نماذج من التصنيفات المناخية:

تعددت التصنيفات المناخية وتجاوز عددها 100 تصنيف، وقد طور غالبها من متخصصين غير مناخيين (193, Grif) ، وتتفاوت في أهدافها والاسس التي اعتمدت عليها ودرجة تعقيدها، وفي انتشارها. ويعتبر تصنيف كوبن أكثر التصنيفات شيوعا وانتشارا في العالم لبساطته واعتماده على عناصر مناخية يمكن الحصول عليها كالحرارة والامطار.

تصنيف كوبن: ينسب التصنيف الى عالم النبات والمناخ العالم الألماني فلاديمير كوبن، وقد صنف مناخ العالم في بداية القرن العشرين (1918) الى عدد من الاقسام المناخية، وقد طوره فيما بعد في عامي 1931 و 1936. وقد أستخدم كوبن في تصنيفه معدل عنصري المناخ الحرارة والامطار، وهي الاسهل قياسا والاكثر توافرا في العالم. وتعتبر الحرارة والامطار أهم العناصر المناخية أثرا على الانسان والحيوان والنبات والتربة وشكل سطح الأرض, وقد عمل كوبن حدود تصنيفه المناخي لتنطبق مع خارطة توزيع النبات حسب تصنيف النبات الذي طور من قبل عالم النبات السويسري الفونز دي كاندل ، ولذا فان حدود تصنيف كوبن خطوط نباتية، وميزة أخرى تضاف لمزايا تصنيف كوبن أنه تصنيف تعميمي وصفي يمكن تطبيقه على أي منطقة في العالم حيث أنه يحتاج فقط لبيانات الحرارة والامطار. ويعتبر تصنيف كوبن مهم للجغرافيين لربطه بين عنصري المناخ (الحرارة والامطار) والنبات الذي يتأثر كثيرا بالحرارة والرطوبة، كما أنه بسيط وسهل يمكن رسم خارطة توزيع له على جميع المقاسات.

ولتصنيف كوبن الكثير من المزايا التي تجعله الاكثر انتشارا في العالم الا أنه يوجد عليه بعض الملاحظات التي برزت عند التطبيق على العالم، وقد لاحظها كوبن وغيره من العلماء وحاولوا تعديلها وتلافيها. ومن الملحوظات التي واجهت تصنيف كوبن أنه أعتمد فقط على المعدل الشهري للحرارة والامطار، والمعدلات كما هو معروف تعطي تقدير تقريبي غير دقيق لعنصر المناخ. وتجاهل كوبن من أجل تبسيط التصنيف تأثير العناصر الجوية الاخرى كالرياح، السحب، كثافة الامطار، والتطرف الحراري. ويعتبر تصنيف كوبن تصنيف تجريبي و ليس أصولي، ولذا فانه يتعامل مع حقائق أو ملاحظات وليس مع الاسباب التي أدت الى وجود هذا النوع من المناخ.