أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-08
1038
التاريخ: 2024-04-20
761
التاريخ: 2023-03-27
934
التاريخ: 27-3-2021
1845
|
ومع أنَّ كل شيء يبدو الآن منسقا ومرتبًا على نحو معقول، فإنه بحلول عام ١٩٢٥ كانت نظرية الكم في حالة من الفوضى. لم يكن هناك طريق رئيسي ممهد للمضي: قدما، ولكن كان هناك بالأحرى الكثير من الأشخاص الذين يحاول كلٌّ منهم منفردًا أن يسلك طريقًا عبر الأدغال. كان كبار الباحثين يعرفون ذلك إلى حدٍّ كبير، وصرحوا بمخاوفهم وتوجساتهم على الملأ، إلا أن القفزة الكبرى كانت في طريقها إلى الحدوث، مع استثناء واحد، من الجيل الجديد الذي دخل عالم البحث العلمي بعد الحرب العالمية الأولى، وربما لهذا السبب كانوا منفتحين على الأفكار الجديدة. وقد علق ماكس بورن سنة ١٩٢٤ بأنه: «في اللحظة الراهنة، لا يسعُ المرء إلا الإدلاء ببعض التلميحات القليلة غير الواضحة»، وذلك في حديثه حول الطريقة التي يتعيَّن بها تعديل القوانين الكلاسيكية لتفسير الخصائص الذرية، وفي كتابه عن النظرية الذرية المنشور سنة ۱۹۲٥ وعد بورن بإصدار جزء ثان لإتمام المهمة، وهو الجزء الذي كان يظن أنه «سيظل غير مكتوب لعدة سنوات».(10) وبعد محاولة فاشلة من هايزنبرج لحساب تركيب ذرة الهليوم، كتب إلى باولي عام ۱۹۲۳ معلقا بقوله: «يا للتعاسة»، وهي العبارة التي كررها باولي في خطابه إلى سومرفيلد في يوليو من العام نفسه، قائلًا: «إن النظرية..... مع وجود أكثر من إلكترون واحد في الذرات، مدعاة كبيرة للتعاسة». وقد كتب باولي إلى كرونيج في مايو ١٩٢٥ قائلًا: «صارت الفيزياء الآن مضطربةً ومشوشةً من جديد»، وبحلول عام ١٩٢٥ كان بور نفسه متشائما مثلهم بشأن المشكلات العديدة التي أحدقت بنموذجه للذرة. وفي يونيو ١٩٢٦ كتب فيلهلم الذي كان قانونه عن الجسم الأسود بمثابة منصة وثب للقفزة التي قام بها بلانك نحو المجهول - إلى شرودنجر عن «لغز عدم اتصال الأعداد الكمية الصحيحة ونصف الصحيحة والاستخدام العشوائي للنظرية الكلاسيكية». كانت كل الأسماء الكبرى في نظرية الكم على دراية بهذه المشكلات، وكانوا جميعًا على قيد الحياة سنة ١٩٢٥ (باستثناء هنري بوانكاريه، وكان لورنتس وبلانك وجيه جيه طومسون وبور وأينشتاين وبورن لا يزالون يمضون قدما في طريقهم البحثي، بينما بدأ كل من باولي وهايزنبرج وديراك وآخرين يسطع نجمهم ويحققون شهرة كبيرة. كان أينشتاين وبور أبرز هذه الشخصيات، ولكن بحلول عام ۱۹۲٥ بدأ يكون لكلٍّ منهما آراء علمية مختلفة على نحو لافت. في البداية، كان بور من أقوى المعارضين للكم الضوئي، ثم عندما بدأ أينشتاين يهتم بدور الاحتمال في نظرية الكم، أصبح بور مؤيده الرئيسي. صارت الطرق الإحصائية (التي كان من دواعي المفارقة أن أينشتاين هو من أدخلها) حجر الزاوية في نظرية الكم، إلا أن أينشتاين كتب إلى بورن سنة ۱۹۲۰ يقول: «إنَّ مسألةَ السببية تُسبِّب لي الكثير من المتاعب، أيضًا ... علي أن أقر بذلك ... إنني أفتقر إلى الشجاعة التي تجعلني أفعل ما أراه صوابا». وقد استمر التحاور بين أينشتاين وبور حول هذا الموضوع على مدى خمس وثلاثين سنة، حتى وفاة أينشتاين. (11)
يصف ماكس جامير الوضع في بداية سنة ١٩٢٥ بأنه «مزيج يبعث على الأسى من الفرضيات والمبادئ والنظريات والأساليب الحسابية» (11) ولا بد من حل كل مشكلة في فيزياء الكم باستخدام الفيزياء الكلاسيكية أولا، ثم تنقيحها وإعادة صياغتها عن طريق إدخال الأعداد الكمية بقليل من التخمين الملهم وليس التفكير الفاتر. لم تكن نظرية الكمّ مستقلة بذاتها وكان يُعوزها الترابط المنطقي، إلا أنها ظهرت كما لو أنها كائن طفيلي على الفيزياء الكلاسيكية نبتة دخيلة بلا جذور. ولا عجب أن بورن قد رأى أن الأمر قد يستغرق منه سنواتٍ قبل أن يتمكن من كتابة جزئه الثاني الحاسم عن الفيزياء الذرية. وتوافقا مع القصة الغريبة لموضوعِ الكَم، فإنه خلال بضعة أشهر من الأيام المضطربة التي شهدتها بداية عام ۱۹٢٥، لم تُقدَّم إلى المجتمع العلمي المتحير نظريةٌ واحدةٌ عن الكم، بل نظريتان كاملتان ومستقلتان ومنطقيتان ولهما جذور راسخة.
هوامش
(10) Quotes in this section taken from the epilogue to volume 1 of Mehra and Rechenberg.
(11) The Conceptual Development of Quantum Mechanics, page 196.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|