كلام الإمام الكاظم في سيرة الرّسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وتاريخ حياته |
1352
03:34 مساءً
التاريخ: 16-1-2023
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2023
1431
التاريخ: 16-1-2023
2054
التاريخ: 18-10-2015
4707
التاريخ: 18-05-2015
5132
|
1 - روى ابن طاووس في كتاب الطرف نقلا من كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ( عليهما السّلام ) قال : « لمّا حضرت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) الوفاة دعا الأنصار وقال : يا معشر الأنصار ! قد حان الفراق ، وقد دعيت وأنا مجيب الداعي ، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار ، ونصرتم فأحسنتم النصرة ، وواسيتم في الأموال ، ووسعتم في المسلمين ، وبذلتم للّه مهج النفوس واللّه يجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى ، وقد بقيت واحدة وهي تمام الأمر وخاتمة العمل العمل معها مقرون إني أرى أن لا أفترق بينهما جميعا لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست ، من أتى بواحدة وترك الأخرى كان جاحدا للأولى ولا يقبل اللّه منه صرفا ولا عدلا قالوا : يا رسول اللّه فأين لنا بمعرفتها ، فلا تمسك عنها فنضل ونرتد عن الإسلام ، والنعمة من اللّه ومن رسوله علينا ، فقد أنقذنا اللّه بك من الهلكة يا رسول اللّه ، وقد بلّغت ونصحت وأديت وكنت بنا رؤوفا رحيما شفيقا .
فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « كتاب اللّه وأهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن وفيه الحجّة والنور والبرهان ، كلام اللّه جديد غض طري شاهد ومحكم عادل ولنا قائد بحلاله وحرامه وأحكامه يقوم غدا فيحاج أقواما فيزل اللّه به أقدامهم عن الصراط ، واحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، ألا وان الإسلام سقف تحته دعامة ، لا يقوم السقف إلّا بها .
فلو أن أحدكم أتى بذلك السقف ممدودا لا دعامة تحته فأوشك أن يخرّ عليه سقفه فيهوي في النار ، أيها الناس ! الدعامة : دعامة الإسلام ، وذلك قوله تعالى : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ فالعمل الصالح طاعة الإمام وليّ الأمر والتمسّك بحبله ، أيّها الناس ! أفهمتم ؟ اللّه اللّه في أهل بيتي ! مصابيح الظلم ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم ، ومستقر الملائكة .
منهم وصيّي وأميني ووارثي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى ألا هل بلغت معاشر الأنصار ؟ ألا فاسمعوا ومن حضر ، ألا إنّ فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب اللّه .
قال عيسى : فبكى أبو الحسن ( عليه السّلام ) طويلا ، وقطع بقية كلامه ، وقال :
هتك واللّه حجاب اللّه ، هتك واللّه حجاب اللّه ، هتك واللّه حجاب اللّه . . .
ثم قال ( عليه السّلام ) : أخبرني أبي ، عن جدي محمد بن علي قال : قد جمع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) المهاجرين فقال لهم : « أيها الناس إني قد دعيت ، وإني مجيب دعوة الداعي ، قد اشتقت إلى لقاء ربي واللحوق باخواني من الأنبياء وإني أعلمكم أني قد أوصيت إلى وصيي ، ولم أهملكم إهمال البهائم ، ولم أترك من أموركم شيئا » فقام إليه عمر بن الخطاب فقال : يا رسول اللّه ! أوصيت بما أوصى به الأنبياء من قبلك ؟
قال : نعم ، فقال له : فبأمر من اللّه أوصيت أم بأمرك ؟ !
قال له : « اجلس يا عمر ، أوصيت بأمر اللّه ، وأمره طاعته ، وأوصيت بأمري وأمري طاعة اللّه ، ومن عصاني فقد عصى اللّه ، ومن عصى وصيّي فقد عصاني ، ومن أطاع وصيّي فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع اللّه لا ما تريد أنت وصاحبك » ثم التفت إلى الناس وهو مغضب فقال : « أيها الناس ! اسمعوا وصيّتي ، من آمن بي وصدّقني بالنبوة وأني رسول اللّه فأوصيه بولاية علي بن أبي طالب وطاعته والتصديق له . فإن ولايته ولايتي ، وولاية ربّي ، قد أبلغتكم فليبلغ الشاهد الغائب إن علي بن أبي طالب هو العلم ، فمن قصّر دون العلم فقد ضلّ ، ومن تقدّمه تقدّم إلى النار ، ومن تأخّر عن العلم يمينا هلك ، ومن أخذ يسارا غوى وما توفيقي إلّا باللّه ، فهل سمعتم ؟ » قالوا : نعم .
2 - وعن الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) أنه قال : « قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لعلي ( عليه السّلام ) حين دفع إليه الوصية : اتخذ لها جوابا غدا بين يدي اللّه تبارك وتعالى ربّ العرش . فاني محاجّك يوم القيامة بكتاب اللّه حلاله وحرامه ، ومحكمه ومتشابهه على ما أنزل اللّه ، وعلى ما أمرتك ، وعلى فرائض اللّه كما أنزلت وعلى الاحكام من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتنابه ، مع إقامة حدود اللّه وشروطه ، والأمور كلها ، وأقام الصلاة لوقتها ، وإيتاء الزكاة لأهلها ، وحجّ البيت ، والجهاد في سبيل اللّه ، فما أنت قائل يا علي ؟
فقال علي ( عليه السّلام ) : بأبي أنت وأمي أرجو بكرامة اللّه لك ومنزلتك عنده ونعمته عليك أن يعينني ربّي ، ويثبتني فلا ألقاك بين يدي اللّه مقصرا ولا متوانيا ولا مفرطا ، ولا أمعز وجهك وقاه وجهي ووجوه آبائي وأمهاتي بل تجدني بأبي أنت وأمي مستمرا متّبعا لوصيتك ومنهاجك وطريقك ما دمت حيا حتى أقدم بها عليك ، ثم الأول فالأول من ولدي لا مقصرين ولا مفرطين .
قال علي ( عليه السّلام ) : ثم انكببت على وجهه وعلى صدره وأنا أقول : واوحشتاه بعدك ، بأبي أنت وأمي ، ووحشة ابنتك وبنيك بل وأطول غمّي بعدك يا أخي ، انقطعت من منزلي أخبار السماء ، وفقدت بعدك جبرئيل وميكائيل ، فلا أحسّ أثرا ولا أسمع حسّا ، فأغمي عليه طويلا ثم أفاق ( صلّى اللّه عليه واله ) .
قال أبو الحسن ( عليه السّلام ) فقلت لأبي : فما كان بعد افاقته ؟ قال : دخل عليه النساء يبكين وارتفعت الأصوات وضجّ الناس بالباب من المهاجرين والأنصار ، فبيناهم كذلك إذ نودي : أين علي ؟ فأقبل حتى دخل عليه ، قال علي ( عليه السّلام ) : فانكببت عليه فقال : يا أخي افهم فهمك اللّه وسدّدك وأرشدك ووفقك وأعانك وغفر ذنبك ورفع ذكرك .
اعلم يا أخي أنّ القوم سيشغلهم عنّي ما يشغلهم ، فإنّما مثلك في الأمة مثل الكعبة ، نصبها اللّه للناس علما ، وإنما تؤتى من كلّ فجّ عميق ، ونأي سحيق ولا تأتي ، وإنما أنت علم الهدى ، ونور الدين ، وهو نور اللّه يا أخي ، والذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد بعد أن أخبرتهم رجلا رجلا ما افترض اللّه عليهم من حقّك ، وألزمهم من طاعتك ، وكلّ أجاب وسلم إليك الأمر ، وإنّي لأعلم خلاف قولهم .
فإذا قبضت وفرغت من جميع ما أوصيك به وغيبتني في قبري فالزم بيتك ، واجمع القرآن على تأليفه ، والفرائض والأحكام على تنزيله ثم امض على غير لائمة على ما أمرتك به ، وعليك بالصبر على ما ينزل بك منهم حتى تقدم عليّ »[1].
3 - قال عيسى الضرير : . . . فسألت موسى [ يعني الكاظم ( عليه السّلام ) ] وقلت : إنّ الناس قد أكثروا في أن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ، ثم عمر ، فأطرق عني طويلا ، ثم قال : « ليس كما ذكروا ، ولكنك يا عيسى كثير البحث عن الأمور ، ولا ترضى عنها إلّا بكشفها ، فقلت : بأبي أنت وأمي إنما أسأل عما أنتفع به في ديني وأتفقّه مخافة أن أضل ، وأنا لا أدري ، ولكن متى أجد مثلك يكشفها لي .
فقال ( عليه السّلام ) : إنّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) لمّا ثقل في مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره ، وأغمي عليه وحضرت الصلاة فأوذن بها ، فخرجت عائشة ، فقالت : يا عمر اخرج فصلّ بالناس فقال : أبوك أولى بها ، فقالت : صدقت ، ولكنه رجل ليّن ، وأكره أن يواثبه القوم فصلّ أنت .
فقال لها عمر : بل يصلي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب أو تحرك متحرك ، مع أن محمدا ( صلّى اللّه عليه واله ) مغمى عليه لا أراه يفيق منها ، والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه ، يريد عليا ( عليه السّلام ) فبادره بالصلاة قبل أن يفيق ، فإنه إن أفاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة ، فقد سمعت مناجاته منذ الليلة ، وفي آخر كلامه : الصلاة الصلاة قال : فخرج أبو بكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك .
ثم ظنوا أنه بأمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فلم يكبّر حتى أفاق ( صلّى اللّه عليه واله ) وقال : ادعو إلي العباس ، فدعي فحمله هو وعلي ، فأخرجاه حتى صلّى بالناس ، وانه لقاعد ، ثم حمل فوضع على منبره ، فلم يجلس بعد ذلك على المنبر ، واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتى برزت العواتق من خدورهنّ ، فبين باك وصائح وصارخ ومسترجع والنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) يخطب ساعة ، ويسكت ساعة ، وكان مما ذكر في خطبته أن قال :
يا معشر المهاجرين والأنصار ومن حضرني في يومي هذا وفي ساعتي هذه من الجن والإنس فليبلغ شاهدكم الغائب ، ألا قد خلّفت فيكم كتاب اللّه ، فيه النور والهدى والبيان ، ما فرّط اللّه فيه من شيء ، حجة اللّه لي عليكم ، وخلّفت فيكم العلم الأكبر علم الدين ونور الهدى وصيي علي بن أبي طالب ، ألا هو حبل اللّه فاعتصموا به جميعا ولا تفرّقوا عنه ، واذكروا نعمة اللّه عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا .
أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز اللّه اليوم وما بعد اليوم ، من أحبه وتولاه اليوم وما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه اللّه ، وأدى ما وجب عليه ، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمى وأصم ، لا حجة له عند اللّه ، أيّها الناس لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا ، ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين ، تسيل دماؤهم أمامكم وبيعات الضلالة والشورى للجهالة .
ألا وإن هذا الأمر له أصحاب وآيات قد سمّاهم اللّه في كتابه ، وعرّفتكم وبلّغتكم ما أرسلت به إليكم ولكني أراكم قوما تجهلون ، لا ترجعنّ بعدي كفارا مرتدين متأولين للكتاب على غير معرفة ، وتبتدعون السنة بالهوى ، لأن كلّ سنّة وحدث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل .
القرآن إمام هدى ، وله قائد يهدي إليه ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة وليّ الأمر بعدي وليه ، ووارث علمي وحكمتي وسري وعلانيتي ، وما ورثه النبيّيون من قبلي ، وأنا وارث ومورّث فلا تكذبنكم أنفسكم ، أيها الناس ! اللّه اللّه في أهل بيتي ، فإنهم أركان الدين ، ومصابيح الظلم ، ومعدن العلم ، عليّ أخي ووارثي ، ووزيري وأميني والقائم بأمري والموفي بعهدي على سنتي .
أول الناس بي ايمانا ، وآخرهم عهدا عند الموت ، وأوسطهم لي لقاء يوم القيامة ، فليبلغ شاهدكم غائبكم ، ألا ومن أمّ قوما امامة عمياء وفي الامّة من هو أعلم منه فقد كفر ، أيّها الناس ومن كانت له قبلي تبعة فها أنا ، ومن كانت له عدة فليأت فيها علي ابن أبي طالب ، فإنه ضامن لذلك كله حتى لا يبقى لاحد عليّ تباعة »[2].
[1] خصائص الأئمة للشريف الرضي : 72 ، 73 وعنه في الطرف لابن طاووس : 25 - 27 وعنه في بحار الأنوار : 22 / 482 - 484 والخبر كالسابق عن رسالة الوصية لعيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير البجلي البغدادي المضعّف في النجاشي : 297 برقم 809 .
[2] خصائص الأئمة للشريف الرضي : 73 - 75 وعنه في الطرف : 29 - 34 وعنه في بحار الأنوار : 22 / 484 - 487 . والخبر كسابقه عن رسالة الوصية لعيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير البجلي البغدادي المضعّف في النجاشي : 297 برقم 809 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|