أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-27
1388
التاريخ: 2024-05-06
516
التاريخ: 10-4-2022
2732
التاريخ: 8-6-2022
3492
|
من ترجمة ابن العطار
وقال الفتح في ترجمة الأديب أبي القاسم ابن العطار، ما صورته (1) :
هو أحد أدباء إشبيلية ونحاتها، العامرين لأرجاء المعارف وساحاتها، ولولا مواصلة راحاته، وتعطيل بكره وروحاته، وموالاته للفرج، ومغالاته في عرف للأنس أو أرج (2) ، لا يعرج إلا على ضفة نهر، ولا يلهج (3) إلا بقطعة
(650)
زهر، ولا يحفل بملام، ولا يتنقل (4) إلى في طاعة غلام، ناهيك من رجل مخلوع العنان في ميدان الصبابة، مغرم بالحسان غرام يزيد بحبابة، لا تراه إلا في ذمة انهماك، ولا تلقاه إلا في لمة انتهاك، رافعا لرايات الهوى، فارعا لثنيات الجوى، لا يقفر فؤاده من كلف، ولا يبيت إلا رهن تلف، أكثر خلق الله تعالى علاقة، وأحضرهم لمشهد خلاقة (5) ، مع جزالة تحرك السكون وتضحك الطير في الوكون، وقد أثبت له ما يرتجله (6) في أوقات أنسه وساعاته، وينفث (7) به أثناء زفراته ولوعاته، فمن ذلك ما قاله في يوم ركب فيه النهر على عادات انكشافه، وارتضاعه لثغور اللذات وارتشافه (8) :
عبرنا سماء النهر والجو مشرق ... وليس لنا إلا الحباب نجوم
وقد ألبسته الأيك برد ظلالها ... وللشمس في تلك البرود رقوم وله فيه:
مررنا بشاطي النهر بين حدائق ... بها حدق الأزهار تستوقف الحدق
وقد نسجت كف النسيم مغاضة ... عليه وما غير الحباب لها حلق وله:
هبت الريح بالعشي فحاكت ... زردة للغدير ناهيك جنه
وانجلى البدر بعد هدء فصاغت (9) ... كفه للقتال منه أسنه
(651)
وقوله (10) :
لله بهجة منزه ضربت به ... فوق الغدير رواقها الأنشام
فمع الأصيل النهر درع سابغ ... ومع الضحى يلتاح منه حسام وله:
ما كالعشية في رواء جمالها ... وبلوغ نفسي منتهى آمالها
ما شئت شمس الأرض مشرقة السنا ... والشمس قد شدت مطي رحالها
في حيث تنساب المياه أراقما ... وتعيرك الأفياء برد ظلالها وله:
لله حسن حديقة بسطت لنا ... منها النفوس سوالف ومعاطف
تختال في حلل الربيع وحليه ... ومن الربيع قلائد ومطارف
__________
(1) القلائد: 284 (قلت: وانظر ترجمة أبي القاسم ابن العطار في المغرب 1: 254).
(2) ك: عرف الأنس والأرج.
(3) ك: ولا يبتهج.
(4) القلائد: ينتقل عن المدام، وفي ق ج ط: لم يحفل بملام ولم يتنقل إلا... إلخ.
(5) ج: خلافة؛ وقد أثبتها دوزي في ملحق المعاجم " خلافة " عن القلائد، وقال: كأنها تعني (Reunion de debauches).
(6) هذه رواية ق ج ط والقلائد؛ وفي ك: مما ارتجله.
(7) هذه رواية ج ط ق والقلائد؛ وفي ك: ونفث.
(8) انظرهما أيضا في المغرب 1: 254.
(9) ق ط ج: بعد هذا فحاكت.
(10) هذه الأبيات متقدمة في القلائد على القطعتين اللتين قبلها، وانظر المغرب 1: 254.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
في مستشفى الكفيل.. نجاح عملية رفع الانزلاقات الغضروفية لمريض أربعيني
|
|
|