفزيون وأظهر البحث ان 70% في المناطق الريفية خلال أيام الأسبوع كما أظهر البحث أن74% من الاطفال الذي تتراوح أعمارهم ما بين 8-12 عاما يشاهدون التلفزيون من ثلاث الى أربع ساعات وربما أكثر في اليوم الواحد.

التلفزيون مثل سكين حاد يمكن الاستفادة النافعة منه ويمكن ان يساء استخدامه فيكون مضرا، فإنه يوجب تنمية معرفة وإدراك العالم، وهو يساعد الأطفال أيضا في التعليم والتسلية كما انه مصدر للهو والمتعة، وهو يشجع ويقوي في الأطفال الرغبة في النشاط المبدع الفردي والجماعي كما انه يقوم بدور المرشد الأخلاقي والأيديولوجي إذا أدير التلفزيون من قبل جماعات مؤمنة وإصلاحية.

الى ذلك، يلعب التلفزيون دورا عظيم الأهمية في تنشئة الأطفال. إن الأهداف التي يصنعها التلفزيون تجعله شريكا للأسرة والمدرسة والمجتمع ولكن مع ذلك هنالك جوانب سلبية عديدة للتلفزيون، أما الصحفيون والأطباء والمعلمون والمختصون في علم الاجتماع فهم غالبا ما يتخذون موقفا سلبيا من التلفزيون ويدينونه، نعم، التلفزيون هو من جهة نعمة، لكنه من جهة أخرى يخفي في داخله خطر تشجيع العادات والسجايا السيئة في شخصية الطفل.

ـ من سلبيات التلفاز :

للتلفزيون تأثيرات جانبي سلبية على حياة الطفل اليومية نشير الى بعضها:

1ـ تأثير التلفزيون على المدرسة والقراءة: مشاهدة الأطفال للتلفزيون له تأثير سلبي على ذكائهم فكلما زادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون انخفض مستوى تحصيلهم الدراسي.

لقد قارنت الدراسات العلمية التي أجراه بعض العلماء والأخصائيين بين تلاميذ الصف السادس الذين جاؤوا من بيوت يبث فيها جهاز التلفزيون باستمرار وبين زملائهم الذين يتم تشغيل التلفزيون في منازلهم لوقت أقل، وحين قورنت درجات القراءة لدى هاتين المجموعتين ظهر اختلاف جدير بالاهتمام. فقد كانت درجات ثلثي تلاميذ البيوت المستمرة سنة واحدة على الأقل تحت مستوى الصف، بينما فاقت درجات ثلثي المجموعة غير المستمرة مستوى الصف، او أعلى من ذلك.

وفي دراسة ثانية ثبت ان الأطفال الذين سمح لهم بمشادة التلفزيون يوميا لساعات كثيرة في السنوات السابقة لدخولهم المدارس حصلوا على درجات في القراءة والحساب واختبارات اللغة عند نهاية الصف الاول أقل من الاطفال الذين كانت مشاهدتهم التلفزيونية قليلة خلال سنوات ما قبل المدرسة.

عندما ننظر الى طلاب المدرسة نرى ان بعض التلاميذ الذين لا يكملون أداء واجباتهم المنزلية ببساطة فإن ذلك هو نتيجة المشاهدة التلفزيونية في كثير من الحالات. إن المبالغة في مشاهدة البرامج التلفزيونية تؤدي الى إلهاء الاطفال وصرفهم عن إنجاز وظائفهم المدرسية كما ان مشاهدة البرامج التلفزيونية دون أية عملية اختيار وانتقاء من شأنها ان تضعف قدرة الطفل على التمييز وان تضعف تذوقه الجمالي وبالتالي فإن التلفزيون يصبح في الواقع قاتلا للوقت.

وقد تم إثبات تأثير سلبي للتلفزيون على الأطفال الصغار ككل، فإن تحت تأثير المشاهدة المفرطة للبرامج التلفزيونية يصبح بعض الأطفال كسالى كما تمت الإشارة الى الارتباط ما بين الوقت الذي يقضي امام شاشة التلفزيون وبين عدم التقدم بشكل جيد في المدرسة، وبات واضحا أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الطفل امام شاشة التلفزيون كلما زاد خطر تراجعه في التحصيل الدراسي.

2ـ الاضطراب النفسي والقلق الروحي: مما لا شك فيه ان شاشة التلفزيون قادرة على ان تثبت في الطفل انظمة من المبادئ والنواميس والقيم، حتى برامج الترفيه والتسلية تستطيع بالتدريج ودون ان يشعر الطفل ان تغير موقف الطفل ورؤيته للعالم عن وقع هذا التأثير يصبح أقوى كلما ازداد وتكرر عرض النماذج التلفزيونية والمحرضات والمواقف والأوضاع ذاتها وإذا أخذنا بعين الاعتبار الحساسية القوية لخيال الأطفال وتصوراتهم يصبح من السهل علينا ان نفهم كيف تتأثر خاصية التخيل والتصور هذه بالبرامج التلفزيونية التي تقدم بأشكال درامية وتوجه مباشرة الى الطفل وهذا كله يوجب ان يعيش الطفل قلقا روحيا واضطرابا نفسيا عندما يشاهد برامج مثيرة ومناظر عنيفة.

إن معظم البرامج التلفزيونية تثير رغبة ولهفة غير عادية للطفل وتجعل الطفل يستجيب لها ويتشابك معها؛ ولذلك إذا لم يكن الطفل مسلحا عن طريق أبويه وبيئته بقيم ثابتة وراسخة يمكن ان تجابه ما يكرس التلفزيون من برامج غير صالحة بقد كبير، عند ذلك يصبح سهلا أن نفهم كيف يقع الطفل في مصيدة التلفزيون.

3ـ القضاء على كثير من النشاطات والفعاليات: إن التلفزيون يستهلك الوقت المخصص لبعض النشاطات والفعاليات بمعنى انه يضيع الوقت الذي يمكن ان يستخدم على نحو أكثر فعالية كما يمنع الأطفال من القيام بنشاطات أكثر فائدة ويرسخ وثبت في الذهن آراء ووجهات نظر جاهزة وأحادية الجانب فإن التلفزيون قد غير محيط الأطفال، ليس فقط عن طريق إشغاله لمعظم وقتهم بل كذلك عن طريق حلوله محل العديد من النشاطات والفعاليات الأخرى كاللعب (عدم القيام بشيء محدد) إن الاوقات التي تنمي كفاءاتهم وتراكم خبرات من التجربة الشخصية المباشرة، إنهم يستطيعون التفاعل مع محيطهم وهكذا وبطريقة تلقائية طبيعية يتعلمون من تجاربهم في حياتهم اليومية ولكن التلفزيون يحرم الأطفال من كل ذلك ويمنعهم من الوقت الذي يحتاجونه لمراكمة الخبرات المتنوعة بشكل مباشر ورغم ان التلفزيون قام باحتكار وقت الأطفال وأبعدهم عن اللعب والتجارب الأخرى الهامة بالنسبة لنموهم ولتطورهم فإنه لم يفعل سوى القليل لتحريض ولتشجيع الاهتمامات والرغبات ولتحسين الأذواق ولتوسيع مدى تجربة وخبرة الطفل المشاهد. يؤكد فريق من علماء الاجتماع على أن مشاهدة التلفزيون تمنع الأطفال من اللعب، مع ان اللعب ضروري وشغل هام لمرحلة الطفولة.

ومن المؤكد ان أي نشاط يأخذ من ساعات يقظة الأطفال الثلث او أكثر لا بد ان يجور بشدة على وقت لعبهم. قيل إن المشاهدة التلفزيونية تستحوذ بوضوح  على مكان الأنشطة الأخرى المشابهة وظيفيا مثل القراءة لكن تقليل المشاهدة التلفزيونية للعب أكثر من القراءة قد تأكد عن طريق تجربة قام خلالها عدد من الباحثين بتقسيم الأطفال الى فئات طبقا لاستخدامهم النسبي للتلفزيون والكتب وقد اكتشف الباحثون أن الأطفال يشاهدون التلفزيون لفترات قليلة لكنهم يقرؤون كتبا كثيرا حققوا مستوى من اللعب اليومي أعلى من الأطفال الذي شاهدوا التلفزيون وقرؤوا كتبا قليلة.. معنى ذلك ان القراءة لا تقلل وقت اللعب عند الأطفال بصورة مهمة بينما تفعل المشاهدة التلفزيونية ذلك.

4ـ تقليص العلاقة بين الطفل والأسرة: إن الطفل بحاجة الى التفاعل المباشر مع والديه وأخواته بحيث يجلسون، ويتحدثون، ويلعبون معا ولكن التلفزيون يجذب انتباه الجميع الى نفسه فبدلا من ان ينظر الأطفال بعضهم الى بعض ينظرون الى جهاز التلفزيون وعندما يبكي طفل او يريد ان يتكلم بشيء يقوم الآخرون بإسكاته فورا ربما بعنف وذلك لأنهم يريدون متابعة مشاهدة التلفزيون وهذا كله يؤثر سلبا على تلك العلاقة الودية التي يحتاجها الطفل في الأسرة.

5ـ العنف: إن التلفزيون يربي الأطفال على العنف، فقد كشفت دراسة حديثة عن ان الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون لأكثر من ساعة في اليوم معرضون لان يكونوا عنيفين في المستقبل. لذلك يقول البروفسور جونسون: إن نتائج دراسته تشير الى ان على الآباء الذين يشعرون بمسؤولية تجاه ابنائهم ان لا يسمحوا لأطفالهم ان يشاهدوا التلفزيون لأكثر من ساعة.

هذا ، وقد ظل موضوع العنف على شاشة التلفزيون وتأثيراته المحتملة على الأطفال موضع خلاف في الرأي لفترة طويلة وقد أجريت دراسات في هذا الموضوع بناء على طلب الكونغرس الأمريكي في الأعوام 1954- 1977 وحينما نشر تقرير إدارة الصحة العامة عن (التلفزيون والسلوك الاجتماعي) خصصت أربعة من مجلداته الخمسة للدراسات التي تناولت تأثيرات مشاهدة برامج العنف التلفزيونية ولهذا الاهتمام الشديد بتأثيرات العنف في التلفزيون على الأطفال ما يبرره؛ فعدد الأحداث الذين القي القبض عليهم لارتكابهم جرائم عنف خطيرة ارتفع بنسبة استنادا الى أرقام مكتب المباحث الفيدرالي وطبقا لما جاء في دراسة متميزة أجريت في مركز دراسات علم الإجرام والقانون الجنائي بجامعة بنسلفانيا.

تمت المقارنة بين مجموعتين كبيرتين من شباب المدن بلغت إحداهما سن الرشد في الستينات والأخرى في السبعينات وقد أظهرت مجموعة السبعينات ان معدل عمليات القتل والعنف الأخرى كان أكثر ثلاثا مرات من نظيره من مجموعة الستينات ولما كانت الفترة ما بين عامي 1952-1972 هي الفترة الفعلية لتعاظم شأن التلفزيون في حياة الأطفال الأمريكيين، لأن الأطفال الذين بلغوا سن الرشد في عام 1960 يعدون، جوهرياـ من جيل ما قبل التلفزيون ومع تشبع البرامج التي يشاهدها الأطفال بالجريمة والتخريب فقد بدا أن من الصواب البحث عن صلة بين المسألتين بيد أن هذه الصلة لا تزال تراوغ علماء الاجتماع والباحثين.

على الرغم من جهودهم الكبيرة لإثبات وجودهم. فالعنف البغيض حقا الذي يظهر على شاشات التلفزيون في البيوت لا بد ان تكون له تأثيرات عميقة في سلوك الأطفال، إلا ان من الواضح أنه لن يجعلهم يتصرفون بصورة خطيرة ضد مصلحة المجتمع.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.