المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

الاسرة في نظر الإسلام
2024-08-24
وليد الكعبة
20-01-2015
اقسام الماكياج- ماكياج الشخصية (character make up)
24-11-2021
حشر الوحوش والجن والشياطين
30-03-2015
الأرض
6-12-2016
أصحاب الفيل
19-1-2023


يونس بن عبد الرحمن  
  
5131   04:30 مساءً   التاريخ: 18-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص327-329.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / التراث الكاظميّ الشريف /

مولى آل يقطين، عبد صالح جليل القدر عظيم المنزلة و وجه الأصحاب، و من أصحاب الاجماع، و روي انّه ولد في أيام هشام بن عبد الملك و لقي الامام الباقر (عليه السلام) ما بين الصفا و المروة و لكن لم يرو عنه، و قال أيضا رأيت أبا عبد اللّه (عليه السلام) يصلّي في الروضة بين القبر و المنبر و لم يمكنني ان أسأله عن شي‏ء، لكنّه يروي عن الامام الكاظم و الرضا (عليهما السّلام)، و كان الرضا (عليه السلام) يشير إليه بالعلم و الفتوى و هذا هو الذي أعطته الواقفة مالا كثيرا حتى يميل إليهم لكنّه امتنع و ثبت على الحق .

روى الشيخ المفيد (رحمه اللّه) بسند معتبر عن أبي هاشم الجعفري انّه قال : عرضت على أبي محمد صاحب العسكر (عليه السلام) كتاب يوم و ليلة ليونس ، فقال لي : تصنيف من هذا؟ فقلت:  تصنيف يونس مولى آل يقطين، فقال أعطاه اللّه بكلّ حرف نورا يوم القيامة .

و في رواية اخرى انّ الامام (عليه السلام) نظر فيه و تصفحه كلّه ثم قال: هذا ديني و دين آبائي و هو الحق كلّه‏ .

توفي سنة 208هـ، و في رواية انّ الامام الرضا (عليه السلام) ضمن له الجنّة ثلاث مرّات‏ .

و روي عن الفضل بن شاذان انّه قال: حدّثني عبد العزيز بن المهتدي و كان خير قمي‏  رأيته و كان وكيل الرضا (عليه السلام) و خاصّته قال: سألت الرضا (عليه السلام) فقلت: انّي لا ألقاك في كلّ وقت فعن من آخذ معالم ديني؟ قال: خذ من يونس بن عبد الرحمن‏ .

و روي عنه (عليه السلام) أيضا انّه قال: يونس بن عبد الرحمن في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه‏ .

و له تصانيف في الفقه و التفسير و المثالب و غيرها تماثل كتب الحسين بن سعيد أو أكثر.

و روي عن يونس بن عبد الرحمن انّه قال: مات أبو ابراهيم (عليه السلام) و ليس من قوّامه أحد الّا و عنده المال الكثير و كان ذلك سبب وقفهم و جحدهم موته، طمعا في الاموال، كان عند زياد بن مروان القندي سبعون الف دينار، و عند علي بن أبي حمزة ثلاثون الف دينار، فلمّا رأيت ذلك و تبيّنت الحق و عرفت من أمر أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ما علمت، تكلّمت و دعوت الناس إليه فبعثا إليّ و قالا: ما يدعوك إلى هذا؟ إن كنت تريد المال فنحن نغنيك، و ضمنا لي عشرة آلاف دينار، و قالا لي: كفّ ؛ فأبيت و قلت لهما: أنّا روينا عن الصادقين (عليهم السّلام) انّهم قالوا: إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل سلب نور الايمان و ما كنت لأدع الجهاد في أمر اللّه على كل حال، فناصباني و أضمرا لي العداوة .

يقول المؤلف: انّ هذه الرواية التي رواها يونس ذكرت بنحو آخر و هي كما قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) : إذا ظهرت البدع في أمّتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة اللّه و ملائكته و الناس أجمعين‏ .

و اعلم انّ الروايات في باب البدعة كثيرة منها ما روي: من تبسّم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم دينه‏ .

و روي: من أتى ذا بدعة فوقّره فقد سعى في هدم الإسلام‏ .

 و روى الراوندي عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله)انّه : من عمل في بدعة خلّاه الشيطان و العبادة و ألقى عليه الخشوع و البكاء .

عودا إلى ذكر يونس و روي انّه كان ليونس بن عبد الرحمن أربعون أخا يدور عليهم في كلّ يوم مسلّما، ثم يرجع إلى منزله فيأكل و يتهيّأ للصلاة ثم يجلس للتصنيف و تأليف الكتب‏ .

 يقول المؤلف: الظاهر انّ هؤلاء إخوانه في الدين و أراد يونس بهذا العمل ان يزور زيارة الأربعين، و روي أيضا عنه انّه قال: صمت عن الكلام عشرين سنة و سئلت عشرين سنة ثم أجبت يعني ان الناس سألوني و أجبت، هذا إذا كانت سئلت مبنيّة للمجهول، اما إذا كانت مبنيّة للمعلوم فيصير المعنى بانني سكتّ عشرين سنة و مدائح يونس كثيرة و يظهر من بعض الروايات ذمّ اصحابه له و نسبة الاقوال الفاسدة إليه و في رواية انّه قيل له: انّ كثيرا من هذه العصابة يقعون فيك و يذكرونك بغير جميل، فقال: أشهدكم أن كل من له في أمير المؤمنين (عليه السلام) نصيب فهو في حلّ مما قال.

و حكي إنّ يونس بن عبد الرحمن حجّ أربعا و خمسين حجة و اعتمر أربعا و خمسين عمرة و ألّف ألف جلد ردّا على المخالفين، و يقال انتهى علم الأئمة (عليهم السّلام) إلى أربعة نفر اوّلهم سلمان الفارسي و الثاني جابر و الثالث السيد و الرابع يونس بن عبد الرحمن، و عن الفضل بن شاذان قال: ما نشأ في الاسلام رجل من سائر الناس كان أفقه من الفارسي (رضي اللّه تعالى عنه) و لا نشأ بعده رجل أفقه من يونس بن عبد الرحمن.

و عن الشهيد الثاني: أورد الكشي في ذمّه نحو عشرة أحاديث و حاصل الجواب عنها يرجع إلى ضعف بعض سندها و جهالة بعض رجالها و اللّه أعلم بحاله.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.