المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

تفريق الصوت acoustic dispersion
20-9-2017
Siegel Disk Fractal
الخلط على السطح - طبقة الاساس المعالجة بالاسمنت
2023-09-28
أصل مثنّى بن الوليد الحنّاط وكتاب خلّاد السنديّ.
2023-08-13
The Weak Interaction
18-11-2020
Nondividing Set
3-11-2020


كلام الإمام الكاظم في سيرة الرّسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وتاريخ حياته  
  
1352   03:34 مساءً   التاريخ: 16-1-2023
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 9، ص207-212
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / التراث الكاظميّ الشريف /

1 - روى ابن طاووس في كتاب الطرف نقلا من كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ( عليهما السّلام ) قال : « لمّا حضرت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) الوفاة دعا الأنصار وقال : يا معشر الأنصار ! قد حان الفراق ، وقد دعيت وأنا مجيب الداعي ، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار ، ونصرتم فأحسنتم النصرة ، وواسيتم في الأموال ، ووسعتم في المسلمين ، وبذلتم للّه مهج النفوس واللّه يجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى ، وقد بقيت واحدة وهي تمام الأمر وخاتمة العمل العمل معها مقرون إني أرى أن لا أفترق بينهما جميعا لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست ، من أتى بواحدة وترك الأخرى كان جاحدا للأولى ولا يقبل اللّه منه صرفا ولا عدلا قالوا : يا رسول اللّه فأين لنا بمعرفتها ، فلا تمسك عنها فنضل ونرتد عن الإسلام ، والنعمة من اللّه ومن رسوله علينا ، فقد أنقذنا اللّه بك من الهلكة يا رسول اللّه ، وقد بلّغت ونصحت وأديت وكنت بنا رؤوفا رحيما شفيقا .

فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « كتاب اللّه وأهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن وفيه الحجّة والنور والبرهان ، كلام اللّه جديد غض طري شاهد ومحكم عادل ولنا قائد بحلاله وحرامه وأحكامه يقوم غدا فيحاج أقواما فيزل اللّه به أقدامهم عن الصراط ، واحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، ألا وان الإسلام سقف تحته دعامة ، لا يقوم السقف إلّا بها .

فلو أن أحدكم أتى بذلك السقف ممدودا لا دعامة تحته فأوشك أن يخرّ عليه سقفه فيهوي في النار ، أيها الناس ! الدعامة : دعامة الإسلام ، وذلك قوله تعالى : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ فالعمل الصالح طاعة الإمام وليّ الأمر والتمسّك بحبله ، أيّها الناس ! أفهمتم ؟ اللّه اللّه في أهل بيتي ! مصابيح الظلم ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم ، ومستقر الملائكة .

منهم وصيّي وأميني ووارثي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى ألا هل بلغت معاشر الأنصار ؟ ألا فاسمعوا ومن حضر ، ألا إنّ فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب اللّه .

قال عيسى : فبكى أبو الحسن ( عليه السّلام ) طويلا ، وقطع بقية كلامه ، وقال :

هتك واللّه حجاب اللّه ، هتك واللّه حجاب اللّه ، هتك واللّه حجاب اللّه . . .

ثم قال ( عليه السّلام ) : أخبرني أبي ، عن جدي محمد بن علي قال : قد جمع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) المهاجرين فقال لهم : « أيها الناس إني قد دعيت ، وإني مجيب دعوة الداعي ، قد اشتقت إلى لقاء ربي واللحوق باخواني من الأنبياء وإني أعلمكم أني قد أوصيت إلى وصيي ، ولم أهملكم إهمال البهائم ، ولم أترك من أموركم شيئا » فقام إليه عمر بن الخطاب فقال : يا رسول اللّه ! أوصيت بما أوصى به الأنبياء من قبلك ؟

قال : نعم ، فقال له : فبأمر من اللّه أوصيت أم بأمرك ؟ !

قال له : « اجلس يا عمر ، أوصيت بأمر اللّه ، وأمره طاعته ، وأوصيت بأمري وأمري طاعة اللّه ، ومن عصاني فقد عصى اللّه ، ومن عصى وصيّي فقد عصاني ، ومن أطاع وصيّي فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع اللّه لا ما تريد أنت وصاحبك » ثم التفت إلى الناس وهو مغضب فقال : « أيها الناس ! اسمعوا وصيّتي ، من آمن بي وصدّقني بالنبوة وأني رسول اللّه فأوصيه بولاية علي بن أبي طالب وطاعته والتصديق له . فإن ولايته ولايتي ، وولاية ربّي ، قد أبلغتكم فليبلغ الشاهد الغائب إن علي بن أبي طالب هو العلم ، فمن قصّر دون العلم فقد ضلّ ، ومن تقدّمه تقدّم إلى النار ، ومن تأخّر عن العلم يمينا هلك ، ومن أخذ يسارا غوى وما توفيقي إلّا باللّه ، فهل سمعتم ؟ » قالوا : نعم .

2 - وعن الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) أنه قال : « قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لعلي ( عليه السّلام ) حين دفع إليه الوصية : اتخذ لها جوابا غدا بين يدي اللّه تبارك وتعالى ربّ العرش . فاني محاجّك يوم القيامة بكتاب اللّه حلاله وحرامه ، ومحكمه ومتشابهه على ما أنزل اللّه ، وعلى ما أمرتك ، وعلى فرائض اللّه كما أنزلت وعلى الاحكام من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتنابه ، مع إقامة حدود اللّه وشروطه ، والأمور كلها ، وأقام الصلاة لوقتها ، وإيتاء الزكاة لأهلها ، وحجّ البيت ، والجهاد في سبيل اللّه ، فما أنت قائل يا علي ؟

فقال علي ( عليه السّلام ) : بأبي أنت وأمي أرجو بكرامة اللّه لك ومنزلتك عنده ونعمته عليك أن يعينني ربّي ، ويثبتني فلا ألقاك بين يدي اللّه مقصرا ولا متوانيا ولا مفرطا ، ولا أمعز وجهك وقاه وجهي ووجوه آبائي وأمهاتي بل تجدني بأبي أنت وأمي مستمرا متّبعا لوصيتك ومنهاجك وطريقك ما دمت حيا حتى أقدم بها عليك ، ثم الأول فالأول من ولدي لا مقصرين ولا مفرطين .

قال علي ( عليه السّلام ) : ثم انكببت على وجهه وعلى صدره وأنا أقول : واوحشتاه بعدك ، بأبي أنت وأمي ، ووحشة ابنتك وبنيك بل وأطول غمّي بعدك يا أخي ، انقطعت من منزلي أخبار السماء ، وفقدت بعدك جبرئيل وميكائيل ، فلا أحسّ أثرا ولا أسمع حسّا ، فأغمي عليه طويلا ثم أفاق ( صلّى اللّه عليه واله ) .

قال أبو الحسن ( عليه السّلام ) فقلت لأبي : فما كان بعد افاقته ؟ قال : دخل عليه النساء يبكين وارتفعت الأصوات وضجّ الناس بالباب من المهاجرين والأنصار ، فبيناهم كذلك إذ نودي : أين علي ؟ فأقبل حتى دخل عليه ، قال علي ( عليه السّلام ) : فانكببت عليه فقال : يا أخي افهم فهمك اللّه وسدّدك وأرشدك ووفقك وأعانك وغفر ذنبك ورفع ذكرك .

اعلم يا أخي أنّ القوم سيشغلهم عنّي ما يشغلهم ، فإنّما مثلك في الأمة مثل الكعبة ، نصبها اللّه للناس علما ، وإنما تؤتى من كلّ فجّ عميق ، ونأي سحيق ولا تأتي ، وإنما أنت علم الهدى ، ونور الدين ، وهو نور اللّه يا أخي ، والذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد بعد أن أخبرتهم رجلا رجلا ما افترض اللّه عليهم من حقّك ، وألزمهم من طاعتك ، وكلّ أجاب وسلم إليك الأمر ، وإنّي لأعلم خلاف قولهم .

فإذا قبضت وفرغت من جميع ما أوصيك به وغيبتني في قبري فالزم بيتك ، واجمع القرآن على تأليفه ، والفرائض والأحكام على تنزيله ثم امض على غير لائمة على ما أمرتك به ، وعليك بالصبر على ما ينزل بك منهم حتى تقدم عليّ »[1].

3 - قال عيسى الضرير : . . . فسألت موسى [ يعني الكاظم ( عليه السّلام ) ] وقلت : إنّ الناس قد أكثروا في أن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ، ثم عمر ، فأطرق عني طويلا ، ثم قال : « ليس كما ذكروا ، ولكنك يا عيسى كثير البحث عن الأمور ، ولا ترضى عنها إلّا بكشفها ، فقلت : بأبي أنت وأمي إنما أسأل عما أنتفع به في ديني وأتفقّه مخافة أن أضل ، وأنا لا أدري ، ولكن متى أجد مثلك يكشفها لي .

فقال ( عليه السّلام ) : إنّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) لمّا ثقل في مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره ، وأغمي عليه وحضرت الصلاة فأوذن بها ، فخرجت عائشة ، فقالت : يا عمر اخرج فصلّ بالناس فقال : أبوك أولى بها ، فقالت : صدقت ، ولكنه رجل ليّن ، وأكره أن يواثبه القوم فصلّ أنت .

فقال لها عمر : بل يصلي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب أو تحرك متحرك ، مع أن محمدا ( صلّى اللّه عليه واله ) مغمى عليه لا أراه يفيق منها ، والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه ، يريد عليا ( عليه السّلام ) فبادره بالصلاة قبل أن يفيق ، فإنه إن أفاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة ، فقد سمعت مناجاته منذ الليلة ، وفي آخر كلامه : الصلاة الصلاة قال : فخرج أبو بكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك .

ثم ظنوا أنه بأمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فلم يكبّر حتى أفاق ( صلّى اللّه عليه واله ) وقال : ادعو إلي العباس ، فدعي فحمله هو وعلي ، فأخرجاه حتى صلّى بالناس ، وانه لقاعد ، ثم حمل فوضع على منبره ، فلم يجلس بعد ذلك على المنبر ، واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتى برزت العواتق من خدورهنّ ، فبين باك وصائح وصارخ ومسترجع والنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) يخطب ساعة ، ويسكت ساعة ، وكان مما ذكر في خطبته أن قال :

يا معشر المهاجرين والأنصار ومن حضرني في يومي هذا وفي ساعتي هذه من الجن والإنس فليبلغ شاهدكم الغائب ، ألا قد خلّفت فيكم كتاب اللّه ، فيه النور والهدى والبيان ، ما فرّط اللّه فيه من شيء ، حجة اللّه لي عليكم ، وخلّفت فيكم العلم الأكبر علم الدين ونور الهدى وصيي علي بن أبي طالب ، ألا هو حبل اللّه فاعتصموا به جميعا ولا تفرّقوا عنه ، واذكروا نعمة اللّه عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا .

أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز اللّه اليوم وما بعد اليوم ، من أحبه وتولاه اليوم وما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه اللّه ، وأدى ما وجب عليه ، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمى وأصم ، لا حجة له عند اللّه ، أيّها الناس لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا ، ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين ، تسيل دماؤهم أمامكم وبيعات الضلالة والشورى للجهالة .

ألا وإن هذا الأمر له أصحاب وآيات قد سمّاهم اللّه في كتابه ، وعرّفتكم وبلّغتكم ما أرسلت به إليكم ولكني أراكم قوما تجهلون ، لا ترجعنّ بعدي كفارا مرتدين متأولين للكتاب على غير معرفة ، وتبتدعون السنة بالهوى ، لأن كلّ سنّة وحدث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل .

القرآن إمام هدى ، وله قائد يهدي إليه ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة وليّ الأمر بعدي وليه ، ووارث علمي وحكمتي وسري وعلانيتي ، وما ورثه النبيّيون من قبلي ، وأنا وارث ومورّث فلا تكذبنكم أنفسكم ، أيها الناس ! اللّه اللّه في أهل بيتي ، فإنهم أركان الدين ، ومصابيح الظلم ، ومعدن العلم ، عليّ أخي ووارثي ، ووزيري وأميني والقائم بأمري والموفي بعهدي على سنتي .

أول الناس بي ايمانا ، وآخرهم عهدا عند الموت ، وأوسطهم لي لقاء يوم القيامة ، فليبلغ شاهدكم غائبكم ، ألا ومن أمّ قوما امامة عمياء وفي الامّة من هو أعلم منه فقد كفر ، أيّها الناس ومن كانت له قبلي تبعة فها أنا ، ومن كانت له عدة فليأت فيها علي ابن أبي طالب ، فإنه ضامن لذلك كله حتى لا يبقى لاحد عليّ تباعة »[2].

 


[1] خصائص الأئمة للشريف الرضي : 72 ، 73 وعنه في الطرف لابن طاووس : 25 - 27 وعنه في بحار الأنوار : 22 / 482 - 484 والخبر كالسابق عن رسالة الوصية لعيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير البجلي البغدادي المضعّف في النجاشي : 297 برقم 809 .

[2] خصائص الأئمة للشريف الرضي : 73 - 75 وعنه في الطرف : 29 - 34 وعنه في بحار الأنوار : 22 / 484 - 487 . والخبر كسابقه عن رسالة الوصية لعيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير البجلي البغدادي المضعّف في النجاشي : 297 برقم 809 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.